استراتيجيات الردع البحري الأمريكي تتساقط أمام اليمن: أفول عصر “حاملات الطائرات”
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعدَ تسعةِ أشهرٍ من محاولةِ وقفِ العملياتِ البحرية اليمنية المسانِدةِ لغزةَ، أجبَرَ الفشلُ الأمريكي الواضحُ والمعلَنُ في تحقيق ذلك الهدفِ الولاياتِ المتحدةَ على تغيير نظرتِها تجاه استراتيجيتها البحرية.
والاعتراف بالعجز عن “الردع” الذي لطالما حاولت أن تجعلَه عنوانًا رئيسيًّا لانتشار قِطَعِها العسكرية البحرية، بما في ذلك حاملات الطائرات؛ فبعد تمكّن القوات المسلحة من طرد الحاملة “آيزنهاور” من البحر الأحمر، وعدم جرأة بديلتها “روزفلت” على الاقتراب من منطقة العمليات اليمنية، بدأ قادةُ حاملة الطائرات البديلة الثانية (لينكولن) بالاعتراف مسبقًا بأنهم سيواجهون مهمةً طويلةً وشاقة، وذلك على وَقْعِ اعترافات قائد الأسطول الخامس بأن الحل العسكري غير ممكن، في الوقت الذي تواصل فيه وسائل إعلام أمريكية التأكيد على أن عصر حاملات الطائرات والتفوق التكنولوجي الغربي قد ولَّى.
وفي تقرير نشرته هذا الأسبوع حولَ قدوم حاملة الطائرات (أبراهام لينكولن) إلى المنطقة لاستبدال (روزفلت)؛ مِن أجلِ مواجهة العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة، نقلت وكالة “بلومبرغ” عن قائد الحاملة الجديدة، الكابتن بيتر ريبي، قوله: إنه “يجب إعدادُ الطاقم ذهنيًّا” وذلك بعد أن حرص على تذكير جنوده بأن “البيئة التي سيواجهونا” هي بيئةُ اشتباك.
ونقلت الوكالة عن الكابتن جيري تريتز، قائدِ الجناح الجوي على متن (لينكولن) قوله: “من المحتمل أن تكونَ هذه مهمة طويلة الأمد”، وهو ما يعبِّرُ بوضوحٍ عن إحباط مسبق وسقوط لصورة “الردع” التي لطالما حاولت البحريةُ الأمريكية أن تجعلَها ملازمةً لانتشار حاملات الطائرات في أي مكان في العالم.
السقفُ المنخفضُ لتطلعات قادة حاملة الطائرات الجديدة يأتي على وقع اعترافات قائد الأسطول الأمريكي الخامس، قبل أَيَّـام، بأنه لا يمكنُ تطبيقُ “سياسة الردع الكلاسيكية” في اليمن، وتأكيدِه على أن مهمةَ البحريةِ أصبحت تتعلَّقُ فقط بالحفاظ على مساحةٍ لصُنَّاعِ القرار السياسي؛ للتوصل إلى حَـلٍّ “دبلوماسي” حسب تعبيره.
وقد أوضحت “بلومبرغ” في تقريرها أن هناك انتقاداتٍ ترى أن عمليات البحرية الأمريكية -بما في ذلك نشر حاملات الطائرات- لا تفعل الكثير “بل إنها محفوفةٌ بالمخاطر، فقد استُهدِف الجيشُ الأمريكي من قبلُ في المنطقة، ومن الممكن أن يؤدِّيَ إرسالُ الأُصُولِ العسكرية الأمريكية إلى جَـــرِّ الولايات المتحدة إلى صراع إقليمي أوسعَ نطاقًا” بحسب الوكالة.
ونقل التقرير عن فان جاكسون، عضو هيئة التدريس في العلاقات الدولية بجامعة فيكتوريا في ويلينغتون بنيوزيلندا قوله: “نحن نعرِّضُ القواتِ الأمريكيةَ لأذىً جسديٍّ دون سبب وجيه، ونشر حاملة الطائرات على وجه الخصوص يمثل مشكلة فريدة من نوعها” مؤكّـداً أن: “الاستخدامَ المعتادَ للقوة في الشرق الأوسط لم يجلِبْ للولايات المتحدة أيَّةَ فائدة”.
وفي ظل هذه الاعترافات الواضحة والمتتالية بفشلِ استراتيجيات الردع البحرية التي لطالما تفاخرت بها الولايات المتحدة، أصبحت وسائل الإعلام الأمريكية تكتظُّ بالتناولات والتحليلات التي تؤكّـدُ أن عصرَ الهيمنة الأمريكية والغربية على مستوى القوة البحرية والتقنيات العسكرية قد انتهى، وأن معركة البحر الأحمر قد شكَّلت نقطةَ تحول تأريخية نحو نهاية هذا العصر.
وفي هذا السياق، نشرت مجلة “جاكوبين” الأمريكية، الاثنين، تقريرًا ذكرت فيه أن “شركات الدفاع الغربية العملاقة تتباهى بالتكنولوجيا المتطورة، لكن أنظمتها المتطورة غالبًا ما تفشلُ في الحرب غير المتكافئة، بَدْءًا من أنظمة الدفاع الصاروخي المعيبة إلى حاملات الطائرات باهظة الثمن” مستشهدةً على ذلك بما حدث في البحر الأحمر عندما حاولت الولاياتُ المتحدةُ والغربُ مواجهةَ عمليات الإسناد اليمنية بالقوة والتهديدات، لتكونَ النتيجةُ أنه “بعد ثمانية أشهر من أعنف المعارك البحرية التي شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، انكشف التهويلُ الأمريكي الفارغُ بشكلٍ أكثرَ وضوحًا مما كانت الولايات المتحدة تنوي”، حَيثُ “انسحبت حاملةُ الطائرات (ايزنهاور) بما تمثِّلُه من رمز بارز للقوة الأمريكية الصلبة” واتضح أن “وجود هذه القوة النارية الساحقة لم يفعل شيئًا” لمنع اليمنيين من مواصلة عملياتهم البحرية، بحسب المجلة.
وأشَارَت المجلة إلى أن “هذا الموقِفَ أظهر أن نشرَ أقوى بحرية في التاريخ كان أكثرَ تكلفة -من الناحية المالية البحتة- على الولايات المتحدة، من التكلفة التي قد يتحملها خصومُها” ذلك أن “الطائرات بدون طيار الرخيصة التي تحمل حمولة كافية تحتاج إلى التهرب من دفاعات حاملة الطائرات وضرب هدفها مرة واحدة، في حين أن أنظمة الدفاع الدولارية يجب أن تكونَ ناجحةً في كُـلّ مرة، وبمقارنة تكلفة صاروخ اعتراضي (تتراوحُ من مليونَـــي دولار كحد أدنى إلى 28 مليون دولار لكل منها) بتكلفة طائرة بدون طيار (تتراوح بين 20 ألفَ دولار إلى 50 ألف دولار)، فَــإنَّ هذا رهان خاسر على الأمد البعيد”.
وأكّـدت المجلة أن “انتشارَ الأسلحة الرخيصة والفعّالة من حَيثُ التكلفة بين خصوم الغرب غير المتكافئين قد أَدَّى إلى إضعافِ قوة أنظمة الأسلحة التقليدية بشكلٍ كبير”.
وذهبت مجلةُ “ناشيونال انترست” الأمريكية إلى أبعدَ من ذلكَ، مؤكِّـدةً أن “عصرَ حاملة الطائرات قد ينتهي بكارثة للبحرية الأمريكية” إذَا واصلت الاعتمادَ عليها كمحور رئيسي لاستراتيجيتها البحرية، مشيرة على أن “هذا التكتيك خدم الولايات المتحد بشكل جيد منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن في البيئة العالمية المعادية بشكل متزايد اليوم، قد يشكل هذا الاعتماد عبئًا استراتيجيًّا”.
وفسَّرت المجلةُ ذلك بأن الولايات المتحدة اليوم لم تعد تقفُ بلا منافسة على ميدان الصراع البحري فقد طوَّر “منافسوها” وخصومُها الكثيرَ من الاستراتيجيات والأسلحة “الفعَّالة” لمواجهة حاملات الطائرات، مشيرة إلى أن نشرَ هذه الحاملات أصبح في الأصل خطوةً يمكنُ التنبُّؤُ بها في أية مواجهة تخوضُها الولاياتُ المتحدة، وبالتالي فهي خطوة يمكن الاستعداد لها، وهذه القابلية للتنبؤ “تفرض حاجة متزايدة لإعادة النظر في الاستراتيجية البحرية الأمريكية لتجنب الخسائر الكارثية في أي صراع مستقبلي محتمل” حسب المجلة.
ورأت “ناشيونال إنترست” أن “ما تحتاج إليه الولايات المتحدة اليوم هو إعادة النظر بشكل كامل في الطريقة التي تخوض بها حروبَها وتنتصرُ فيها، ذلك أن الولايات المتحدة لم تتكيَّفْ بشكل جيد مع البيئة منذ نهاية الحرب الباردة، والواقع أن الطريقة التي تشتري بها الأسلحة والمعدات وتضع الخطط للحروب أصبحت عتيقة الطراز بكل بساطة، وفي كثير من الأحيان، فَــإنَّ الاعتبارات السياسية ورغبات شركات المقاولات الدفاعية المموّلة جيِّدًا والتي تسعى إلى تعزيز أرباحها (على حساب دافعي الضرائب) أصبحت هي التي تحدِّدُ هي المهمات”.
واعتبر التقريرُ أن ما وصفه بـ “هوس الولايات المتحدة بحاملات الطائرات واعتبارها أكثرَ من مُجَـرّد مِنصة أسلحة، بل رمزًا ثقافيًّا، يجعلها سلاحًا سيئًا لا يمكن الاعتماد عليه”.
وَأَضَـافَ أنه “بطريقة أَو بأُخرى، وبفضل ظهور الأسلحة الأسرع من الصوت والصواريخ المضادة للسفن، فَــإنَّ حاملات الطائرات الأمريكية لن تكونَ فعالة”.
ولا تعكسُ هذه التناولاتُ تحليلاتٍ استباقيةً لمستقبل صراعات الولايات المتحدة فحسب، بل تترجمُ بوضوحٍ الواقعَ الحاليَ والمعترَفَ به لفشل استراتيجيات الردع البحرية الأمريكية، وهو الفشل الذي ربما لم يكن قد ظهر بهذا الوضوح قبل معركة البحر الأحمر التي كسرت صورةً وهميةً اعتمدت عليها الولاياتُ المتحدةُ لعقود.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة حاملات الطائرات حاملة الطائرات البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
بعد هروب حاملة الطائرات لينكولن.. لمن البحر العربي اليوم؟
جاءت حاملة الطائرات آيزنهاور ترافقها قطع حربية أمريكية وغربية متعددة مصحوبة بهالة إعلامية طالما استخدمتها واشنطن ضد خصومها، والمؤلم أن حلفاءها في المنطقة روّجوا وهلّلوا للوجود العسكري الأمريكي أكثر من البيت الأبيض ومتحدثه والبنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية.
جاءت واشنطن ومعها فخر أسلحتها الاستراتيجية ومقدمة بحريتها النارية محاولة عسكرة البحر الأحمر، ومتخذة من إسناد اليمن لفلسطين ذريعة وأسلوباً للتغرير بمجتمعها ومجتمع المحيط العربي ولتنفيذ هدفها المتمثل بالدفاع عن الصهيونية العالمية.
جاءت واشنطن وهي تنوي ارتكاب خطأ استراتيجي لا يقل عن الخطأ الذي ارتكبه نتنياهو ومتطرفو الكيان، وحشدت ليس الرأي العام فحسب بل أدواتها في المنطقة والعالم، وكان أن تعثرت سريعاً في أول مهماتها العدوانية.
لقد انتهج اليمن مدرسة عسكرية خاصة في التعامل والتعاطي مع الأساطيل الأمريكية ومع الوضع العسكري الداخلي بكل تشعباته، هذه المدرسة هي التي دفعت بواشنطن إلى تخصيص مراكز أبحاث خاصة ووحدات في أجهزة استخباراتها تسلط الضوء على اليمن، وتفعّل كل مقدراتها للنيل من البلد الجغرافي الحساس والمهم اليمن العنيد المفعم بالخبرة العسكرية الشجاعة.
لقد بدأ اليمن مدرسته العسكرية بالعنف العسكري، إن صح التعبير، ومنذ الوهلة الأولى لم يتدرج في طريقته الدفاعية وهو يعلم أن هذه الحرب قد تطول وقد تكون حرب استنزاف طويلة الأمد، لكنه لم يغرق في هذه الحسابات بل أخرج ما لديه من قدرات وصفع بها واشنطن، وبعد كل صفعة على خد العدو كان الجيش اليمني يرسل رسائل النار إلى الأدوات في المنطقة والداخل والكيان المجرم، أن أي إشغال أو حرب ضد اليمن لا يمكن أن تحرفه عن استهداف العمق الإسرائيلي ولو كان بحجم أمريكا وأساطيلها.
نعم، أثبت اليمن لعدوّه قبل صديقه أن لديه مدرسته العسكرية الخاصة التي ينطلق منها، فبدلاً من حرب استنزاف طويلة والغرق في الحسابات، كانت الضربات الكبرى في بداية المعركة البحرية، وكان الاستهداف لأمريكا في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن وباب المندب مستمراً ومتنامياً وبدقة صدمت العدو ودفعته إلى الهروب والعودة إلى مرابض حاملاته.
إن أسلوب الزخم العسكري اليمني أثبت فاعليته في حرب الطوفان، فهربت “آيزنهاور” وعين الصين وروسيا ترقبانها، فضلاً عن عين اليمن التي لم تغفُ دقيقة واحدة في رصدها واستهدافها وإشغالها، وهذا ما جعل طاقم حاملة الطائرات “آيزنهاور” يقول إن الزخم العسكري اليمني نوعي ومخيف ومتقدم.
ولأن اليمن يرى أن كل الخطوط الحمر قد تم نسفها من قبل العدو في فلسطين، ودمر كل جسر يمكن البناء عليه، ولم يتبق على جسد بايدن أي شيء لستره، بل خلع كل الأقنعة وكل الأزياء التي كانت أمريكا طيلة تاريخها تحاول إظهارها أنها بلد الحريات والإنصاف وبلد الإنسان بكل ألوانه وأشكاله، كان لا بد من الرد بالمثل فكانت مدرسة اليمن العسكرية هي الدقيقة والقوية والفعالة في مواجهة الغطرسة الأمريكية في المنطقة، بل يمكن البناء على أن مدرسة اليمن العسكرية هزمت ما يسمى بتحالف الازدهار، وهزمت أيضاً معه الكيان وأسقطت بعض المشاريع التي كان العدو يخطط للقيام بها اليوم أو يخطط لتنفيذها مستقبلاً.
لقد أسقطت هذه المدرسة والزخم العسكري النوعي والدقيق مشروع واشنطن العسكري، ودفعت بواشنطن الى إعادة التجربة من خلال إرسال حاملة طائرات جديدة حملت اسم “إبراهام لينكولن”، والتي أتت بعد هروب رفيقتها “آيزنهاور” ولكنها تمركزت هذه المرة في البحر العربي، بعيداً إلى حد ما عن حدود اليمن البحرية.
مع ذلك، اعتقد العدو أن تمركز حاملة طائراته في البحر العربي سينقذها من زخم صواريخ اليمن وطائراته المسيرة، وقام الأسطول الأمريكي بتنفيذ عدة عمليات في العمق اليمني، دفع إلى التعامل معه عسكرياً فكانت الضربات المتتالية.
والمذهل في المعركة البحرية الطاحنة، أن العدو درس أسلوب اليمن العسكري، وكشف نوع الأسلحة المستخدمة ضد أساطيله ودرس التوقيت والدقة والمدى والأسلوب والقرار، ونقل كل المعطيات بعد هروبه ومغادرته إلى الأسطول الجديد “إبراهام” ومع كل ذلك، كان الفشل الصادم هو ما حدث.
فبعد العدوان المستمر على اليمن من قبل الطائرات الأمريكية والبريطانية، قرر اليمن إعادة التعامل بمدرسته العسكرية الخاصة، زخم عسكري مصحوب بنوعية الضربات ودقتها، فجهز صواريخه وطائراته وأسلحته التي لم تستطع الأقمار الصناعية ولا الاستخبارات الأمريكية اكتشافها وتحييدها ورصد تموضع الأسطول الأمريكي في البحرين الأحمر والعربي، واكتشف مخططاً لاستهداف اليمن بشكل واسع وغير مسبوق فقام بعملية نوعية أقل ما توصف بأنها ملحمة عسكرية عاشها العدو وأدرك خطورة هذا البلد وشعبه وقائده.
لقد أطلقت حاملة الطائرات الأمريكية “أبراهام” أسراباً من الطائرات الحربية للقيام بهجوم واسع يستهدف عدة محافظات يمنية فقام الجيش اليمني بعملية استباقية متصدياً للطائرات الأمريكية، واستقبلت “أبراهام” ما يقرب من 29 صاروخاً باليستياً وبحرياً وطائرة مسيرة، في عملية مرهقة ومعقدة وغير مسبوقة ضد القوات الموجودة فوق هذا الأسطول، توزعت مصادر النيران لهذه العملية وفقاً للتخطيط الزمني السريع الذي اتخذه الجيش اليمني وبنى عليه وانطلق من خلاله، لتستمر المناورة العسكرية مع هذا الأسطول ما يقرب من ثماني ساعات متتالية، وفقاً للمتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، وهذا ما دفع بحاملة الطائرات إلى التراجع والهروب.
هذه العملية شكلت صدمة لقيادة الأسطول العسكري، ودفعت به إلى إعادة حساباته العسكرية ومعها إعادة حاملة الطائرات “أبراهام” إلى مربضها، وفقاً لما نشره المعهد البحري الأمريكي الذي أكد أن “يو إس إس أبراهام لينكولن” غادرت الشرق الأوسط بعد دخولها منطقة الأسطول السابع الأمريكي تاركة الشرق الأوسط من دون حاملة طائرات للمرة الثانية فقط خلال أكثر من عام، وقد تكشف الأيام المقبلة تفاصيل هزيمة هذه الأساطيل وقوة اليمن العسكرية والشعبية.
وخلاصة لما سبق، يرى خبراء عسكريون أن مدرسة اليمن العسكرية بدأت معركتها بتقديم بعض الأوراق العسكرية الاستراتيجية واستخدامها في الوقت المبكر، ما قد يمثل حلاً وردعاً حقيقياً للعدو وقد تفشل مخططاته، مع دراسة احتمال كل خيارات الحرب والاستعداد لها، وفقاً للتجارب ومعطيات الميدان والتكنولوجيا الحديثة للعدو وللجيش أيضاً.
كما أن استخدام الزخم العسكري في بدايات المعركة، خصوصاً مع عدو لم يعتد على الخسارة، هو أحد الحلول العسكرية وإحدى الخطوات المهمة لمعنويات الجيش والشعب ولمعنويات العدو وأدواته ولقياس نبض الحرب.
لقد نجحت مدرسة اليمن العسكرية في هزيمة الأساطيل الأمريكية، وقد يرى البعض أن الحديث عن انتصار كهذا سابق لأوانه، إلا أن من يعرف الجيش اليمني ويدرس جيداً مسار هذه المعركة يصل إلى نتيجة أن اليمن انتصر فعلاً، وما يزال يملك الكثير والكثير من الخيارات والأساليب العسكرية، خصوصاً أن لغة السلاح هي اللغة التي تعم المنطقة بأسرها ويجب التعامل معها بالمثل، وصنعاء ترى أن تقديرها للخيار العسكري في التعامل مع أمريكا والكيان هو التقدير والطريقة الدقيقة وهو أسلوب ومنهج مصدره مدرسة قرآنية لا بشرية عسكرية خالصة، وهذا أيضاً ما يدركه تماماً البيت الأبيض وعجز عن التعامل معه وإيقافه ويراه اليمن أن أدق منهج يمكن السير عليه دائماً هو منهج ومدرسة: عين على القرآن وعين على الأحداث”.