الذكرى 78 لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني «1»

تاج السر عثمان بابو

1

تمر في 16 أغسطس الذكرى 78 لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني في ظروف الحرب اللعينة الجارية التي شردت الملايين َواصابة وفقدان الآلاف ودمرت البنية التحتية والمصانع والمزارع والأسواق والبنوك، وعطلت المدارس والمستشفيات، وأدت لتدهور الأوضاع المعيشية والصحية جراء انتشار الأمراض مثل الكوليرا وفاقمت السيول والفيضانات الجارية الوضع الإنساني والصحي، اضافة لجرائم الحرب والإبادة جماعية والعنف جنسي، وتهدد الحرب بالمجاعة بعد فشل الموسم الزراعي، اضافة للزبادات المستمرة في الأسعار وتدهور قيمة الجنية السوداني، وخطر تقسيمم البلاد، مما يتطلب ايقافها.

جاءت الحرب بهدف تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، مما يهدد وحدة البلاد واستقرارها، الأمر الذي يستوجب بناء اوسع جبهة جماهيرية لوقف الحرب واسترداد الثورة، وفتح المسارات الآمنة لوصول الأغاثات للمتضررين، وعودة النازحين لقراهم ومنازلهم، وإعادة تعمير ما دمرته الحرب، وتقديم مجرمي الحرب للمحاكمات، وقيام الحكم المدني الديمقراطي، وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد والترتيبات الأمنية لقيام الجيش القومي المهني الموحد تحت إشراف الحكومة المدنية، بعد حل المليشيات (دعم سريع ومليشيات الكيزان وجيوش الحركات)، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها ومهام الفترة الانتقالية.

سوف نسلط الضوء في ذكرى تأسيس الحزب على سمات النشأة وارهاصات التكوين الأولى للحزب

2 ارهاصات التكوين

قبل الإعلان الرسمي لتاسيس الحركة السودانية للتحرر الوطني– حستو(الحزب الشيوعي فيما بعد)، سبقتها مجموعات وحلقات تأسست في مصر والعاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث (الخرطوم، الخرطوم بحري، أم درمان)، وعطبرة، يمكن تقديم عينات علي سبيل المثال لا الحصر، لمن كانوا في تلك الحلقات حسب روايات بعض المؤسسين مثل: كامل محجوب، عبد الماجد ابو حسبو، أحمد سلمان، ومصطفي السيد في مذكراتهم، وعباس علي والجزولي سعيد، ود. فاروق محمد إبراهيم، ومحمد عمر فقيري، وابراهيم زكريا، في مذكراتهم بـ(مجلة الشيوعي). الخ

أ- مجموعة مصر:

تاسست عام 1945 (بل كان بعضها موجودا قبل عام 1945) وتتكون من: محمد أمين حسين المحامي، عز الدين علي عامر، عبد الوهاب زين العابدين، عبد الماجد ابو حسبو، عبده دهب حسنين، عبد الخالق محجوب، التجاني الطيب، عبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة، الجنيد علي عمر، احمد سلمان، عوض عبد الرازق، سعد أمير طه، علي محمد ابراهيم، عمر محمد ابراهيم، حسان محمد الأمين، أحمد زين العابدين، حامد حمداي، صالح عرابي، محمد خليل قاسم، بابكر محمد علي فضل. الخ، واستمر اتساع عدد هذه المجموعة مع ازدياد عدد البعثات الدراسية الجامعية لمصر.

ساهم في اتساع هذه الحلقة ايضا مجلتان صادرتان عن تنظيم شيوعي مصري هو الحركة المصرية للتحرر الوطني (ح. م)، كانتا تصدران عن قسم السودانيين بهدف نمو هذا القسم أو الحلقات الشيوعية السودانية وتستقل فيما بعد، واستقل فيما بعد تحت اسم الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو) والذي أعلن عن نفسه بعد ذلك (الحزب الشيوعي السوداني)، المجلتان هما ” حرية الشعوب ” (1942- 1943)، وام درمان (1945- 1946)، حصرتا نفسيهما في موادها الا فيما ندر أو في محرريها بشكل أساسي في محيط السودان، كانت مجلتان يساريتين سودانيتين، سواء من حيث المادة أو من حيث المحررين، لكنهما صدرتا في القاهرة بحكم الأوضاع الخاصة التي سادت العلاقات بين مصر والسودان (للمزيد من التفاصيل راجع رفعت السعيد الصحافة اليسارية في مصر، 1925- 1948، دار الطليعة بيروت 1974، ص 9).

وعن مجلة أم درمان حسب رواية عبده دهب: كان صاحب الامتياز محمد أمين حسين، ورئيس تحريرها عبده دهب، وكما يشير أحمد سلمان في مذكراته ومشيناها خطي، من الذين برزوا علي صفحات أم درمان أسماء مثل: محمد أمين حسين، عبده دهب حسنين، عبد الماجد ابو حسبو، عز الدين علي عامر، حامد حمداي، صالح عرابي، محمد خليل قاسم، زكي مراد صالح”. الخ، ومنعت الادارة البريطانية دخولها الى السودان، وتم اغلاقها مع الصحف الأخري في الثامن من يوليو 1946.

3

لم تخل قيادة الحركة المصرية للتحرر الوطني (ح. م)، وبعدها الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) من عضوية بعض السودانيين مثل: عبد الخالق محجوب، بابكر محمد علي فضل، الجنيد علي عمر، احمد سلمان، الخ، (للمزيد من التفاصيل: راجع أحمد سلمان ومشيناها خطى، 1983).

ب– مجموعة العاصمة (منهم سافر لمصر للدراسة)، تكونت من:

حسن دفع الله، الطاهر السراج، عثمان محجوب، عبد الحميد ابو القاسم هاشم، حسن الطاهر زروق، محمد علي نديم، عبد القيوم محمد سعد، أدم ابو سنينة، كامل محجوب، حسن ابو جبل، عبد الحميد أحمد، مصطفي السيد، محجوب محمد صالح، محمد سعيد معروف، عباس علي، د. خالدة زاهر، محمد عمر بشير، أحمد اسماعيل النضيف، حسين عثمان وني، مكاوي خوجلي، جمال عيسي، محمد عبد الحليم محجوب، د. موريس سدرة، د. عبد القادر حسن، فخر الدين محمد، أحمد المغربي، حسن سلامة، د. فاروق محمد ابراهيم، ميرغني علي مصطفى، احمد محمد خير، جعفر ابو جبل، عبد الرحمن حمزة (كان أول متفرغ حزبي)، عبد الحليم عمر، الحاج سلمان (سافر إلى مدني فيما بعد)، سيد أحمد نقد الله، ابو المعالي عبد الرحمن، علي التوم، الطيب حسب الرسول، توفيق اسحاق، محمد السيد سلام، صلاح الدين ايوب، بشير حسين، حسن فراج، بيومي السائح، محمد عبد العزيز السراج، مصطفى أمين، الطاهر عبد الباسط، ابراهيم حاج عمر، معاوية ابراهيم سورج، محمد عمر فقيري، عبد الخالق حمدتو. الخ.

ج – مجموعة عطبرة، تكونت من:

الشفيع أحمد الشيخ، قاسم أمين، ابراهيم زكريا (ثاني متفرغ حزبي)، هاشم السعيد، الجزولي سعيد، الحاج عبد الرحمن ابراهيم عثمان، عبد الله عثمان الريح، علي محمد بشير، جمبلان، محمد عثمان جمعة، محيي الدين محمد طاهر، أرباب العربي، محجوب علي (النقابي العجوز). الخ .

كان مصطفى السيد أول من ساهم في تأسيس تلك الحلقات في عطبرة عام 1946، حسب روايته في كتابه: مشاوير في دروب الحياة، مطابع السودان للعملة 2007)، تبعه هاشم السعيد الذي جاء الى عطبرة من بورتسودان حسب رواية الجزولي سعيد، وعبد الخالق محجوب الذي جاء الى عطبرة في صيف 1947 في اجازته الجامعية السنوية، وساهم في تنظيم تلك الحلقات، وتاسيس نقابة عمال السكة الحديد بعد اضرابهم الشهير عام 1947.

4

وكان من نتاج ذلك التراكم والحراك أن تأسست “الحركة السودانية للتحرر الوطني”– حستو-، وتم الاجتماع التأسيسي في الخرطوم للحركة في 16 أغسطس 1946، وضم المؤسسين الآتي اسماؤهم:

خضر عمر “مهندس”، السيد عبد الرحمن “مهندس”، عبد الوهاب زين العابدين “طبيب”، عبد القيوم محمد سعد “طالب”، حسن الطاهر زروق “معلم”، عز الدين علي عامر “طالب”، التجاني الطيب “طالب”، آدم ابو سنينة “معلم”، وضمت عمال ومثقفين وطلبة.

منذ تأسيسه اهتدى الحزب بالماركسية كمنهج وفق ظروف وخصائص السودان، وجاء تأسيس الحزب كما أشرنا سابقا امتدادا لتقاليد الحركة الوطنية السودانية الحديثة التي إنبلج فجرها بتأسيس جمعيتي الاتحاد السوداني واللواء الابيض واندلاع ثورة 1924م، ونهوض الحركة الثقافية والأدبية والرياضية، وخروج المرأة للعمل والتعليم، وتطور التعليم المدني الحديث، وظهور الصحافة الوطنية (الحضارة السودانية، النهضة السودانية، الفجر) التي اسهمت في رفع درجة الوعي الثقافي والفكري والسياسي. وبالتالي جاء ميلاد الحزب الشيوعي تطورا طبيعيا ومنطقيا للفكر السوداني.

وكانت الحركة حاجة ماسة فرضتها ظروف البلاد، وكما أشار عبد الخالق محجوب في كتابه “لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني” أن الحركة: “ارتبطت منذ تأسيسها بالنضال والمظاهرات ضد الاستعمار (المظاهرات التي قام بها الطلبة في عام 1946م)، وقدمت الحركة عموميات الماركسية باللغة العربية، وجذبت عددا من المثقفين الوطنيين والعمال لصفوفها، وارتبطت بالحركة الوطنية التحررية منذ نشأتها.

عندما تأسست الحركة السودانية للتحرر الوطني كان الشعاران المطروحين في الساحة السياسية: “وحدة وادي النيل تحت التاج المصري”، و”السودان للسودانيين تحت التاج البريطاني”. باستخدام المنهج الماركسي تمت دراسة الواقع ، وتوصلت “الحركة السودانية… “الي الشعار البديل المناسب وهو: “جلاء الاستعمار عن السودان ومصر وحق تقرير المصير للشعب السوداني”، والكفاح المشترك بين الشعبين المصري والسوداني ضد الاستعمار، وكان هذا هو الشعار الذي التفت حوله الحركة الوطنية فيما بعد وكان استقلال السودان عام 1956م بعيدا عن الاحلاف العسكرية، كما لاينسي شعب السودان تضامن الاتحاد السوفيتي معه عام 1947 م عندما وقف في الجمعية العامة للامم المتحدة مطالبا باستقلال السودان. كما رفض الحزب الشيوعي صيغة النقل الاعمي لتجربة الكفاح المسلح علي نمط التجربة الصينية، والتي طرحت عام 1952م، وقدر ايجابيا خصوصية نضال شعب السودان الديمقراطي الجماهيري الذي افضي الي الاستقلال بدون الكفاح المسلح.

في عام 1947م.

5

دار في الحزب صراع فكري حول: هل يظل الحزب الشيوعي مستقلا سياسيا وفكريا وتنظيميا ام يكون جناحا يساريا داخل الأحزاب الاتحادية (كما عبرت مجموعة عبد الوهاب زين العابدين سكرتير الحزب آنذاك)، وكان من نتائج هذا الصراع أن ساد اتجاه الوجود المستقل للحزب، وتأكدت الراية والهويّة المستقلة للحزب.

بعد ذلك انطلق الحزب واسهم في تأسيس “هيئة شئون العمال في عطبرة”، وتنظيمات “رابطة الطلبة الشيوعيين” و”مؤتمر الطلبة” و”الجبهة الديمقراطية للطلاب”، و”رابطة النساء الشيوعيات” و”الاتحاد النسائي”، و”اتحاد الشباب”، واتحادات العمال والمزارعين والموظفين والمعلمين.. الخ.

كما اصدر صحفه المستقلة مثل: مجلة الكادر” (الشيوعي فيما بعد) والتي كانت وحتي اليوم مجلة داخلية تصدرها اللجنة المركزية للحزب، ومجلة “الوعي” المجلة الجماهيرية التي تخصصت في العمل الثقافي والفكري”، وصحيفة “اللواء الأحمر” التي كانت جماهيرية، وصحيفة “الميدان” التي تأسست عام 1954م، وتم وضع دستور للحزب بعد أن كانت تحكمه العلاقات الشخصية وغير المبدئية، وتم تصعيد النضال ضد الجمعية التشريعية عام 1948م، وقدم الحزب شهداء في ذلك مثل: الشهيد قرشي الطيب في عطبرة.

* بعد اتفاقية 1953م، رفض الحزب الشيوعي شعار الاتحاديين “تحرير لا تعمير”، وطرح شعار “لا تحرير بلا تعمير”، أو البرنامج الوطني الديمقراطي باعتبار أن الاستقلال السياسي وحده لا يكفي، بل يجب استكماله بالاستقلال الاقتصادي والثقافي، أي بانجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية التي تحقق السيادة الوطنية والتنمية المستقلة، والمجتمع الزراعي الصناعي المتقدم، وحرية تكوين الأحزاب والنقابات والاتحادات، وحرية النشر والتعبير واستقلال القضاء وحكم القانون، والاصلاح الزراعي الديمقراطي الذي يخرج الريف من ظلمات القرون الوسطى، والحكم الذاتي الاقليمي لجنوب السودان في اطار السودان الموحد، والذي يحقق التنمية المتوازنة ،والاعتراف بالفوارق الثقافية وحق المجموعات الثقافية في تطوير لغاتها وثقافاتها الخاصة، والمساواة الفعلية بين المرأة والرجل، والثورة الثقافية الديمقراطية. الخ من عناصر البرنامج الوطني الديمقراطي الذي طرحه الحزب مع بداية الاستقلال، في وقت لم يكن للاحزاب التي حكمت بعد الاستقلال اي مشروع للنهضة والتنمية كما ذكر محمد أحمد المحجوب في “كتابه الديمقراطية في الميزان”، وهذا رد عملي علي بعض مثقفي البورجوازية الضغيرة الذين يقولون أن كل الأحزاب لم يكن لديها مشروع وطني بعد الاستقلال، وطور الحزب برنامجه الوطني الديمقراطي في برامجه المجازة في المؤتمرات: الثالث 1956، والرابع 1967، والخامس 2009، والسادس 2016..

رغم أن الحزب الشيوعي كان الحزب الوحيد الذي نظر لاتفاقية فبراير 1953م نظرة ناقدة وكشف عيوبها للشعب السوداني مثل: السلطات المطلقة للحاكم العام، وتأجيل الاستقلال لمدة ثلاث سنوات، ولكنه انتقد موقفه الخاطئ منها من زاوية أنه لم ينظر لجوانبها الايجابية باعتبارها كانت نتاجا لنضال الشعب السوداني، وأن المستعمرين تحت ضغط الحركة الجماهيرية تراجعوا، وبعد ذلك واصلت الحركة الجماهيرية نضالها حتى تحقيق الاستقلال في أول يناير 1956.

alsirbabo@yahoo.co.uk

الوسومأم درمان الاتحاديين الحزب الشيوعي السوداني السودان الشفيع أحمد الشيخ بورتسودان تاج السر عثمان بابو عبد الخالق محجوب عطبرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أم درمان الاتحاديين الحزب الشيوعي السوداني السودان بورتسودان عبد الخالق محجوب عطبرة الحزب الشیوعی السودانی عبد الخالق محجوب زین العابدین تأسیس الحزب عبد الرحمن فیما بعد

إقرأ أيضاً:

الهلال السوداني.. مسيرة استثنائية تحدت كل العقبات في دوري أبطال أفريقيا

خطّ الهلال السوداني مسيرة لافتة بدوري أبطال أفريقيا بعدما حقق العلامة الكاملة بـ3 انتصارات، رغم الأوضاع الصعبة في السودان التي أجبرت الأندية السودانية المشاركة في المسابقة على خوض مبارياتها خارج البلاد. 

وألقت الحرب في السودان بظلالها الكئيبة على المشهد الكروي في البلاد، إذ توقف نشاط الدوري منتصف موسم 2022-2023، ووجد الهلال والمريخ -أكبر الأندية في السودان- أنفسهما أمام ضرورة الحفاظ على جاهزيتهما، وذلك بالمشاركة في الدوري الموريتاني لتفادي توقف النشاط والإعداد لمسابقة دوري أبطال إفريقيا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شاهد.. ملخص فوز الأهلي على شباب بلوزداد في دوري أبطال أفريقياlist 2 of 2بالفيديو.. الترجي يهزم بيراميدز ويتصدر مجموعته بدوري أبطال أفريقياend of list

وخلال النسخة الحالية من دوري الأبطال، استطاع نادي الهلال أن يجتاز كل العقبات أمامه ويتصدر المجموعة الأولى في دوري أبطال أفريقيا بعد تحقيقه 3 انتصارات في مبارياته الثلاث الأولى.

الهلال السوداني حقق 3 انتصارات في مبارياته الثلاث الأولى بدوري أبطال أفريقيا (مواقع التواصل) مسيرة استثنائية

وقبل التأهل لدور المجموعات، في إنجاز وصفه الكثيرون بأنه "شبه معجزة"، خاض الهلال الدورين التمهيديين الأول والثاني بنجاح، عندما أقصى من طريقه أهلي بنغازي الليبي في الدور الأول وفاز عليه 2-1، ثم تعادل 1-1 قبل أن يواصل رحلته المثالية في تحدي الصعوبات، ويزيح سان بيدرو العاجي بنتيجة 2-1 و2-2 ليصل دور المجموعات.

ولم يكن مشجعو الهلال يتوقعون أن يواصل فريقهم طيّ المراحل في المسابقة القارية باعتبار توقف نشاط الدوري المحلي منذ عامين واستضافة الفريق لمنافسيه في ملاعب ليبيا أو موريتانيا أو المغرب، لكن ذلك لم يزد الفريق الأزرق سوى عزيمة وإصرار على المضي قدما في البطولة.

وفاز الهلال على يانغ أفريكانز التنزاني 2ـ0 في الجولة الأولى من دور المجموعات، وفي المباراة الثانية حقق الفوز على مازمبي الكونغولي في مباراة أقيمت في العاصمة الموريتانية نواكشوط.

إعلان

وواصل رفاق المهاجم عبد الرحمان الغربال مشوارهم المذهل بانتصار ثالث على التوالي على حساب مولودية الجزائر في ملعب 5 يوليو بالجزائر، وهو ما يحدث للمرة الأولى في تاريخ مشاركات الهلال في المسابقة القارية.

وإجمالا، خاض الهلال حتى الآن 7 مباريات في مشواره بدوري أبطال إفريقيا، حقق فيها 5 انتصارات وتعادلين، وهو ما اعتبره كثيرون مشوارا استثنائيا لم يسبق لأي فريق تحقيقه.

الهلال السوداني فاز على مولودية الجزائر في عقر داره (مواقع التواصل)

ويرى مهاجم الهلال، طيب بن زيتون، أن عزيمة اللاعبين كانت فارقة في تحقيق فريقه تلك النتائج رغم الصعوبات الكبيرة التي يواجهونها في التنقل من بلد لآخر لخوض معسكراتهم الإعدادية وإجراء مبارياتهم.

وقال بن زيتون -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- إن "النتائج التي حققناها سواء في الأدوار التمهيدية أو في المجموعات تعتبر إنجازا يحسب للاعبين والجهاز الفني ومجلس إدارة النادي، لم يكن من السهل أن نخوض ذلك المشوار المليء بالتحدي ونحقق 3 انتصارات متتالية في ضوء الظروف الصعبة التي تعيشها كرة القدم في السودان".

وتابع المهاجم التونسي -الذي انضم للهلال في يوليو/تموز الماضي- أن "بصمة المدرب فلوران إيبانغي كانت واضحة في الوصول إلى تلك النتائج المتميزة، فهو يعرف جيدا كرة القدم الأفريقية من خلال تجاربه السابقة سواء مع الأندية أو المنتخبات".

بصمة المدرب فلوران إيبانغي كانت واضحة في وصول الهلال إلى تلك النتائج المتميزة (الجزيرة)

وشدد بن زيتون على أن "الوصول لربع نهائي دوري أبطال إفريقيا هو الهدف الأقرب للهلال في الوقت الحالي، لكن بعد ذلك ستكون أهدافنا أكبر، وهي الوصول إلى آخر المراحل في المسابقة والخروج بنتائج مشرفة".

ويملك الهلال السوداني فرصة كبيرة ليكون أول المتأهلين لأدوار خروج المغلوب في دوري أبطال إفريقيا، إذ يحتاج إلى الفوز في مباراة الجولة الرابعة من منافسات المجموعة الأولى أمام مولودية الجزائر للعبور رسميا لدور الثمانية.

إعلان المراهنة على الدوري الموريتاني

من جهته، قال نجم الهلال السوداني السابق والمدرب الحالي محمود السادة إن ما حققه الفريق حتى الآن يمكن تصنيفه ضمن "الإنجازات الاستثنائية" التي لم يسبق للنادي أن حققها على امتداد تاريخه.

وقال محمود السادة للجزيرة نت "هذا التطور الذي بدا على نتائج الهلال خلال موسم 2024-2025 يعود بالأساس إلى توخي الاستقرار الإداري والفني من قبل مجلس الإدارة الذي منح المدرب الكونغولي فلوران إيبانغي الثقة كاملة وعدم الضغط عليه، فضلا عن توفير ممهدات النجاح بإقامة معسكرات خارجية ومباريات ودية لتعويض توقف النشاط الكروي في البلاد وذلك قبل مشاركة الهلال في الدوري الموريتاني".

السادة: ما حققه الفريق حتى الآن يمكن تصنيفه ضمن الإنجازات الاستثنائية (الجزيرة)

وأضاف السادة أن "توقف الدوري في السودان بسبب الحرب كان حافزا للهلال لتقديم موسم استثنائي، الفريق يحقق نتائج لم يسجلها حتى في المواسم السابقة عندما كانت الأوضاع في البلاد مستقرة".

ويعتبر المتحدث أنه "يحسب لإدارة الهلال نجاحها في التعاقد مع لاعبين أجانب بمستويات كروية لافتة، خصوصا في منطقة خط الوسط والهجوم على غرار غيسوما فوفانا، والحفاظ على ركائز الفريق أمثال الهداف الدولي عبد الرحمان الغربال وياسر المزمل وصلاح الدين الحسن وغيرهم".

ويضيف: "في الأعوام السابقة كان الهلال يخضع لنسق مرهق في التنقل داخل السودان لخوض مبارياته، ولكن الأمر تغير خلال الموسم الحالي باعتبار أن الفريق موجود في معسكر دائم في موريتانيا ويتنقل خلال مبارياته بدوري الأبطال وهو عامل وفّر على الفريق كثيرا من الجهد والمال".

وعلى غرار مسيرته الاستثنائية في دوري الأبطال، قدم الهلال في مشاركته في الدوري الموريتاني نتائج لافتة إذ يحتل المركز الثاني برصيد 20 نقطة من 8 مباريات وهو الفريق الوحيد الذي لم يتلق أي خسارة إذ فاز في 6 مباريات وتعادل في اثنتين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • المفتي السابق يحرر توكيل لتأسيس حزب الجبهة الوطنية بمسقط رأسه في البحيرة
  • السوداني يوجّه بالإسراع بالتحقيق في الجريمة التي ارتكبت بحقّ عائلة بمدينة الصدر
  • رئيس الحركة الوطنية يجدد الثقة لـ 5 قيادات بالحزب في عضوية الهيئة العليا
  • القيادة تهنئ رئيس مجلس السيادة السوداني بذكرى استقلال بلاده
  • البرهانلا وجود للقتلة والمجرمين وداعميهم وسط الشعب السوداني مرة أخرى
  • توافد المواطنين لجمع التوكيلات لتأسيس حزب الجبهة الوطنية.. صور
  • حزب المؤتمر يؤكد دعمه للقيادة السياسية في كافة القرارات التي تتخذها لصالح الوطن
  • المؤتمر السوداني يرفض مقترح تشكيل حكومة موازية
  • الهلال السوداني.. مسيرة استثنائية تحدت كل العقبات في دوري أبطال أفريقيا
  • الحركة الشعبية تشيد بمراجعة مدونة الأسرة وتدعم إصلاحات جذرية لحماية حقوق الأسرة والطفل