متهمًا إياها بممارسة «اضطهاد سياسي» ضدّه، تقدّم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، المرشّح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، بدعوى ضد وزارة العدل الأمريكية.

الدعوى التي تم التقدّم بها الأسبوع الماضي وأُعلن عنها الإثنين، تتّهم وزير العدل الأمريكي ميريك غارلاند ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي كريستوفر راي بالسعي إلى "إلحاق أذى" بالرئيس السابق، على خلفية عملية دهم لدارته في فلوريدا لاستعادة وثائق مصنّفة سرية.

ووُجّهت إلى ترامب في فلوريدا 31 تهمة على صلة بـ"الاحتفاظ المتعمد بمعلومات تتعلق بالدفاع الوطني"، لرفضه إعادة وثائق مصنّفة سرية أخذت من البيت الأبيض لدى انتهاء ولايته.
في الشهر الماضي، أسقطت قاضية في الولاية الدعوى الجنائية المرفوعة ضده، وخلصت إلى أن تعيين المدعي الخاص جاك سميث كان مخالفا للقانون.

وكان عناصر في مكتب التحقيقات اليفدرالي دهموا دارة ترامب في مالاراغو في الثامن من أغسطس/آب 2022 تنفيذا لمذكرة تفتيش أصدرها قاض فدرالي، لاستعادة وثائق مصنّفة سرية، بينها سجلات للبنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية، يعتقد أنها كانت محفوظة في دارته على نحو غير آمن.

ويطلب ترامب في الدعوى تعويضا قدره مئة مليون دولار واسترداد 15 مليون دولار على الأقل من التكاليف القانونية.

وجاء في نص الدعوى أن «غارلاند وراي ما كان يجب إطلاقا أن يوافقا على عملية الدهم وما نجم عنها من توجيه الاتهام للرئيس ترامب لأن البروتوكول الراسخ بالنسبة للرؤساء السابقين ينص على استخدام وسائل غير إنفاذية للحصول على سجلات خاصة بالولايات المتحدة».

وبحسب النص فإن «غارلاند وراي قررا أن يحيدا عن البروتوكول الراسخ لإلحاق أذى بالرئيس ترامب»، في خطوة أشار إلى أن «النية الواضحة منها الانخراط في اضطهاد سياسي».

وأمام وزارة العدل مهلة 180 يوما للرد على الدعوى. وفي حال تعذّر على الطرفين التوصل لتسوية، تحال العدوى على محكمة فدرالية. وتاريخ ترامب حافل بدعاوى مدنية تقدّم بها ثم عاد وسحبها في اللحظات الأخيرة.

وفي مايو الماضي، دين ترامب في نيويورك بـ34 تهمة على صلة بتزوير سجلات تجارية للتستر على دفع مبلغ 130 ألف دولار لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز في المرحلة الأخيرة من الحملة الانتخابية في 2016.

كذلك يواجه ترامب تهما في واشنطن وجورجيا للاشتباه بسعيه لتغيير نتائج انتخابات العام 2020 التي خسرها في مواجهة الرئيس جو بايدن.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ترامب فی

إقرأ أيضاً:

ليبراسيون: كيف سيفكك إيلون ماسك الحكومة الأمريكية؟

ذكرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن إيلون ماسك أقدم في الأسابيع التي سبقت تنصيب دونالد ترامب على عمل غريب.. فقد أعطى أغنى رجل في العالم مشتركيه على منصة إكس والبالغ عددهم 200 مليون، أسماء الموظفين الفيدراليين الذين لديهم "وظائف وهمية"، على حد قوله.. .وكانت النتيجة إهانات متتالية، سخرية، رسائل شرسة.. .وفي غضون دقائق، أشعلت منشورات الرئيس التنفيذي لشركة تسلا سيولا من الكراهية تجاه الموظفين المذكورين.. .تجربة وحشية.. .حتى أن أحدا منهم أغلق جميع حساباته على الإنترنت واختفى من على الإنترنت تماما.

وعلق ايفيريت كيلى رئيس الاتحاد الأمريكيى للموظفين الحكوميين على هذا التصرف لشبكة /سى إن إن/ قائلا إن "هذا التكتيك يهدف إلى بث الرعب والخوف لدى الموظفين الفيدراليين".. وهو خوف قائم بداخلهم بالفعل: فمن بين مايقرب من 2.3 مليون موظف، هناك 75% عرضة لالغاء وظائفهم من جانب الملياردير.. فبعد أن دعم حملة دونالد ترامب ب 277 مليون دولار، فإن إيلون ماسك يتوقع أن تؤتى جهوده ثمارها.

وقالت الصحيفة الفرنسية إن رجل الأعمال ـ الذي حجز لنفسه مكانا خلال الزيارات الرئاسية الودية ــ كما يتضح من تواجده تحت صحن كاتدرائية نوتردام في باريس أثناء إعادة الافتتاح ــ يكتسب طابعا سياسيا. فبالتعاون مع فيفيك راماسوامي، وهو ملياردير محافظ متطرف آخر، سوف يرأس "إدارة الكفاءة الحكومية" وستكون مهمتها هي خفض 2 تريليون دولار من الإنفاق الحكومي - أي 30% من ميزانية الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الهدف "مدو"وتنفيذه "غامض".. ومايمكن فهمه من تصريحاتهما المختلفة، فإن الرجلين يعتمدان على تكتيك مزدوج: الغاء جماعى للوظائف وتفكيك الوكالات الحكومية.. فمن بين 400 فى المجمل، اكثر من 300 يمكن أن تختفى كما يعتقد ماسك.. مضيفة أن رئيس مجلس إدارة تسلا، دعا فى الاسابيع الأخيرة إلى حل منظمة تم تأسيسها بعد أزمة 2008 لحماية المستهلكين من التعسفات المالية.

وتساءلت الصحيفة: هل هذا كافى لبلوغ وفرة 2000 مليار دولار التى سبق ووعد بها؟ وقالت: بعيدا عن الحسابات، خلال عام 2023، انفقت الحكومة 6100 مليار دورلار.. وكان مايقرب من ثلثى هذا المبلغ نفقات "إلزامية".. فما هى هذه النفقات الإجبارية؟

بصفة أساسية، فإن الامر يتعلق بميزانية الضمان الإجتماعى ودعم الدخل والوصول إلى الرعاية الصحية.. الحكومة لايمكنها إذن ببساطة تقليل الاعتمادات المخصصة وذلك حسبما قال اليكى ماير، المحاضر فى جامعة كليرمون ـ أوفيرنى.. ومع ذلك، إذا أردنا الحد من الإنفاق، فيمكننا تغيير بعض معايير القانون، على سبيل المثال عن طريق رفع سن التقاعد". المشكلة: طوال حملته الانتخابية، أكد دونالد ترامب أنه لن يعدل هذه البرامج.

يتبقى إذن ثلث الميزانية، اى حوالى 1700 مليار دولار تخصص لنفقات يطلق عليها "تقديرية".. ويشير ماير إلى أن "هذه المبالغ التي يصوت عليها الكونجرس كل عام تقرر ميزانية الإدارة الفيدرالية.. .ويذهب جزء كبير منها إلى الدفاع الوطني، وهو القطاع الذي لا أستطيع أن أرى الجمهوريين يقترحون تخفيضات فيه". ولذلك نقوم بطرح المبالغ المخصصة لهذه الخدمات. وهذا لا يتبقى سوى 900 مليار دولار ليتم تخفيضها. "إذا قمنا بإزالة كل شيء، فهذا يعني إزالة جميع الوكالات: الطاقة، والشؤون الخارجية.. .وهذا أمر سخيف. علاوة على ذلك، فإن الأمر بسيط بعض الشيء: من خلال تفكيكها، سيتم ببساطة إسناد جزء من مهامها على الأقل إلى هياكل أخرى"، كما يتابع أليكس ماير. بمعنى آخر، لن تختفي جميع نفقاتهم.

وتبدو المهمة صعبة.. ولكن المليارديرين يواجهان هذه المسألة بإخلاص بما إن جذور هذه الادارة الجديدة "إدارة الكفاءة الحكومية" هى معركة أيدولوجية أيضا.. ويقول إيلون ماسك ـ وهو ليبرالى ـ إنه من خلال تدمير الادارة فإنه يسعى لوضع حد لدولة أصبحت كبيرة للغاية ومصدر للإحتيال والغش والتنظيم المفرط..

ومن الناحية غير الرسمية، من شأن "إدارة الكفاءة الحكومية " أيضا أن يخفف عبئا (صغيرا) عن كاهل دونالد ترامب.. .الطرد الجماعي للمهاجرين غير المسجلين، وخفض الضرائب، والرسوم الجمركية على الواردات.. .على مدى عقد من الزمان، قد تكلف السياسات التي يدعو إليها الرئيس ما يصل إلى 15 الف مليار دولار، وفقا لمحللين نقلت عنهم صحيفة نيويورك تايمز. ولكن حتى لو فشلوا في الوصول إلى مبلغ 200 مليار دولار من المدخرات التي تم الترويج لها، فإن التخفيضات القليلة التي تمكن إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي من إجرائها ستظل موضع ترحيب لتعويض خسائر الجمهوريين. لا يزال الثنائي، الذي يصف نفسه بأنه "متطوعان خارجيان"، مضطرين إلى تحقيق هدف واحد فقط.

وتساءلت "ليبراسيون": ماهى آلية عمل هذه "الإدارة"؟ وكم عدد الأشخاص الذين سيعملون بها؟ وماهى سلطاتها فى فعل شىء من عدمه؟ وقالت: إن الشكل الذى ستكون عليه هذه المنظمة الجديدة أمر مبهم ولكن هذا ما سيحدده المرسوم الرئاسى.. وحتى اللحظة، هناك أمران مؤكدان: عمليات التعيين جارية مع معايير انتقاء خاصة جدا بما إنهم يسعون لتعيين اعضاء "ثوريين" يتمتعون بمعدل ذكاء عال وعلى استعداد للعمل اكثر من 80 ساعة اسبوعيا كما تم الاعلان على منصة إكس.

وإذا كانت "الإدارات " في الولايات المتحدة تعادل الوزارات، فإن هذه الإدارة لن تكون كذلك. "كان إنشاء مثل هذا المجلس يتطلب موافقة الكونجرس"، كما أوضح أليكس ماير. "من المحتمل أن تكون لجنة استشارية." وهذا يعني أنها لجنة استشارية، وبالتالي "لا تملك أي سلطة تنظيمية ولا تستطيع سوى تقديم التوصيات"، كما يؤكد المتخصص. التوصيات التي يجب أن يقبلها الرئيس لكي يتم تنفيذها، وفي معظم الأحيان يصوت عليها الكونجرس وما يبدو أنه يدور فى ذهن إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي.

واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه من المثير للخوف أن إيلون ماسك، بفضل رئيس ممتن وسلطة قادرة على الهمس في أذنه، يملك كل الأوراق في يده لجعل إمبراطوريته اللامحدودة تزدهر. على الأقل حتى الرابع من يوليو 2026، وهو الموعد النهائي الذي حدده دونالد ترامب لـ"الإدارة" لإنجاز مهمتها. سوف يستغرق الأمر ما يقرب من عامين لتنفيذ "مشروع مانهاتن عصرنا" - وهو تعبير يستخدمه الرئيس المنتخب في إشارة إلى الرجل الذي شهد ميلاد القنبلة النووية. مع وجود خطر، على الرغم من أنه ليس معدوما، بأنه سوف يفجر كل شيء في طريقه.

اقرأ أيضاًإيلون ماسك يتهم رئيس الوزراء البريطاني بمحاولة تقويض الانتخابات الرئاسية الأمريكية

إيلون ماسك ينتقد الفيدرالي الأمريكي: مكتظ بالموظفين بشكل سخيف

شركات إيلون ماسك للذكاء الاصطناعي تجمع 6 مليارات دولار

مقالات مشابهة

  • ضربوني وشتموا والدي المتوفى.. حكم دولي يقاضي نادي نفط البصرة
  • الاتحاد الأوروبي يعلن عن 60 مليون يورو مساعدات للجيش اللبناني
  • ليبراسيون: كيف سيفكك إيلون ماسك الحكومة الأمريكية؟
  • ترامب يعلن تحركه لرفع السرية عن وثائق اغتيال الرئيس الأسبق جون كينيدي
  • ترامب يوقع على وثائق تتعلق بتوليه الرئاسة في الكابيتول
  • ترامب يعد بالإفراج عن وثائق سرية بشأن اغتيال كينيدي ومارتن لوثر كينج
  • ترامب يكشف أنه يعتزم نشر وثائق سرية متعلقة باغتيال كينيدي
  • ترامب يكشف عزمه نشر وثائق سرية متعلقة باغتيال كينيدي
  • جدل في ألمانيا بسبب تسريب وثيقة سرية تنتقد ترامب
  • خطر على الديمقراطية.. هكذا وصف سفير ألمانيا في واشنطن ترامب بوثيقة سرية