نشرة إنذار مبكر: اليمن يستعد لأمطار غزيرة وفيضانات كارثية خلال الأيام المقبلة

الجديد برس:

حذرت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة من مخاطر متزايدة تواجه اليمن بسبب هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة المتوقعة خلال الأيام المقبلة.

وأفادت المنظمة في نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية للفترة 11-20 أغسطس الجاري بأن البلاد تستعد لهطول أمطار غزيرة خلال موسم الأمطار الحالي، مما يشكل خطراً متزايداً، خاصة من الفيضانات المفاجئة والانهيارات الأرضية في المناطق الجبلية.

وأوضحت أن المناطق المنخفضة معرضة للخطر بشكل خاص، حيث تواجه الأصول الزراعية تأثيرات كبيرة.

وأضافت المنظمة: “في أوائل أغسطس 2024، ضربت فيضانات مدمرة اليمن بعد فترة من هطول الأمطار الغزيرة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 45 شخصاً، وتحملت محافظات الحديدة وتعز وحجة العبء الأكبر من التأثير”. وأكدت “الفاو” أن الفيضانات تسببت في أضرار واسعة النطاق، بما في ذلك تدمير المنازل والأراضي الزراعية، وتشريد الآلاف، وفقدان الأصول القيمة.

وأشارت المنظمة الأممية إلى أن الفيضانات الأخيرة تسلط الضوء على ضعف البلاد في مواجهة الظواهر الجوية القاسية، موضحةً أنه رغم أن اليمن تشهد عادةً أمطاراً غزيرة خلال موسم الرياح الموسمية، إلا أن شدة الفيضانات الأخيرة تؤكد ضعف البلاد في مواجهة هذه الظروف.

وتوقعت النشرة أن تشهد اليمن أمطاراً غزيرة خلال الأيام العشرة المقبلة، حيث ستشهد محافظة إب هطول أكثر من 300 ملم من الأمطار. ومن المتوقع أن تكون المرتفعات الوسطى والجنوبية من بين المناطق الأكثر تأثراً لتعرضها لأشد الأمطار غزارة، حيث ستشهد بما ذلك محافظات إب وذمار وصنعاء وعمران وحجة والحديدة موجات مفاجئة من الأمطار في 16 أغسطس (20-50 ملم) و19 أغسطس (أكثر من 50 ملم). وستشهد المناطق الساحلية على طول خليج عدن زخات خفيفة (تصل إلى 10 ملم) في 18 أغسطس.

وأكدت النشرة أن المناطق الأكثر عرضة لخطر الفيضانات هي المرتفعات الوسطى والجنوبية، حيث تواجه الأودية في هذه المناطق خطراً كبيراً من الفيضانات الممتدة. ويشمل ذلك مناطق حرض، ووادي مور، والجوف، وسردُد، وذنه، وسهام، ورماع، وزبيد، وراسيان، وتوبان، ووادي بنا. وأوضحت أن الأمطار الغزيرة السابقة أدت إلى تشبع التربة بالمياه، مما زاد من خطر الفيضانات في مناطق أخرى من البلاد أيضاً.

وفيما يتعلق بالتهديدات للقطاع الزراعي والبنية الأساسية، توقعت النشرة أن تؤدي الأمطار الغزيرة المتوقعة والفيضانات المصاحبة لها إلى أضرار جسيمة للمحاصيل، بالإضافة إلى أن المنحدرات الشديدة معرضة لخطر الانهيارات الأرضية، مما قد يؤثر على البنية الأساسية والمجتمعات المحلية. كما رجحت أن تواجه المناطق المنخفضة على طول ساحل البحر الأحمر وخليج عدن اضطرابات شديدة في سبل العيش بسبب الفيضانات.

وأشارت النشرة إلى أن ظروف السكن الهشة معرضة لخطر التدمير، مما قد يؤدي إلى وقوع ضحايا، وقد تنهار أنظمة الصرف الصحي غير الكافية في المناطق الحضرية، مما يؤدي إلى إتلاف البنية التحتية، وتعطيل وسائل النقل، وفشل شبكات الاتصالات.

كما حذرت من موجة حر ساحلية متوقعة في المناطق المحيطة بخليج عدن والهضبة الشرقية مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية، مما سيؤثر بشكل كبير على سبل العيش الزراعية، وخاصة تربية الدواجن. وأوضحت أن التعرض لفترات طويلة لدرجات الحرارة المرتفعة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الظروف الصحية لدى السكان.

ودعت الفاو إلى اتخاذ إجراءات للتخفيف من الآثار السلبية على حياة المجتمعات وسبل عيشها، بما في ذلك تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والتوعية وتمركز المساعدات الإنسانية في المواقع المعرضة للخطر. وأكدت أهمية توفير معلومات الإنذار المبكر في الوقت المناسب، بما في ذلك التنبيهات الجوية وإرشادات العمل الوقائي المجتمعي، للحد من المخاطر المحتملة.

المصدر: الجديد برس