حمام السيدة مريم بالقدس.. هل استحمّت فيه العذراء والملكة بلقيس؟
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
حمام السيدة مريم أحد المعالم المهمة في التاريخ الاجتماعي والديني لمدينة القدس، اشتهر لكونه من أنظف الحمّامات العامة في المدينة، ولارتباطه بعدة أساطير.
ومن هذه الأساطير أن النساء اللواتي لم ينجبن كن يأتين إليه من أجل الاستحمام لكي يحبلن، مثلما فعلت السيدة العذراء، وينذرن للحمّام شموعا وزيتا وورودا وعطورا، وأشياء أخرى.
يقع حمام السيدة مريم، ويعرف أيضا "بحمام باب الأسباط" عند باب الأسباط في أول طريق برج اللقلق المتفرعة شمالا من طريق المجاهدين، أو طريق "ستنا مريم" في حارة حطة بجوار كنيسة "سانت آن"، أي "القديسة حنة"، والدة العذراء (المدرسة الصلاحية سابقا).
تقول الروايات التاريخية إن حمام السيدة مريم كان أول حمام بُني في مدينة القدس، ويُرجح أن أساسات بنائه تعود للفترات الرومانية، إلا أن البناء الحالي يعود إلى القرن الـ16، أي فترة الحكم العثماني، وهو يستمد ماءه من أحد الأسبلة الستة التي أنشأها السلطان العثماني سليمان القانوني في القدس في سنة (943هـ/1536م، ويرجح أن الحمام والسبيل بنيا في الفترة نفسها.
تعود ملكية هذا الحمام إلى الأوقاف الإسلامية التي أجرته لكنيسة الروم الأرثوذكسية تأجيرا طويل الأمد، وحاليا تشرف عليه جمعية الفنادق العربية التي تعمل على ترميم المكان وإعادة تشغيله.
يعتقد كثير من المسيحيين -في روايات شعبية لا سند تاريخيا لها- أن السيدة مريم العذراء استحمت في هذا الحمام، وذلك لقربه من البيت الذي ولدت فيه، والذي أصبح يعرف بكنيسة القديسة حنة، والدة العذراء، فصارت النساء اللواتي لا ينجبن الأطفال يأتين إليه طلبا للذرية، وتبركا بالسيدة مريم.
وهناك رواية شعبية أخرى تقول إن بلقيس، ملكة اليمن، قدمت هي الأخرى إلى الحمام واستحمت فيه؟!
وظيفة الحمامعمل الحمّام قبل إغلاقه، مثل باقي حمّامات البلدة القديمة في القدس، كحمامي العين والشفاء في سوق القطانين، وحمّام البطرك، على فترتين للنساء والرجال، ولعب دورا مهما في الحياة الاجتماعية لأهالي القدس.
فقد كان حمّام الأسباط ملتقى للناس، يتناولون فيه القهوة والمشروبات الباردة، ويتداول فيه الرجال أحاديث السياسة، وأخبار الناس المختلفة، وتختار منه الأمهات الزوجات المستقبليات لأبنائهن، بعد تفحصهن من قريب.
وبعدما أُحرق في فترة الانتداب البريطاني توقف عمله، وبقي مغلقا حتى يومنا هذا.
وصف الحماميتميز بناء الحمام بالبساطة، إذ يخلو من الزخارف، حتى إن نقش التأسيس انتزع من مكانه بهدف إخفاء صفة العقار (السبيل) القانونية، باستثناء سطرين على السبيل أمام الحمام فيهما السلام والتبرك بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتؤكد بعض الكتابات حوله أن شكله كان مستطيلا، وأن واجهته الأمامية كانت هي الواجهة الجنوبية، وأن نقش تأسيسه كان بخط النسخ، كما كان يتزود بالماء عبر قناة تحت الأرض تجلبه إليه من قناة السبيل، التي تحمل المياه عبر قنوات من جنوب بيت لحم.
وهناك سبيل "سِتنا مريم"، وهو أحد الأسبلة التي بناها السلطان سليمان القانوني، ووضعت عليه دائرة الأوقاف الإسلامية عام 1985 نقشا مشابها للنقش الأصلي يؤرخ لبانيه ويعدد ألقابه.
ولا يزال هذا النقش -الذي كتب بالحرف النافر- موجودا على السبيل، وتم إبرازه باللون الأسود، وتوجد فوقه بلاطة كُتب عليها "سلام على روح النبي المطهر أصابعه أجرت مياهها ككوثر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
الوكالة الوطنية للمياه والغابات تسوي وضعية ببغاوات ساحة وطاء الحمام بشفشاون
أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات عن تسوية وضعية ببغاوات ساحة وطاء الحمام بمدينة شفشاون، وذلك بعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان امتثالها لمقتضيات القانون رقم 29.05 المتعلق بحماية أنواع النباتات والحيوانات المتوحشة ومراقبة الاتجار بها.
وأوضحت الوكالة، في بلاغ لها اليوم الثلاثاء، أن مصالحها بشفشاون قامت مؤخرًا بحجز هذه الطيور، المصنفة ضمن فئة الحيوانات المتوحشة المهددة بالانقراض، نظراً لعدم توفر صاحبها على رخصة الحيازة القانونية. وبناءً عليه، تم تحرير محضر مخالفة في حقه وفقاً للمقتضيات المعمول بها.
وأضاف المصدر ذاته أن الوكالة اعتمدت مقاربة تصالحية وفقًا لأحكام المادة 59 من القانون المذكور، حيث تم تمكين المعني بالأمر من تسوية وضعيته بعد أدائه للغرامة الجزافية المنصوص عليها قانونًا، مما أدى إلى إسقاط المتابعة القضائية بحقه.
وفي إطار ملاءمة الوضع القانوني لهذه الطيور، وبالنظر إلى الأنشطة السياحية المرتبطة بها، منحت الوكالة رخصة لحيازة الببغاوات بعد التأكد من امتلاكها قبل دخول القانون حيز التنفيذ، وذلك وفقًا للمساطر القانونية المعتمدة، مع إخضاعها لعملية الترقيم بالرقاقات الإلكترونية.
وتشمل الرخصة عدة شروط للحفاظ على هذه الطيور، من بينها عرضها حصريًا في مدينة شفشاون، وإيواؤها في أماكن مناسبة تضمن راحتها، وإلزامية متابعتها الطبية من قبل طبيب بيطري مختص، مع منع توالدها أو بيعها أو استعمالها من قبل أطراف أخرى.
وأكدت الوكالة الوطنية للمياه والغابات استمرار جهودها في مكافحة الأنشطة غير القانونية التي تستهدف الحياة البرية، وذلك بالتنسيق مع مختلف أجهزة المراقبة، في إطار استراتيجية متكاملة تجمع بين التوعية والزجر لتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي بالمملكة.