مجزرة مدرسة التابعين.. نهج إجرامي إسرائيلي بتواطؤ غربي
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
الثورة / وكالات
نهج إسرائيلي بتواطؤ غربي، هذا هو الاستنتاج الذي خلصت إليه مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية، حول مجزرة الاحتلال في مدرسة التابعين في مدينة غزة.
وقالت المؤسسات: إن المجزرة التي استشهد فيها 100 مواطن وأصيب العشرات تعبير صارخ عن سياسة إسرائيلية معلنة بالاستمرار في ارتكاب هذا النوع من الجرائم المروعة بعد 10 أشهر من الهجوم العسكري الواسع على قطاع غزة.
تفاصيل المجزرة
ووفق البيان الصادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ومركز الميزان ومؤسسة الحق في بيان مشترك، السبت الماضي، وقعت المجزرة في حوالي الساعة 4:40 فجر يوم السبت، عندما قصفت طائرات الاحتلال بثلاثة صواريخ موجهة مبنى يضم الطابق الأرضي منه مصلى، والطابق الأول مركز إيواء مخصص للنساء والأطفال، داخل مدرسة التابعين للعلوم الشرعية التي تؤوي آلاف النازحين في شارع النفق في مدينة غزة، بالتزامن مع أداء العشرات منهم صلاة الفجر.
واستهدف القصف المبنى، وأسفر عن استشهاد العشرات من النازحين والمصلين، بينهم عائلات وأسر بأكملها، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وقد تحول جُلهم إلى أشلاء وجثث متفحمة، وأُصيب عشرات آخرون بجروح وحروق وحالات بتر.
ووفق المصادر الطبية، فقد وصل إلى مستشفى المعمداني في مدينة غزة عدد كبير من الشهداء، الكثير منهم عبارة عن أشلاء وأجساد ممزقة، وتم التعرف على 70 منهم، فيما بقيت أشلاء نحو 10 شهداء آخرين مجهولة الهوية، ولا يزال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض.
كما وصل العشرات من الجرحى، بينهم عدد كبير من المصابين بحروق شديدة وحالات بتر، وبينهم حالات خطيرة توفي عدد منهم داخل المستشفى، وبالتالي فإن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، خاصة مع انهيار النظام الصحي في قطاع غزة؛ إذ أن المستشفى الأهلي هو المستشفى الوحيد الذي يعمل جزئيًّا وبإمكانات محدودة في مدينة غزة.
وأفاد محامي المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الذي توجه إلى المدرسة بعد استهدافها، لتوثيق الجريمة: أن الحصيلة الأولية للشهداء وفق المصادر الطبية بلغت 97 شهيدًا/ة، جزء منهم نقلوا إلى المستشفى المعمداني (الأهلي)، وجزء آخر دفنوا في المدرسة، مشيرًا إلى وجود صعوبة بالغة جداً في التعرف على الجثامين لأنها عبارة عن أشلاء وأجساد ممزقة.
الإفلات من العقاب
وهذه المجزرة -حسب المؤسسات الحقوقية- نتيجة لاستمرار سياسة الإفلات من العقاب وتواطؤ بعض دول العالم الغربي في الانتهاكات الجسيمة بحق الشعب الفلسطيني من خلال تزويدها لقوات الاحتلال بالسلاح والذخائر مع غياب الإرادة الدولية لإلزام كيان الاحتلال بتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وعبرت المؤسسات عن صدمتها من مشاهد الأشلاء المحترقة لعشرات الشهداء التي تناثرت في مصلى وساحة المدرسة، مشيرة إلى أن ذلك يدل على أن هذه الصواريخ التي أُطلقت باتجاه المدرسة هي من النوعية المدمرة والحارقة التي تستخدمها قوات الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني وتزودها بها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.
تفنيد مزاعم الاحتلال
وفندت ادعاء الاحتلال أنه يستخدم قنابل ذكية في هجماته العسكرية، مشددة على أنه ادعاء كاذب ويعبر عن استهتار الاحتلال بالعالم بأسره، حيث يمضي في القتل الجماعي ويسوق تبريرات لا صحة لها وتتناقض مع الحقائق.
وقالت: نحن أمام جريمة من الطراز الأول تؤكد نهج الاحتلال في تعمد ارتكاب الإبادة الجماعية، بقرار من المستوى السياسي، مشيرة إلى تصريح وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، علناً بأن “قتل مليوني فلسطيني بقطاع غزة جوعاً قد يكون عادلا وأخلاقيا لإعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع”.
تبريرات الاحتلال المتكررة عن استهداف أفراد من حركة حماس أو مقاتلين ما هي إلا مجرد ادعاءات لا قيمة لها، حسب المنظمات الحقوقية، مشددة على أنه لا يوجد مبرر بأي شكل من الأشكال لاستخدام هذه القوة غير المتناسبة وغير الضرورية التي أدت إلى استشهاد عدد كبير من المدنيين والمدنيات داخل مدرسة تأوي نازحين.
وأشارت إلى أن إسرائيل وفق ما أعلن جيشها تمتلك معلومات استخبارية دقيقة عن تحركات الأشخاص وأماكنهم ولديها صواريخ دقيقة مخصصة للأفراد، إلا أنها استخدمت قوة نارية هائلة وتعمدت الاستهداف في توقيت تجمع المصلين لصلاة الفجر، ما يدل على تعمدها إيقاع أكبر عدد من الضحايا.
واستدركت أن القتل المستهدف من حيث المبدأ يعد من الجرائم التي تنتهك قواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
جرائم متكررة
وقالت: إن استهداف مراكز إيواء النازحين المقامة داخل المدارس، ليس حادثا منعزلاً، بل هو تعبير عن سياسة إسرائيلية ممنهجة، حيث كثفت قوات الاحتلال منذ بداية الشهر الجاري استهداف مراكز الإيواء المقامة في المدارس في مدينة غزة، على رؤوس النازحين فيها، وقصفت 10 مدارس وقتلت وأصابت العشرات من النازحين بداخلها، ما يدل على أنها تهدف إلى تدمير جميع مراكز الإيواء وتهجير النازحين قسرياً باتجاه جنوب وادي غزة، علماً أن جرائم قتل وقصف النازحين وغيرهم مستمرة هناك.
ومنذ بداية الهجوم العسكري في أكتوبر 2023، قصفت طائرات الاحتلال نحو 160 مدرسة من مراكز الإيواء وقتلت المئات فيها، وأصابت الآلاف، فضلاً عن استهداف خيام النازحين وتجمعاتهم، بما في ذلك ضمن ما يعرف بالمنطقة الإنسانية التي حددتها قوات الاحتلال في مواصي خانيونس ورفح.
وطالب المؤسسات – الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة والذخائر، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التي توفر الغطاء السياسي والقانوني والمالي لدولة الاحتلال وهي المزود الأكبر للسلاح والذخائر لإسرائيل – بالتوقف عن ذلك على الفور.
وشددت على أن هذه الدول جميعها شريكة بكل المعايير في جريمة الإبادة الجماعية والجرائم الأخرى المرتكبة في قطاع غزة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يعيق عمليات البحث عن ناجين من مجزرة بيت لاهيا
غزة "وكالات": أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم أنه يواصل عملياته البحث وانتشال الشهداء في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع التي تعرضت لغارات جوية إسرائيلية عنيفة ودموية، لكنه أكد أن صعوبات كبيرة تواجه مهمته.
وتم انتشال ما لا يقل عن 34 جثة لرجال ونساء وأطفال من تحت أنقاض المبنى السكني المكون من خمسة طوابق في هذه البلدة والذي تعرض لغارة جوية إسرائيلية فجر الأحد أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء، وعشرات أخرين لايزالوا في عداد المفقودين.
وقال الناطق بإسم الدفاع المدني محمود بصل لفرانس برس "يكافح المسعفون والدفاع المدني والمواطنون بمعدات بدائية وبأيديهم للبحث عن ناجين وانتشال الشهداء من تحت أنقاض منزل عائلة غباين في بيت لاهيا".
وعبر بصل عن أمله في العثور على ناجين، ولكن شدد أنه "مع مرور الوقت، يتضاءل الأمل"، مذكراً بأن "إطلاق النار أيضا من الاحتلال يعيق العمل".
وقال "ربما كثير من المصابين يموتون بسبب تأخر الوصول إليهم، لا توجد أي جهة في العالم تساعدنا".
وأعلن الدفاع المدني اليوم أنه تكبد خسائر منذ بداية الحرب في اكتوبر العام الماضي، إذ قتل من عناصره "85 شهيدا وأصيب 301 واعتقل الجيش الإسرائيلي 20 عنصرا" إضافة إلى تدمير أو تضرر كافة مراكز الدفاع المدني ومعداته.
ومنذ ساعة مبكرة من صباح اليوم تجمع عشرات المواطنين لمساعدة عناصر الدفاع المدني حيث استؤنفت عمليات البحث لانتشال القتلى من تحت ركام المبنى الذي سوي بالأرض.
وقال عبد الله حمودة (44 عاما) وهو من سكان بيت لاهيا، لفرانس برس إن جيش الاحتلال أطلق النار من طائرة مسيرة على شاب كان يقود عربة توكتوك، "كان في طريقه لنقل شهداء لكنه أصيب وتحول من منقذ إلى مصاب".
بينما تبدو زوجته عبير حمودة (39 عاما) تحت تأثير الصدمة من الغارة الجوية التي كانت قريبة من منزلها. وقالت "حتى الآن لا استطيع التصديق أنني من الأحياء أنا وزوجي وبناتي الستة".
وتضيف أن جيش الاحتلال استهدف المبنى "على سكانه وهم نائمون كل المنطقة تضررت، لا يزال عشرات الشهداء تحت الارض، لو حصل هذا في بلد ثاني لشاهدنا الدنيا تنتفض".
وعبر بصل عن قلقه إزاء "الوضع الصعب جدا" لأكثر من 70,000 من سكان بيت لاهيا وجباليا المجاورة، المهددين بالجوع والعطش والقصف الإسرائيلي المتواصل.
وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس أشخاصا يغادرون بيت لاهيا سيرا على الأقدام باتجاه مدينة غزة جنوبا مساء الأحد. وكان العشرات من الأطفال والنساء وعدد قليل من الرجال والشباب يتحركون بين الأنقاض، التي كان الغبار يغطيها أحيانا. وكان بعضهم يجرون عربات خشبية مملوءة بالحقائب.
وقال الناطق بإسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة رائد النمس إنه تم "إجلاء عشرات المصابين من مستشفيات شمال قطاع غزة إلى مستشفيات المعمداني والشفاء في مدينة غزة خلال الأيام الماضية"، وتابع "المنظومة الصحية في مستشفيات شمال القطاع متدهورة".
وواصل جيش الاحتلال اليوم قصف مناطق مختلفة من القطاع، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم أن حصيلة العدوان، ارتفعت إلى 43922 شهيد على الأقل.
وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت خلال الساعات الـ24 الماضية "76 شهيدا" نُقلوا إلى المستشفيات، لافتة الى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 103898 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
من جهة ثانية، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم إن البديل الوحيد لعمل الوكالة في قطاع غزة هو السماح لإسرائيل بإدارة الخدمات هناك.
ووصل لازاريني إلى جنيف لحضور اجتماع مع المانحين بعد أن حظرت إسرائيل عمل الوكالة بها الشهر الماضي في ما وصفه بأنه واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ الوكالة.
وقال لازاريني للصحفيين إنه لفت "انتباه الدول الأعضاء إلى أن الوقت ينفد... يتعين علينا وقف أو منع تنفيذ هذا القانون (الذي يحظر عمل الأونروا)"، مضيفا أنه لا يوجد بديل لخدمات الوكالة في غزة سوى السماح لإسرائيل بتوليها.