رابطة الدفاع الإنجليزية.. حركة يمينية تناهض المسلمين في بريطانيا
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
رابطة الدفاع الإنجليزية حركة يمينية تأسست في بريطانيا عام 2009، تناهض الإسلام والمسلمين، وتعادي الهجرة والمهاجرين، تنشط عبر المظاهرات والمسيرات التي غالبا ما تنتهي بمواجهات مع رجال الشرطة، وتضم أعضاء من مختلف الطبقات الاقتصادية والخلفيات الاجتماعية، وتتلقى دعما من عدة جهات إضافة إلى دعم الأعضاء، وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي على توسعها وانتشار أفكارها.
في يوليو/تموز 2024 نشر أعضاء الرابطة وأعضاء من أقصى اليمين معلومات كاذبة عبر وسائل التواصل تتهم "مهاجرا ينتمي إلى التيار الإسلامي" بقتل 3 فتيات تتراوح أعمارهن بين 6 و9 سنوات خلال هجوم على حفل للأطفال في بلدة ساوثبورت الساحلية في شمالي إنجلترا.
وتسبب ذلك الاتهام في انتشار احتجاجات في مناطق مختلفة من بريطانيا، ومهاجمة المسلمين ومساجدهم، والاعتداء على ممتلكات عامة وأخرى مملوكة لآسيويين مهاجرين. وأدت الاحتجاجات إلى اعتقال ما يزيد عن 400 شخص، ودراسة أمر حظر الرابطة في بريطانيا.
تعريف الرابطةهي حركة يمينية متطرفة نشأت في بريطانيا عام 2009، مناهضة للإسلام وتروّج لخطاب الكراهية ضد المسلمين، وتنظم مسيرات واحتجاجات دائمة ضد ما تسميه "التطرف الإسلامي"، وقد تعرضت إلى عدد من الانتقادات بسبب خطابها العنصري.
وتعرف نفسها بأنها "منظمة حقوق إنسان غير عنصرية تهدف إلى الدفاع عن حقوق المواطنين البريطانيين ضد التطرف الإسلامي".
تزايد أعداد المنتمين إلى الرابطة بسبب انتشارها الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي (الجزيرة) الأصول والتأسيستأسست الرابطة عام 2009 في مدينة لوتون البريطانية، وجاءت رد فعل على احتجاجات نظمها مجموعة من المسلمين ضد جنود بريطانيين عادوا من أفغانستان بعد مشاركتهم في الحرب.
فأطلق مجموعة من الأفراد، ومنهم تومي روبنسون، حركة احتجاجية شعبية ضد التأثير المتزايد للإسلام في المملكة المتحدة، ثم تطورت إلى حركة أكثر تأثيرا، والتحق بها عدد كبير ممن يعدّون الإسلام مصدر تهديد للهوية الغربية.
أعضاء الرابطةتكوّنت الرابطة من نواة صغيرة ضمت مشجعي نادي لوتون لكرة القدم، وهم أعضاء مجموعة كانت تستخدم العنف في التشجيع الكروي، وتعرف باسم "الهوليغانز"، ثم تزايد عددهم، وانضم لها مؤيدون من مختلف الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية من الطبقات المتوسطة والعاملة، إضافة إلى العاطلين عن العمل وغير المتعلمين، وتجمعهم أيديولوجيا الرابطة وأفكارها التي تتوافق مع أفكارهم.
وقد تزايد أعداد المنتمين إلى الرابطة بسبب انتشارها الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي وحضورها القوي فيها.
ولا تملك الرابطة هيكلا رسميا أو تسلسلا معينا للأعضاء، مما يسمح لها بالتبرؤ من المتورطين في استخدام لغة عنصرية صريحة في الاحتجاجات، كما يسهل عليها التخلص من أي ادعاءات تواجهها.
الأيديولوجيا والمعتقداتتتبنى الرابطة أيديولوجيا يمينية تقوم على:
معارضة الإسلام: فهي تعتبر الإسلام تهديدا للهوية والثقافة البريطانية، وتؤكد أنها بوصفها حركة تقف ضد "التطرف الإسلامي" في المملكة المتحدة، إلا أن خطابها يركز على معاداة الإسلام عامة ورفض تأثيره في المجتمع. التعصب الوطني: تؤكد الرابطة أنها تدعم القيم البريطانية وتحافظ عليها، إلا أنها تعزز هذا المفهوم بطرق متشددة، فهي تعدّ أن الثقافة البريطانية الأصيلة تتعرض للتهديد بسبب الأقليات العرقية والدينية. مناهضة الهجرة: تنادي الرابطة بمنع الهجرة إلى بريطانيا؛ لا سيما القادمين من دول ذات أغلبية مسلمة، وتربط الأمر بما تعتبره "تأثيرا منهم في تدهور قيم المجتمع البريطاني". الرفض الاجتماعي: تعارض الرابطة وجود مجتمعات جديدة تخلق تعددية ثقافية في المجتمع البريطاني، وتعدّ وجودها سببا في تفتت تماسك المجتمع البريطاني وتماهيه مع المجتمعات الأخرى وضياع قيمه. العنف والتطرف: تدعي الرابطة أنها ضد الإسلام المتطرف، إلا أن أنشطتها واحتجاجاتها تتسم بالعنف والتحريض على الأقليات والمواجهات مع الشرطة والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة. يظهر نشاط رابطة الدفاع الإنجليزية على شكل مظاهرات ومسيرات احتجاجية ضد المسلمين (الفرنسية) نشاط الرابطةيظهر نشاط رابطة الدفاع الإنجليزية على شكل مظاهرات ومسيرات احتجاجية ضد المسلمين والمؤسسات المرتبطة بالإسلام في المملكة المتحدة.
وأخذت مظاهراتها طابعا عنيفا وتصادميا مع رجال الشرطة أو مع معارضي الرابطة، وتعرض عدد من أعضائها للاعتقال، ومنهم أحد مؤسسيها وهو تومي روبنسون.
وأدت الاعتقالات المتكررة والخلافات الداخلية إلى انقسامات واسعة في الرابطة، مما أدى إلى إضعافها عدة سنوات.
الدعمتتلقى الرابطة دعما ماديا من عدة جهات لا تفصح عن اسمها، إضافة إلى دعم رئيسي من الأعضاء والمناصرين الذين يمولون الحملات والمظاهرات.
كما تتلقى دعما معنويا من شخصيات سياسية من أقصى اليمين داخل المملكة المتحدة وخارجها، لا سيما من يتشاركون مع الرابطة في الأفكار المناهضة للإسلام والهجرة.
موقفها من فلسطين وطوفان الأقصىتعادي الرابطة فلسطين، وتتخذ موقفا مضادا لما حدث في طوفان الأقصى، وقد عبرت عنه حين خرج أعضاؤها في مظاهرة مضادة للمسيرات المؤيدة لفلسطين في نوفمبر/تشرين الأول 2023 في العاصمة البريطانية لندن.
وقد كان تومي روبنسون ممن شاركوا في هذه المظاهرة، إذ شوهد يتجول بين أنصار أقصى اليمين في المسيرة بعد اختفائه عدة أشهر.
وأدت المظاهرة إلى اشتباكات مع الشرطة البريطانية واعتقال نحو 45 شخصا. وعبّر رئيس الوزراء البريطاني آنذاء ريشي سوناك عن رفضه لما حدث، قائلا "أدين المشاهد العنيفة غير المقبولة التي رأيناها من رابطة الدفاع الإنجليزية والجماعات المرتبطة بها".
بريطانيون خرجوا للتظاهر ضد نشطاء أقصى اليمين وأكدوا رفضهم للعنصرية والفاشية (الفرنسية) العلاقة مع إسرائيليشير البروفيسور البريطاني ديفيد ميلر إلى أن تحركات أقصى اليمين عامة في بريطانيا يقف خلفها الإسرائيليون بهدف زعزعة الأمن في البلاد، وردا على المسلمين الذين خرجوا في مظاهرات تؤيد فلسطين، ونوعا من الضغط على الحكومات السياسية والجهات الدولية.
ويضيف ميلر أن "أول من حرض على أعمال الشغب هو تومي روبنسون، وهو يعمل لصالح إسرائيل منذ عام 2009، كجزء مما تسمى بحركة الإسلاموفوبيا التي أنشأتها إسرائيل"، على حد تعبيره، واتهم ميلر روبنسون بأنه "أصولي صهيوني".
ثم يوضح أنه: بعد عامين من إنشاء الرابطة تغير اسمها إلى "رابطة الدفاع الإنجليزية واليهودية"، وقال إن "رابطة الدفاع اليهودية كانت منظمة إرهابية صهيونية مناهضة للإسلام والمسلمين ومسؤولة عن أعمال عنف في الشوارع البريطانية لعدة سنوات".
يؤكد ميلر أن "روبنسون أحد ممثلي برنامج المؤثرين عبر الإنترنت، وهو برنامج تديره إسرائيل ردا على طوفان الأقصى، إضافة إلى مجموعة أخرى من الشخصيات تروج لإسرائيل وأفكارها".
ويشير الكاتب إلى تلقي هؤلاء الأفراد أموالا مقابل التصدي للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين وزرع الإسلاموفوبيا.
مخاوف من أنشطة رابطة الدفاع الإنجليزية نشر العنف في المجتمعات: تحدث عدة كتّاب بريطانيين عن تزايد الخوف من أنشطة الرابطة التي قد تؤدي إلى زيادة العنصرية وأعمال الشغب وانتهاك القانون وتهديد السلم المجتمعي، والانزلاق بالمجتمع البريطاني إلى حالة من الانفلات الأمني والتدمير. تحفيز التطرف: أشار بعض الكتاب إلى أن النشاط المتطرف لرابطة الدفاع الإنجليزية ضد الإسلام والمسلمين ونشر الإسلاموفوبيا قد يؤدي إلى تطرف مقابل من طرف بعض الشباب المسلم. التحول إلى الفاشية: تزيد مخاوف البريطانيين من نتائج تطرف الرابطة، الذي قد يقود إلى فاشية مطلقة تنهك المجتمع. تحدي الديمقراطية: هناك مخاوف من أن تؤدي رابطة الدفاع الإنجليزية دورا رئيسيا في ظهور شكل جديد من أشكال السياسة الانتخابية اليمينية في المملكة المتحدة مثل عدة أحزاب يمينية أخرى في دول مجاورة، مما يؤدي إلى صعود أطراف على حساب أخرى. ماذا فعلت الرابطة في 2024؟في يوم 29 يوليو/تموز 2024 تعرض حفل للأطفال في بلدة ساوثبورت الساحلية في شمالي إنجلترا لهجوم أدى إلى مقتل 3 طفلات وإصابة 8 أطفال واثنين بالغين.
وقد تمكّنت الشرطة من إلقاء القبض على المهاجم الذي تبيّن أنه فتى أيرلندي يبلغ من العمر 17 عاما، إلا أن إشاعات كاذبة انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أن المهاجم ينتمي إلى التيار الإسلامي.
فانفجرت احتجاجات عنيفة في البلدة مناهضة للإسلام والمسلمين يوم 30 يوليو/تموز الماضي، وحاول المحتجون مهاجمة مسجد البلدة، وفي اليوم التالي تجمع عدة آلاف بالقرب من مكتب رئيس الوزراء كير ستارمر في لندن، واشتبك المحتجون مع الشرطة واعتقل نحو 100 شخص منهم.
بعد ذلك انتشرت أعمال الشغب في أكثر من 20 موقعا متفرقا من بريطانيا، واستهدف المتظاهرون المهاجرين والمسلمين، وتحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف أحرق فيها المتظاهرون سيارات الشرطة وألقوا حجارة وزجاجات على المساجد وضباط الشرطة، وتعرضت المتاجر للتخريب والنهب لا سيما المملوكة للآسيويين.
واعتقلت الشرطة ما يزيد عن 400 شخص منذ بداية الاضطرابات، وقالت إن المتورطين في الاشتباكات من مثيري الشغب في أقصى اليمين.
واتهم ستارمر أقصى اليمين بالوقوف خلف أعمال العنف، وروج أعضاء من رابطة الدفاع الإنجليزية للاحتجاجات عبر الإنترنت وعلى رأسهم تومي روبنسون، مدعين أن "الهجرة تغذي العنف والجريمة والاعتداء على النساء والفتيات، وأن الدولة وفرت للمهاجرين مساكن وأحسنت معاملتهم".
وقد حاولت الحكومة البريطانية التصدي للاشتباكات والتعامل معها، فوسعت السجون واستدعت ضباطا قادرين على التعامل مع الاضطرابات، وتوعدت بملاحقة مثيري الشعب وكل من يؤجج الاضطرابات على وسائل التواصل الاجتماعي.
دعوات لحظر رابطة الدفاع الإنجليزيةوقد أدت أعمال الشغب التي حدثت في البلاد عام 2024 إلى طرح تساؤلات عن "حظر رابطة الدفاع الإنجليزية".
وقالت أنجيلا راينر نائبة رئيس الوزراء البريطاني إن "وزيرة الداخلية إيفيت كوبر ستنظر فيما إذا كان من الممكن حظر رابطة الدفاع الإنجليزية بموجب القانون البريطاني".
وينص قانون الإرهاب البريطاني لعام 2000 على أنه "يجوز لوزير الداخلية حظر منظمة إذا كان يعتقد أنها معنية بالإرهاب"، ويعرف القانون الإرهاب بأنه "استخدام أو التهديد بعمل يؤدي إلى عنف خطير ضد شخص أو إلحاق أضرار جسيمة بالممتلكات أو تعريض حياة شخص للخطر أو التأثير على الحكومة أو ترهيب الجمهور".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وسائل التواصل الاجتماعی فی المملکة المتحدة المجتمع البریطانی مناهضة للإسلام فی بریطانیا أقصى الیمین أعمال الشغب إضافة إلى إلا أن عام 2009
إقرأ أيضاً:
رابطة العالم الإسلامي تُدين قرارَ بتوسيع الاستيطان بالجولان
أدانَتْ رابطةُ العالم الإسلامي قرارَ حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالتوسّع في الاستيطان في الجولان المحتلّة.
وفي بيانٍ للأمانة العامة، دَعَت الرابطةُ المنظومةَ الدولية للإدانة والتصدي لهذه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، التي تُهدِّد فرصَ استعادة الشعب السوري العزيز لأمنه واستقراره بعد أعوام من الظلم والمعاناة، مؤكدةً ضرورةَ احترام سيادة سوريا، ووَحدة أراضيها، وسلامة شعبها.
أخبار متعلقة استشهاد 6 فلسطينيين في غارة للاحتلال على وسط قطاع غزةاستشهاد 15 فلسطينيًا في قصف على مدرسة "للأونروا" شمال غزة