لبنان ٢٤:
2024-12-21@09:05:26 GMT
حزب الله ارجأ رده على ضربة الضاحية لهذه العوامل
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار":الرد آت وحتمي، ولكن اتركوا لنا مسألة التوقيت تحديدا أو تقريبا"، ذلك هو الجواب القاطع الذي تقدمه قيادة الحزب لأبناء بيئتها، خصوصا أن الأعداء والخصوم دأبوا على استغلال "فجوة التأجيل والإرجاء" ليعتبروها وصفة عجز عن الرد والفعل والأخذ بالثأر، بعدما فرض الإسرائيلون على الحزب ومحوره معادلة ترهيب وردع لا فكاك منها ولا قدرة على التملص من موجباتها عندما أطاحوا معادلة كان الحزب بدأ السعي لتكريسها، فقصفوا الضاحية الجنوبية على أنها امتداد للعاصمة وقتلوا القائد العسكري للحزب في وضح النهار.
يقول أحد النواب الجنوبيين حسن عزالدين لـ"النهار" في معرض التوضيح واستيعاب موجة التساؤلات: "إن ردنا آت ولا ريب، ولا نبالغ إذا قلنا إنه رد حتمي لا يمكن إلغاؤه في أي شكل، وهو خارج أي حسابات أو مساومات، لذا فإن كل ما يشاع عن أن تأجيل الرد قد تقرر في انتظار ما يمكن أن يؤول اليه الحديث المرتفع أخيرا عن مفاوضات تهدئة يفترض أن تبدأ بعد يومين (15 آب الجاري) في ضوء البيان الثلاثي، تحت عنوان إطلاق المفاوضات المجمدة حول مستقبل الوضع في غزة، كل ذلك عبارة عن لغو لا قيمة له في قاموسنا، بناء على اعتبارين:
الأول أننا لا نعقد أي رهانات على أي مفاوضات مع نتنياهو الذي اسقط
خمسة عروض متتالية للتهدئة والحل، بعضها وضعه الجانب الأميركي نفسه. والمعلوم أن نتنياهو نفسه هو من سارع إلى ارتكاب مجزرة شنيعة عندما قصفت قواته مدرسة التابعين في غزة لتقتل أكثر من مئة وخمسين مدنيا فلسطينيا، وقد صار واضحا عندنا أن القذائف التي انهالت على مدرسة اللاجئين كانت تقصد قصف المبادرة الثلاثية ووأدها في مهدها قبل أن تولد".
وهل من رابط بين تأجيل الرد من جانب الحزب وانتظار الرد الإيراني على اغتيال قائد حركة "حماس" اسماعيل هنية في طهران؟ يجيب عزالدين: "في إطلالتيه الأخيرتين أسقط سماحة الأمين العام فرضية الرد المشترك، موضحا أنه ليس أمرا حتميا، وبالتالي فإنه فتح الباب على احتمال الرد المنفرد من جانب الحزب، رابطا إياه بتقديرات الميدان وحساباته انطلاقا من الحرص على أن يكون ردا معتبرا ومدويا".
ويستطرد: "صار الرد على همة القيادة الميدانية وفي عهدتها، ويعود لها وحدها أمر التنفيذ وقتا واختيارا للهدف، وهي التي تواجه منذ عشرة أشهر الهجمات العدوانية الإسرائيلية".
ولاينكر عزالدين أن "ثمة موجة اتصالات ووساطات غير مسبوقة من حيث الحجم والجهة، مع قيادة الحزب تحت عنوان الرد المنخفض الوتيرة الذي يمكن تل أبيب أن تتحمله ولا يستدرج مخزون غضبها. ووفق معلوماتنا، فإن قيادتنا استقبلت الموفدين والرسل واستمعت إلى ما يحملونه من عروض وأفكار، ورفضت إعطاء أي تعهد لأي جهة كما رفضت الخوض معهم في أي نوع من أنواع المساومات".
ويضيف: "نعود ونؤكد أن الرد على جريمتي إسرائيل الأخيرتين آت، سواء من جهتنا في الحزب أو من جهة الأخوة في قيادة الجمهورية الإسلامية. الأخوة في طهران أخذوا وقتهم لكي يبرزوا للعالم أن ردهم مشرع وليس خارج القوانين الدولية التي شرعت الرد لكل من تنتهك سيادته ويعتدى على ضيوفه، لكننا نحن والاخوة في طهران قررنا أن نعتمد سياسة إرجاء الرد لكي نجعل العدو يعيش تحت وطاة الخوف والخشية والرهاب، وهذا ما تحقق، بدليل الأصوات التي نسمعها تعلو من داخل الكيان وتفصح عن مخاوف من تعطل أوجه الحياة هناك".
وردا على سؤال آخر، يذكر عزالدين بأن الأمين العام "رسخ في إطلالتيه الأخيرتين الغموض البناء عندما دعا العدو إلى أن يعيش القلق الفعلي لأن ردنا آت لا محالة، لكن التنفيذ بيد القيادة الميدانية التي تعرف تماما مكامن الضعف عند العدو، واستتباعا تعرف كيف توجه الضربة الموجعة له. وضعنا نصب أعيننا خطة ممنهجة لكي لا يذهب العدو بعيدا في نشوة النصر وجنون العظمة وفائض القوة، أردناه أن يعيش تحت وطاة القلق والتوتر إلى وقت معين قبل أن تنزل على رأسه صاعقة ضربتنا. أليس أمرا ممتعا حين نرى كل سكان الشمال مهجرين، أو يقيمون في الملاجئ أو على مقربة منها، وأن مصالحهم معطلة تماما واقتصادهم في حكم المشلول؟ أليس في هذا المشهد الذي يسهب الإعلام العبري أكثر من سواه في توصيفه والإفصاح عنه، نوع من العقاب المنشود، إذ في هذا المشهد نعثر على صورة عكسية للمجتمع الذي كان في العقود السابقة يرتكب بكل دم بارد جرائمه خارج حدود كيانه، فيما سكانه يمضون حياتهم بهدوء وطمانينة وكأن شيئا لم يكن؟".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
لماذا لا يردّ حزب الله على الخروقات الإسرائيليّة؟
خلافاً لما قام به "حزب الله" في 2 كانون الأوّل، بعدما استهدف موقع رويسات العلم التابع للجيش الإسرائيلي في تلال كفرشوبا المحتلة، ردّاً على استمرار العدوّ بخرق إتّفاق وقف إطلاق النار، لم يعدّ "الحزب" يردّ على إنتهاكات إسرائيل المتزايدة.
وتعليقاً على هذا الأمر، يُشير مرجع عسكريّ مُطّلع على مُفاوضات وقف إطلاق النار إلى أنّ "حزب الله" يترقّب ما ستقوم به اللجنة المُكلفة مُراقبة الإتّفاق، وهو لن يُعطي ذريعة للعدوّ لاستئناف حربه على لبنان.
ويعتبر المرجع عينه أنّ "الحزب" يُريد أنّ تمرّ مهلة الـ60 يوماً بسلام، وأنّ تنسحب إسرائيل من البلدات الجنوبيّة التي تتوغل فيها. المصدر: خاص "لبنان 24"