بوابة الفجر:
2025-05-01@22:47:39 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: " ظاهرة " السفالة والبلطجة !!

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

 

 

بلطجة فتوات الأحياء الشعبية فى المحروسة – تعرض لها كثير من كتابنا وأدبائنا وعلى رأسهم أديبنا الكبير المرحوم نجيب محفوظ – وكانت كل الدلائل تشير إلى أن البلطجى أو الفتوة – محاطا بمريدية  "ومرتزقيه " وعصابته – ويفرض سيطرته وسلطاته على كل كائن حى فى المنطقة التى يسودها – وفى الغالب كان الطيب منهم ( الفتوات ) – يسعى لإشاعة العدالة بين فقراء وأغنياء المنطقة – وكانت الدعوة دائماَ بأن ( يعيش الفتوة ملك الحته ) – حتى يدافع عن مصالح الأغنياء – ويمنع عنهم الأذى من الغير – والفتوات زمان – كانوا يتميزوا "بالمرجلة "– وبصفات المحارب – حيث الفتوة يأخذ منصبة ( بذراعه وبعصاه ) وليس بقلة الأدب !! ومع ذلك فإن الحروب التى  كانت تقوم بين فتوات الأحياء – مثل حرب فتوة الحسينية ضد فتوة الجمالية – شيىء يشبة الحروب الأهلية – إلا أن الإنتصار كان دائماَ لصاحب السطوة -  وكانت الهدنه تتم على ما يقدمه العقلاء من الحكماء فى المنطقة للفتوات المتنازعين  من أفكار وإتاوات زيادة وتقسيم جديد لمناطق النفوذ حتى يستتب الأمن والسلام فى الحى.

ولقد أستطاعت المحروسة بعد إنتهاء حكم المماليك أن تتخلص نسبيًا من هذه القوى الغاشمة 
( الفتوة ) ليحل محلها – ( الثمن ) أو نقطة الشرطة – حيث قسمت القاهرة إلى ثمانى مناطق إدارية وكل ربع فى هذا التقسيم يوجد به قسم بوليس يتبعة نقطة بوليس – وفى بدايات انتشار الشرطة كان الإستعانة بالفتوة  أمر لازم وحيوى وإستمر لفترة طويلة حتى تم الإستغناء عنهم رسمياَ – وإستمرت ثقافة الفتونة والبلطجة – منتشرة فى بعض أحيائنا الشعبية بصورة غير رسمية ولكنها مازالت حتى الأن تلقى بظلالها على المجتمع – ولعل فى غياب التدخل الأمنى أو الشرطى فى بعض الظواهر التى نراها فى صور متعددة – تعطى دلالة بالغة على أن البلطجة قد تطورت مع الزمن ومع التكنولوجيا الحديثة  إنتشرت وتعددت مظاهرها القبيحة – دون خجل – ودون " خشى " !!

فترى بلطجة على صفحات بعض الجرائد – وخروج عن اللياقة وعن الأداب العامة – وتحولت العصا فى يد البلطجى الفتوة إلى ( قلم ) يذبح ويقطع ويتعرض للأعراض وللشرف – بغية الإبتزاز، والتكسب من خلال حملات ظالمة دون سند من الحقيقة – ورغم أن القانون المصرى قد طور أدواته – بحيث شرع المشرع مواد تعاقب على ( القذف والسب ) إلا أن إلتفافات كثيرة تحدث حول القانون – لم تحول دون وقوع الجريمة – وما نرى من بعض السفلة على شاشات التليفزيون وخاصة الفضائيات – حيث كل شيىء مباح تحت أسم الحرية – وحرية الرد وكفالة التعقيب وكلها "شرشحة"، "وقلة  أدب" – وتهجم بالألفاظ وبالإتهامات والسباب – دون رابط أو ضابط، شيىء أصبح لا يمكن إحتماله – ونحن نقدم لشبابنا وأطفالنا قدوة فى المجتمع – لأشخاص يفترض فيهم بحكم مناصبهم السابقة أو اللاحقة أنهم كبار – ومسئولين -وللأسف الشديد – أن السافل والبلطجى المعاصر أيضاَ له مريدين وله محيطين به – من المرتزفة – والجهلة –والفتوات الصغار !!

إن ظاهرة السفالة والبلطجة فى المجتمع أثبتت هذه الأيام عنوانها ومحل أقامتها ليس فقط فى عشوائيات المدينة – يعيش  هؤلاء الخارجون عن القانون بل العكس أثبتت الظاهرة أن الأخطر هم هؤلاء البلطجية – من سكان الفيلات والقصور !!

  أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد 
  Hammad [email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

إبراهيم النجار يكتب.. 100 يوم من حكم ترامب.. هل أهتز توازن العالم؟!

ترامب، في أول 100 يوم من الرئاسة. ارباك للنظام العالمي. حرب تجارية، وبحث عن اتفاقيات مع روسيا وإيران. أي آفاق؟. في الداخل الأمريكي، قلق اقتصادي، وتراجع في الشعبية. هل يمهد ترامب، لولاية قوية، أم لمرحلة اضطراب؟. 100 يوم لـ ترامب، في البيض الأبيض، أرادها زلزالا سياسيا، يغير وجه كلا من الولايات المتحدة والعالم. فهل كانت كذلك حقا؟. "أمريكا أولا"، شعارا رفعه ترامب. فهل بقي عنوانا لخطة استراتيجية؟.
في الاقتصاد، قلب الطاولة علي النظام العالمي. أشعل حربا تجارية، لم تهدأ نيرانها بعد. غازل موسكو، بحثا عن صفقة. دخل في محادثات غير مباشرة مع إيران، لإبرام اتفاقا، يعده أقوي. وأبقي علي ثابتة الدعم لإسرائيل كما أسلافه. علي تدمير غزة بأهلها. لا يفوت فرصة ليطرح أفكارا مثيرة، من شراء جرينلاند، إلي ضم كندا، وصولا إلي مجانية التنقل لسفن بلاده في الممرات المائية الدولية. ذلك بعض من ترامب، في اول 100 يوم. 
ماذا تحقق فعلا من رؤيته الاستراتيجية؟ أي انعكسات لها علي الداخل الأمريكي، مع تصاعد الاحتجاجات؟. تتراجع شعبيته، لكنة يستند إلي قاعدته الصلبة من الانجليين. يهمس بطموحات ولاية ثالثة، علي الرغم من أن الدستور لا يعرف هذا الخيار. هل تمهد الأيام المائة لمرحلة أكثر صخبا؟. 
منذ لحظة تنصيبه، ترامب، رسم خطا جديدا في السياسة الأمريكية، مطلقا وابلا من الأوامر التنفيذية، والتي تخطت الـ 130 أمرا، خلال أول 100 يوم فقط. وهو رقم قياسي. سياسته الخارجية، وجهت بتحديات عابرة للحدود، من العدوان المتواصل علي غزة، وتعثر مساعي التهدئة، في ظل التعنت الإسرائيلي. إلي المواجهة مع أوكرانيا. حيث تنشط إدارته للتوصل إلي اتفاق بين موسكو وكييف. ترامب، أشعل فتيل حربا تجارية، ضد أقرب شريكين اقتصاديين لأمريكا، هما كندا والمكسيك. ووسع نطاقها، لشمل الاتحاد الأوروبي. فارضا رسوما جمركية صادمة، أعادة رسم العلاقة بالشركاء. كما أطلق حربا تجارية أوسع مع الصين. ومعظم دول العالم، عبر التعريفات الجمركية، قبل أن يعلق بعضها لا حقا. في الملف الإيراني، سلك مسار التفاوض غير المباشر، باحثا عن اتفاق جديد، يعيد ضبط الايقاع النووي بين واشنطن وطهران. لكنه لم يوقف سياسة الضغوط والعقوبات أيضا

طباعة شارك ترامب البيض الأبيض إسرائيل

مقالات مشابهة

  • ضبط المتهمين بالسير عكس الاتجاه بطريق أبو حماد بلبيس بالشرقية
  • استشاري: 3 أسباب خلف ضعف النمو وقصر القامة ..فيديو
  • د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}
  • تكريم عبد الرحمن حماد في وهران تقديرًا لدعمه الكبير للرياضة الجزائرية والعربية
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم) 4
  • إبراهيم النجار يكتب.. 100 يوم من حكم ترامب.. هل أهتز توازن العالم؟!
  • ناسا توضح حقيقة الجسم الغامض الذي مر أمام الشمس
  • د.حماد عبدالله يكتب: حتمية الإتجاه " للواحات " !!{1}
  • ترامب والبلطجة السياسية في تهديد قناتي السويس وبنما
  • د.حماد عبدالله يكتب: مصر أولًا !!