متبرعو «الشارقة الخيرية» يدعمون برامج المساعدات السكنية بقيمة 8.3 مليون درهم
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعلنت جمعية الشارقة الخيرية أن المساعدات السكنية التي قدمتها لمستحقيها خلال النصف الأول من العام الجاري (2024) تجاوزت قيمتها المالية 8.3 مليون درهم، وشملت 906 أسر متعففة من الأسر التي تمت الموافقة على طلبات المساعدة الخاصة بها، والتي ضمت المتعسرين في سداد متأخرات الإيجار السكني وفواتير الخدمات، إلى جانب ترميم وصيانة بيوت ومساكن الأسر المتعففة الآيلة للسقوط.
تفصيلاً، قال عبدالله سلطان بن خادم المدير التنفيذي، إن المساعدات السكنية تأتي ضمن برامج المساعدات المقطوعة التي تستهدف توفير الحياة الكريمة للأسر المتعففة بما يضمن لها الاستقرار ولمّ شمل الأسرة وتقوية ترابطها وتعزيز أواصر المجتمع والأسرة.
وأوضح أن المساعدات السكنية التي قدمتها الجمعية خلال النصف الأول من العام الجاري ذهبت إلى 4 شرائح من المعوزين وهم العاجزون عن سداد مستحقات الإيجارات وعددهم 532 أسرة، صدرت بحقهم أحكام تنفيذية، وبلغت القيمة المالية لتلك المتأخرات الإيجارية 5.3 مليون درهم، فيما تكفلت بصيانة وترميم منازل وبيوت 19 أسرة من الأسر التي تقطن بيوتاً ومساكن متهالكة بتكلفة نصف مليون درهم، كما وأنفقت نصف مليون درهم أخرى عن متعسري فواتير الخدمات البالغة أعدادهم 113 مستفيداً، بينما قدمت مساعداتها في تأثيث بيوت 243 أسرة من المسجلين بكشوف الجمعية بالأثاث والأجهزة الكهربائية والمنزلية بتكلفة 2.1 مليون درهم.
صيانة وترميم
أكد عبدالله سلطان بن خادم أن الجمعية تسعى، خلال الفترة المقبلة، إلى تحقيق مزيد من الارتقاء في آلية تقديم مساعدات صيانة وترميم مساكن الأسر المتعففة، من خلال إطلاق مبادرة «ترميم»، وهي مبادرة مستقلة بذاتها سوف تستهدف من خلالها الجمعية توسيع قاعدة المستفيدين المواطنين من برامج مساعدات صيانة بيوت الفقراء وترميمها، بما يضمن لسكانها العيش الكريم، مشيراً أن الجمعية تواصل أعمالها الخيرية التي من شأنها إدخال البهجة إلى نفوس المعوزين، وتعكس التلاحم والتكافل الاجتماعي بين المجتمع الإماراتي الذي يتصف بقيم العطاء وحب الخير، وتنظر الجمعية إلى مساعدات فاقدي السكن والمتعسرين في سداد رسوم الإيجار السكني بعين الاهتمام وضمن مساعيها لتعزيز مسيرة عملها، وتأكيداً منها على الدور الكبير للعمل الإنساني في دعم الأسر المتعففة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: جمعية الشارقة الخيرية الشارقة المساعدات السکنیة ملیون درهم
إقرأ أيضاً:
التكايا الخيرية.. حيث يصطف آلاف الجوعى أمام قدور النجاة
تحت شمس خانقة، يقف محمد جاد الله بين قدور الطعام العملاقة المتراصة على رصيف مخيم خان يونس. عيناه تتنقلان بقلق بين صفوف النازحين الذين تجمعوا منذ ساعات الفجر الأولى، يحملون أوعيتهم الفارغة وأملهم الثقيل.
يقول خلال حديثه لـ«عُمان»، وهو يشيح بيده عن البخار المتصاعد: «الناس تتوجه للتكايا لأنها لم تعد تجد شيئًا في الأسواق. السوق خاوي، والأسعار نار، والجيوب خالية. لولا هذه القدور، كان الناس أكلت التراب».
في طابور التكية: تسمع أصوات الجوع
قريبًا منه، يتسلل الطفل ياسين محمد ذو الأحد عشر ربيعًا، متشبثًا بوعاء صغير يكاد يسقط من بين يديه النحيلتين. يتلعثم صوته وهو يقول لـ«عُمان»: «بدنا نأكل، مفيش طحين، الأسعار غالية.. التكية هي التي تنقذنا من الجوع». يلمع العرق على جبينه، ولكن نظرة رجاء تتشبث بعينيه كأنها آخر خيط بينه وبين الحياة.
وفي زاوية أخرى من الساحة، تقف شهد غنيم، ابنة الرابعة عشرة، تمسح الغبار عن قميصها المهترئ، وتداري ارتباكها وهي تقول لـ«عُمان»: «جئت إلى هذه التكية لأخذ أكل. لا غاز، لا معبر، لا أمل. لكن التكية هي التي تطعمنا. لو لم تكن موجودة تكية، نموت من الجوع».
يتقدم أبو أنس الشيخ عيد، الأب لخمسة أطفال، بخطوات مثقلة نحو الصف. وجهه المشوب بالكدح يحمل وجعًا لا تخطئه العين: «منذ شهرين والمعابر مقفلة. سعر الطحين وصل 300 دولار، ليس لنا حول ولا فوة».
ويردف خلال حديثه لـ«عُمان»: «أين يذهب الناس؟ الذي معه مال يستطيع أن يشتري، والمواطن الذي ما معه فهو معتمد بعد الله على التكايا. لولا التكايا كنا عرضنا أولادنا للبيع»؟
وعلى طرف الساحة، يجلس أبو حازم الفرا، الشيخ المسن ذو اللحية البيضاء، وقد انحنى ظهره تحت وطأة القهر والجوع. قال لـ«عُمان» بصوت متهدج: «أنا جاي آخد شوية أكل لأولادي وأحفادي.. 18 شخص في خيمة واحدة. من غير التكايا كان حالنا أسوأ من السيء. الله يجازي كل من يطعمنا خير».
استهداف الجوعى في التكايا
وسط هذه المشاهد اليومية، تعيش غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة. فمع إغلاق معبر كرم أبو سالم في 2 مارس الماضي، خنقت إسرائيل شرايين الحياة في القطاع المحاصر، ومنعت دخول الغذاء والماء والدواء، لينزلق السكان إلى هاوية المجاعة الشاملة.
وفق الإحصاءات الرسمية، بات أكثر من 1.1 مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد، فيما تواجه المستشفيات والمراكز الصحية عجزاً تاماً عن توفير العلاج أو الغذاء الطبي للمرضى.
ومع هذا الانهيار، لم تسلم التكايا من قصف الطائرات الإسرائيلية، فقد استهدفت -وفق إحصاءات حكومية- أكثر من 28 تكية و37 مركزًا لتوزيع المساعدات، في محاولة واضحة لنسف ما تبقى من مظاهر الحياة.
يقول محمد جاد الله، وهو يضع يده على قلبه: «صرنا نخاف من صوت الطيران أكثر من خوفنا من جوع الناس، والقدرة على توفير الطعام. يوميًا نودع شهداء كانوا فقط يوزعون طعامًا للفقراء»
ويضيف لـ«عُمان»: يقضيها الأهالي في طوابير مذلة أمام التكايا الخيرية، تلك التي تحولت إلى الملاذ الأخير وسط أسواق خاوية، وأسعار جنونية للطحين والأرز والسكر».
أطفال على حافة الموت
وفي هذا السياق، حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة من أن «القطاع يعيش مرحلة الانهيار الكامل بفعل الحصار والتجويع»، مؤكداً أن «أكثر من مليون طفل يقفون على حافة الموت جوعًا، وسط غياب الغذاء، والماء، والدواء، وانهيار المنظومة الصحية».
في المخيمات المتهالكة حيث تسكن آلاف العائلات النازحة، يؤكد أبو أنس أن «الحرب أكلت مدخرات الجميع. حتى اللي كان معه قرشين خلصهم على الإيجارات والغربة، وبقي له الله والتكية فقط». يُمسك بيد ابنه الأصغر وهو يضيف: «نفطر من التكية، نتغدى من التكية، ونتعشى من التكية. هذا حالنا».
أما وكالة الأونروا، فقد وصفت المشهد بعبارة حزينة: «جحيم يزداد سوءاً»، مؤكدة أن «مخازنها باتت فارغة تمامًا من المساعدات، فيما مئات الآلاف من الجياع يتوسدون التراب وينتظرون رحمة العالم».
وفي شهادة قاسية، قالت أماند بازيرول، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، إن غزة أصبحت «مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يحاولون مساعدتهم»، مضيفة: «نشهد القضاء على السكان عبر المجاعة والتهجير القسري».
كرامة موؤودة في صفوف الجوع
في محيط التكية حيث كان الطفل ياسين يزاحم الكبار من أجل طبق مجدرة (خليط من العدس والأرز)، تصاعدت همهمات الغضب المكتوم. تدافع الأطفال والنساء، ودوت صرخات الألم حين سقطت سيدة مسنة تحت الأقدام. هرع بعض الشبان لمساعدتها، بينما ظل آخرون يتدافعون خلفهم، فالمعدة لا تحتمل الانتظار، والخوف من نفاد الطعام أقوى من كل القيم.
«الكرامة ماتت»، قال إسماعيل الخواجة (43 عامًا)، وهو يلوّح بوعائه الخالي. وأضاف بحرقة: «صرنا نتصارع على لقمة العدس. زهقنا من الذل. حتى الأكل صار محط إهانة يومية».
اقترح الخواجة خلال حديثه لـ«عُمان»، ضرورة إنشاء نقاط توزيع متعددة للتكايا، وتوسيع قائمة الوجبات، حتى لا تبقى غزة رهينة للعدس والفاصوليا وحدهما.«أين الحلويات التي يبيعها التجار للأغنياء؟ أين الخضار التي لا يقدر عليها الفقراء؟ لماذا لا توزع بشكل عادل؟»، تساءل وهو يمسح دمعة لم يستطع حبسها.
تلاعب سياسي إسرائيلي بالمساعدات
وفي موقف لافت، أكدت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، عبر بيان رسمي منشور على موقعها الإلكتروني، أن إسرائيل «تمنع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة منعًا كاملًا منذ أكثر من خمسين يومًا»، محذرة من أن هذا الحصار يعرّض المدنيين الفلسطينيين، وبينهم مليون طفل، لـ«خطر تفشي المجاعة والجوائح والموت».
وأعربت فرنسا عن «سخطها» إزاء استمرار منع دخول المساعدات، معتبرة أن القرار الإسرائيلي «غير مقبول»، ولا يمكن السكوت عليه، كما أدانت تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس التي تحدث فيها عن استغلال المساعدات ضمن مشروع بقاء إسرائيل في غزة بعد الحرب، واصفة هذه التصريحات بأنها «تضر بأفق السلام».
وكان وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد صرح في بيان صحفي بتاريخ 16 أبريل 2025، بأنه «لا توجد أي نية لإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة في الوقت الحالي».
وأضاف: «سياسة إسرائيل واضحة - لا مساعدات إنسانية ستدخل غزة، ومنع دخول المساعدات يُعد أداة ضغط رئيسية لمنع حماس من استغلالها ضد السكان، بالإضافة إلى تدابير أخرى تتخذها إسرائيل. من المؤسف أن يحاول البعض تضليل الرأي العام».
وأكد أن المستقبل يتطلب بناء آلية لاستخدام الشركات المدنية كأداة لا تسمح لحماس بالوصول إلى هذه القضية حتى في المستقبل.وشدد البيان الفرنسي على أن «القانون الدولي يوجب على إسرائيل إتاحة مرور المساعدات الإنسانية بحرية»، داعيًا إلى استئناف دخول المساعدات إلى القطاع «فورًا وبلا عوائق»، وتوفير الحماية الكاملة للعاملين في المجال الإنساني، والسماح لهم بالتنقل بحرية وأمان في جميع أنحاء غزة.