الثورة نت:
2024-09-10@18:45:45 GMT

يحيى السنوار.. حرية القرار

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

 

لم يكن مفاجئاً لكل متعمق في تاريخ الشعب الفلسطيني المقاوم، ولكل مدقق في عنفوان حركة حماس، وهي تفرد أجنحة المقاومة على كل أرض فلسطين، لم يكن مفاجئاً إجماع قيادات الحركة في الداخل والخارج على اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي.
لقد أجمعت حركة حماس على رجل يخوض المعارك المصيرية، وتطارده الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ولا يعرف أحد أين هو، هل يقيم في نفقٍ تحت الأرض؟ وهناك يدير عمليات المقاومة، أم أن في يده القذيفة، ويترصد دبابة إسرائيلية؟ فالذي نذر روحه للمقاومة، قد أدرك جيداً استحقاقات المواجهة، ولما يزل يتحدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وطائرات الاستطلاع البريطانية، وأجهزة التجسس الأمريكية، ولما يزل يقاوم، بل ويقود المعركة بكفاءة وجرأة واقتدار اعجز الجيش الإسرائيلي، وأرهق قادة إسرائيل العسكريين والسياسيين، وتركهم منقسمين، في الوقت الذي أجمع قادة حركة حماس على اختيار السنوار قائداً على رأس المسيرة النضالية.


جاء اختيار النسوار رئيساً لمكتب حركة حماس السياسي في ذروة التصعيد ضد العدو الإسرائيلي، وفي لحظة إصرار من محور المقاومة على مواصلة التصدي للعدوان، بل وتصعيد المواجهات، ضد عدو تمرس في الإرهاب، وانغمس في إبادة الشعب الفلسطيني، فكان اختيار السنوار منطقياً، ويتوافق مع روح النضال التي تسري في عروق الشعب الفلسطيني، وفي مفاصل الأمة، إضافة إلى عدة اعتبار سياسية وميدانية:
أولاً: السنوار يقيم على أرض غزة، رجل ميدان، وهو محط أنظار رجال القسام ورجال التنظيمات الفلسطينية الأخرى، ومن وجوده يستمدون القوة، وهم يواجهون تحالف أقوى جيوش المنطقة، وأي تجاهل لشخصية السنوار الميدانية تعني تجاهل ساحة المعركة، والقفز عن ظهر المقاومين.
ثانياً: السنوار ورفاقه في الميدان هم الذين باشدروا إلى معركة طوفان الأقصى، ولهم اليد الطولى في التخطيط والتنفيذ، وهم العمود الفقري للقوة الفلسطينية التي استطاعت أن تفرض نفسها نداً في ميدان القتال في مواجهة أعتى الجيوش، من هنا جاء الاجماع على السنوار قائداً، للدلالة على التحام كل قادة حركة حماس مع معركة طوفان الأقصى، وتوافقهم على مجريات المعركة وتفاصيلها، وتحلقهم حول أهدافها.
ثالثاً: اختيار السنوار يعبر عن قوة المقاومة، وقدرة قيادة الداخل على إدارة المعركة بتعقيداتها، ودون أفق زمني لوقف إطلاق النار، وفي الوقت نفسه، قدرة القيادة على التواصل مع الخارج، وإدارة ملف المفاوضات بالكفاءة نفسها، التي تدير بها المعارك الميدانية، وهذه رسالة تحدٍ لعدو وضع السنوار على رأس قامة الاغتيالات.
رابعاً: السنوار يعني حرية القرار الفلسطيني، والتحرر من الضغوط الدولية والعربية، وقد سبق وأن هدد الرئيس الأمريكي بايدن دولة قطر، وطالبها بالضغط على قيادة حركة حماس، للموافقة على المقترحات الأمريكية لوقف إطلاق النار، وتنفيذ صفقة التبادل، وطالب قطر بتهديد قيادة حماس بالترحيل عن قطر، اليوم ترد حركة حماس على التهديد الأمريكي باختيار السنوار المقيم في غزة، وسط براكين النار، رئيساً للحركة.
خامساً: اختيار السنوار رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية بأن خير قيادة للشعوب العربية هي القيادة التي تدرجت في الميدان، وكبرت من خلال المعارك، وتساوت لديها رغبة الحياة مع شهوة الشهادة، قيادة لا تفكر بمتاع الدنيا بمقدار ما تتمنى رفع شأن الأمة، وهزيمة عدو إسرائيلي يسعى إلى تدمير مقدرات الشعوب العربية والإسلامية، وإذلالها.
سادساً: في عملية الابتزاز السياسي، اعتمد العدو الإسرائيلي منطق التخويف، والتهديد بالاغتيال ضد القيادات الفلسطينية، ووصلت يد البطش الصهيوني حتى تونس والعراق وفرنسا وقبرص، فجاء اختيار السنوار كرسالة تحدٍ للصهاينة؛ بأن الموت الذي تفرون منه نلاقيه نحن الفلسطينيين ـ قيادة وشعباً ـ بفخرٍ وأمل، وأن الشعب الذي انصبت على رأسه جهنم الصهاينة على مدار عشرة أشهر مازال واقفاً.
سابعاً: اختيار السنوار جاء معززاً لمحور المقاومة، ولدى السنوار ما يقوله عن عمق الترابط مع الجمهورية الإسلامية، وعن عمق الدعم المادي والعسكري الذي حصلت عليه المقاومة الفلسطينية من الجمهورية الإسلامية، فوجود السنوار على رأس حركة المقاومة الإسلامية مبعث ثقة وأمل للشعب الفلسطيني، وتأكيد على اختيار أقصر الطرق لتحرير فلسطين، وهو الطريق الذي حرص العدو على إبعادنا عنه، وتخويفنا منه.
ثامناً: اختيار السنوار رسالة إلى العدو الإسرائيلي بأن أوقفوا المناورات التفاوضية، فالصخرة التي عملتم على تفتيتها ما زالت قائمة، ولا خيار لكم إلا الخضوع لشروط المقاومة، ولا مخرج لكم من أزماتكم الداخلية، ولا طريق لكم لتحرير أسراكم في سجون غزة إلا بعد الانسحاب الكامل لجيوشكم عن أرض غزة، ووقف كامل لإطلاق النار، كشرط لتنفيذ صفقة تبادل أسرى، مع إعمار غزة بعد رفع الحصار، وفتح المعابر لكل أنواع المساعدات.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

جدل واسع في الكنيست حول تسريب وثائق سرية لـ«حماس».. ما علاقة السنوار؟

في ظل حرب إعلامية خفية داخل إسرائيل، تُثير قضية تسريب وثائق حركة حماس إلى وسائل إعلام أجنبية جدلًا حادًا في الكنيست، مع تسارع وتيرة التنافس بين الأحزاب على السيطرة على رواية الحدث، حسبما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية».

وتستعرض صحيفة «يديعوت أحرنوت» قضية تسريب وثائق حركة حماس، مُسلِّطة الضوء على ما يبدو كمحاولات لتوجيه الرأي العام الإسرائيلي، واستخدام معلومات سرية كأداة سياسية.

ويُثير التقرير تساؤلًا جوهريًا: هل يتعلق الأمر بالأمن القومي الإسرائيلي أم بمحاولات سياسية لتأجيج الخلافات داخل إسرائيل؟

تسريبات لوثائق مزورة

استدعى عضو الكنيست مئير كوهين من حزب «يش عتيد»، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن يولي إدلشتين من حزب «الليكود»، لعقد اجتماع عاجل لمناقشة التسريبات المزعومة للوثائق المزورة، المتعلقة بحركة حماس التي انتشرت في وسائل إعلام دولية.

جاءت مطالبة عضو الكنيست كوهين في ظل بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي تحقيقًا داخليًا، في نهاية الأسبوع الماضي، لتحديد المسؤولين عن تسريب وثائق سرية يُزعم أن حماس سرّبتها إلى وسائل إعلام عالمية، بهدف التأثير على الرأي العام الإسرائيلي حول صفقة تبادل الأسرى.

وفي رسالته إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن، أشار كوهين إلى أن الجيش الإسرائيلي قد بدأ تحقيقًا داخليًا بشأن تسريب وثائق تم الاستيلاء عليها في غزة إلى وسائل الإعلام الدولية، مُشددًا على أن بعض هذه الوثائق قد تكون مُزورة.

وأضاف «كوهين» في رسالته إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن أن هذه الوثائق نشرت في صحف عالمية، مثل «بيلد» الألمانية و«ذا جويش كرونيكل» البريطانية، ووصفها بأنها «استغلال ساخر وخطير للوثائق السرية»، مؤكدًا ضرورة أن تكشف اللجنة عن ملابسات التسريب لضمان عدم تكراره.

تسريب وثائق سرية

وطالب عضو الكنيست مئير كوهين من حزب «يش عتيد» بفتح تحقيق عاجل في تسريب وثائق سرية يُزعم أنها تمت الاستيلاء عليها من غزة، وذلك بموجب طلب قدمته لجنة الشؤون الخارجية والأمن، ويحمل توقيع ثلث أعضائها.

ويهدف التحقيق إلى الكشف عن مدى كفاءة نظام أمن المعلومات، والتحقق من احتمالية تورط جهات سياسية في التسريب بهدف التأثير على الرأي العام الإسرائيلي.

ويؤكد كوهين أن التسريب ليس حادثة عابرة، بل يشكل تهديدًا خطيرًا لأمن البلاد، خاصة في ظل الشكوك حول صحة تلك الوثائق.

وبموجب تحقيق جيش الاحتلال، كشفت صحيفة «ذا جويش كرونيكل» البريطانية زيف معلوماتها حول وثائق سرية زعمت أنها حصلت عليها من داخل حماس، بينما ادعت الصحيفة أنها تعكس تعليمات واستراتيجية زعيم الحركة يحيى السنوار، فيما أظهر التحقيق أن الوثائق ليست سوى اقتراحات من مسؤول متوسط الرتبة داخل الحركة، وليس لها علاقة بالسنوار أو أي قيادي رفيع في حماس.

وأثبت التحقيق أن الوثيقة التي نشرتها صحيفة «بيلد» الألمانية، والتي ادعت أنها وثيقة لحركة حماس، ليست سوى وثيقة مختلفة تمامًا، ولم تحتوي الوثيقة على الادعاءات التي أوردتها الصحيفة، والتي زعمت أن حركة حماس غير مهتمة بأي صفقة تبادل محتجزين. ويبدو أن الوثائق المسربة قد تم استغلالها بشكل غير صحيح بهدف التأثير على الرأي العام داخل إسرائيل.

وعبر مسؤول عسكري كبير في إسرائيل عن قلق شديد إزاء تسريب معلومات حساسة، مُؤكدًا على وجود أنظمة مُتخصصة داخل جيش الاحتلال ووكالات الاستخبارات مُختصة بالتأثير على ما وصفه بالـ«العدو».

وأضاف أن هذه الأنظمة لا تُستخدم للتأثير على الرأي العام الإسرائيلي، مشددًا على أن هذه الحملة تهدف إلى التأثير على الرأي العام داخل إسرائيل وليس «العدو»، وهو ما يُعتبر تجاوزًا خطيرًا يستدعي التحقيق ومحاسبة المسؤولين عن التسريب.

وتثير قضية تسريب وثائق سرية داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي تساؤلات عديدة حول مدى صحتها ودوافع تسريبها، فهل هي محاولة للتأثير على الرأي العام الإسرائيلي أم جزء من صراع سياسي داخلي؟ وما هو دور وسائل الإعلام الأجنبية في هذه القضية؟ بينما يستمر جيش الاحتلال في تحقيقاته، تبقى هذه الأسئلة مفتوحة، مما يسلط الضوء على الأبعاد المعقدة لهذه القضية.

مقالات مشابهة

  • جدل واسع في الكنيست حول تسريب وثائق سرية لـ«حماس».. ما علاقة السنوار؟
  • السنوار يرسل برقية إلى جنبلاط ونجله
  • إسرائيل تنتظر خطأً واحداً من السنوار
  • غالانت ينتظر "خطأ" من السنوار وشقيقه للوصول إليهما
  • عيد عبد الملك عن مشادة حجازي وحسام حسن : المدرب له حرية القرار مهما كان اسم اللاعب
  • حركة فتح: نتنياهو خطر على العالم كله.. وليس الشعب الفلسطيني فقط
  • غالانت يتوعد الأخوين السنوار
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟
  • أسامة حمدان: الاحتلال تنتظره مفاجآت في الضفة والمفاوضات لا تحتاج مبادرات جديدة
  • ماذا يجري بين السنوار وحزب الله؟ حماس تترقب!