إسرائيل تفاوض بيد وتقتل الأطفال والنساء بيد أخرى
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
"لا يمكن وصف مجزرة مدرسة التابعين، التي ارتكبتها إسرائيل، وأدّت إلى استشهاد مئة شخص من الأطفال والنساء، سوى أنها حلقة في سلسلة الجرائم ضد الإنسانية، وهي تضاف إلى سابقاتها، التي تكشف عن الوجه الحقيقي لهذه الدولة المارقة، والتي يشهد لها تاريخها القديم والجديد بأنها عنصرية بامتياز، وأن التعاطي معها لا يمكن أن يكون إلا بالقوة، وهي لغة لا تفهم غيرها".
هذا الكلام يقوله اليوم، وبلسان واحد، جميع الذين ينتمون إلى محور "الممانعة"، وهم قالوه بالأمس وقبل قبله، باعتبار أن طبيعة إسرائيل العدائية لن تتغّير لا اليوم ولا حتى بعد التوصّل إلى أي تسوية، سواء في قطاع غزة أو في جنوب لبنان. فإذا كانت تل أبيب جدّية في مسألة إعطاء المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة الأميركية وكل من مصر وقطر فرصة أخيرة للتوصل في لقاء يوم الخميس في 15 الجاري إلى الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار في غزة فإن مجزرة مدرسة التابعين تكون كـ "الرايح والمكتّر القبايح"، أو كمن يريد أن يقول للعالم أجمع، وبالأخص للأميركيين، أن الشروط التي يضعها في أي مفاوضات هي التي يجب أن تمشي وإلا فالبديل المزيد من المجازر والمزيد من الارتكابات المخزية في حق الطفولة في القطاع وفي الضفة أو في الجنوب اللبناني. في المقابل فإن مجزرة مدرسة التابعين وما سبقها من مجازر زادت قناعة المقتنعين في القيادة السياسية لـ "حزب الله"، وهم يصنَّفون عادة في خانة الصقور، الذين يرفضون أي تسوية مع العدو، ويصرّون بالتالي على أن يأتي الردّ على عملية اغتيال الحاج فؤاد شكر مناسبًا مع حجم هذه الخسارة الكبيرة، التي منيت بها "المقاومة الإسلامية" حتى ولو أن سدّ الفراغ في أي موقع مسؤول يتمّ وفق آلية فورية من ضمن خطط الطوارئ التي تُعتمد في الحروب، بحيث لا يكون لفقدان أي عنصر قيادي تأثير على مركزية القرار. وفي رأي هذه الفئة في القيادة الحزبية لـ "حزب الله" أن الردّ يجب أن ينفذ بغض النظر عن أي مفاوضات تجري على مستوى واشنطن والقاهرة والدوحة، وإن التوصّل إلى أي تسوية في ما خصّ وقف النار في غزة، وهو قرار كان يجب أن يبصر النور قبل هذا التاريخ بكثير، أو على الأقل قبل ارتكاب مجزرة مدرسة التابعين. ويعتقد هؤلاء جازمين أنه لو كانت إسرائيل جادة في مسألة وقف النار في القطاع لما كانت أقدمت على ارتكاب مثل هذه المجزرة البشعة. ولذلك فإن التعامل مع هذه الدولة، التي لا تحترم لا المواثيق ولا الشرائع ولا القيم الإنسانية، يجب أن يكون باللغة ذاتها التي تفهمها، وهي لغة "السن بالسن والعين بالعين"، وأن الحديد لا يفّله سوى الحديد.
أوساط ديبلوماسية عربية ترى أن إسرائيل بارتكابها مجزرة التابعين انما أرادت أن تقول للعالم كله أنها غير موافقة ضمنيًا على أي مفاوضات لا تكون لمصلحة مشروعها غير المعلن، والذي من أجل تحقيقه كانت الحرب في غزة منذ عشرة أشهر ونيف، على رغم موافقتها الظاهرية على المسعى الثلاثي لوقف إطلاق النار، ولكن بشروطها تحديدًا، وليس بأي شروط أخرى. ولا تستبعد هذه الأوساط أن تنعكس مفاعيل هذه المجزرة على المسار التفاوضي، سواء في القاهرة أو في الدوحة، وأن تتحكّم تداعياتها بوقف ولو مؤقت لهذا المسار، الذي لامس وفق ما تم تسريبه النهايات المرجوة بعد طول انتظار. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مجزرة مدرسة التابعین یجب أن
إقرأ أيضاً:
سفير إسرائيل بالنمسا يدعو لقتل الأطفال الفلسطينيين وتدمير غزة
من المفترض أن يكون السفير شخصا دبلوماسيا يُقدّم رؤيته بأسلوب متحضر، ولكن يبدو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، من أعلى سلطة فيها إلى أصغر مسؤول، لا تعرف سوى القتل والتدمير والتهجير والتحريض ضد الشعب الفلسطيني، وذلك وفقًا لرأي جمهور منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي.
في هذه المرة، أثار سفير الاحتلال الإسرائيلي في النمسا، "ديفيد رويت"، جدلا واسعا بعد تسريب مقطع فيديو له خلال زيارة قام بها لدائرة "كلتوس" اليهودية في مدينة إنسبروك النمساوية.
في الفيديو المسرب، قال أحد الحاضرين للسفير رويت: "سألعب الغولف في غزة، سواء أحببت ذلك أم لا، أنا سعيد جدا بوجودي هنا، أنا أمثل دولة إسرائيل بفخر".
ورد السفير الإسرائيلي بالشروع فيما يُعتبر تحريضًا مباشرًا، قائلاً إنه "لا يوجد أبرياء في غزة ولا مدنيون"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل لم تقتل الأطفال عمدًا".
كما أشار إلى أنه يدعم فرض عقوبة الإعدام حتى على الأطفال الفلسطينيين، مُستشهدا بأمثلة مثل طفل يبلغ من العمر 16 عامًا يحمل سلاحًا أو مراهقًا يبلغ من العمر 17 عامًا يحمل قنبلة يدوية.
ويعترف الدبلوماسي الإسرائيلي أن تل أبيب تحتجز العديد من الأطفال الفلسطينيين في سجونها لسنوات دون محاكمة، وهو ما يُشكّل انتهاكًا صريحًا لنصوص قانونية أساسية للأمم المتحدة.
إعلانوواصل السفير تهديداته بالقول: "هل ستكون أوروبا مجنونة بما يكفي لاستثمار الأموال مرة أخرى في غزة؟ لأنه إذا فعلت، فسنضطر لتدميرها في المرة المقبلة، بمجرد أن لا تكون حماس موجودة".
وأشار رويت إلى الحلول العسكرية، مع إشارات إلى تدخل ترامب وإمكانية مساعدة دول عربية له بالقول، "ربما ترامب؟ ربما بعض الدول العربية؟ ربما سنقتنع بطريقة مختلفة؟ وربما ستكون هناك قيادة فلسطينية بديلة، وربما من داخل الفلسطينيين أنفسهم، أو بمشاركة السلطة الفلسطينية".
View this post on InstagramA post shared by Ronnie Barkan (@ronron123)
هذه التصريحات أثارت غضبًا واسعًا بين جمهور منصات التواصل الاجتماعي المناصرين للقضية الفلسطينية، واعتبر العديد من الناشطين أن تصريحات السفير الإسرائيلي تُعد تحريضًا مباشرًا على القتل ضد أطفال غزة وتدمير القطاع، مؤكدين أنها تكشف العقلية الإجرامية العنصرية التي تُغذي الإبادة الجماعية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار مدونون إلى أن السفير الإسرائيلي يشرح بوضوح كيفية تنفيذ سياسة التطهير العرقي التي تتبعها إسرائيل، حيث لا تفرق بين مدني ومقاتل، ولا بين طفل ورجل وامرأة. فالجميع، في نظرهم، أهداف مشروعة.
تسري الإبادة الجماعية والتطرف في جميع مستويات المجتمع الصهيوني، من الوزراء والدبلوماسيين إلى المستوطنين.
— Zara (@Zara_2088) March 22, 2025
ورأى ناشطون أن ما ورد في التصريحات المسربة يُظهر توجهًا خطيرًا من المسؤولين الإسرائيليين تجاه الشعب الفلسطيني، ويعكس سياسة عدوانية يتهمها البعض بأنها تُكرّس للإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
وأضاف هؤلاء أن هذه الممارسات التي يُجاهر بها بعض الساسة والدبلوماسيين الإسرائيليين تأتي في سياق أوسع من الانتهاكات الموثقة للقوانين الدولية والحقوقية، وهو ما يُعزز الانتقادات الدولية المطالِبة بمساءلة إسرائيل عن السياسات التي تُفاقم معاناة الشعب الفلسطيني.
إعلان