وزير التعليم العالي يشهد فعالية التميز في البحث العلمي مستقبل الإنتاج المعرفي بالعاصمة الإدارية
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي الفعالية التي نظمتها هيئة فولبرايت فى مصر بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تحت عنوان (التميز في البحث العلمي مستقبل الإنتاج المعرفى في مصر) بحضور د. ماجي نصيف المدير التنفيذي لهيئة فولبرايت، د. ياسر رفعت نائب الوزير لشئون البحث العلمى، د.
وفى بداية الفعالية، أعرب د.أيمن عاشور عن سعادته بمشاركة هذا التجمع من علماء مصر المتميزين، لافتًا إلى أنه يعد أول مرة تشهد فعالية هذا العدد الهائل من العلماء الذين تفخر بهم مصر لما حققوه من مراكز عالمية متقدمة بقائمة ستانفورد، مؤكدًا أن البحث العلمي هو أساس قاطرة التنمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالدولة فى الفترة القادمة، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الفعالية هو بناء اقتصاد المعرفة، وتحويل الابتكار إلى مشروعات يمكن تطبيقها، مؤكدًا أن دور البحث العلمي في تحقيق الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي يتمثل في رفع عدد وجودة الأبحاث، ربط البحوث التطبيقية بالجهات المعنية بالتطبيق والاستفادة من مخرجاتها، وتوجيه المشروعات الممولة لخدمة احتياجات المجتمع، واعتماد المعامل البحثية، مشيدًا بحجم النشر العلمي لمصر والذى وصل إلى المركز 24 عالميًا في العام 2023 وفقًا لسيماجو المتاح ضمن قواعد بيانات إلسيفير، مؤكدًا حدوث طفرة هائلة في تصنيف الجامعات والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية المصرية بالتصنيفات الدولية.
وأشار الوزير إلى معايير ترتيب الباحثين الذين تم إدراجهم في تصنيف ستانفورد وفقًا لعدد الاستشهادات، والمعامل قياس الإنتاجية «H-Index، والتأليف المشترك. كما قام فريق العمل ببنك المعرفة المصري بالاستعانة ببيانات السيفال المقدمة من إلسيفير لإعادة رؤية هذا التصنيف من خلال ليس فقط حجم أبحاثهم فترة إنجاز الأبحاث منذ بداية النشر حتى عام 2023، ونسبة الاستشهادات من إجمالى إنتاج الباحث، وعدد الأبحاث بالمشاركة مع باحثين أجانب، وعدد الأبحاث المنشورة فيQ1، لافتًا إلى معايير ترتيب الباحثين الذين تم إدراجهم فى تصنيف ستانفورد طبقًا لجودة أبحاثهم مع الاخذ في الاعتبار تأثير الاقتباس المرجح بمجال الاختصاص.
وخلال الفعالية، استعرض د.أيمن عاشور خطة الوزارة نحو إنتاج المعرفة، والتى تتضمن: خطة العمل لإطلاق الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، ومبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، ودور البحث العلمي في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل لجنة الحكماء وعقد عدة جلسات لمناقشة الاستراتيجية، مؤكدًا أننا نستهدف تحقيق تعليم عالى نحو تنمية شاملة من خلال رفع جودة التعليم، رفع جودة البحث العلمي وتطبيقاته، جاهزية الخريج لسوق العمل، الابتكار وريادة الأعمال، بناء اقتصاد المعرفة، تعزيز التعاون الدولى، دور التعليم في خدمة المجتمع، لافتاً إلى أنه تم عرض الإستراتيجية على مجلس النواب، ومجلس الشيوخ بهدف دراسة أبعاد الرؤية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي وآليات التنفيذ والخطط الزمنية.
وأكد الوزير على الدور الحيوى للعلماء والباحثين في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، من خلال الاستمرار في زيادة إنتاج الأبحاث ضمن خطط الدولة مع التأكيد على الدخول بالمشروعات البحثية الممولة، وعمل الشراكات البحثية مع العديد من الجامعات بالأقاليم المختلفة، بالإضافة إلى عمل الأبحاث المشتركة مع الباحثين بالجامعات الأجنبية، ووضع خطط لنشر إنتاجهم العلمى لزيادة الاستشهادات.
وأشار د. عاشور إلى أن هناك 7 أقاليم جغرافية على مستوى الجمهورية، هى(إقليم القاهرة الكبرى، إقليم الإسكندرية، إقليم الدلتا، إقليم قناة السويس، إقليم شمال الصعيد، إقليم أسيوط، إقليم جنوب الصعيد)، موضحًا أن المدخل الإقليمي يعتمد على فهم الأنشطة التنموية في الأقاليم الجغرافية بالجمهورية وفقًا لرؤية مصر 2030، ودراسة تأثير البعد الاقتصادي وفرص العمالة المرتبطة بكل إقليم، ودراسة البرامج الأكاديمية المطلوبة في لخدمة الأنشطة الاقتصادية، مضيفًا أن الأنشطة الاقتصادية بكل إقليم فى مجالات الزراعة، الصناعة والتعدين، السياحة، التجارة والخدمات، العمران.
وأكد د. أيمن عاشور أن الجيل الرابع من الجامعات يعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتى تشمل (التعليم، البحث العلمي، الربط مع سوق العمل، الابتكار والإبداع)، مشيرًا إلى أن المبادئ السبعة للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، هى(التكامل، التخصصات المتداخلة، الاتصال، المشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، الريادة والإبداع)، مشيدًا بإطلاق التحالفات التعليمية بكل إقليم، وهى تحالفات بين المؤسسات التعليمية المختلفة للتكامل مع احتياجات الإقليم، بحيث يتحقق التكامل بين مؤسسات التعليم من خلال التحالفات الإقليمية، والتكامل مع الأقاليم بتلبية احتياجاتها الحالية والمستقبلية، وكذلك التكامل مع سوق العمل والأنشطة الاقتصادية المحلية والدولية وتلبيتها من خلال بناء منظومة تدعم البرامج البينية.
وأكد الوزير على أهمية التعاون مع كبرى الجامعات العالمية، مطالبًا العلماء والباحثين المشاركين فى الفعالية بالعمل فى أبحاث ومشروعات بحثية مشتركة مع باحثين عالميين فى التخصصات المتداخلة بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتلبية احتياجات سوق العمل، مشيرًا إلى بعض النماذج العالمية للبرامج البينية المشتقة من مختلف مجالات العلوم الإنسانية، والطبيعية، والتكنولوجية، والتى تقوم على دمج أكثر من تخصص في برنامج واحد يعرف بالبرنامج البينى لتأهيل خريج له قدرة على حل مشكلات المجتمع، مؤكدًا أنه جار إعادة هيكلة المجالس العليا للجامعات بأنواعها المختلفة وتوحيد قانون تنظيم الجامعات ليكون ذو رؤية شاملة تخدم مفاهيم البرامج البينية، فضلاً عن إعادة هيكلة لجان القطاع التخصصية والتى تصل إلى 25 قطاعًا تخصصيًا، موضحاً أن الهدف من التغير الهيكلى هو خدمة مفاهيم البرامج البينية والتكامل مع السوق المحلى والإقليمي والدولي.
وأشار د. أيمن عاشور إلى خطة التدريب لأعضاء هيئة التدريس على فكر البرامج البينية، مؤكدًا الاستمرار في تقديم البرامج التدريبية للباحثين بالجامعات الحكومية، فضلاً عن التوسع العلوم البينية وإنشاء وتحديث اللوائح الخاصة بالبرامج البينية بالجامعات الحكومية والأهلية، مشيرًا إلى محور الاستدامة الذي يشمل الاستدامة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمستوى البيئي.
وفى ختام كلمته، أكد الوزير على دور التعليم العالي والبحث العلمي فى المشاركة في بناء الاقتصاد والمجتمع، مشيرًا إلى أن يكون للتعليم دور فاعل في المشروعات على أرض الواقع من خلال بناء ظهير استثمارى قوى، مشيداً بدور الجامعات المصرية في خدمة المجتمع، لافتًا إلى مشروع تصنيع سيارة كهربائية مصرية كنتاج لاحد المشروعات البحثية الممولة من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، مضيفًا أنه سيكون لكل إقليم وادى للعلوم والتكنولوجيا متخصص حسب الاحتياجات الخاصة بكل إقليم والأنشطة الاقتصادية التي يركز عليها التحالف الإقليمي، لافتًا إلى أن مسابقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للابتكار والتعاون بين الجامعات والصناعة، وكذلك (أوليمبياد الابتكار المصرية)، وهى أكبر مسابقة جامعية لاكتشاف ودعم المبتكرين ورواد الأعمال في مصر بإجمالى تمويل يصل إلى 100 مليون جنيه.
ومن جانبها، أكدت د. ماجى نصيف على التعاون المستمر والمثمر مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرة إلى أن هيئة فولبرايت مصر هي أكبر وأقدم برنامج فولبرايت في إفريقيا والشرق الأوسط برئاسة د. أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والسفير الأمريكي في مصر كرئيساً شرفياً، ولها أكثر من ٨٠٠٠ خريج في المجالات والقطاعات المختلفة، مشيدة باستضافة الهيئة فى هذه الفعالية أكثر من 360 باحثًا من العديد من المجالات ضمن الأعلى تقييمًا من مصر علي مستوي العالم، مؤكدة أن الهيئة تفخر بدعم رؤية وزارة التعليم العالي في مجال البحث العلمي والاختراع والابتكار والتصنيع والتسويق بما يتفق مع أهداف مصر للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
واستعرضت المدير التنفيذي لهيئة فولبرايت نماذج التعاون بين الهيئة والمحافظات المصرية، والتى تضمنت تنظيم زيارات ميدانية لهذه المحافظات، وعقد ورش عمل للتعريف بمنح فولبرايت، مشيرة إلى التعاون مع محافظات (أسوان، دمياط، الشرقية)، مؤكدة استمرار التعاون مع محافظات أخرى، موضحة أن الهيئة أطلقت مبادرة هيئة فولبرايت للدمج والإتاحة لتشجيع الأشخاص ذوي الهمم علي التقديم علي منح فولبرايت من خلال أنشطة للتوعية تقوم بها في جميع أنحاء الجمهورية للتواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، ولضمان وصول كافة المعلومات عن فرص فولبرايت وكيفية التقديم عليها.
وأشارت د. ماجي نصيف إلى تنظيم الهيئة مجموعة من المتطوعين من خريجي الهيئة؛ لتنظيم ورش عمل من خلال أنشطة تنظمها الهيئة لتدريب الشباب على اللغة الإنجليزية، وكتابة المقترحات العلمية ومهارات التواصل وعرض المشروعات من خلال التعاون مع الجامعات والمحافظات المختلفة.
ومن جانبه، أكد فريق فولبرايت أن الهيئة تدعم خطة مصر للتنمية، ومشروعات مصر القومية من خلال التعاون مع عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية ومنها: وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة الصحة، ووزارة التنمية المحلية، ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وصندوق تطوير التعليم، والهيئة الاقتصادية لقناة السويس، والمتحف المصري الكبير، والمتحف القومي للحضارة المصرية، بالإضافة إلى عدد من الجامعات المصرية، ومنها: جامعات (بني سويف، الإسكندرية، القاهرة الجديدة التكنولوجية، وبنها) وغيرها، فضلاً عن استضافة خبراء أمريكيين لدعم مجهودات هذه المؤسسات في مختلف المجالات.
ومن جانبها، أكدت د. عبير الشاطر مساعد الوزير للشئون الفنية أن الفعالية تتماشى مع مبادئ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمى، وتنفيذ محاورها وخاصة تحقيق محور المرجعية الدولية فى المنتج العلمى الصادر عن الجامعات والمراكز والهيئات البحثية، مشيدة بتميز علمائنا فى قائمة ستانفورد، والمشاركة الفعالة فى تحديد الموضوعات ذات الأولوية بما يخدم أهداف التنمية المستدامة للدولة (رؤية مصر 2030) وتوسيع دائرة التعاون البحثى بالتعاون مع كبرى الجامعات العالمية والباحثين العالميين فى مختلف المجالات مثل الذكاء الاصطناعى، فضلاً عن تحديد مسارات التمويل المقدمة من فولبرايت بما يسهم فى تحقيق أولويات التنمية الشاملة للدولة.
وعلى هامش الفعالية، عقدت ورشة عمل بين العلماء المتميزين المدرجين بقائمة ستانفورد لوضع مقترحاتهم فى مختلف المجالات والتخصصات العلمية بما يسهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، وخلصت الحلقات النقاشية إلى العديد من المشروعات البحثية التي يمكن نقلها إلى الصناعة.
كما ناقشت الجلسات المؤسسات البحثية التي يمكن أن يستفيد الباحثون المصريون من خبراتهم وإجراء بحوث مشتركة في مجالات مثل تحديات تغيرات المناخ والطاقة والأمن الغذائي وتكنولوجيا المعلومات بالإضافة إلى مسارات التمويل المقدمة من الفولبرايت تم الإشارة إلى مبادرة Green Energy لتمويل مشاريع دولية في مجالات ذات أولوية للوطن مثل الطاقة الخضراء واستخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات الطب مثل AI for drug discovery بالمشاركة مع مراكز عالمية متخصصة في هذه المجالات. واقترحت المناقشات أن يشكل كل مشروع اتحادًا يضم أعضاء من الصناعة والجامعات في مصر والمنظمات الدولية.
وأشار الوزير إلى إمكانية تغطية نفقات السفر للباحثين الدوليين المشاركين من خلال جهات المقدمة للدعم داخل مصر.
كما عقدت ورشة عمل بين د.أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمي والسادة رؤساء الجامعات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التعلیم العالی والبحث العلمی أهداف التنمیة المستدامة وزارة التعلیم العالی هیئة فولبرایت مساعد الوزیر وزیر التعلیم البحث العلمی تحقیق أهداف التعاون مع أیمن عاشور لافت ا إلى مؤکد ا أن فی تحقیق من خلال فی مصر
إقرأ أيضاً:
ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية.. عقد جلسة نقاشية حول تعزيز قدرات البحث العلمي والابتكار من خلال الشراكات
جاء ضمن فعاليات ملتقى الجامعات المصرية الفرنسية، الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، وتحت رعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والسيد فيليب بابتيست وزير التعليم العالي والبحث الفرنسي، تم تنظيم جلسة نقاشية رفيعة المستوى حول تعزيز قدرات البحث العلمي والابتكار من خلال الشراكات.
وإطلاق أضخم اتفاق إطاري للشراكة الدولية بين البلدينوفي كلمته، أكد الدكتور وليد الزواوي، أمين مجلس المراكز والمعاهد والهيئات البحثية، قوة العلاقات المصرية الفرنسية، والتي شهدت زخمًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة من خلال أحداث وفعاليات مثل عام (مصر-فرنسا) 2019، وإطلاق أضخم اتفاق إطاري للشراكة الدولية بين البلدين، وأخيرا توقيع 42 بروتوكول تعاون خلال هذا الملتقى.
وأشار الدكتور الزواوي إلى أن العلاقات بين البلدين في مجال دعم البحوث جيدة للغاية، لافتًا إلى أن المؤسسات البحثية في مصر تُشجَّع باستمرار على التقارب مع نظيراتها الفرنسية من خلال مشروعات علمية مشتركة، خاصة أن الثقافات بين البلدين متقاربة، والتعاون مع فرنسا دائمًا ما يتم في مناخ يتميز بالسهولة والتفاهم المشترك.
وأضاف: "بصفتي أمينًا عامًا لمجلس المراكز والمعاهد البحثية، فإننا بدأنا منذ عشرين عامًا تعاونًا علميًا مثمرًا مع الجانب الفرنسي، وتحديدًا من خلال المركز القومي للبحوث، وقد ساهم ذلك في ترسيخ علاقات بحثية مستدامة بين البلدين".
كما نوّه إلى دور المعهد الفرنسي منذ نشأته في دعم المنح العلمية للباحثين المصريين، إلى جانب نشر الثقافة واللغة الفرنسية، مؤكدًا أهمية دعم الأبحاث التي تخدم رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة. وشدد على تعظيم الاستفادة من المنح البحثية المقدمة من الجانب الفرنسي، وتشجيع الباحثين الشباب على تنفيذ مشروعات طموحة مشتركة بالاستفادة من فرص التعاون الدولي.
ومن جانبه، قدّم الدكتور ولاء شتا، الرئيس التنفيذي لهيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار، عرضًا حول جهود الهيئة، مشيرًا إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي تعكس فهمًا عميقًا لمكانة مصر العلمية، ومثمنًا هذا الاهتمام في تعزيز العلاقات المشتركة، موضحًا أن الهيئة تركز في عملها على رفع جودة البحث العلمي، لافتًا إلى الطفرة الكبيرة التي حققتها مصر في النشر الدولي خلال السنوات العشر الأخيرة، وتأثير هذه المشروعات البحثية على المجتمع.
وأوضح رئيس الهيئة جهود الهيئة في دعم مشروعات بحثية تخدم المجتمع خاصة في مجالات الصحة الواحدة، والطاقة المتجددة، والزراعة، مع اهتمام خاص حاليًا بـ"الزراعة الذكية" واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هناك لجنة مصرية فرنسية مشتركة تعمل على تحديد الأولويات البحثية التي تخدم احتياجات المجتمع المصري، وشدد على تميز الباحثين المصريين في مجالات تحظى بأهمية عالمية مثل التراث والتنوع البيولوجي والبيئي، مما يعزز من قدرتها على بناء شراكات دولية فعالة.
وأكد الدكتور ولاء شتا، ضرورة الاهتمام بتيسير كافة الجوانب للباحثين بما يمكنهم من التركيز على العمل البحثي وتقديم إنتاج علمي متميز، موضحًا اهتمام الهيئة بدعم مشروعات مشتركة بين الباحثين المصريين والفرنسيين، وتشجيع الأساتذة الفرنسيين على القيام بزيارات علمية قصيرة إلى مصر لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الأكاديمي.
في السياق ذاته، أكدت البروفيسورة آن فرايس، رئيسة جامعة بول فاليري مونت بيليه، أهمية العلوم الإنسانية في تعزيز العلاقات الأكاديمية بين البلدين، مشيرة إلى أن جامعتها تُعد من المؤسسات الرائدة في العلوم الإنسانية والآداب، لافتة إلى الأثر الاجتماعي والاقتصادي للعلوم الإنسانية، خاصة من خلال الصناعات الإبداعية، إلى جانب دورها في إنتاج معارف جديدة تُسهم في تطوير العلوم الأخرى، وتحسين جودة حياة الأفراد.
كما أعربت عن تفاؤلها بما تم توقيعه من اتفاقيات خلال الملتقى، معتبرة إياها فرصة لتعزيز التعاون وتوحيد الجهود وتنمية العلاقات الدولية.
واختتمت كلمتها بتحية خاصة لمشاركة المرأة في الجامعات المصرية، مشيدة بأن 53% من مجتمع الجامعات المصرية من النساء، داعية إلى دعم وتشجيع الباحثات في مختلف المجالات الأكاديمية، وكذلك دعم الفئات الأكثر احتياجًا مثل ذوي الإعاقة.
كما تحدثت الدكتورة نهى جمال سيد، أستاذة العمارة بكلية الهندسة في جامعة عين شمس، عن تجربة التعاون الأكاديمي بين مصر وفرنسا، من خلال الاتفاقيات المشتركة التي عقدتها الجامعة مع الجانب الفرنسي والتي تهدف إلى تطوير مناهج كلية الهندسة وإنشاء مختبرات بحثية مشتركة، مما ساهم في تحسين العديد من المجالات الأكاديمية والبحثية، مؤكدة على الدور المحوري لهذا التعاون في مواجهة التحديات العالمية مثل جائحة كوفيد-19، وتعاون البلدين في دراسة تأثير الضوضاء على جودة الحياة وتطوير العمارة بشكل مستدام.
واستعرض الجزء الثاني من الجلسة النقاشية الاحتفاء ببرنامج التعاون المصري الفرنسي "إيمحوتب"، وذلك بمناسبة مرور 20 عامًا على البرنامج الذي ساهم في بناء قدرات شباب الباحثين كأحد أبرز برامج التعاون المصرية الفرنسية التي شهدت نجاحًا بارزًا في تحقيق هدفها المتعلق ببناء قدرات الباحثين.
وفي كلمتها استعرضت الدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، الدور المحوري للأكاديمية كملتقى للباحثين من مختلف التخصصات وجهودها المتميزة في توجيه طلاب المدارس نحو العلوم من خلال برنامج "جامعة الطفل"، مشيرة إلى أن مصر هي العضو الوحيد غير الأوروبي في البرنامج الأوروبي لدعم طلاب المدارس، إلى جانب دعم تمكين المرأة وشباب الباحثين.
وأوضحت الدكتورة جينا الفقي جهود التعاون التي تقوم بها الأكاديمية مع العديد من الجهات الدولية، فضلًا عن توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية، وعلى رأسها مشروع "إمحوتب" مع فرنسا، والذي يمثل علامة فارقة في تبادل الخبرات والثقافات العلمية بين البلدين على مدار عقدين من الزمن، معربة عن تطلع الأكاديمية إلى تعزيز هذا التعاون وتوسيع قاعدة المشاركين في البرنامج ليشمل المزيد من الهيئات البحثية. وقدمت الدعوة للباحثين لمتابعة الفرص التي تقدمها الأكاديمية للحصول على فرص للتدريب أو منح بحثية.
ومن جانبها، أشادت الدكتورة إيناس مازن، الباحثة في علم الوراثة بالمركز القومي للبحوث، بالتجربة الثرية التي اكتسبتها من خلال عملها في فرنسا، وأبرزت ضرورة التعاون المصري الفرنسي في تعزيز مكانة مصر كبوابة للبحوث ونقل المعرفة والتكنولوجيا في إفريقيا والشرق الأوسط.
وقدمت الدكتورة إيناس مازن عرضًا حول آليات تأسيس تعاون بحثي دولي فعال، مؤكدة على ضرورة تحديد مجالات الاهتمام المشترك والأهداف والمؤسسات الشريكة، وضمان الالتزام بالقوانين في كلا البلدين، ووضع خطط تنفيذ واضحة ونشر النتائج، وكذلك التركيز على تقديم التدريب الكافي للباحثين الشباب، وتشجيع زيارات الباحثين الفرنسيين لتبادل الخبرات وإنشاء شبكات علمية في المجالات الحديثة مثل الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى إنشاء منصات رقمية لدعم تبادل المعرفة والتكنولوجيا.
وخلال الجلسة، تم استعراض قصص نجاح باحثين مصريين وفرنسيين شاركوا في برنامج "إمحوتب" والإنجازات الهامة التي حققوها من خلاله.
واستعرض الدكتور سيدريك كوران، مدير بحث بالمعهد الوطني للصحة والبحث الطبي وباحث رئيس ببرنامج "إمحوتب"، بداية التعاون في مجال طب الأورام، مؤكدًا على الهدف المشترك في استقدام خبرات متكاملة، ومشيرًا إلى أن أولى الإنجازات تمثلت في طباعة المجلات العلمية وتنظيم حلقات العمل وتشجيع التدريب والأبحاث المبتكرة.
من جهته، أعرب الدكتور أيمن متولي، مدير بحث بالمركز القومي للبحوث وباحث رئيسي ببرنامج "إمحوتب"، عن سعادته بالمشاركة في البرنامج، معربًا عن أمله في تحقيق المزيد من الإنجازات من خلال برنامج "إمحوتب" الذي يمثل أهمية قصوى لشباب الباحثين لاستكمال مسيرتهم العلمية.
وأعربت الدكتورة أميرة سمبل عميدة كلية الصيدلة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، "منسق الجلسة"، أن هذه المناقشات تؤكد عمق علاقات التعاون البحثي بين مصر وفرنسا، والتي تسعى دائمًا للعمل وفقًا للاهتمامات الإستراتيجية التي تربط البلدين وتنطلق من تاريخهما الحضاري والثقافي، مشيرة للتعاون المثمر في مجال حماية الآثار على وجه الخصوص.