متبرع من الكويت ينقذ حياة مريضه مُقيمه بأبوظبي عانت فشل حاد بالكبد
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
في مثال رائع للتميز الطبي والتعاون الإقليمي، مُنحت مقيمه في دولة الإمارات تبلغ من العمر 43 عامًا فرصة جديدة للحياة بعد إجراء عملية زرع كبد عاجلة لها في مدينة برجيل الطبية بأبوظبي، حيث أصيبت المريضة التي تقيم بالدولة منذ 14 عامًا، فجأة بإصابة في الكبد تطورت سريعاً لتصل إلى فشل حاد في الكبد، وبفضل التعاون الطبي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، تم تحديد كبد متوافق من دولة الكويت، وفي غضون 48 ساعة حرجة، سهّلت الجهود التنسيقية لمدينة برجيل الطبية واللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء التابعة لوزارة الصحة ووقاية المجتمع والجهات الإقليمية المختصة في البلدين ودائرة الصحة في أبوظبي هذه المهمة، لإنقاذ حياة المريضة التي كانت مهددة بالموت، فيما استغرقت العملية 14 ساعة متواصلة تكللت بالنجاح.
وقال الدكتور ريهان سيف، استشاري الجراحة العامة و مدير برنامج زراعة الأعضاء المتعددة في مدينة برجيل الطبية:” لقد تم استقبال )نور) وهي تعاني من إصابة حادة في الكبد بسبب التهاب الكبد المصلي الذي سرعان ما تطور إلى فشل الكبد الحاد، و تعد إدارة مثل هذه الحالة أمرًا صعبًا للغاية بسبب التقدم السريع للمرض والمضاعفات الشديدة اضافة لإجراء عملية الزرع، لكن المريضة استوفت معايير إجراء عملية زرع كبد عاجلة للغاية وتم العمل على الفور”.
وتفصيلاً، كان الفريق الطبي بمدينة برجيل الطبية، قد تواصلوا مع اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء، لإبلاغهم بضرورة إجراء عملية زراعة كبد عاجلة، ونظرًا لعدم توفر متبرعين محليين مناسبين من الناحية الطبية، قامت اللجنة بتوسيع نطاق البحث ليشمل منطقة مجلس التعاون الخليجي بأكملها.
ويوضح الدكتور ريهان، أن المرضى الذين يعانون من فشل الكبد الحاد معرضون لخطر الإصابة باليرقان الشديد والنزيف والاعتلال الدماغي (ضعف عصبي) والالتهابات وفشل الأعضاء المتعدد، حيث ظهر اليرقان على المريضة ثم بدأ فشل الكبد الحاد يؤثر على دماغها، لافتاً إلى أن هذه الحالة تنطوي على خطر وفاة مرتفع جدًا يتجاوز 80٪ إذا لم يتم إجراء عملية زرع كبد خلال 48 ساعة بمجرد استيفاء المعايير، لذا كان من الضروري العثور على متبرع متوافق وإجراء عملية الزرع في أسرع وقت ممكن.
التخطيط والتنفيذ الدقيق
وفي سباق مع الزمن تم الإخطار بوجود كبد متبرع به من شخص متوفى دماغياً في الكويت، وتم اتخاذ إجراءات سريعة لتسهيل عملية الزرع، ولعبت اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء في دولة الإمارات، دوراً محورياً من خلال التنسيق لتوفير طائرة خاصة لنقل الكبد من الكويت إلى أبوظبي، حيث كان التخطيطً والتنسيق للأمر ليس سهلاً في ضوء تعدد الفرق والجهات المنسقة بين الدولتين و بالنظر لضيق الوقت المتبقي لإنقاذ حياة المريضة، فيما سافر الدكتور جوراب سين استشاري الجراحة العامة وزراعة الكبد، إلى الكويت لاستلام الكبد المُتبَرع به، بينما قام الدكتور ريهان سيف والدكتور جونز شاجي ماثيو جراح زراعة الأعضاء، بتهيأة المريضة لعملية الزراعة في مدينة برجيل الطبية BMC وتم نقل الكبد بنجاح من الكويت إلى المستشفى بأبوظبي، حيث كان الفريق الجراحي جاهزاً لإجراء العملية المنقذة للحياة، وكان الدكتور رامامورثي باسكاران استشاري تخدير زراعة الأعضاء أيضًا جزءًا من الفريق الطبي.
وقال الدكتور جونز:” كان علينا التأكد من أن التوقيت كان دقيقًا لتقليل الوقت الإقفاري وهي الفترة التي يكون فيها الكبد خارج الجسم، كان هذا أمرًا بالغ الأهمية لنجاح عملية الزرع”.
وبمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالإعضاء الذي يأتي في الـ 13 من أغسطس، شدد الدكتور ريهان سيف على أهمية وضرورة الكشف المبكر عن فشل الكبد الحاد والإحالة للطبيب المتخصص بزراعة الأعضاء في الوقت المناسب، حيث أن سرعة التعامل مع مثل هذه الحالات، يمكن أن يحدث الفرق بين الحياة والموت، موضحاً أن عملية الزراعة الناجحة هذه لاتسلط الضوء فقط على قدرات مدينة برجيل الطبية في جميع أنواع زراعة الكبد وقدرتها على التعامل مع التدخلات الطبية الحرجة فحسب، بل تؤكد أيضًا على أهمية التعاون الإقليمي في زراعة الأعضاء، فيما شكر الدكتور ريهان وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ودائرة الصحة في أبوظبي، واللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء، وسفارة الكويت، ومطارات أبوظبي على دعمهم السريع.
الطريق للتعافي
بعد عملية الزرع، تعافت نور بشكل واضح وبدأ الكبد الجديد في العمل، وقد غادرت المستشفى وتواصل المتابعة المستمرة مع طبيبها بين فترة وأخرى.
لعبت الأسرة الإماراتية التي تعمل لديهم المريضة دورًا مهمًا، حيث ساعدوا في سرعة حصولها على رعاية طبية فورية وقدموا لها الدعم اللازم.
وقال أحد أفراد العائلة الإماراتية التي تعمل لديهم المريضة:” إنها بمثابة أحد أفراد العائلة بالنسبة لنا، ونحن ممتنون لمدينة برجيل الطبية والفريق الطبي والإداري وكل من شارك في رعايتها، لقد كانت الاستجابة السريعة والعلاج الذي تلقته استثنائيين”.
ومن جهتها، قالت شقيقة المريضة التي حضرت إلى الدولة لمساندة شقيقتها:” ما حدث لها كان بمثابة صدمة كاملة لنا، ومع ذلك فإن الدعم والرعاية التي تلقتها من خلال الجهود التعاونية للأطباء والجهات المشاركة في هذا الإنجاز كانت رائعة وقاموا بتقديم كافة أوجه الدعم الطبي والنفسي، حتى عادت إلى حياتها الطبيعية”.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مدینة برجیل الطبیة زراعة الأعضاء عملیة الزرع إجراء عملیة
إقرأ أيضاً:
برلماني: قانون المسؤولية الطبية خطوة تنظيمية لحفظ حياة المريض وكرامة مقدمي الخدمة
أكد الدكتور جمال أبوالفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن موافقة مجلس الشيوخ، خلال جلسته العامة، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، من حيث المبدأ على مشروع القانون المقدم من الحكومة بشأن المسؤولية الطبية وحماية المريض، خطوة نحو تنظيم العلاقة بين مقدمي الخدمات الطبية والمرضى.
وأوضح أن مشروع القانون يهدف في المقام الأول لحماية حقوق المرضى من خلال ضمان حصولهم على خدمات طبية عالية الجودة، ومعاقبة الإهمال أو التقصير الذي قد يؤدي إلى الإضرار بصحتهم أو سلامتهم، فقد نص على عقوبات حاسمة تلاحق المخالفين ليواجه بذلك جرائم الأخطاء الطبية، بعقوبة تصل للحبس لحد 7سنوات في بعض الحالات بجانب أنه فرض غرامات تصل إلى 500 الف جنيه، وبعض الحالات نص القانون أن عقوبة الخطأ الجسيم الذى يقع على أكثر من ثلاثة أشخاص قد تتراوح من عام ولا تزيد عن 10 سنوات.
وأضاف "أبوالفتوح"، أن نصوص القانون تضمنت ثلاثين مادة موضوعية مقسمة إلى خمسة فصول، منها ما يتعلق بالتزامات مقدم الخدمة والمنشأة، والتعويض عن الأضرار الناجمة عن الأخطاء الطبية، فضلا عن أنه يسهم في تشجيع الكفاءة الطبية عبر وضع معايير واضحة تحفز الممارسين الطبيين على الالتزام بأعلى درجات المهنية والدقة في عملهم، مما يرفع جودة الخدمات الصحية، ويعمل مشروع القانون أيضاً على تحقيق العدالة وإنصاف المرضى المتضررين من الأخطاء الطبية دون المساس بحقوق الأطباء الذين قد يقعون ضحية لاتهامات غير عادلة، كما تضمن مشروع القانون تحديد التزامات مقدم الخدمة والمنشآت الطبية بدايةً من تسجيل وتدوين كل إجراء طبي يتعلق بحالة متلقي الخدمة الطبية بالتفصيل في الملف الطي الخاص به.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن القانون ناقش إشكالية مهمة وحسمها بعقوبات بالغة وهي جريمة الاعتداء على الفرق الطبية والمنشآت الصحية، بعدما انتشرت هذه الظاهرة مؤخراً وباتت وسيلة لبعض المرضى الذين يتطاولون على الطبيب أو طاقم التمريض دون وجود رادع لهم، لافتاً إلى أن القانون قد حفظ كرامة الطاقم الطبي وفرض عقوبات بالحبس مدة لا تزيد على 6 أشهر أو بغرامة لا تتجاوز 10 آلاف جنيه، لكل من أهان الطبيب أو طاقم التمريض بالإشارة أو القول أثناء تأدية مهنته، وتعد هذه المواد فاصلة وتضع النقاط على الحروف غي العلاقة بين الطبيب والمريض، والحفاظ على سلامة مقدمي الخدمة من كافة جرائم الاعتداءات التي قد تلحق به بسبب عمله.
وأوضح الدكتور جمال أبوالفتوح، أن مشروع القانون ناقش قضية حفظ سلامة المريض فقد ألزم مقدمي الخدمة الطبية، باستخدام الأدوات والأجهزة الطبية الصالحة للاستعمال والمناسبة لحالته، والالتزام بتبصيره بطبيعة مرضه ودرجة خطورتها والمضاعفات الطبية التي قد تنجم عن العلاج والحصول على موافقته قبل البدء في تطبيقه، كما حظر الامتناع عن علاج الخدمة الطبية في الحالات الطارئة أو التي تشكل خطراً على حياته حتى تستقر حالته الصحية، مشيراً إلى أن نصوص القانون حظرت الانقطاع عن علاج المريض دون التأكد من استقرار حالته الصحية، وحظر إفشاء السر الذي تم الاطلاع عليه أثناء تقديم الخدمة الطبية، والتى قد تعرض المرضى لجرائم الابتزاز وتكون نافذة قوية لتهديد المريض.