لماذا تنتظر إيران الرد على إسرائيل بعد “اغتيال هنية”؟.. (نيويورك تايمز) تجيب
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:
في نهاية الشهر الماضي، تعهدت إيران بالانتقام بعد اغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في طهران، مما دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى الخوف من وقوع هجوم وشيك. لقد مر ما يقرب من أسبوعين ولم يحدث أي رد واسع النطاق، الأمر الذي ترك إسرائيل والشرق الأوسط على نطاق أوسع في حالة من التوتر.
وتأتي هذه الأزمة في وقت حساس بشكل خاص في إيران، التي يقول المحللون إنها تحاول صياغة رد لا يسمح باغتيال على أراضيها أن يمر دون عقاب، مع تجنب حرب شاملة مع الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير يوم الاثنين، كما تأتي هذه الأزمة في وقت تولت فيه حكومة جديدة في طهران السلطة، وهو ما قد يبطئ اتخاذ القرار بشأن كيفية الرد.
وفيما يلي نظرة على الأزمة والعوامل التي قد تحدد ما سيحدث بعد ذلك:
لماذا توعدت إيران بالانتقام؟
وتعهد مسؤولون من إيران بالانتقام لاغتيال هنية الذي استشهد في طهران في الحادي والثلاثين من يوليو/تموز بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. وحملت إيران، التي تدعم حماس، إسرائيل مسؤولية اغتيال هنية.
وفي اليوم الذي سبقه، قُتل فؤاد شكر، أحد كبار القادة في حزب الله، الذي تدعمه إيران أيضًا، في غارة جوية إسرائيلية على إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت. وقالت الحكومة الإسرائيلية إن الضربة كانت ردًا على صاروخ أطلق من لبنان وسقط على ملعب لكرة القدم في مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا على الأقل، معظمهم من المراهقين والأطفال. ونفى حزب الله تنفيذ هذا الهجوم.
ولكن اغتيال هنية كان بمثابة الضربة الأكبر التي تلقتها طهران لأنه وقع على الأراضي الإيرانية. ورداً على ذلك، أصدر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمراً بضرب إسرائيل بشكل مباشر، وفقاً لثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين على الأمر.
لماذا نقترب من حرب إقليمية كارثية؟! “استنزاف”.. مقاومة مسلحة غير منظمة تتشكل في مناطق الحوثيين لماذا الحوثيون سعداء للغاية بالهجمات الإسرائيلية؟!لماذا لم ترد إيران حتى الآن؟
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعان إن “معاقبة إسرائيل ضرورية”، وهو ما ينسجم مع تصريحات مسؤولين إيرانيين كبار آخرين. لكنه قال أيضاً إن “طهران ليست مهتمة بتصعيد الصراعات الإقليمية”.
وعلاوة على ذلك، فإن حكومة الرئيس الجديد، بما في ذلك وزير الخارجية، لم تتم الموافقة عليها بعد، ما يرجح أن تؤدي إلى تباطؤ المداولات الداخلية، حسبما قالت سنام فاكيل، المحللة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط في تشاتام هاوس، وهي مجموعة بحثية في لندن.
وفي الوقت نفسه، قد يحاول بيزيشكيان، الذي يُنظر إليه باعتباره إصلاحياً، الموازنة بين الحاجة الملموسة لإظهار القوة والمصلحة الأوسع لحكومته في تخفيف آثار العقوبات الاقتصادية الغربية ومنع إيران من أن تصبح أكثر عزلة على المستوى الدولي، كما قالت فاكيل.
وأضافت فاكيل “يجب أن يكون الرد مدروسا بعناية حتى لا نغلق باب المفاوضات مع الغرب التي قد تؤدي إلى تخفيف العقوبات المحتملة”.
وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إن الرد العسكري الذي يُنظر إليه على أنه رمزي إلى حد كبير محفوف بالمخاطر من وجهة نظر طهران، لكن من غير المرجح أن يردع إسرائيل عن شن المزيد من الهجمات.
وهذا يترك خيار الرد جوهرياً، ولكن هذا بدوره من المرجح أن يؤدي إلى رد إسرائيلي أكبر – ولن تكون طهران قادرة على السيطرة على دورة التصعيد التي قد تلي ذلك، كما قال السيد فايز.
وقال فايز “لقد نجحت إسرائيل في إجبار إيران على التراجع عن موقفها هذا لأن إيران لم يعد أمامها أي خيارات جيدة”.
وقال فايز وفاكيل إنه من الصعب أن نفهم نوايا إيران.
كيف يمكن أن يبدو الرد الإيراني؟
تستطيع إيران أن تضرب إسرائيل من اتجاهات متعددة وبأشكال مختلفة. وتحتفظ طهران بشبكة من الوكلاء مثل حزب الله وميليشيا الحوثي في اليمن، مما يمنحها القدرة على مهاجمة أهداف من شمال إسرائيل إلى البحر الأحمر.
في أبريل/نيسان، هاجمت طهران إسرائيل بنحو 300 صاروخ وطائرة بدون طيار، ردا على ضربة إسرائيلية على ما يبدو على مجمع للسفارة الإيرانية. وقد أسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين جميع هذه الصواريخ تقريبا. وكان هذا أول هجوم مباشر تشنه إيران بعد حرب سرية مع إسرائيل استمرت لسنوات على البر والبحر والجو والفضاء الإلكتروني، وبالتالي، كان يمثل تصعيدا كبيرا.
وقد تسبب الهجوم الذي وقع في شهر إبريل/نيسان في إلحاق أضرار طفيفة بقاعدة جوية إسرائيلية في صحراء النقب، وأدى إلى إصابة فتاة تبلغ من العمر سبع سنوات بجروح خطيرة. والآن تستعد إسرائيل لهجوم أكبر قد يحدث.
كيف تستعد إسرائيل؟
وقد طلبت سلطات الاحتلال الإسرائيلية من الناس تخزين الطعام والمياه في غرف آمنة محصنة، ووضعت المستشفيات خططاً لنقل المرضى إلى عنابر تحت الأرض. وفي الوقت نفسه، تم نشر فرق الإنقاذ في المدن.
كان لدى الدبلوماسيين والمسؤولين الأمنيين الأميركيين والإسرائيليين بعض المعرفة المسبقة بمدى وشدة الهجوم الإيراني في أبريل/نيسان، الأمر الذي سهّل الاستعدادات الدفاعية. وعلى نحو مماثل، سمحت الأسبوعان اللذان مرا منذ مقتل السيد هنية بالوقت الكافي لرفع مستوى الاستعداد في إسرائيل.
وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن إسرائيل “مستعدة للدفاع، وكذلك للهجوم”.
ومع ذلك، يقول المحللون العسكريون إن إيران وحزب الله قد يتمكنان من التغلب على دفاعات إسرائيل بإطلاق عدد كاف من الصواريخ في وقت واحد. كما يمكنهما إطلاق أسراب من الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاع منخفض، مما يجعل اكتشافها وتدميرها أمرًا صعبًا.
كيف تستجيب الولايات المتحدة والدول الأخرى؟
ولقد ظل الدبلوماسيون يخشون منذ شهور أن تتحول الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران إلى صراع إقليمي. ونتيجة لهذا فقد عملوا على منع أو الحد من رد فعل إيران.
وفي الأيام الأخيرة ، سافر وزير خارجية الأردن، حليف الولايات المتحدة، إلى طهران لحضور اجتماعات. وفي الأسبوع الماضي، عقدت المملكة العربية السعودية اجتماعا طارئا لمنظمة التعاون الإسلامي، وهو منتدى للدول الإسلامية، حيث وصفت اغتيال السيد هنية بأنه انتهاك لسيادة إيران بينما حثت جميع الأطراف على خفض التصعيد.
ولقد عززت الولايات المتحدة من استعداداتها العسكرية. فقد أمر وزير الدفاع لويد جيه أوستن الثالث بإرسال طائرات مقاتلة إضافية وسفن حربية وغواصة مزودة بصواريخ موجهة إلى الشرق الأوسط رداً على التهديدات، وذلك بهدف تعزيز قدرة إسرائيل على إحباط أي هجوم محتمل وتعزيز الرسالة التي تؤكد أنها ستدعم إسرائيل عسكرياً.
في الوقت نفسه، سعت إدارة بايدن إلى تسريع محادثات وقف إطلاق النار في غزة. وتخطط إدارة بايدن والوسطاء العرب لعقد اجتماع في المنطقة يوم الخميس لمحاولة التوصل إلى اتفاق. وقالت إسرائيل إنها سترسل مفاوضيها، لكن حماس لم تقل ما إذا كانت ستشارك.
يمن مونيتور13 أغسطس، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الولايات المتحدة تتهم ثلاثة أشخاص بتهريب الأسلحة للحوثيين مقالات ذات صلة الولايات المتحدة تتهم ثلاثة أشخاص بتهريب الأسلحة للحوثيين 13 أغسطس، 2024 حاملة طائرات أمريكية جديدة في بحر العرب قبالة اليمن 13 أغسطس، 2024 الكاتب سعيد ثابت يطلق سلسلة كتبه “إضاءات في التاريخ السياسي اليمني المعاصر” 13 أغسطس، 2024 “حضرموت الجامع” يبدأ تصعيد جديد ضد الحكومة اليمنية 13 أغسطس، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية “حضرموت الجامع” يبدأ تصعيد جديد ضد الحكومة اليمنية 13 أغسطس، 2024 الأخبار الرئيسية لماذا تنتظر إيران الرد على إسرائيل بعد “اغتيال هنية”؟.. (نيويورك تايمز) تجيب 13 أغسطس، 2024 الولايات المتحدة تتهم ثلاثة أشخاص بتهريب الأسلحة للحوثيين 13 أغسطس، 2024 حاملة طائرات أمريكية جديدة في بحر العرب قبالة اليمن 13 أغسطس، 2024 الكاتب سعيد ثابت يطلق سلسلة كتبه “إضاءات في التاريخ السياسي اليمني المعاصر” 13 أغسطس، 2024 “حضرموت الجامع” يبدأ تصعيد جديد ضد الحكومة اليمنية 13 أغسطس، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك الولايات المتحدة تتهم ثلاثة أشخاص بتهريب الأسلحة للحوثيين 13 أغسطس، 2024 حاملة طائرات أمريكية جديدة في بحر العرب قبالة اليمن 13 أغسطس، 2024 الكاتب سعيد ثابت يطلق سلسلة كتبه “إضاءات في التاريخ السياسي اليمني المعاصر” 13 أغسطس، 2024 “حضرموت الجامع” يبدأ تصعيد جديد ضد الحكومة اليمنية 13 أغسطس، 2024 “استنزاف”.. مقاومة مسلحة غير منظمة تتشكل في مناطق الحوثيين 12 أغسطس، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 19 ℃ 25º - 17º 66% 1.23 كيلومتر/ساعة 25℃ الثلاثاء 23℃ الأربعاء 26℃ الخميس 26℃ الجمعة 27℃ السبت تصفح إيضاً لماذا تنتظر إيران الرد على إسرائيل بعد “اغتيال هنية”؟.. (نيويورك تايمز) تجيب 13 أغسطس، 2024 الولايات المتحدة تتهم ثلاثة أشخاص بتهريب الأسلحة للحوثيين 13 أغسطس، 2024 الأقسام أخبار محلية 27٬460 غير مصنف 24٬170 الأخبار الرئيسية 14٬200 اخترنا لكم 6٬900 عربي ودولي 6٬715 غزة 3 رياضة 2٬272 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬202 كتابات خاصة 2٬049 منوعات 1٬962 مجتمع 1٬816 تراجم وتحليلات 1٬704 ترجمة خاصة 8 تحليل 2 تقارير 1٬571 آراء ومواقف 1٬482 صحافة 1٬471 ميديا 1٬367 حقوق وحريات 1٬289 فكر وثقافة 875 تفاعل 803 فنون 470 الأرصاد 281 بورتريه 63 كاريكاتير 32 صورة وخبر 31 حصري 20 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 11 يونيو، 2024 اعترافات واتهامات شبكة التجسس الأمريكية التي أعلنها الحوثيون.. ما لم يتمكن المتهمون من قوله؟ أخر التعليقات صالح البيضانيسلام الله على حكم الامام رحم الله الامام يحيى ابن حميد الدين...
صالح البيضانيسلام الله على حكم الامامه سلام الله على الامام يا حميد الدين...
SGالمذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
سامي عليليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
سامي عليالشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: نیویورک تایمز حضرموت الجامع اغتیال هنیة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: الكر والفر سمة حرب إسرائيل الدموية بشمال غزة
في تبريرها لقصف الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس التي تحولت إلى ملاجئ، ادعت إسرائيل أن مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانوا يختبئون هناك بين المدنيين.
ووصفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير من القدس المحتلة أن تلك كانت واحدة من أكثر اللحظات دموية في الحرب التي تدور رحاها في القطاع الفلسطيني المحاصر.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل فرنسا ضعيفة أمام إسرائيل؟ ميديا بارت: باريس تدين لكن لا تعاقبlist 2 of 2من أين أتت عبارة "كل الطرق تؤدي إلى روما"؟end of listوأشارت إلى أنه بعد مرور عام من اندلاع الحرب على قطاع غزة، فإن المشاهد نفسها تتكرر مرة أخرى، حيث بات شمال غزة بؤرة الهجمات الفتاكة المتجددة على مدى أكثر من شهر، التي شنها الجيش الإسرائيلي.
"شعب يُباد"وفي محاولة لاجتثاث ما يسميه جيش الاحتلال "عودة" حركة حماس إلى الواجهة، دأب جنوده ودباباته وطائراته المسيرة المسلحة على قصف المنطقة بشكل يومي، مما أدى إلى تشريد الآلاف وقتل أكثر من 2000، وفق إحصائيات الأمم المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن طبيب محلي وبعض الأهالي قولهم إن هناك الكثير من الجثث ملقاة في الشوارع، وقد بدأت الكلاب الضالة تنهشها.
وقال إسلام أحمد (34 عاما)، وهو صحفي مستقل من شمال غزة شارك في دفن جيرانه في مقبرة جماعية، "إذا كان أن أوجز الحياة خلال الأسابيع الأربعة الماضية في عبارة، فهي أن هناك شعبا يُباد".
وحسب نيويورك تايمز، فإن عودة القتال إلى أقصى شمال قطاع غزة يكشف أن النهج الذي تتبعه إسرائيل أشبه ما يكون بدوامة دموية، حيث يطارد الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس بلا طائل، وغالبا ما يقع المدنيون في مرمى النيران.
ونسبت الصحيفة إلى اثنين من مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولهما إن عمليات الجيش هناك تشبه "قص العشب"، مستخدميْن عبارة ظل يرددها مسؤولون إسرائيليون منذ سنوات، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
عودة متجددةوزعم المسؤولان أنه "كلما أطلت خلايا حماس من جديد، تعود القوات الإسرائيلية لقطعها".
وترى الصحيفة أن هذا النوع من القتال "الدوري المتكرر" يعكس إستراتيجية إسرائيل "الغامضة" في حرب دخلت الآن شهرها الــ14، ومع ذلك لم تُظهر أي علامة على التراجع.
وأوردت المرات التي غادرت فيها القوات الإسرائيلية المنطقة بعد دكها العام الماضي، ووفقا لمسؤول أمني إسرائيلي كبير -لم تذكر الصحيفة اسمه- فإن الهدف هذه المرة هو عزل مقاتلي حماس في شمال غزة عن رفاقهم في مدينة غزة.
ووصفت نيويورك تايمز الوضع على الأرض بأنه أسوأ مما كان عليه قبل عام طبقا لبعض المقاييس، مضيفة أن البنية التحتية تتداعى، والمساعدات الإنسانية مقيدة بشدة، وقد غادر العديد من عمال الطوارئ ومجموعات الإغاثة المنطقة.
وعرضت الصحيفة الأميركية أدلة على تدهور الأوضاع في شمال غزة، وأفادت بأن الدفاع المدني الفلسطيني، وهو جهاز الطوارئ التابع لحكومة حماس، أفاد بأنه أوقف رسميا عمليات الإنقاذ في المنطقة الشهر الماضي بسبب الأخطار المحدقة.
ومن جانبه، كشف الهلال الأحمر الفلسطيني -وهو إحدى منظمات الإغاثة القليلة التي لا تزال تعمل هناك- أنه لا توجد سيارات إسعاف يمكنها الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا في شمال غزة.
مآسٍ إنسانيةوتأكيدا على ذلك، صرح حسام الشريف، 46 عاما، وهو أب لأربعة أطفال في جباليا، للصحيفة أن عمليات الإنقاذ والطوارئ كانت متاحة في بداية الحصار الأخير، "أما الآن، فإن المصابين بجروح طفيفة ينزفون حتى الموت".
كما أن المستشفيات، هي الأخرى، تشهد ترديا في أوضاعها إذ لم تستطع علاج العديد من المرضى حتى ماتوا.
وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول، أصدر الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا، نداء عاجلا، قال فيه إن المستشفى يفتقر إلى الجراحين في ظل اكتظاظه بالعديد من الضحايا الذين يحتاجون إلى جراحة.
وأفاد بأن المستشفى تعرض للقصف 3 مرات على مدار الأيام الخمسة التي تلت إصداره النداء العاجل.
وطبقا للأمم المتحدة، لم يبقَ في شمال غزة سوى 95 ألف شخص، أي خُمس عدد سكانه قبل الحرب.