في خطابه المتلفز، على قناة المسيرة الفضائية – وعدد من القنوات الفضائية العالمية – الذي لم يتجاوز نصف ساعة من الزمن، بتاريخ الخميس 26 محرم 1446، الموافق 1 أغسطس 2024م، قدم سماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله تعالى – كعادته في إطلالته الأسبوعية – إحاطة شاملة ومقتضبة، لمجريات ومتغيرات وحصيلة الأحداث الميدانية والسياسية، وما تمخضت عنه تداعيات العدوان الإسرائيلي – المدعوم من الغرب وأوروبا – على أبناء قطاع غزة، مستعرضاً طبيعة المجازر الوحشية الإجرامية، وحرب الإبادة الشاملة، بحق المدنيين المستضعفين، التي عكست طبيعة العدو الإسرائيلي العنصري المتغطرس، ونزعته الإجرامية الوحشية المتأصلة، ونفسيته الحاقدة الخبيثة، وكشفت زيف الوجه الحضاري للغرب وأوروبا، وسقوطهم القيمي والأخلاقي والإنساني، وشراكتهم الفعلية في كل جرائم الكيان الوظيفي، بحق أبناء فلسطين خاصة، والعرب والمسلمين عموماً، وأنهم لا يقلون عن الكيان الغاصب، إجراماً وحقداً وعنصريةً وانحطاطاً، كما فضحت حقيقة بعض الأنظمة العربية، التي اختارت العمالة والنفاق والتطبيع، ووقفت سراً وعلانية، إلى جانب الكيان الإسرائيلي المحتل، وقدمت له كل وسائل الحماية والمساعدة والإسناد، وحالت دون تعجيل سقوطه، وكسرت الحصار الاقتصادي، الذي فرضته عليه القوات المسلحة اليمنية، وقامت بتغطية وتلبية كل احتياجاته، الغذائية والتموينية والعسكرية، عبر جسور برية وبحرية وجوية، وفي المقابل نفذت حصاراً حديدياً مطبقاً، على أبناء قطاع غزة، وأقامت الجدران الفاصلة الشاهقة دونهم، ونقاط الحراسة والمراقية المشددة عليهم، لتمنعهم – بذلك – حتى من حقهم الإنساني، في اللجوء إلى دول الجوار، هرباً من جحيم الحروب والصراعات، وهو الحق المؤكد والمكفول، في قوانين ومواثيق وأعراف واتفاقيات الأمم المتحدة.


كان مفهوم الجهاد، هو المرتكز الأساس، في كلمة سماحة السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – حيث استطاع توظيفه، في أبعاده الدينية والتاريخية والقيمية والإنسانية – بحكمة واقتدار – وتقديمه بوصفه الحل الوحيد والأخير، وفعل الضرورة الذي لا بديل عنه، سواء في سياقه المرجعي، بوصفه أمراً إلهياً، وما يترتب عليه من الثواب والعقاب، أو في سياقه الوظيفي، بوصفه نهجاً عملياً، أثبت التاريخ فاعليته ونجاحه المؤكد، أو في سياقه الواقعي، بوصفه الخيار الوحيد، والطريقة الأمثل والأنسب، لردع وكسر جموح وتوحش وإجرام، العدو الإسرائيلي الأزلي، بعد سقوط كل الخيارات، وانسداد كل الآفاق، وفشل نظريات السلم والسلام، المخدوعة بوهم السلامة، والمخدرة بأحلام المفاوضات والمعاهدات والاتفاقيات، مع عدو نكث عهوده مع الله تعالى، ولم يرع مقام أنبيائه، بل سارع إلى قتلهم ظلماً وعدواناً.
ومن خلال الربط المنطقي والتسلسلي المنهجي البديع، في الطرح والتناول، خلص السيد القائد عبدالملك الحوثي – يحفظه الله – إلى نتيجة مطلقة، تؤكد حتمية الجهاد، كونه الخيار الأول والأخير، في مواجهة عدو أزلي، والاستراتيجية الوحيدة الكفيلة بحسم الصراع الأزلي، حسب الوعود الإلهية الضامنة لذلك، ومصاديق الأحداث التاريخية الشاهدة بذلك، مؤكدا بنا لا يدع مجالا للشك، أن النهج الجهادي القرآني، هو المصداق الرئيس لحقيقة وتحقق الحتميات الثلاث.
إن إعادة ربط الأمة بربها ودينها ونبيها، وربط ماضيها بحاضرها، بذلك الأسلوب الراقي، ينعكس إيجاباً على عملية تهيئتها النفسية، ويكسبها الطمأنينة والثقة والقوة، في مواجهة عدوها، والسعي إلى قطع شره وخطره ومكره، انطلاقاً من الإيمان الراسخ واليقين المطلق، بوعد الله تعالى لعباده وجنوده، بالنصر والغلبة، على عدوه وعدوهم.
يمكن القول إن هذه الكلمة/ الخطاب السياسي، يعد بمثابة البيان التمهيدي، المؤسس لصورة المرحلة القادمة، من المعركة الكبرى، بما يعكس طبيعة التصعيد القادم، الذي سينتقل من مربع الإسناد والدعم، لفصائل الجهاد والمقاومة في فلسطين، إلى إعلان تبني المواجهة المباشرة، الفعلية الجمعية الشاملة، ودعوة كافة الشعوب العربية والإسلامية، إلى النفير العام، والجهاد في سبيل الله، كونه فرض عين، واجب على كل مسلم، استجابة لأمر الله تعالى، القائل:- “وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل”، والقائل سبحانه وتعالى:- “انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون”، والقائل جل وعلا:- “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”، خاصة وأنه سبحانه وتعالى، قد وعد جنده بالنصر، وضمن فوز وفلاح المجاهدين في سبيله، وعلى أساس الدعوة العامة إلى الجهاد، سيكون فرز الناس في مواقفهم، بوصفه سنة إلهية لا بد منها، ليميز الله
الخبيث من الطيب، ويمتاز طرفي معادلة الصراع، بين حدي الحق والباطل، وتصبح المواجهة حتمية ومصيرية، لا مجال لأي هدنة أو حلول وسطية فيها، ولا يمكن إيقافها إلّا بالحسم المطلق، أي أن المرحلة القادمة ستشهد تصعيداً مفتوحاً، ومعركة واسعة النطاق، شاملة لكل فضاءات العمران والحياة، بين معسكري الحق والباطل، حيث تُغلق فيها أبواب المفاوضات الترقيعية، والهدن الزائفة، والاتفاقيات الكاذبة، ليشهد العالم – في أيام معدودة وميادين متعددة – أعنف وأقسى ضربة ضد الباطل، لأن إعلان الجهاد، معناه انتهاء وقت إقامة الحجة، وانقضاء زمن الفرصة الأخيرة، وكذلك ستكون نهاية بني إسرائيل، لكنها لن تكون نهاية التاريخ، كما روَّج لذلك فكرهم المريض، ونفسيتهم المصابة بعقدة النقص المركبة، وإنما ستكون فاتحة لسيادة الحق والعدل والسعادة، والخير والصلاح والفلاح، وفي نفس الوقت، لن تغلق أبواب عودة المواجهة المتوقعة، وستبقى معادلة الصراع الحتمي، مرهونة بمدى عودة بني إسرائيل، إلى صدارة المشهد، بأجرامهم وعلوهم مرة أخرى، عندها سيكون الله تعالى لهم بالمرصاد، خاصة بعد رفضهم عرض الفرصة الأخيرة من رحمته، لتكون نهايتهم الحتمية، متحققة في قوله تعالى:- “وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً”. صدق الله العلي العظيم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هيئة الإسناد اللوجستي تُحيي ذكرى المولد النبوي الشريف

يمانيون – متابعات
احتفت هيئة الإسناد اللوجستي ودوائرها، اليوم الاثنين، بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بفعالية خطابية.

وفي الفعالية التي حضرها رئيس هيئة الإسناد اللوجستي اللواء محمد صلاح حمادي وقيادات عسكرية، ألقى نائب رئيس الهيئة اللواء الركن عبدالملك الدرة، كلمة أشار فيها إلى أهمية الاحتفال بمولد خير البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وأوضح أن الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، يأتي واليمن يشهد العديد من المتغيرات والأحداث في مختلف المجالات العسكرية والسياسية والزراعية وغيرها، وقال “هناك تمكين ونصر وقوة والتفاف شعبي وتأييد من الله تعالى، كل ذلك واليمن يعاني من حصار ومؤامرات دولية وحرب عشوائية تشنه قوى الشر والاستكبار أمريكا، بريطانيا وإسرائيل وبمساعدة ومشاركة ودعم من الدول العربية الشقيقة”.

وأضاف “منّ الله علينا بقيادة حكيمة قوية متمسكة بكتاب الله وسنة رسوله، ولديها من الحنكة والقدرة على تفكيك مخططات العدو، وما قرار قائد الثورة والقيادة السياسية في الدفاع عن أشقائنا في فلسطين، وصد ومنع عبور السفن ووصولها إلى الموانئ المحتلة، إلا انطلاقاً من الواجب الديني والقومي، وقبل ذلك ما يأمر به ديننا ونبينا صلوات الله عليه وآله وسلم”.

وأكد اللواء الدرة أن هيئة الإسناد اللوجستي تقوم بمهامها اللوجستية المناطة وتكريس كل الجهود في تنفيذ ما يتطلب لمساندة المقاومة الفلسطينية، ترجمة لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.

من جهته أشار عضو المكتب التنفيذي لأنصار الله يحيى أبو عواضة، إلى أن مناسبة المولد النبوي جزء من الموروث الثقافي والتاريخي والديني اليمني، وقال “إننا بهذه المناسبة نرتقى في الوعي الثقافي، التي يحاول العدو إبعادنا عنها، لما فيه إضعاف الأمة”.

واعتبر هذه المناسبة محطة مهمة للتزود منها بالدروس والعبر تأسياً بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في كل شيء وأهمها الجهاد في سبيل الله الذي يُعتبر ذروة سنام الاسلام.

ولفت أبو عواضة إلى الحاجة الماسة للعودة إلى مدرسة رسول الله وإتباعه والتحرك ضمن المشروع الإلهي الذي جاء به الرسول الكريم والأنبياء والرسل عليهم السلام من قبله.

وتحدث عن التاريخ والحضارة الإسلامية التي وصلت إلى مراتب عليا نتيجة تمسكها بالمشروع القرآني والنبي العظيم وما تلا ذلك من تراجع للأمة إزاء ابتعادها عن كتاب الله عز وجل وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم”.

وتطرق إلى النجاحات التي حققها الشعب اليمني خلال المرحلة الراهنة بفضل المسيرة والمشروع القرآني، مشيراً إلى أن اليمن بفضل الله وقيادته الحكيمة وثورة الـ 21 من سبتمبر تخلص من قوى الهيمنة والاستكبار والسيطرة السعودية والأمريكية.

وأكد وجوب الحفاظ على نعمة الاسلام والرسول الكريم، وما حققته المسيرة القرآنية للشعب اليمني من إنجازات، وعدم السماح بالإساءة لتلك المكتسبات التي حرّرت اليمن من براثن قوى الشر والطغيان.

مقالات مشابهة

  • عن مولد الرسول الأعظم
  • سعاد صالح تكشف حكم الدين في ارتداء "البناطيل المقطعة" بالمدارس والجامعات (فيديو)
  • إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا
  • هيئة الإسناد اللوجستي تُحيي ذكرى المولد النبوي الشريف
  • عاجل| السيسي يؤكد لـ بوريل خطورة التصعيد المستمر الذي يدفع لتوسيع دائرة الصراع
  • هل الدين ضروري لاستمرار حياة الإنسان؟
  • الجهاد تدين العدوان الإسرائيلي على سوريا
  • الحكمة من فرض الله الحجاب على المرأة
  • فضل دعاء الأم في الإسلام
  • القاضية عون: أنت الأقوى عندما تكون مع الحق