مشاهير الحداثة الأميركية في معرض «مذكرات سفر»
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
محمد نجيم (الرباط)
أخبار ذات صلةضمن فعالياته الفنية، افتتح بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، معرض «مذكرات سفر» الذي يقدم لزواره بعض الأعمال الفنية لأربعة من مشاهير الحداثة المعاصرة في مدينة نيويورك الأميركية.
هؤلاء الأربعة يتقاسمون رؤية فنية واحدة للتعبير عن المشهد الفني الأميركي وفلسفته خلال عقود مضت، هؤلاء الأربعة هم: هيلين ماردن، وبريس ماردن، وفرانشيسكو كليمنتي، وجوليان شنابل. ولوحات هؤلاء تُعرض لأول مرة بالمغرب بعد عرضها في عدد من دول العالم. في كلمته الافتتاحية، قال الفنان مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف «إن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يستضيف هذا المعرض الاستثنائي لأول مرة في المغرب، والذي يجمع بين أربع شخصيات رئيسة في المشهد الفني المعاصر في نيويورك، وإن هؤلاء الفنانين لديهم خلفية غنية، بالنظر لأنهم عاصروا بعض المشاهير والنجوم من قبيل: بوب ديلان، وأورنيت كولمان، وأندي وارهول، وألين جينسبيرج، وغيرهم من الفنانين، مما خلق ذلك التنوع في التأثيرات، وهو ما نراه في إبداعاتهم المشبعة برؤية فريدة وحساسية عميقة، بحيث استكشفوا مسارات جديدة، ودفعوا حدود التعبير، كما ساعدوا في إعادة تعريف المشهد الفني الأميركي المعاصر».
حوار ثري
الأعمال المعروضة، تكشف عن الإلهام المختلف المستمد من رحلاتهم، وهم يحتفلون معاً بالفن باعتباره استكشافاً لا نهاية له للإبداع، من خلال اتصال مشترك يعزز حواراً ثرياً. وفي هذا المعرض يقف الزائر متأملاً لوحات هؤلاء، منهم الفنان فرانشيسكو كليمنتي، التي استلهمها من سنواته التي قضاها في الهند. وتجمع لغته البصرية بين شعارات ورموز التقاليد الصوفية من الشرق والغرب، وقد عزز عمل كليمنتي العودة إلى الرسم قبل نصف قرن عندما تم الإعلان عن موت الرسم. وبعد انتقاله إلى نيويورك في ثمانينيات القرن العشرين كان كليمنتي رائداً بين مشاهير جيله، مع أسلوب حياته التي يطبعها الزهد، ليقدم صورة الفنان المنخرط عالمياً من خلال استكشاف الهوية والروحانية والأساطير في أعماله، إن لوحات كليمنتي، كما ورد في كتيب المعرض، غنية بالرموز والدلالات والأيقونات المستوحاة من رحلاته العديدة إلى أفغانستان والصين والبرازيل وشمال أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي. ويمزج برايس ماردن الخبير في الإيماءات والخط واللون بين التعبيرية والتجريدية وإيماءة الخط في أعماله، وهو يجرب تقنيات مختلفة مستمدة من رحلاته العديدة.
التعبيرية المجردة
أما هيلين ماردن فنراها تستمد إلهامها من الطبيعة والعناصر العضوية مثل الصدف والريش لإبداع أشكال وتحف فنية تمزج فيها مجموعة من الألوان النابضة بالحياة التي تشير إلى نمط عيشها ورحلاتها، مما يبت بعداً جديداً في التعبيرية المجردة، أما جوليان شنابل، فهو فنان متعدد الأوجه بأسلوبه الجريء واستخدامه للمواد المتنوعة، بما في ذلك الألواح المكسورة، وغير هذا من المواد كلغة جمالية لإيصال خطابه الذي يستمده من عيش الإنسان المعاصر في المدن الكبرى ومن الحياة اليومية التي يغلب عليها طابع الاستهلاك والاغتراب.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
لطيفة بنت محمد تفتتح معرض ومؤتمر «ديهاد 2025»
دبي (الاتحاد)
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، افتتحت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، فعاليات الدورة الحادية والعشرين من معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد 2025»، الذي يعقد لمدة ثلاثة أيام في مركز دبي التجاري العالمي، ويجمع كبار صناع القرار من المنظمات غير الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة، والمؤسسات الخيرية، والهيئات الحكومية، إضافة إلى مزودي خدمات الإغاثة والتعليم وإعادة الإعمار من القطاع الخاص؛ بهدف معالجة احتياجات الشعوب والدول المتأثرة بالأزمات والكوارث الطبيعية، وذلك تحت عنوان «التنمية والمساعدات الإنسانية في عالم تسوده الانقسامات».
وعقب الافتتاح، قامت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، بجولة في المعرض، بحضور عدد من السفراء ورؤساء الوفود المشاركة وممثلي المنظمات الدولية.
وقال السفير الدكتور عبدالسلام المدني، رئيس منظمة «ديهاد» الإنسانية المستدامة ورئيس «ديساب»، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط لدى دول مجلس التعاون الخليجي: «يواصل (ديهاد) ترسيخ مكانته منصة عالمية رائدة للحوار والتعاون والعمل الإنساني في عالم تزداد فيه الانقسامات والأزمات، حيث يجب أن تكون جهودنا مدفوعة بمبادئ الوحدة والابتكار والاستدامة، فالشراكات التي تتخطى الحدود والقطاعات هي الوحيدة القادرة على تقديم حلول إنسانية فعالة ومستدامة».
وأضاف: «يعبر معرض ومؤتمر ديهاد عن الالتزام الثابت لقيادتنا الرشيدة بتجسيد رسالة دولة الإمارات الإنسانية وهويتها وقيمها في العالم عبر مبادراتها التي تمتد من العمل الخيري والإغاثي إلى دعم المناطق المتضررة وتحسين حياة المجتمعات الأكثر احتياجاً». وأكد أن «ديهاد» يواصل التزامه بجمع الأطراف الفاعلة من الحكومات والمنظمات الدولية وقادة القطاع الخاص والمجتمع المدني، من أجل ابتكار استراتيجيات عملية قابلة للتنفيذ تلبي الاحتياجات الإنسانية العاجلة للمجتمعات المتضررة.
منصة عالمية
في كلمته خلال افتتاح الحدث، قال أحمد درويش المهيري، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي: «يمثل (ديهاد) منصة عالمية تجمع نخبة من صناع القرار والمنظمات الإنسانية والخبراء من مختلف أنحاء العالم، لتعزيز التعاون الإنساني المشترك والبحث عن حلول واقعية للتحديات التي تواجه المجتمعات المتضررة. كما أن انعقاد المؤتمر في دبي، مدينة التسامح والإنسانية، يعكس رؤية قيادتنا الرشيدة في ترسيخ قيم العطاء، وإبراز الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم الجهود الإنسانية والتنموية على الصعيدين الإقليمي والعالمي». وأضاف: «لقد أرسى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، دعائم العمل الإنساني والتنموي في الدولة، واستمرت مسيرة العطاء في ظل القيادة الرشيدة مما جعل الإمارات منارة للخير والسلام».
جائزة أفضل شخصية دولية
خلال حفل الافتتاح، تم منح جائزة أفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2025 إلى كيت فوربس، رئيسة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ وذلك تقديراً لجهودها المتميزة ومساهماتها البارزة في دعم الجهود الإنسانية ودفع مبادرات الإغاثة حول العالم، وتعد الجائزة من الجوائز الرفيعة في مجال الإغاثة الإنسانية العالمية، حيث تمنح من قبل المجلس الاستشاري العلمي العالمي لديهاد «ديساب»؛ تقديراً للشخصيات والقيادات العالمية التي تؤدي دوراً بارزاً في دعم المحتاجين، وتعزيز الجهود الإنسانية حول العالم.
وفي هذه المناسبة، قالت كيت فوربس: «نجتمع هذا العام لمواجهة تحديات عالمية ملحة ومعقدة، ونحتفي أيضاً بالذكرى الستين للمبادئ الأساسية لحركتنا الإنسانية. إذ إن هذه المبادئ ليست ثابتة، بل تطورت مع مرور الوقت لتوجهنا في التعامل مع المستجدات العالمية، حيث إن المبادئ الإنسانية تتطلب أكثر من مجرد تأكيد نظري، وبحاجة إلى تحرك عملي للحفاظ عليها».
سويسرا ضيف الشرف
بدورها، أعربت السفيرة باتريشيا دانزي، المدير العام للوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، عن اعتزازها بمشاركة سويسرا كضيف شرف دورة «ديهاد 2025»، قائلة: «يشرفنا أن تكون سويسرا ضيف الشرف لهذا الحدث الإنساني العالمي الذي يشكل منصة تجمع قادة العالم والعاملين في المجال الإنساني لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة. إن التعاون الدولي والعمل المحلي عنصران لا بديل عنهما لمعالجة هذه التحديات. وستظل المجتمعات الأكثر هشاشة محور تركيزنا الأساسي عندما نبحث عن حلول مستقبلية»، وأضافت: «تتمتع سويسرا بإرث إنساني عريق، وتواصل التزامها بإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة بالتعاون مع شركائها حول العالم».
أجندة «ديهاد 2044»
خلال الافتتاح، أعلن المهندس خالد العطار، المدير العام لمنظمة ديهاد الإنسانية المستدامة، عن إطلاق «أجندة ديهاد 2044»، التي تقوم على خمس ركائز استراتيجية، تتمثل في الاستدامة والتمكين والشراكة والتعليم والابتكار. وقال: «تعزز أجندة (ديهاد 2044) التزامنا برسم مستقبل العمل الإنساني والتنمية والإغاثة للأعوام العشرين المقبلة، كما ترسخ مكانة (ديهاد) كأكبر حدث سنوي في هذا المجال، حيث سيجمع أكثر من 500.000 من العاملين في الشأن الإنساني من أكثر من 190 دولة بحلول عام 2044». وأضاف: «لقد أصبح (ديهاد) مركزاً عالمياً للتعاون والشراكات، حيث نعمل على تعزيز التعاون عبر الحدود والقطاعات المختلفة. ويتم تنفيذ نحو 50% من مبادراتنا بالتعاون مع الفاعلين المحليين، ما يعكس التزامنا بمبدأ التوطين وتمكين المجتمعات». ومن المتوقع أن يستقطب «ديهاد 2025» أكثر من 18.000 مشارك وزائر من 160 دولة خلال أيامه الثلاثة، بمشاركة أكثر من 1.063 منظمة معنية بالشأن الإنساني، و138 من وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية، بالإضافة إلى 131 متحدثاً من كبار الخبراء في المجال الإنساني. كما يطرح المؤتمر موضوعات حيوية عبر 64 جلسة رئيسية و197 ورشة عمل متخصصة.
وتُعقد فعاليات معرض ومؤتمر «ديهاد» بالتوازي مع فعاليات الدورة الـ16 من المؤتمر والمعرض الدولي لإدارة الكوارث والطوارئ - IECM 2025، الذي يشكل منصة لعرض أحدث المعدات والخدمات الخاصة بإدارة الأزمات أمام جمهور متخصص. ويشهد معرض ومؤتمر «ديهاد» إطلاق منصتين أساسيتين هما منصة «ديهاد» للحكومات التي تجمع قادة الحكومات وصناع السياسات لرسم مستقبل الدبلوماسية الإنسانية. ومنصة «ديهاد» للشراكات التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين المنظمات الإنسانية والحكومات والمؤسسات الخيرية ومزودي الخدمات لتحقيق تأثير ملموس ومستدام. وتضمنت فعاليات اليوم الأول أيضاً عقد اجتماع الطاولة المستديرة رفيع المستوى الذي استضافته منظمة «ديهاد» الإنسانية المستدامة ووكالة الإمارات للمساعدات الدولية، بحضور مسؤولين كبار وخبراء إنسانيين لبحث تعزيز التعاون الدولي، واستكشاف حلول مبتكرة لدعم المناطق المتأثرة بالأزمات. كما عقد اجتماع مجلس شباب الإمارات للعمل الإنساني تحت شعار «الشباب الإماراتي ودورهم في العمل التطوعي الإنساني خلال الأزمات»، حيث تم تسليط الضوء على دور الشباب الإماراتي في جهود الإغاثة والاستجابة للأزمات.
يذكر أن معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد» حدث سنوي تنظمه «إندكس» لتنظيم المؤتمرات والمعارض -عضو في «إندكس القابضة»، ويأتي بدعم من وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، والأمم المتحدة، ومؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومجلس دبي لمستقبل العمل الإنساني، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ودبي الإنسانية، ويحظى برعاية مؤسسة «دي بي ورلد» الخيرية، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وجمعية دبي الخيرية، وخدمات «أمازون ويب» (AWS)، وهيئة الإغاثة الإنسانية التركية - IHH، ومؤسسة الخير.