تحت شعار “رؤية مستقبلية للاقتصادات الذكية” تنطلق الدورة السابعة من “منتدى الشارقة للاستثمار” يومي 18 و19 سبتمبر المقبل في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، وتقدم أجندة حافلة تناقش أبرز القضايا والتوجهات الاقتصادية في المشهدين المحلي والعالمي، وتأثيرها على خيارات المستثمرين واستدامة الاستثمارات وتشكيل القطاعات الاقتصادية الحديثة، كما تبحث الأجندة سبل تعزيز مشاركة الشباب والمرأة في رسم ملامح اقتصاد مستقبلي ذكي ومستدام.

رؤية مختلفة لمستقبل الذكاء الاصطناعي
ويتناول “منتدى الشارقة للاستثمار” مستقبل الذكاء الاصطناعي من زاوية مختلفة، تتمثل في ما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحققه من تكامل أعمق في العمليات الصناعية والزراعية والتجارية وفي آلية ومستوى تقديم الخدمات العامة والصحية والتعليمية، سواء من ناحية الحلول الذكية التي يقدمها لهذه القطاعات، أو من ناحية الدمج الكامل لأنظمة الذكاء الاصطناعي في البنية التحتية للقطاعات.

وينسجم هذا المحور مع مساعي دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، على صعيد تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية، وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، بحيث تكون حكومة الإمارات الأولى في العالم، في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية.

وبحسب أبحاث أجرتها شركة PWC، فإن 45% من إجمالي مكاسب الاقتصاد العالمي بحلول 2030، ستأتي نتيجة الترقيات الكبيرة التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي في القطاعات الاقتصادية المختلفة، بما يشمل تطوير عمليات الإنتاج وزيادة التخصص والجاذبية وإدارة التكاليف.

المنتدى فرصة ثمينة للمستثمرين ورواد الأعمال
وقال مروان صالح العجلة، المنسق العام للجنة “منتدى الشارقة للاستثمار”: يشكل حضور المنتدى فرصة ثمينة للمستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب الشركات في قطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وتلك القطاعات المرتبطة بها بشكل مباشر وغير مباشر، إلى جانب أن هذه الدورة تسلط الضوء على فرص الاستثمارات في القطاعات الناشئة والحديثة في إمارة الشارقة التي تعزز مكانتها و تنافسيتها الاستثمارية العالمية بشكل متواصل”.

استثمار مسؤول .. استثمار مستدام
ويؤكد المنتدى العلاقة الشرطية بين المسؤولية والاستدامة في استراتيجيات الاستثمار، ويستعرض أهم المنهجيات الاستثمارية ذات الأثر التنموي على الاقتصادات والمجتمعات والمناخ والموارد، ويتناول أفضل التجارب العالمية التي تتمحور حول مساهمة الاستثمارات وتوجهات رؤوس الأموال في تعزيز المرونة الاقتصادية والتنوع والارتقاء بمستوى وجودة حياة السكان.

ويترجم المنتدى في هذا المحور رؤية إمارة الشارقة والإمارات العربية المتحدة حول دور قطاعات الأعمال بشكل عام والمستثمرين بشكل خاص في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، خاصة فيما يتعلق بالتحول نحو الطاقة النظيفة والمتجددة وحماية المناخ والبيئة وتعزيز عناصر الاقتصاد الدائري والأخضر.

اللوجستيات وسلاسل التوريد حلول ذكية في عالم مضطرب

ويستعرض المنتدى كيفية توظيف الحلول الذكية في مواجهة التحديات التي تواجهها سلاسل التوريد وأثرها على التجارة والإنتاج والتوزيع في الأسواق العالمية، ويركز المنتدى على جملة من الحلول مثل البرامج الذكية لإدارة المخزون و التنبؤ بمستويات الطلب، وتقنيات تتبع الشحنات وحل المشكلات الطارئة.

ويستجيب المنتدى في هذا المحور، للتحديات العالمية الراهنة التي تواجهها سلاسل التوريد وأنظمة الخدمات اللوجستية والتي قد تؤثر على معدلات النمو في اقتصادات العالم، ويشير تقرير صادر عن البنك المركزي الأوروبي إلى أن تحسين كفاءة سلاسل التوريد يمكن أن يساهم في زيادة الناتج العالمي الإجمالي بنحو 2,7% وفي رفع الإنتاج الصناعي العالمي بنحو 1,4%.

تعزيز الأمن الغذائي بالحلول الذكية
ويناقش “منتدى الشارقة للاستثمار” دور الحلول والأنظمة الذكية في تحسين واستدامة الإنتاج الزراعي وإدارة الثروة الحيوانية واستخدام البيانات في دراسة مستويات حاجة المجتمعات من الغذاء، إلى جانب تحسين عمليات الاستهلاك والحد من من هدر الغذاء، والتنبؤ بالطقس وتحليل المناخ والزراعة غير التقليدية، وذلك مساهمةً في دعم المساعي المحلية والعالمية نحو تحقيق الأمن الغذائي.

وتلعب التكنولوجيا المتقدمة والحلول الذكية دوراً حاسماً في رفع معدلات الإنتاج الزراعي بنسبة 70% لتلبية الاحتياجات العالمية من الغذاء للسكان الذي من المتوقع أن يصل عددهم نحو 9,1 مليار نسمة بحلول 2050 وذلك وفقاً لبيانات المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”.

الثروة البشرية وتكافؤ الفرص في الاقتصاد الحديث
ويفرد “منتدى الشارقة للاستثمار” مساحة واسعة للثروة البشرية وتكافؤ الفرص وتمكين المرأة في قطاعات الاقتصاد الحديث، ويناقش أهمية بناء المهارات والارتقاء بالقدرات لدى جيل الشباب الذين يشكلون قادة القطاعات في المستقبل وصناع القرار الاقتصادي.

ويستعرض المنتدى، الفرص الكبيرة التي يتيحها التحول الرقمي في مختلف القطاعات الاقتصادية أمام المرأة لتعزيز مشاركتها في القطاعات الحديثة وغير التقليدية والاستفادة من التحول في طبيعة الوظائف التي أصبحت أكثر ملائمة للمرأة سواء من خلال أتمتة أنظمة العمل أو من خلال تقنيات العمل عن بعد.

ويشار أن دورة هذا العام من المنتدى تشهد سلسلة من الفعاليات التي تشمل ورش عمل متخصصة في بناء المهارات وتوظيف التقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، وجلسات حوارية يشارك فيها قادة اقتصاديون عالميون ومسؤولون حكوميون من الساحتين المحلية والإقليمية، كما يستضيف رواد أعمال بارزين لمشاركة تجاربهم في النجاح والتميز، إلى جانب جملة من الخطابات الملهمة التي تستهدف ترسيخ ثقافة النمو والابتكار وإرشاد أصحاب الأعمال الناشئة نحو تحقيق النجاح وتعزيز التنافسية.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الحلول الذکیة

إقرأ أيضاً:

قمة “سدايا” تستعرض تجارب دولية في حوكمة استخدامات الذكاء الاصطناعي

شهد اليوم الأول من أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة التي انطلقت اليوم بالرياض استعراض وزراء معنيين بقطاعات التقنية والاتصال في عددٍ من دول العالم بإحدى الجلسات الحوارية تجارب بلدانهم فيما يتعلق بالتنظيمات والضوابط المعتمدة لديهم، الرامية لضمان تحقيق استفادة قصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوظيفها لدعم وتسريع الإنجاز في برامجهم التنموية وتطوير خطط قطاعاتهم الحكومية بحيث يقدم العاملون بها أفضل أداء ممكن، وخلق فرص مثالية لتحسين الحياة الاجتماعية وجودتها، مع الاهتمام البالغ بأن يتسنى لتلك التنظيمات والضوابط تحييد مخاطر وتهديدات هذه التقنيات المتطورة التي اتفقوا جميعاً خلال الجلسة على وصفها بالثورية التي اجتاحت العالم، وباتت واقعاً مفروضاً على البشرية قاطبةً، لا يمكن معها إلا التسليم بها، والتعامل معها بطريقة إيجابية ومثالية، والتأكيد على وجوب استخدامها والاستفادة منها وفق الأخلاقيات والأعراف الدولية.
فقد نوه معالي وزير العلوم والتكنولوجيا والابتكار بجنوب أفريقيا الدكتور بونجينكوسي نزيماندي بالدور الكبير والمحوري لهذه القمة العالمية التي تستضيفها العاصمة الرياض وتنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، لتوفير بيئة مثالية ومساحة تتيح عمليات تنسيق دولية من شأنها تمكين الدول النامية من مواكبة ومجاراة الدول المتقدمة تقنياً، عبر تعاون دولي فعلي يسهم في توظيف هذا النوع من التقنيات ليكون رافداً أساسياً لنهضة البلدان والإنسانية.
من جهتها أشارت معالي وزير الاتصالات والإعلام بجمهورية الغابون لورانس ندونغ، إلى اهتمام بلادها بالتنسيق الدائم مع منظمة “اليونيسكو” لوضع سياساتها المعنية بحوكمة وإقرار تنظيمات وضوابط تسهم في استخدام أمثل لتقنيات الذكاء الاصطناعي بما يضمن الاستفادة منها في تطوير البنى التحتية في البلاد ودفع عجلة التنمية الوطنية في الغابون، لافتةً الانتباه إلى ضرورة التركيز بجدية على تحديات وتهديدات هذه التقنيات تجاه المؤسسات الحكومية والمجتمعات، إذ يلزم تضافر الجهود الدولية والتعاون الذي يضمن أن تخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي البشرية عموماً.
واستعرض الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية بمملكة البحرين محمد علي القائد، تجارب جملة من الدول السبّاقة في هذه المجالات، على صعيد الإجراءات التي اتخذتها وتنظيمات استخدام هذه التقنيات التي ارتكزت على مبادئ قيمية من شأنها المحافظة على أخلاقيات وثقافة الشعوب، مبيناً ان بلاده تسير في ذات المسار مع تلك الدول، مع الأخذ في الحسبان مواصلة تطوير العمل على التشريعات في هذا المجال، لاسيما وأنه يشهد قفزات نوعية وتطور هائل بصفة مستمرة ولحظية.
وذهب معالي وزير الدولة بوزارة البريد والاتصالات بمملكة كمبوديا إلى جانب الأخطار والتهديدات التي تمثل جزءًا من طبيعة تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن بلاده تعاملت مع ذلك بجدية كبيرة مكنها من تحييد لمخاطر وتهديدات كثيرة، نظير تنظيمات وإجراءات عديدة تنظم عملية استخدام هذه التقنيات لدى المؤسسات الحكومية أو فيما يرتبط بالمجتمع، الأمر الذي ساعدهم على تحقيق منجزات تحسب للاستخدام المثالي لتقنيات مهمة مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي.
واتفق وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بسلطنة عمان الدكتور علي الشيذاني، مع الوزراء والمسؤولين المتحدثين الذين سبقوه، منوهاً بالتجربة الناجحة لبلاده في هذا الصدد، إذ وظفت هذه التقنيات لتطوير الكادر البشري في مختلف المجالات، وتنمية قطاع التعليم والصحة في سلطنة عمان.
بدوره رأى معالي وزير الدولة بوزارة الرقمنة والنقل الاتحادية، جمهورية ألمانيا الاتحادية ستيفان شنور، ضرورة التعامل بجدية مع مخاطر التقنية بصورة عامة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص، على الصعيدين الاجتماعي والجيوسياسي، وذلك عبر العمل الجماعي بين دول ومنظمات العالم، لضمان تحييد الأخطار وتحفيز الابتكار.
وحذّر معالي وزير الدولة بوزارة العلوم والتطوير التكنولوجي والابتكار بجمهورية صربيا الدكتور ميروسلاف تراجانوفيتش من طبيعة تقنيات الذكاء الاصطناعي المتغيرة والمتطورة بصورة هائلة، مبينًا أنها تتطلب مواكبتها باتخاذ إجراءات تتمتع بالمرونة والديناميكية وقوانين يمكن أن تخضع للتحديث المستمر، لأن التحديات والتهديدات التي ترافق هذه التقنيات تتطلب التعامل بذكاء واحترافية لمواجهتها وتحييدها، وتحقيق أفضل السبل والآليات التي تمكّن من الاستفادة المثلى من تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأكد مدير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بجمهورية السنغال آيساتو جين ندياي، أن حكومة بلاده استفادت من تقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم التعليم والبحث العلمي، في الوقت الذي راعت فيه التهديدات والمخاطر التي ترافق هذه التقنيات، وذلك باتخاذ تدابير وإجراءات وتنظيمات تعنى بهذا الشأن.

مقالات مشابهة

  • قمة “سدايا” تستعرض تجارب دولية في حوكمة استخدامات الذكاء الاصطناعي
  • استكمالاً لدورها الريادي في الذكاء الاصطناعي .. “تحكم” الشريك الاستراتيجي للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي 2024
  • 80 متحدثاً يشاركون في منتدى الشارقة للاستثمار 2024
  • 17 شريكاً يساهمون في دعم مقومات “الاقتصادات الذكية” في منتدى الشارقة للاستثمار 2024
  • رئيس “سدايا” يكشف عن تقرير يتضمن سبع ركائز رئيسة ترتبط بتقدم المملكة في الذكاء الاصطناعي خلال خمسة أعوام
  • “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2024” يختتم فعالياته بمشاركة 13200 زائر من 138 دولة
  • رئيس “سدايا” : القمة العالمية للذكاء الاصطناعي تعبر عن إسهام المملكة الفاعل بتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لخير البشرية
  • “التخصصي” يكشف عن ابتكاره الأحدث في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي في قمة GAIN بالرياض
  • «منتدى الاتصال الحكومي» يطلق 4 كتب تخصصية حصرية
  • “المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2024” يختتم فعالياته بمشاركة 13,200 زائر من 138 دولة