الثورة نت:
2025-02-23@12:14:34 GMT

يحيى السنوار.. حرية القرار

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

 

لم يكن مفاجئاً لكل متعمق في تاريخ الشعب الفلسطيني المقاوم، ولكل مدقق في عنفوان حركة حماس، وهي تفرد أجنحة المقاومة على كل أرض فلسطين، لم يكن مفاجئاً إجماع قيادات الحركة في الداخل والخارج على اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي.
لقد أجمعت حركة حماس على رجل يخوض المعارك المصيرية، وتطارده الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ولا يعرف أحد أين هو، هل يقيم في نفقٍ تحت الأرض؟ وهناك يدير عمليات المقاومة، أم أن في يده القذيفة، ويترصد دبابة إسرائيلية؟ فالذي نذر روحه للمقاومة، قد أدرك جيداً استحقاقات المواجهة، ولما يزل يتحدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وطائرات الاستطلاع البريطانية، وأجهزة التجسس الأمريكية، ولما يزل يقاوم، بل ويقود المعركة بكفاءة وجرأة واقتدار اعجز الجيش الإسرائيلي، وأرهق قادة إسرائيل العسكريين والسياسيين، وتركهم منقسمين، في الوقت الذي أجمع قادة حركة حماس على اختيار السنوار قائداً على رأس المسيرة النضالية.


جاء اختيار النسوار رئيساً لمكتب حركة حماس السياسي في ذروة التصعيد ضد العدو الإسرائيلي، وفي لحظة إصرار من محور المقاومة على مواصلة التصدي للعدوان، بل وتصعيد المواجهات، ضد عدو تمرس في الإرهاب، وانغمس في إبادة الشعب الفلسطيني، فكان اختيار السنوار منطقياً، ويتوافق مع روح النضال التي تسري في عروق الشعب الفلسطيني، وفي مفاصل الأمة، إضافة إلى عدة اعتبار سياسية وميدانية:
أولاً: السنوار يقيم على أرض غزة، رجل ميدان، وهو محط أنظار رجال القسام ورجال التنظيمات الفلسطينية الأخرى، ومن وجوده يستمدون القوة، وهم يواجهون تحالف أقوى جيوش المنطقة، وأي تجاهل لشخصية السنوار الميدانية تعني تجاهل ساحة المعركة، والقفز عن ظهر المقاومين.
ثانياً: السنوار ورفاقه في الميدان هم الذين باشدروا إلى معركة طوفان الأقصى، ولهم اليد الطولى في التخطيط والتنفيذ، وهم العمود الفقري للقوة الفلسطينية التي استطاعت أن تفرض نفسها نداً في ميدان القتال في مواجهة أعتى الجيوش، من هنا جاء الاجماع على السنوار قائداً، للدلالة على التحام كل قادة حركة حماس مع معركة طوفان الأقصى، وتوافقهم على مجريات المعركة وتفاصيلها، وتحلقهم حول أهدافها.
ثالثاً: اختيار السنوار يعبر عن قوة المقاومة، وقدرة قيادة الداخل على إدارة المعركة بتعقيداتها، ودون أفق زمني لوقف إطلاق النار، وفي الوقت نفسه، قدرة القيادة على التواصل مع الخارج، وإدارة ملف المفاوضات بالكفاءة نفسها، التي تدير بها المعارك الميدانية، وهذه رسالة تحدٍ لعدو وضع السنوار على رأس قامة الاغتيالات.
رابعاً: السنوار يعني حرية القرار الفلسطيني، والتحرر من الضغوط الدولية والعربية، وقد سبق وأن هدد الرئيس الأمريكي بايدن دولة قطر، وطالبها بالضغط على قيادة حركة حماس، للموافقة على المقترحات الأمريكية لوقف إطلاق النار، وتنفيذ صفقة التبادل، وطالب قطر بتهديد قيادة حماس بالترحيل عن قطر، اليوم ترد حركة حماس على التهديد الأمريكي باختيار السنوار المقيم في غزة، وسط براكين النار، رئيساً للحركة.
خامساً: اختيار السنوار رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية بأن خير قيادة للشعوب العربية هي القيادة التي تدرجت في الميدان، وكبرت من خلال المعارك، وتساوت لديها رغبة الحياة مع شهوة الشهادة، قيادة لا تفكر بمتاع الدنيا بمقدار ما تتمنى رفع شأن الأمة، وهزيمة عدو إسرائيلي يسعى إلى تدمير مقدرات الشعوب العربية والإسلامية، وإذلالها.
سادساً: في عملية الابتزاز السياسي، اعتمد العدو الإسرائيلي منطق التخويف، والتهديد بالاغتيال ضد القيادات الفلسطينية، ووصلت يد البطش الصهيوني حتى تونس والعراق وفرنسا وقبرص، فجاء اختيار السنوار كرسالة تحدٍ للصهاينة؛ بأن الموت الذي تفرون منه نلاقيه نحن الفلسطينيين ـ قيادة وشعباً ـ بفخرٍ وأمل، وأن الشعب الذي انصبت على رأسه جهنم الصهاينة على مدار عشرة أشهر مازال واقفاً.
سابعاً: اختيار السنوار جاء معززاً لمحور المقاومة، ولدى السنوار ما يقوله عن عمق الترابط مع الجمهورية الإسلامية، وعن عمق الدعم المادي والعسكري الذي حصلت عليه المقاومة الفلسطينية من الجمهورية الإسلامية، فوجود السنوار على رأس حركة المقاومة الإسلامية مبعث ثقة وأمل للشعب الفلسطيني، وتأكيد على اختيار أقصر الطرق لتحرير فلسطين، وهو الطريق الذي حرص العدو على إبعادنا عنه، وتخويفنا منه.
ثامناً: اختيار السنوار رسالة إلى العدو الإسرائيلي بأن أوقفوا المناورات التفاوضية، فالصخرة التي عملتم على تفتيتها ما زالت قائمة، ولا خيار لكم إلا الخضوع لشروط المقاومة، ولا مخرج لكم من أزماتكم الداخلية، ولا طريق لكم لتحرير أسراكم في سجون غزة إلا بعد الانسحاب الكامل لجيوشكم عن أرض غزة، ووقف كامل لإطلاق النار، كشرط لتنفيذ صفقة تبادل أسرى، مع إعمار غزة بعد رفع الحصار، وفتح المعابر لكل أنواع المساعدات.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تفاصيل التقرير الطبي لتشريح جثمان السنوار

#سواليف

كشفت السلطات الإسرائيلية عن بعض تفاصيل التقرير النهائي للفحوصات الطبية، التي أجريت على جثمان يحيى السنوار، والذي قضى بمواجهة عسكرية في خان يونس بغزة في أكتوبر الماضي.

وذكرت صحيفة “معاريف” أنه تم إجراء عملية التشريح في معهد أبو كبير للطب الشرعي التابع لكلية الطب في جامعة تل أبيب، حيث أظهرت النتائج أن السنوار أصيب برصاصة في رأسه أطلقت من مسافة بعيدة، إلى جانب تعرضه لإصابات أخرى ناجمة عن سقوط قذيفة، حيث تم العثور على شظايا داخل جسده.

وأشارت إلى أن التقرير يخضع لدراسة معمقة من قبل مسؤولين عسكريين لتقييم أبعاده المختلفة، معتبرة أن نتائجه قد تكون ذات أهمية مستقبلية من الناحية السياسية والعسكرية.

مقالات ذات صلة مجزرة تقاعد .. إحالة 84 موظفاً على التقاعد المبكر 2025/02/21

وقالت إنه استنادا إلى الفحوصات السمية التي أجريت على دماء السنوار، فقد أظهرت النتائج عدم وجود أي أثر للمخدرات، بما في ذلك الكبتاغون، وهي مادة سبق أن وردت تقارير بشأن استخدامها في النزاعات المسلحة.

أما الملاحظة الأبرز، فكانت ارتفاع نسبة الكافيين في دمه، مما يشير إلى استهلاك مكثف للمنبهات، دون وجود أي مؤثرات عقلية أخرى.

ولفتت إلى أن القرار الأكثر لفتا للانتباه، كان عدم إزالة الرصاصات التي استقرت في رأس السنوار، وهو ما قد يمنع تحديد هوية الجندي الذي أطلق النار عليه بدقة.

وفي سياق ذي صلة، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجنود المتواجدين في موقع المواجهة قاموا بقطع أحد أصابع السنوار فور مقتله، وذلك بهدف إجراء فحص البصمات والتأكد من هويته.

كما ذكرت مصادر إسرائيلية أن السلطات قررت الاحتفاظ بالجثمان في موقع سري، وسط تكهنات بإمكانية استخدامه كجزء من مفاوضات مستقبلية مع حركة “حماس”.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن مساء يوم الخميس 17 أكتوبر 2024، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار، بعد عام كامل من مطاردته.

كما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مقتل السنوار قائلا، في مؤتمر صحافي “الشخص الذي ارتكب أفظع مذبحة في تاريخ أمتنا، تم القضاء عليه (..) ولكن الحرب لم تنته بعد وعلينا استعادة المختطفين”.

مقالات مشابهة

  • محافظ الدقهلية يوجه بسرعة رفع الإشغالات التي تعوق حركة المرور
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • فهمى: ليس أمام الفلسطينيين حرية للتفكير يجب اختيار طرف لإدارة إعمار غزة
  • حركة حماس تؤكد أن المقاومة مستمرة في معركتها حتى تحرير كافة الأسرى
  • قياديان في حماس: السنوار رفض لقاء كوشنر وهكذا موه على طوفان الأقصى
  • تفاصيل جديدة حول فحوصات جثمان يحيى السنوار بعد مقتله.. مفاجأة تحليل المخدرات
  • حركة الجهاد الإسلامي تدعو لمسيرة جماهيرية حاشدة لتشييع قادة المقاومة
  • لأول مرة..مجلس الأمن يدين رواندا بالاسم لدعمها حركة متمردة في الكونغو
  • تفاصيل التقرير الطبي لتشريح جثمان السنوار
  • اعلام العدو: السنوار أوفى بوعده بالإفراج عن أسرى المؤبدات الفلسطينيين