سواليف:
2024-09-10@19:30:20 GMT

لماذا لم يتحرك المقدسيون في الحرب؟

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

لماذا لم يتحرك #المقدسيون في #الحرب؟ #ماهر_أبوطير

يعيش في مدينة القدس 375 ألف مقدسي، من بين 969 ألف شخص، أغلبهم من الإسرائيليين، وهذا يعني أن المقدسيين يبلغون الثلث تقريبا، بعد سنوات الاحتلال الإسرائيلي.

في أحداث عام 2021 وبعد رمضان اندلعت المواجهات داخل مدينة القدس على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، والكل يتذكر أن قطاع غزة دخل على الخط، وتم قصف مواقع إسرائيلية مختلفة، حتى توقفت المواجهة بعد وقت قصير.

غزة تحت الحرب الدموية الآن، واللافت للانتباه هنا أن ارتدادات الحرب نراها في الضفة الغربية بشكل جزئي، ولا نراها في مدينة القدس مثلا، ولا في مدن فلسطين المحتلة عام 1948، هذا على الرغم من أن تحرك أهل القدس هنا مثلا، سيؤدي إلى تخفيف الضغط كثيرا عن الغزيين، بدلا من بقائهم تحت القصف والقتل فرادى، بالشكل الدموي الذي نراه.

مقالات ذات صلة نصر عسكري وهزيمة استراتيجية 2024/08/12

اذا سألت أحدا من المقدسيين مثلا، عن سبب الهدوء في مدينة القدس برغم حساسيتها الأمنية لإسرائيل يأتي الجواب بذات الطريقة التي يجيبك فيها أي فلسطيني في فلسطين المحتلة عام 1948، من خلال الإشارة إلى الهجوم الإسرائيلي الاستباقي وبالتزامن مع بدء حرب غزة على أهل المدينة، من خلال منع العمل، والاعتقالات، وسحب هويات الإقامة، ونصب حواجز التفتيش، والاستدعاء للتحقيق لمجرد نشر تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي، أو وضع إشارة إعجاب، وتفتيش هواتف المقدسيين عند كل حاجز، وغير ذلك من إجراءات غير مسبوقة، أدت إلى عسكرة المدينة، والتنكيل المسبق بها، بهدف تكبيل المقدسيين ومنعهم من الإتيان بأي تحرك في ظل أوضاع اقتصادية سيئة جدا، والأضرار على صعيد القطاعات التي يعمل بها المقدسيون من السياحة إلى البناء، مرورا بالزراعة، وحالة الانهيار التجاري في البلدة القديمة في القدس، وغير ذلك من ظروف تم تصنيعها لعزل الكتلة المقدسية، تحت وطأة الخوف من سحب إقاماتهم أو هدم بيوتهم، في ظل توحش امتد إلى مدن فلسطينية ثانية، خارج الضفة الغربية.

هناك تيار في القدس يقول إن الانغماس في رد فعل مقدسي ضد إسرائيل على خلفية حرب غزة، سيوفر لإسرائيل الفرصة لتنفيذ مخططاتها ضد الوجود العربي المقدسي، خصوصا، مع ما فعلته إسرائيل في غزة من جرائم غير مسبوقة لم يوقفها العالم، بل بقي متفرجا على أهل غزة، ويرى هؤلاء أن من الخبرة والحكمة هنا تثبيت الوجود العربي في القدس، وعدم منح إسرائيل أي مبررات لاستباحة حياة المقدسيين، وتنفيذ مخططات ضدهم قد لا تقال علنا حتى الآن.

مناسبة كل هذا الكلام ما رأيناه يوم أمس من اقتحامات إسرائيلية للمسجد الأقصى، والدعوات لاقتحامات كبرى يوم غد الثلاثاء، وحالة التجييش في القدس، والاعتداءات على المصلين في الأيام العادية، وفي الجمع، بما يؤشر على أن السياسات الإسرائيلية في مدينة القدس تتجه بشكل واضح إلى مرحلة مختلفة، اعتقادا منها أن حالة الهدوء الحذرة سوف تبقى دائمة، وستواصل إسرائيل السيطرة عليها، وهذا أمر مشكوك فيه، حتى لو مرت الأشهر العشرة الماضية من حرب غزة، دون ارتداد غاضب بين أهل القدس على طريقة 2021.

لكن مع تفهمنا لما سبق، فإن هذا سيؤدي إلى نتيجة خطيرة، أي ترك أهل قطاع غزة فرادى، مع إدراكنا للواقع الحساس على الأرض داخل مدينة القدس، فيما المؤكد هنا أن المساعي المقدسية لعدم منح إسرائيل والذرائع للهجوم على المقدسيين في المدينة، قد تنجح مؤقتا، وليس إستراتيجيا، لأننا نهاية المطاف أمام خط تصاعدي في المدينة، يهدد المسجد الأقصى، والكتلة المقدسية، التي ستجد نفسها نهاية المطاف أمام استحقاقات خطيرة تتعلق بالمشروع الإسرائيلي.

سياسة تجنب عدوانية إسرائيل الحالية من المقدسيين وأهل فلسطين 48 قد تنجح مؤقتا، لكنها ستؤدي ضمنيا إلى ترك أهل غزة فرادى، فيما ستثبت الأيام أن “سياسة التجنب” ستنهار عما قريب، بفعل الظروف والمعادلات التي لن تستثني أحدا من فواتيرها وكلفها النهائية، وهذا يعني أن الدور سيأتي على الجميع، واحدا تلو الآخر، ولن تبقى الحرب حربا للغزيين فقط.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: المقدسيون الحرب فی مدینة القدس فی القدس

إقرأ أيضاً:

أردوغان يتعهد بمحاسبة إسرائيل

تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باتخاذ بلاده كافة الخطوات القانونية لمحاسبة إسرائيل على قتل مواطنته الناشطة عائشة نور أزغي أيغي، وتحمل الجنسية الأمريكية أيضا، في الضفة الغربية.

جاء ذلك في خطاب ألقاه، الاثنين، عقب اجتماع للحكومة في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

الرئيس التركي أضاف أن بلاده ستواصل ملاحقة إسرائيل على أعلى المستويات وعبر محكمة العدل الدولية أيضا.

وشدد على أنه “بات من المُلح عقد اجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي على مستوى القادة وإظهار موقف حازم للعالم الإسلامي”، فيما يخص التطورات على الساحة الفلسطينية.

وتابع: “منظمة التعاون الإسلامي واجبها الدفاع عن قضية القدس ولا يعقل أن تظل غير مبالية بهذه الاعتداءات”.

وأكد الرئيس أردوغان على وقوف الشعب التركي بجانب أشقائه الفلسطينيين.

وقال بهذا الصدد :”نقف بجانب أشقائنا الفلسطينيين بصفتنا شعبا سطر ملحمة مقاومة خلال حرب الاستقلال ضد القوى الإمبريالية آنذاك”

أردوغان حذر كذلك من محاولات الحكومة الإسرائيلية توسيع سياسات الاحتلال بحيث تشمل المسجد الأقصى أيضا.

ونوّه إلى ازدياد “تحرش واقتحامات الصهاينة” للحرم القدسي الشريف، مؤكدا أن تركيا تتابع كل هذه التطورات عن كثب.

وللتعبير عن موقف بلاده من القدس وفلسطين، استشهد الرئيس أردوغان بأبيات للشاعر التركي الراحل نوري باك ديل الملقب بـ “شاعر القدس”، حيث تؤكد الأبيات الشعرية على أهمية الروابط والصلة بين مدن مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس.

كما ترحم أردوغان على الناشطة “عائشة نور” التي قتلت برصاص قناص إسرائيلي، الجمعة، خلال مشاركتها في مظاهرة ضد الاستيطان بمدينة نابلس في الضفة.

مقالات مشابهة

  • قرية أبو ديس.. احتلتها إسرائيل عام 1967 وقسمها جدار الفصل
  • لماذا يخشى نتنياهو من عرض الفيلم الوثائقي "ملفات بيبي" في إسرائيل؟
  • أردوغان يتعهد بمحاسبة إسرائيل
  • مركز القدس: الضغط الأمريكي ضعيف ولم يستطع إجبار إسرائيل على وقف حرب غزة
  • قصة تشييد مدينة باريس الصينية.. لماذا فشلت في جذب السياح؟
  • أطول برج خشبي في العالم..من المدينة التي ستحتضنه؟
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تعتقل صحفية وشابا من القدس
  • محلل فلسطيني: إسرائيلي تخطط لفصل مدينة القدس عن الضفة الغربية (فيديو)
  • إسرائيل ستطالب الولايات المتحدة بالضغط على مصر.. لماذا؟
  • 4 أسباب.. لماذا فشلت المظاهرات في تغيير موقف نتنياهو من الصفقة؟