شباب الإمارات والذكاء الاصطناعي.. تحديات وفرص
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
خولة علي (دبي)
تمثل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أهم اهتمامات شباب الإمارات الذين يستفيدون من الدعم الذي توفره لهم الدولة لاستخدام مهاراتهم الإبداعية والتفكير النقدي في مجال التقنيات الحديثة، من خلال ابتكار تطبيقات وحلول ذكية لتطوير الكثير من الخدمات في مختلف المجالات والأنظمة الثورية التي من شأنها أن تنهض بالمجتمع والدولة.
تقنيات حديثة
يشير المهندس المعماري إبراهيم البلوشي إلى أن الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة ساهمت في تحسين العديد من جوانب الحياة مثل الصحة والنقل والتسوق والتعليم، وسواها. ويرى أنها تمكن الشباب من القيام بالمهام بكفاءة أكبر وبطرق أكثر ذكاءً وسلاسة. ويذكر أن تعامله بهذه التقنيات سهل عليه إنجاز مشروع التخرج خلال فترة دراسته الجامعية وساعد في عرض المشروع بطريقة مبتكرة، كما أن التطبيقات الهندسية تساعد في تخطيط وتنفيذ أعمال الطلبة على أرض الواقع بطريقة مبتكرة ووقت وجهد أقل. ويتطلع البلوشي إلى استخدام التقنيات الحديثة لتحقيق أهدافه الشخصية والمهنية، ويسعى إلى تعلم المزيد حول الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لاستخدامها بشكل أفضل في حياته اليومية.
شركات ناشئة
تؤكد اليازية عبدالله الشامسي، سفيرة مجلس شباب مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان، أن الشباب لعبوا دوراً مهماً في تطوير مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مختلف المجالات، وهذا الدور يتجلى في عدة جوانب، منها ابتكار التطبيقات الجديدة وتطوير الخوارزميات والنماذج وتحليل البيانات واستخدامها للابتكار وتطوير الروبوتات. وساهمت هذه التقنيات في تسهيل الوصول إلى المعلومات والخدمات كتحسين الرعاية الصحية والنفسية، وإنشاء شركات ناشئة ناجحة في مجالات مثل تطبيقات التعلم الآلي، والروبوتات، والتحليل البياني، والعديد من المجالات الأخرى التي أثبت فيها الشباب نجاحاتهم. وهناك الكثير من الشباب توجهوا إلى استخدام التكنولوجيا لحل المشاكل الاجتماعية والبيئية العالمية، وتحسين جودة الحياة البشرية بشكل عام.
مستقبل مهني
إبراهيم عادل النقبي من الطلبة المبدعين في هذا المجال، يوضح أن الذكاء الاصطناعي لعب دوراً مهماً في تسهيل حياة الشباب من خلال توفير حلول ذكية للصحة والتعليم ومتخلف المجالات، وهو يوفر فرص عمل في مجالات التكنولوجيا والتقنيات والابتكار، كما يساعد في رفع مستوى الإنتاجية تحسين الكفاءات وتوجيه الشباب إلى مستقبل مهني ناجح. ويلفت قائلاً: نمتلك نحن الشباب رؤى جديدة مبتكرة ومبدعة تساعد في تحسين وتطوير التقنيات المختصة في مجال الذكاء الاصطناعي، واستخدامنا للتقنيات في حياتنا اليومية سهل الكثير من الأمور وساعد في تحقيق إنجازات تلهم الآخرين، كما عزز التواصل بين أفراد المجتمع من خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة. وساهم استخدام التقنيات والذكاء الاصطناعي في تعزيز الحوكمة الرقمية وتوفير حياة رقمية تساعد في تسهيل الحياة اليومية.
مشاريع ابتكارية
خميس الزيودي، طالب في السنة الرابعة، تخصص هندسة كهربائية في جامعة خليفة، وشغوف بالابتكار والتعلم المستمر، يطمح في مسيرته التعليمية إلى الدمج بين طموحه ومعرفته وتجاربه لتحقيق تأثير إيجابي لمن حوله. وهو يؤمن بقوة التقنية وهدف المساهمة في تشكيل مستقبل الدولة وتطلعاتها في التطور التقني والذكاء الاصطناعي، ويشير إلى أن الطلبة اليوم في مختلف أنحاء العالم يساهمون في صناعة وابتكار أدوات وتقنيات متعددة لا متناهية تعتمد بشكل جزئي أو كلي على الذكاء الاصطناعي ومشتقاته، من أبسط التطبيقات الإلكترونية. كما أن الابتكارات والأجهزة الضخمة أصبحت تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهذا الأمر يعد مهماً جداً لمواكبة تطورات العالم في هذه الثورة. ومن الأمثلة على ذلك، يؤكد الزيودي قائلاً: لقد طور طلبة من جامعتنا أداة محادثة ذكية مجانية باسم NextGPT على برنامج «تيليجرام» بإمكانها الرد على مختلف أنواع الأسئلة المكتوبة والمصورة، وهذه واحدة بين العديد من المشاريع الابتكارية التي تركوا فيها بصمتهم.
مراكز أولى
يقول سيف الزرعوني، مبتكر في تقنية الروبوتات: نحن كشباب علينا أن نساهم في تطوير هذه التقنيات ودمجها في أنظمة تتناسب مع رؤية حكومتنا الرشيدة التي كانت لها مساهمة كبيرة في هذا المجال، فأتاحت لي الفرصة لهندسة واختراع أنظمة تخدم الطاقة، كبار السن، العواصف وسواها من المشاريع، والتي أثبتت جودتها وفعاليتها في مشاركات عالمية وحصدت المراكز الأولى. ويرى أن التكنولوجيا أصبحت جزءاً من الحياة اليومية ولا يمكن الاستغناء عنها. فالعالم يعيش بداية ثورة الذكاء الاصطناعي، والكثير من التطورات والتقنيات ستتبع هذه الثورة التي ستغير واقع حياة الشعوب، وتسعى الدولة من خلال دعمها المتواصل للشباب إلى تحقيق الريادة في مجال العالم الرقمي.
سلاح ذو حدين
يوضح خميس الزيودي أن الذكاء الاصطناعي هو مستقبل هذا العالم، ويدعي الكثير من الناس اليوم أن الذكاء الاصطناعي سيأخذ وظائف البشر، وإنما هو العكس تماماً، إذ إنه يساهم في التحول الرقمي وسيوفر وظائف مستقبلية جديدة لم تكن موجودة في السابق. في حين أن الذكاء الاصطناعي هو سلاح ذو حدين، ويجب استخدامه بعناية مع الأخذ في الاعتبار أنه يجب ألا أن تندثر الثقافة والهوية الوطنية، حيث إن كثرة استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى الكسل وعدم القيام بالأمور الحياتية اليومية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات شباب الإمارات الذكاء الاصطناعي أن الذکاء الاصطناعی والذکاء الاصطناعی التقنیات الحدیثة الکثیر من فی مجال من خلال
إقرأ أيضاً:
كيف خسرت آبل عرش الذكاء الاصطناعي لصالح ميتا؟
كشف الصحفي الشهير المتخصص في أخبار أبل، مارك جورمان، عن رؤى جديدة مثيرة في أحدث إصدار من نشرته الإخبارية "Power On"، مشيرًا إلى أن أبل كان يمكن أن تتربع على عرش سوق النظارات الذكية، لكنها أضاعت الفرصة لصالح شركة ميتا بسبب ضعف التنسيق الداخلي.
ميتا تهيمن على المشهد بفضل استثماراتها في الواقع الممتدبعد أكثر من عقد من الاستثمار في تقنيات الواقع الممتد (XR)، أصبحت ميتا واحدة من أبرز الأسماء في مجال الواقع الافتراضي.
وتعد نظارات Meta Quest 3 وQuest 3S وQuest 2 من بين أكثر نظارات الواقع الافتراضي شعبية حول العالم.
ولم تكتفِ ميتا بذلك، بل أطلقت نظارات Ray-Ban الذكية التي حققت نجاحًا فاق كل التوقعات، ما دفع الشركة إلى إعادة هيكلة قسم XR للتركيز على تطوير أجهزة قابلة للارتداء من هذا النوع.
اللافت أن نظارات Ray-Ban الذكية لا تحتوي حتى على شاشة عرض، بل تعتمد على مكبرات صوت وميكروفون وكاميرا فقط ، ورغم ذلك، لاقت إعجابًا واسعًا من المستخدمين.
ومع دمج تقنية Meta AI، أصبحت النظارات أداة تقنية متطورة بحق. وتخطط ميتا الآن لإطلاق نسخة جديدة من النظارات مزودة بشاشة عرض قبل نهاية العام الجاري.
وبحسب جورمان، كان بإمكان أبل أن تحقق هذا النجاح ذاته، لكنها أهدرت الفرصة بسبب تأخرها في التنسيق الداخلي واتخاذ القرار. وأكد أن أبل كانت تدرس منذ فترة إطلاق منتج منافس لنظارات Ray-Ban، إلا أن التردد الطويل جعلها تخسر الصدارة لصالح ميتا.
ورغم إطلاق أبل نظارة Vision Pro للواقع المختلط، والتي تُعد منتجًا فخمًا، إلا أن المبيعات جاءت أقل من التوقعات.
ومع ذلك، أبل لم تتراجع عن طموحاتها في مجال XR، إذ تخطط في النهاية لتقديم نظارات واقع معزز حقيقية مدعومة بالذكاء الاصطناعي منتج شبيه بمشروع Meta Orion المستقبلي ، يمكن أن يكون بديلاً للهاتف الذكي.
مشكلات أبل مع الذكاء الاصطناعي تعرقل التقدمومما يزيد الأمور تعقيدًا أن مبادرة "Apple Intelligence" لا تزال تعاني من مشاكل جوهرية، متأخرة كثيرًا عن منافسين مثل "Gemini" من جوجل و"ChatGPT" من OpenAI.
وبالتالي، لن تتمكن أبل من إطلاق نظارات ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي قبل إصلاح منظومة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
وختم جورمان تحليله بجملة لاذعة قائلاً:"أبل أضاعت الفرصة لصالح شركة شبكات اجتماعية"،في إشارة مباشرة إلى ميتا، مضيفًا أن هذا الإخفاق كان يمكن تفاديه لو كانت جهود أبل أكثر تنسيقًا وجرأة.