خولة علي (دبي) 
تمثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أهم اهتمامات شباب الإمارات الذين يستفيدون من الدعم الذي توفره لهم الدولة لاستخدام مهاراتهم الإبداعية والتفكير النقدي في مجال التقنيات الحديثة، من خلال ابتكار تطبيقات وحلول ذكية لتطوير الكثير من الخدمات في مختلف المجالات والأنظمة الثورية التي من شأنها أن تنهض بالمجتمع والدولة.

ويعكس هذا الاهتمام النمو الهائل والفرص الواسعة، ونجد إبداعات لا حصر لها للكثير من الشباب، من الطلبة المتخصصين في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومن الهواة الذين شقوا طريقهم فيه من باب الفضول وحب الاستكشاف والبحث وروح الابتكار، مما يدفعهم إلى تطوير وسائل تقنية لتجاوز أي عائق. وفي يومهم الدولي ماذا يقول الشباب ممن وجدوا طريقهم في عالم التكنولوجيا؟ 

تقنيات حديثة 
يشير المهندس المعماري إبراهيم البلوشي إلى أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة ساهمت في تحسين العديد من جوانب الحياة مثل الصحة والنقل والتسوق والتعليم، وسواها. ويرى أنها تمكن الشباب من القيام بالمهام بكفاءة أكبر وبطرق أكثر ذكاءً وسلاسة. ويذكر أن تعامله بهذه التقنيات سهل عليه إنجاز مشروع التخرج خلال فترة دراسته الجامعية وساعد في عرض المشروع بطريقة مبتكرة، كما أن التطبيقات الهندسية تساعد في تخطيط وتنفيذ أعمال الطلبة على أرض الواقع بطريقة مبتكرة ووقت وجهد أقل. ويتطلع البلوشي إلى استخدام التقنيات الحديثة لتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية، ويسعى إلى تعلم المزيد حول الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لاستخدامها بشكل أفضل في حياته اليومية. 

شركات ناشئة 
تؤكد اليازية عبدالله الشامسي، سفيرة مجلس شباب مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان، أن الشباب لعبوا دوراً مهماً في تطوير مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مختلف المجالات، وهذا الدور يتجلى في عدة جوانب، منها ابتكار التطبيقات الجديدة وتطوير الخوارزميات والنماذج وتحليل البيانات واستخدامها للابتكار وتطوير الروبوتات. وساهمت هذه التقنيات في تسهيل الوصول إلى المعلومات والخدمات كتحسين الرعاية الصحية والنفسية، وإنشاء شركات ناشئة ناجحة في مجالات مثل تطبيقات التعلم الآلي، والروبوتات، والتحليل البياني، والعديد من المجالات الأخرى التي أثبت فيها الشباب نجاحاتهم. وهناك الكثير من الشباب توجهوا إلى استخدام التكنولوجيا لحل المشاكل الاجتماعية والبيئية العالمية، وتحسين جودة الحياة البشرية بشكل عام.

أخبار ذات صلة 6.3 مليار درهم مبيعات الإلكترونيات الاستهلاكية في الإمارات 4.4 مليار درهم صافي أرباح «أدنوك للغاز» في الربع الثاني

مستقبل مهني 
إبراهيم عادل النقبي من الطلبة المبدعين في هذا المجال، يوضح أن الذكاء الاصطناعي لعب دوراً مهماً في تسهيل حياة الشباب من خلال توفير حلول ذكية للصحة والتعليم ومتخلف المجالات، وهو يوفر فرص عمل في مجالات التكنولوجيا والتقنيات والابتكار، كما يساعد في رفع مستوى الإنتاجية تحسين الكفاءات وتوجيه الشباب إلى مستقبل مهني ناجح. ويلفت قائلاً: نمتلك نحن الشباب رؤى جديدة مبتكرة ومبدعة تساعد في تحسين وتطوير التقنيات المختصة في مجال الذكاء الاصطناعي، واستخدامنا للتقنيات في حياتنا اليومية سهل الكثير من الأمور وساعد في تحقيق إنجازات تلهم الآخرين، كما عزز التواصل بين أفراد المجتمع من خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة. وساهم استخدام التقنيات والذكاء الاصطناعي في تعزيز الحوكمة الرقمية وتوفير حياة رقمية تساعد في تسهيل الحياة اليومية. 

مشاريع ابتكارية 
خميس الزيودي، طالب في السنة الرابعة، تخصص هندسة كهربائية في جامعة خليفة، وشغوف بالابتكار والتعلم المستمر، يطمح في مسيرته التعليمية إلى الدمج بين طموحه ومعرفته وتجاربه لتحقيق تأثير إيجابي لمن حوله. وهو يؤمن بقوة التقنية وهدف المساهمة في تشكيل مستقبل الدولة وتطلعاتها في التطور التقني والذكاء الاصطناعي، ويشير إلى أن الطلبة اليوم في مختلف أنحاء العالم يساهمون في صناعة وابتكار أدوات وتقنيات متعددة لا متناهية تعتمد بشكل جزئي أو كلي على الذكاء الاصطناعي ومشتقاته، من أبسط التطبيقات الإلكترونية. كما أن الابتكارات والأجهزة الضخمة أصبحت تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهذا الأمر يعد مهماً جداً لمواكبة تطورات العالم في هذه الثورة. ومن الأمثلة على ذلك، يؤكد الزيودي قائلاً: لقد طور طلبة من جامعتنا أداة محادثة ذكية مجانية باسم NextGPT على برنامج «تيليجرام» بإمكانها الرد على مختلف أنواع الأسئلة المكتوبة والمصورة، وهذه واحدة بين العديد من المشاريع الابتكارية التي تركوا فيها بصمتهم. 

مراكز أولى
يقول سيف الزرعوني، مبتكر في تقنية الروبوتات: نحن كشباب علينا أن نساهم في تطوير هذه التقنيات ودمجها في أنظمة تتناسب مع رؤية حكومتنا الرشيدة التي كانت لها مساهمة كبيرة في هذا المجال، فأتاحت لي الفرصة لهندسة واختراع أنظمة تخدم الطاقة، كبار السن، العواصف وسواها من المشاريع، والتي أثبتت جودتها وفعاليتها في مشاركات عالمية وحصدت المراكز الأولى. ويرى أن التكنولوجيا أصبحت جزءاً من الحياة اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها. فالعالم يعيش بداية ثورة الذكاء الاصطناعي، والكثير من التطورات والتقنيات ستتبع هذه الثورة التي ستغير واقع حياة الشعوب، وتسعى الدولة من خلال دعمها المتواصل للشباب إلى تحقيق الريادة في مجال العالم الرقمي.
سلاح ذو حدين 
يوضح خميس الزيودي أن الذكاء الاصطناعي هو مستقبل هذا العالم، ويدعي الكثير من الناس اليوم أن الذكاء الاصطناعي سيأخذ وظائف البشر، وإنما هو العكس تماماً، إذ إنه يساهم في التحول الرقمي وسيوفر وظائف مستقبلية جديدة لم تكن موجودة في السابق. في حين أن الذكاء الاصطناعي هو سلاح ذو حدين، ويجب استخدامه بعناية مع الأخذ في الاعتبار أنه يجب ألا أن تندثر الثقافة والهوية الوطنية، حيث إن كثرة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى الكسل وعدم القيام بالأمور الحياتية اليومية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات شباب الإمارات الذكاء الاصطناعي أن الذکاء الاصطناعی والذکاء الاصطناعی التقنیات الحدیثة الکثیر من فی مجال من خلال

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد: حريصون على تبني الذكاء الاصطناعي لتسريع عملنا الحكومي

أبوظبي- وام
كرّم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، الفائزين بجائزة الإمارات للذكاء الاصطناعي، وذلك خلال حفل تم تنظيمه ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، التي تنعقد في العاصمة أبوظبي.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «إن الذكاء الاصطناعي سيغير أساسيات الأعمال وأساسيات تقديم الخدمات الحكومية.. وحريصون على أن نكون في طليعة الأمم التي تتبنى أدواته لتسريع عملنا الحكومي».
كما حضر الحفل سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وسموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، وسموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، وسموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، وسموّ الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، وسموّ الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وسمو الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا، ولي عهد أم القيوين، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، وصقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وسموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وعدد من أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين.
وتهدف الجائزة، التي أطلقها مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية في مارس الماضي، إلى تشجيع الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية وشبه الحكومية على تبني أفضل استخدامات الذكاء الاصطناعي وخلق معيار وطني لهذه الاستخدامات على مستوى الدولة وتصميم حلول مبتكرة غير مسبوقة، لاستشراف مستقبل أفضل مبني على الحلول الرقمية والتعاون وتعزيز التنافسية الخلاقة.
وحصدت وزارة الخارجية الجائزة عن فئة «تميز الخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي» من خلال مشروع البعثة الذكية Smart Mission، وهو سفارة أو قنصلية لدولة الإمارات تقدم خدمات قنصلية من دون تدخل بشري باستخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، وتعتبر البعثة الذكية الأولى من نوعها، وتم افتتاح أول بعثة في سفارة دولة الإمارات في جمهورية كوريا، وسيتم افتتاح 5 بعثات أخرى خلال الأشهر الستة المقبلة.
كما حصدت موانئ دبي العالمية «دي بي وورلد» الجائزة عن فئة «استخدامات الذكاء الاصطناعي في رفع الكفاءة التشغيلية» وذلك عن منصتها «تنبيه» المدعمة بأدوات الذكاء الاصطناعي والتي تم تطويرها بأيدٍ إماراتية، حيث تقدّم أربعة حلول رئيسية لتعزيز عمليات الاستعداد لمختلف التحديات التي تواجه فرق العمل، بما في ذلك الكشف عن الحرائق خلال 5 ثوانٍ فقط وذلك من خلال قراءة أكثر من 500 ساعة التقطتها كاميرات المراقبة المنتشرة في منطقة جبل علي وتحليلها، ومراقبة الامتثال لإجراءات الحماية الشخصية بشكل استباقي، واستخدام تقنية التعرف على الوجوه لضمان انسيابية الدخول إلى المواقع بدقة تصل إلى 99%، إضافة إلى تحليل حركة المرور واستشراف مواقع الازدحام المروري، وتفاديها بدقة تصل إلى 90%.
وفاز مركز النقل المتكامل (أبوظبي للتنقل) بالجائزة عن فئة «استخدامات الذكاء الاصطناعي في صنع القرار» وذلك عن منظومة النمذجة والتحليل المتكاملة +STEAM والتي تعتبر إضافة نوعية إلى عمليات (أبوظبي للتنقل)، والتي طوّرت هذه المنظومة لتكون آلية عمل رئيسية لاتخاذ القرارات وتعزيز منظومة الاستثمار في مجال النقل لإمارة أبوظبي.
وتعمل المنظومة بالاعتماد على البيانات الضخمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، على فهم أنماط التنقل المختلفة في الإمارة من خلال معالجة أكثر من 70 مليار مصفوفة بيانات ودمجها حسب النوع والفئة لضمان سلاسة اتخاذ القرار، والتعرف إلى احتياجات السكان الحالية، إضافة إلى استشراف التغيير في احتياجات التنقل ومعدلات الطلب وفهم التطورات خلال السنوات المقبلة.
وحصد مركز أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي الجائزة عن فئة «حلول الذكاء الاصطناعي المطورة في دولة الإمارات» وذلك عن النموذج اللغوي «فالكون» والذي بدوره ساهم في تطوير مشاريع مميزة أخرى تشمل RAZI وLAW71.
ويعتبر Falcon LLM التابع لمعهد الابتكار التكنولوجي نموذج لغة توليدياً كبيراً (LLM) يدعم جهود تطوير التطبيقات، حيث يتمتع بأداء وقابلية للتطوير، وتم إجراء تدريبه على مجموعة بيانات ويب هائلة مع بعض المصادر المنسقة.
وتتم تغذية نموذج Falcon LLM بأكثر من 12 لغة، ويشكّل المكون الأساسي لـ Falcon شبكة عصبية قادرة على التقاط العلاقات بين البيانات غير المنظمة على نطاق واسع.
وما يميز نموذج اللغة التوليدي، طبيعته مفتوحة المصدر، إذ يمكن استخدامه بشكل مجاني على المستويين التجاري والبحثي، كما يسمح للباحثين والمطورين والشركات بتسخير قوة Falcon LLM من دون قيود النماذج المغلقة المصدر، وتعد سلسلة Falcon لنماذج اللغات الكبيرة أول نموذج LLM من العالم العربي يمكنه مطابقة العروض المماثلة لعمالقة التكنولوجيا مثل Meta وGoogle وOpen AI.
وبلغت المشاركات في جائزة الإمارات للذكاء الاصطناعي أكثر من 225 مشاركة من أكثر من 76 جهة حكومية وشبه حكومية و44 جهة خاصة، كما تأهل 12 مشروعاً لنهائيات الجائزة، ما يعكس الوعي بأهمية الجائزة ودورها في تشكيل معالم المستقبل الرقمي وتعزيز تنافسية الدولة.
وخضعت طلبات الترشح المقدمة إلى عملية تقييم من لجنة التحكيم، التي ضمت نخبة من الخبراء والمختصين، وذلك بناء على مستوى الابتكار ومعايير أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ومعايير نضج الذكاء الاصطناعي وقابلية التوسع والتطوير ومستوى التأثير.

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة: الذكاء الاصطناعي مفتاح التطور السياحي وحماية البيانات تتطلب إطارا قانونيا متجددا
  • وزير السياحة: قوة تعلم آلة الذكاء الاصطناعي عظيمة وهذه التحديات التي تواجهنا
  • وزير السياحة: الذكاء الاصطناعي له تأثيرات إيجابية على صناعة السياحة
  • بورصة لندن للسياحة.. وزير الآثار يطالب بصياغة إطار قانوني لتطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • د. محمد سليم شوشة: استخدام الذكاء الاصطناعي في اللغة يُهدد الحضارة العربية
  • عصف ذهني للرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في حكومة الإمارات يستشرف مستقبل التكنولوجيا
  • الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي في حكومة الإمارات يستشرفون مستقبل التكنولوجيا
  • وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي يطرح تحديات أخلاقية وتغييرات في مستقبل الوظائف
  • محمد بن راشد: حريصون على تبني الذكاء الاصطناعي لتسريع عملنا الحكومي
  • شركات صينية متخصصة في الذكاء الاصطناعي تبحث فرص الاستثمار وتعزيز التعاون الثنائي في قطاع التكنولوجيا الصحية