مقدمة نشرة الـ "أن بي أن"
في ذكرى خراب الهيكل اليهودي المزعوم بنسختيه الاولى والثانية وبأعصاب مشدودة وعنتريات ممجوجة ينتظر كيان الاحتلال الرد على عمليتي الاغتيال في ضاحية بيروت الجنوبية وطهران وسط تسريع حلفاء اسرائيل آليات تقديم الدعم العسكري.
وفي هذا الشأن اعلن البنتاغون ان وزير الدفاع الأميركي (لويد أوستن) امر بإرسال حاملة الطائرات (إبراهام لينكولن) والمجموعة المرافقة لها إلى الشرق الأوسط بالاضافة الى الغواصة "يو إس إس جورجيا" وهي غواصة تعمل بالطاقة النووية ومسلحة بصواريخ كروز.
على الخط التفاوضي تستمر الاتصالات المكثفة استعدادا للجولة الجديدة من المفاوضات بشأن وقف اطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الاسرى المقرر عقدها الخميس المقبل في الدوحة.
وفي اول تعليق لها على بيان الثلاثية طالبت حركة حماس الوسطاء في قطر ومصر بتقديم خطة لتنفيذ ما وافقت عليه الحركة في الثاني من تموز الماضي بدلا من الانخراط في مفاوضات جديدة.
وأوضحت حماس أن مطالبتها تأتي في ضوء ما قابله الاحتلال الإسرائيلي بالرفض واستمرار المجازر بحق الشعب الفلسطيني بعد مرونة وإيجابية قدمتها الحركة من أجل تحقيق أهداف ومصالح الشعب وحقن دمائه ووقف الإبادة الجماعية بحقه وبما يفتح المجال لعملية تبادل للأسرى وإغاثة الشعب وعودة النازحين وإعادة الإعمار.
وفي السياق نقلت صحيفة «هارتس" عن مصدر ديبلوماسي قوله إن «إدارة بايدن وصلت إلى نقطة قد تتهم فيها نتنياهو علنا بالإضرار بالمحادثات بسلوكه.
وبذم واضح لنتنياهو على قاعدة وشهد شاهد من أهله؛ إعتبر وزير الحرب الإسرائيلي يواف غالانت أن إسرائيل هي سبب تأخير إبرام صفقة التبادل والحديث عن انتصار مطلق محض هراء ليرد مكتب بنيامين نتنياهو بالقول؛ كان على غالانت مهاجمة السنوار الذي يرفض إرسال وفد للمفاوضات والذي لا يزال العائق أمام الصفقة.
خلاف بدا واضحا بين رأس الحكومة المتطرفة ووزير حربها؛ ودلالاته الواضحة هي عدم قدرة الإحتلال على تحقيق أي تقدم ملموس في معركة يقترب عمرها من إتمام عام كامل؛ اضافة للإرباك الحاصل في الاراضي المحتلة بإنتظار رد حتمي على اغتيالات العدو في طهران والضاحية وهي خلافات ليس جديدة في حكومة كل طرف فيها يحمل الاخر مسؤولية الإخفاق في الحرب.
ربطا بالميدان اللبناني اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري أن الرد الذي تنتظره إسرائيل منذ ايام هو حتمي وقال: “الرد أو الانتقام طبق يؤكل باردا”.
وفي الشأن الداخلي أكد الرئيس بري أنه يفصل ملف الانتخابات الرئاسية عن الحرب مبديا استعداده التام للدعوة إلى الحوار أو التشاور فورا اذا كان المعنيون جاهزين للتجاوب مع هذه الدعوة على قاعدة "حوار فرئاسة”.
كما أبدى رئيس المجلس خشيته من أن هناك من يرفض التجاوب مع مبادرته في انتظار تبلور كيف ستنتهي الحرب لافتا إلى أن البعض يضيع وقته والفرص إذا كان يعول على أن تفضي المعركة الحالية إلى إضعاف حزب الله وحركة أمل.
مقدمة نشرة أخبار الـ "أم تي في"
هل هي مجرد صدفة أن يستقيل محمد جواد ظريف من منصبه بينما تقرع طبول الحرب في المنطقة؟ وهل يأتي تنحيه كدليل على أن هناك من يريد اشعال النيران لا تبريد النفوس والمدافع؟
فظريف الذي كان أحد مهندسي الاتفاق النووي، رجل تسويات لا حروب، وخروجه من المشهد حصل في الوقت الذي تنشط الحركة الديبلوماسية للحؤول دون تدهور الأوضاع في المنطقة واتساع رقعة الحرب.
هذا التطور يأتي بينما تتجه الأنظار الى قطر، التي ستستضيف الخميس "اجتماعات الفرصة الأخيرة" لعقلنة أطراف النزاع وتجنيب المنطقة حمام دم جديد.
في مقلب حزب الله، لا تفاؤل بنتائج المفاوضات، وفق ما كشفه قريبون منه للMTV، وقد أكدوا أن الحزب لن يقبل مع حلفائه في المحور بوقف لاطلاق النار وفق شروط نتنياهو وأهدافه. وبالتالي، رد ايران وحزب الله وفق هذه الأوساط "ماشي"، أما التأخير فمرتبط بالظروف الميدانية لا المفاوضات.
هذه التطورات تحدث، بينما الحكومة تسابق الوقت في بحثها عن سبل تمويل خطة الطوارىء التي أعدتها، إذا ما احتاجت إليها في حال انتصار لغة الحرب على اللغة الديبلوماسية.
مقدمة نشرة أخبار قناة "المنار"
وشهد شاهد من اهلهم، فمزق كل استارهم، وفضح كل ادعاءاتهم ..فالحديث عن انتصار مطلق ثرثرة وهراء بحسب وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت، وتل ابيب هي سبب تأخير صفقة اعادة المختطفين كما قال...
انها اقسى الصفعات لحكومة بنيامين نتنياهو حتى الآن، من وزير يفترض انه يقود جيشهم للحروب التي تقرع طبولها حكومة المجانين والسفاحين. وان كان غالانت احد هؤلاء، وهو المغمسة يداه بدماء اطفال ونساء غزة، لكنه الاعرف باعداد اصابات جيشه من مئات الجنود القتلى واكثر من عشرة آلاف جريح من المعوقين، والاعرف بحقيقة جيشه المنهك والمدمى، ما جعله أعقل المجانين...
ومن الدرس الذي يتلقاه على مدى اشهر عشرة من اسناد المقاومة اللبنانية لغزة، وبعد طول تبجح واعتداد أطل غالانت من جديد على الجبهة الشمالية ليقول انه ضد الحرب على لبنان الآن، واصفا حربا كهذه بالمغامرة...
لقد غمر غالانت رئيس حكومته باعترافاته هذه امام العالم، ما اضطر نتنياهو الى اشعال كل فتائله الاعلامية للرد على هذا التصريح الشديد الانفجار الذي اصاب الجبهة الداخلية الصهيونية موقعا خسائر فادحة في صفوفهم السياسية والعسكرية...
تصريح كذب كل ادعاءات الحكومتين العبرية والاميركية، وأكد من اعلى هرم الجيش الصهيوني انهم هم من يعطلون صفقة وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى – وليس حماس، ما احرج ايضا المتحمسين في هذا العالم – وهم كثر من اقربين وابعدين – للمواقف والادعاءات الصهيونية حول مسار المفاوضات...
وحول مسار المغامرة كما وصفها، فان غالانت ليس متعففا عن سفك الدم اللبناني كما الفلسطيني ولا ناشدا للسلام، لكنه مقتنع من منظاره العسكري بأن توسعة الحرب مكلفة على كيانه وستزيد حراجتهم في الميدان، والجيش العالق في رمال غزة سيفج رأسه بصخر لبنان...
اما خلافات الرؤوس الصهيونية الحامية والتي يجسدها السجال الحاد بين نتانياهو وغالانت فباتت تشكل خطرا استراتيجيا على الكيان بحسب الصحفي الصهيوني آميت سيغال، أما الاخطر بحسب الجنرالات الصهاينة الذين راسلوا قيادتهم فهو انهم يخوضون حربا بلا أفق...
مقدمة نشرة الـ "أو تي في"
على مسافة ثلاثة أيام من 15 آب، الموعد المحدد مبدئيا لاستئناف المفاوضات رسميا بموجب الطرح القطري-التركي-الأميركي، وفي عز تهديدها بتفجير لبنان، إسرائيل تنفجر سياسيا في الداخل، من خلال السجال العنيف الذي اندلع في الساعات الأخيرة بين بنيامين نتنياهو ووزير حربه. ففي تصريح تصعيدي ضد رئيس الوزراء، اعتبر يوآف غالانت ان الكيان العبري هو سبب تأخير إبرام صفقة إعادة المختطفين، مشددا على ان حديث نتنياهو عن انتصار مطلق محض هراء.
وردا على غالانت، اعتبر مكتب نتنياهو أنه عندما يتبنى وزير الدفاع الخطاب المناهض لإسرائيل فإنه يضر بفرص التوصل لصفقة، وكان عليه مهاجمة يحيى السنوار الذي يرفض إرسال وفد للمفاوضات، والذي لا يزال العائق الأكبر. وقال المكتب إن أمام إسرائيل خيارا واحدا هو تحقيق النصر، مشددا على ان توجيهات رئيس الوزراء ملزمة للجميع بمن فيهم غالانت.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أضاف شروطا جديدة لمفاوضات صفقة التبادل مع المقاومة الفلسطينية، حيث ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهو يطالب بمعرفة أسماء المختطفين الإسرائيليين ال33 الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى من الصفقة، مع حق الاعتراض على الإفراج عن أسماء الأسرى الفلسطينيين الوازنين في هذه المرحلة.
وقالت القناة ال12 الإسرائيلية إن نتنياهو حاول، خلال الأيام القليلة الماضية، أن يستطلع مواقف شركاء حكومته بشأن صفقة تبادل الأسرى، وإن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أبلغه أن الصفقة المطروحة غير مقبولة، وإنه سينسحب من الحكومة في حال إقرارها.
وأشارت القناة إلى أن نتنياهو يأخذ بعين الاعتبار احتمال أن ينسحب بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من الحكومة الحالية. وكانت القناة ال13 الإسرائيلية نقلت عن مسؤول أمني كبير وصفه اجتماع قطر المرتقب، الخميس المقبل، بأنه لقاء الفرصة الأخيرة لإعادة الأسرى أحياء.
وفي جديد المواقف الدولية اليوم، تشديد الخارجية الأميركية على التزام واشنطن بمساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها ووضعها قدرات عسكرية قوية في المنطقة للقيام بذلك، مع التأكيد على المساعي الديبلوماسية لمنع التصعيد في الشرق الأوسط.
وفي غضون ذلك، ناشد المستشار الالماني أولاف شولتس الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، في مكالمة هاتفية، بذل كل ما في وسعه لمنع المزيد من التصعيد العسكري في الشرق الأوسط.
كما عبر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بارولين في اتصال مع الرئيس الايراني، عن قلق الكرسي الرسولي حيال إمكانية التصعيد، مشددا على “ضرورة سلوك درب الحوار والتفاوض والسلام.
مقدمة نشرة أخبار الـ "أل بي سي"
تتجمع في منطقة الشرق الأوسط وحوض البح المتوسط ، أكبر ترسانة عسكرية أميركية وأوروبية، فهل هي للإنخراط في الحرب أم للتهويل بشنها؟
ليست المرة الأولى التي يجري فيها هذا الحشد، فهل هو لمواجهة حرب لا مفر من اندلاعها؟ أم للتحذير من أنها إذا اندلعت ستكون مكلفة جدا على من سيطلق الصاروخ الأول؟
هل تغامر إيران؟ أم تكون طاولة المفاوضات السلم الذي سيستخدمه الجميع للنزول من على سطح التهديدات؟
التعويل على اجتماع الدوحة الخميس المقبل مع بدء العد العكسي لانعقاده، لا يبدو بعض الاطراف معنية به، متفائلا في إمكان أن يحقق ما عجزت عن تحقيقه اجتماعات سابقة، ولكن ما يميزه انه الاجتماع الأول، وعلى رأس حماس يحيى السنوار.
صحيح أن السنوار كانت له الكلمة الفصل حتى حين كان اسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي، لكنه اليوم مسؤول مئة في المئة عن القرار الذي سيتخذه.
ولكن قبل ذلك ، هل ستشارك حماس في اجتماع الدوحة؟ المسؤول الاعلامي للحركة في لبنان لم يشأ، في جواب على سؤال طرحته عليه ال " ال بي سي آي " أن يؤكد إذا كانت الحركة ستحضر أو لا.
في المقابل، يبدو الجانب الإسرائيلي في وضع دقيق.
عن يمين نتنياهو يقف بن غفير الذي يقيد، ولو ظاهرا، مناورات نتنياهو ، فهل هي عملية توزيع أدوار لاستكمال ما بدأته إسرائيل عقب بدء حرب طوفان الأقصى؟
لا تبدو المنطقة في جو صفقة، ليبقى السؤال: إذا انتقلنا إلى الفرضية الثانية، أي حتمية الرد، فما هو حجمه؟ وكيف سترد عليه إسرائيل؟ وهل يكون كما بات يعرف بأنه "تحت السيطرة" ؟ او تفلت الأمور من ضوابطها؟ الخميس لناظره قريب.
مقدمة نشرة أخبار قناة "الجديد"
عن سابق تجربة فتحت الحكومة اللبنانية أدراج حرب تموز واستخرجت خطة معدلة للطوارىء وأجرت عليها تجارب في التخصيب بما يتلاءم وظروف المرحلة واستعدادا على الورق جمعت اللجان المعنية بإدارة الكوارث وقسمت أعداد النازحين المفترضين على كلفة لشهور ثلاثة وحاصل الضرب رصد ملايين الدولارات من تمويل مجهول باقي الهوية على أن تلتئم الحكومة غدا في السرايا على ملفات الضرورة.
والبلد الذي يعيش بلا طاقة اشتعلت فيه خطوط التوتر العالي بين معراب وعين التينة وعلى السلم الموسيقي عينه أعيد عزف سيمفونية الحوار قبل الرئاسة مقابل الرئاسة أولا وبالمعجل المكرر اتهمت القوات اللبنانية محور الممانعة بتعطيل الانتخابات الرئاسية لأنه لا يريد إلا مرشحه الرئاسي لأنه ينتظر نتائج الحرب.
وعلى هذه النغمة أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري عملية فصل ملف الانتخابات الرئاسية عن الحرب بغمزه من أن البعض يرفض التجاوب مع مبادرته في انتظار تبلور كيف ستنتهي الحرب وعلى الأعصاب الإسرائيلية المشدودة قال بري إن الرد حتمي والانتقام طبق يؤكل باردا.
وفي مجريات الساعات القليلة الماضية فقد اندلعت حرب المصادر على كل الجبهات وانطلقت التحليلات من أن الضربة قادمة والرد وشيك وسيسبق محادثات الخميس وبعضهم ذهب إلى تحديد موعدها اليوم ليتبين أن الحرب وقعت فعلا ولكن داخل الحكومة الإسرائيلية.
ففي إحاطة داخل لجنة الشؤون الخارجية والأمن فجر وزير الحرب يوآف غالانت قنبلة بوجه نتنياهو واتهمه بالمباشر بعرقلة الصفقة وإذ وصفه بالثرثار قال غالانت إن حديث نتنياهو عن نصر مطلق محض هراء وأضاف إن الصفقة ستجلب لنا الهدوء في الشمال والجنوب ويجب أن نتعايش مع الأثمان الواجب دفعها ومن واجبنا الأخلاقي إعادة المختطفين حتى لو كانت مقابل إطلاق سراح " قتلة" فلسطينيين بحسب تعبيره.
ومن فوره رد مكتب نتنياهو على غالانت بوصف خطابه بأنه مناهض لإسرائيل ويضر بالتوصل إلى صفقة وذهب نتنياهو في الرد إلى حدود اتهام غالانت بالخيانة وبأنه كان عليه مهاجمة السنوار الذي لا يزال العائق أمام الصفقة. وخروج وزير الحرب عن صمته ليس رأفة بالدم الفلسطيني المراق على مدى أشهر الحرب فهو الآمر الناهي بقرارات قتل المدنيين في غزة وهو من وصفهم بالحيوانات البشرية وحلل ذبحهم وهو مجرم حرب ومطلوب للمحكمة الجنائية .
وأمام هذه السابقة الخطيرة في تاريخ الكيان والتي تظهر حجم التفكك بين المؤسستين السياسية والعسكرية فإن الصورة باتت واضحة أمام الوسطاء في من عطل كل صيغ المفاوضات في المراحل السابقة...
وما على الولايات المتحدة الأميركية التي رفعت نتيناهو على أكف التصفيق بفرعيها الجمهوري والديمقراطيإلا أن تظهر ألاعيبه على الملأ وتضغط عليه باتجاه الموافقة على صفقة تقطع الطريق أمام إدخال المنطقة في أتون الحرب ومفتاح الحل بيد إدارة بايدن وهي التي تمتلك الأدوات لذلك...
ولكنها وعلى خط مواز تدفع بأساطيلها وبوارجها وتسرع بانتقال حاملة الطائرات أبراهام لينكولن وإرسال غواصة الصواريخ الموجهة "يو إس إس جورجيا" إلى منطقة القيادة المركزية وتقسم اليمين الدستورية على حماية إسرائيل وتجعل من نفسها وهي الدولة العظمى خفر سواحل وحارس حدود.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الشرق الأوسط وزیر الحرب
إقرأ أيضاً:
الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
فاطمة غزالي
نعيش في دوحة المبادئ السامية والقيم العليا التي غرستها ثورة ديسمبر المجيدة، لا تزال المنقوشة على جدران الوطن وتحتل أعماق الوجدان السوداني رغم الابتلاء بالحرب فالثورة حاضرة في أذهان الشرفاء والإيمان باستمرارها مسيطر على أفئدة وعقول جيلها من الشابات والشباب الذين قدموا أعظم نماذج التضحيات فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ما بدلوا تبديلا.ديسمبرثورة جيل وثقت شجاعته بنادق القناصة، وسياط الجلادين، وأدوات التعذيب لم يتراجع ظل صامداً كالأجيال السابقة في درب النضال السلمي من أجل الحرية والسلام والعدالة في أكتوبر وأبريل وجميع ثورات التحرر من الظلم والقهر. ثورة ديسمبر المجيدة ليست لحظة عابرة في حياة الشعب السوداني ولن تكون فعل ماضي نتباكى عليه بل هي فعل مستمر تختلف الأساليب والآليات والأدوات مع اختلاف الظروف لأن الالتزام بتحقيق مبادئها عهد قطعته القوى المدنية والسياسية المؤمنة بالسلام والحرية والعدالة. الشاهد جيل ثورة ديسمبر هزم انقلاب 25 أكتوبر2021، وفشل الإنقلابيون في إعادة النظام البائد إلى السلطة بسبب الحراك الثوري والمليونيات التي أكدت تمسك الشعب بالحكم المدني الديمقراطي، ومارس جيل ثورة ديسمبر شعائر ثورته بقداسة السلمية، وهو مؤمن بأنها الطريق إلى الخلاص من طغيان الحركة الإسلامية السودانية التي وظفت المؤسسة العسكرية لمصلحة مشروعها، ونفذت عبرها انقلاب 30 يونيو 1989م، وانقلاب 25 أكتوبر2021م إلا أنها أي الحركة الإسلامية حينما فشلت بعد ألانقلاب الأخير في السيطرة التامة على مقاليد الحكم وإعادة إنتاج مشروعها بتشكيل حكومة إسلاسية كاملة الدسم استحضرت منهجها لأيديولوجي الشيطاني القائم على إراقة الدماء في إدارة صراعاتها مع القُوَى السياسية والشاهد على تنفيذ الشعار استباحة الدماء في سبيل الوصول إلى السلطة بدعوى أنها الحارس لدين الله في الأرض (فليعُد للدين مجده أو تُرق منا الدماء… أو تُرق منهم دماء.أو تُرق كل الدماء). فكرة حرب 15 أبريل 2023 م لم تأت من فراغ بل هي تنفيذ للشعار (أو تُرق كل الدماء) حينما أدرك الإسلاميون أنهم خارج منظومة إدارة السودان بعد تجربة الثلاثين عاماً من الدمار. معلوم لدى الكثيرين أن تراجيديا الحرب الكارثية سيناريو كتبته الحركة إسلامية الخبيثة استخدمت الجيش والدعم السريع لتنفيذه من أجل القضاء على ثورة ديسمبر ووئد أي محاولة للعودة بالبلاد إلى الحكم المدني الديمقراطي وإن كان الثمن إبادة كل الشعب السوداني (أو تُرق كل الدماء) وهي الحقيقة التي يحاول البعض غض البصر عنها (لشيء في نفس يُوسُف).
لا شك في أن قيادات الحركة الإسلامية المدنية والعسكرية التي مسيطرة على القرارات داخل مؤسسة الجيش ولا يريدون السلام لأنه يعني عودة جيل الثورة إلى الميادين من أجل تحقيق شعار ثورة ديسمبر (حرية وسلام وعدالة). الإسلاميون يعلمون أن جبروت الحرب لم يفلح في نزع الثورية من نفوس الثوار أو كسر إرادتهم في التغيير بالرغم من محاولات شق صف لجان المقاومة بالاستنفار واستهداف بعضهم بالاعتقالات واتهامهم بالعمالة. الثوار الشرفاء جددوا عهدهم وتمسكوا بثوريتهم فغيروا مؤشر الحراك الثوري من الميادين والطرقات التي سيطرت عليها القوى العسكرية إلى معسكرات النزوح والتكاياعبر لجان الطواري ووجهوا طاقاتهم وإمكانيتهم لخدمة المدنيين الأبرياء والسعي إلى تلبية احتياجاتهم في معسكرات النزوح ومراكز الإيواء والتكايا بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات العاملة في مجال العمل الإنساني وأهل الخير من أجل اطعام الجِياع وسقاية العطشى وعلاج المرضى… يعملون ليل نهار لإنقاذ أرواح المدنيين الذين أصبحوا بين مطرقة الجيش وسندان الدعم السريع.
شعار (فليعُد للدين مجده أو تُرق منا… أو تُرق منهم دماء… أو تُرق كل الدماء) يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن أهل السودان لن ولم يكونوا بخير وفي أمن و سلام ما لم تُقبر الحركة الإسلامية السودانية لأنها محور الشر، أس وأساس المعاناة، مصدر العذاب والقهر ومنبع العنف والدمار. تجربة قيادات الحركة الإسلامية في الحكم لمدة ثلاثين عاماً قضتها في تصفية الحسابات مع معارضيها من القوى السياسية والمدنية بجانب الفساد السياسي والاقتصادي والأخلاقي والإبادة الجماعية دارفور التي تسببت في ملاحقة الرئيس المخلوع جنائياً عمر البشير عبر المحكمة الجنائية الدولية، ولم تسلم العديد من مناطق السودان من الحروب كل هذه السياسات الديكتاتورية تؤكد أن جُرم الحرب جُرمهم وأن مسؤوليتها الكبرى تقع على قياداتها التي حرضت وتوعدت بالحرب الذي فتح أبواب الحجيم على الكل فكانت الممارسات السادية الإجرامية في التي مورست ومازال تمارس على الأبرياء من قبل طرفي الحرب. فلول النظام البائد يتلذذون بعذاب الشعب الذي يواجه القتل والتشريد والمعاناة في رحلة النزوح واللجوء والرعب في ميدان المعارك حيث تدور وَسْط الأحياء السكنية وفي قلب القرى والمدن والفرقان والكارثة الأعظم هي إغلاق منافذ السلام الذي يتشوق إليه المدنيين من أجل استعادة كرامتهم المسلوبة وطنهم المفقود.المؤسف أن تطلعات الشعب إلى السلام تصطدم بالعقبة الكؤود الذي وضعتها مليشيات الكيزان(كتائب البراء) في طريق السلام بدعوى حرب الكرامة وهي كلمة الحق الذي اريد به باطل. كرامة الشعب هي أن يشعر بالأمن والسلام والاستقرار، كرامة السودانيين ستعود إليهم عندما تتحقق آمالهم التي تعبر عنها كلمات الشاعر طارق الأمين:-
( كل آمالي نا..
السلام يملاها.. يطلع من هنا..
والحمام يتشابى
تقدل طفلة حلوة وبين إيديها كتابا
وحبوبة تمسح بالحنين أكوابا
والقمرية تصدح.. تستريح دبابة)
لاشك أن المعاني الجميلة للسلام الذي يعبر عن الحياة السودانية الجميلة التي وردت في كلمات الشاعر طارق الأمين تتناسب تناسباً عكسياً مع أهداف الإسلاميين وقياداتهم في الجيش والدليل على ذلك تصريحات الفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش الذي يتمسك بخيار الحرب بالرغم من أهوال الحرب الذي يشيب لها الولدان وفي ذات الطريق يسير ياسرالعطا وهو يصرخ ويهدد ويتوعد ويغلق الباب أمام السلام ويؤكد عدم رغبة الإسلاميين في السلام ومقولته الشهيرة “لا سلام ولا هدنة وإن استمرت الحرب لمائة عام “… مئة عام تُراق فيها كل الدماء يا هذا؟ كم تعشقون الدماء! أولم يكفيكم إفساد حياة السودانيين بالحرب الذي دمر الوطن وشعبه وببنيته التحتية ومؤسساته الخدمية والمدنية وليس فحسب بل أفعالكم التي تغذي تقسيم المجتمع السوداني الذي وحدته ثورة ديسمبر بشعاراتها (سلمية… سلمية ضد الحرامية، حرية سلام وعدالة، يا عنصري يا مغرور كل البلد دارفور).
الإسلاميون عشاق الانفصال يسعون إلى تقسيم البلاد ولكن هيهات لَمَّا يخططوا. لسان حال قيادات النظام البائد كأنه يقول إن الشعب السوداني رهينة في أيديهم ولا قرار له وعليه أن يخضع لسياساتهم المدمرة كما خضع لإرادتهم في تجربة فصل الجَنُوب مع اختلاف المعطيات والظروف إلا أن النتيجة التي يسعى إليها الإسلاميين واحدة هي تفكيك البلاد إلى دويلات. قصدوا في تجربة الجنوب ألّا تكون الوحدة جاذبة وعملوا لتحقيق ذلك الانفصالين من الجنوب حتى تكون النتيجة لمصلحة الانفصال. بشأن الحديث المتداول عن التقسيم القائم على إرادة قوة الحرب هناك تساؤلات كثيرة تطرح نفسها هل محاولة شيطنة القوى السياسية والهجوم على(تقدم وقحت) محاولة لعزل القوى السياسية والمدنية لتنفيذ مخطط التقسيم كما حدث في اتفاقية نيفاشا وقعوا على تقرير المصير مع الحركة الشعبية إنابة عن الشماليين دون تفويض من الشعب؟ … نعم دون تفويض من الشعب ومعلوم أن الإنقاذ سرقت الديمقراطية و فرضت نفسها على الشعب السوداني بقوة الدبابة ولم تشهد البلاد انتخابات حرة ونزيهة في عهدها البائد. على أي أساس يتم فصل غرب السودان من بقية أطراف على أساس جهوي أم قبلي وإثني؟ وماهي الحدود الجغرافية التي يتم على أساسها التقسيم، هل يكون هناك استفتاء لولايتي الجزيرة والنيل بشأن تقرير مصيرهم هل يذهبون مع كردفان ودارفور أم إلى الشمال الجديد الذي يرسم البرهان وحاضنته السياسية (الكيزان) خريطته؟ .لا يختلف اثنان في أن الإسلاميين فصلوا الجَنُوب لأسباب دينية وعنصرية، هل الآن يحاولون إعادة ذات السيناريو بزج البلاد في دوامة التشظي لأسباب عنصرية؟ هل يريدون أن يدفع كل السودان فاتورة صراعاتهم مع الدعم السريع من أجل السلطة؟ وماهي القوى الإقليمية التي تغذي الانقسام لتحقيق مصالحها؟ هل يظل الشعب السوداني أسير لأمزجة القوة التي تحمل السلاح (الجيش والدعم السريع) وتسيطر على الأرض والإعلام والفعل السياسي؟ ماهو مصير المشتركة التي تقاتل بجانب الجيش؟ حتى متى تظل القُوَى السياسية والمدنية بعيدة عن مسرح الأحداث التي خلقت قُوَى الحرب واقعها، وهل يسمح الشعب السوداني بأن يكون تقسيم السودان بقوة السلاح؟ وماذا عن علاقات المصاهرة واالأخوة والصداقات العميقة بين الأسر السودانية؟ هل فكر الانفصاليون في ماذا يعني التقسيم؟ … حقيقة لسنا بحاجة إلى فلم جديد بعنوان(وداعاً عائشة أو مريم أو فاطمة) تكفينا جراحات فيلم (وداعاً جوليا)..
بالرغم من الحملات العنصرية التي تديرها الغرف الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لقوى الحرب التي تستغل حالة الغبن الشعبي من الانتهاكات والفظائع ضد المدنيين بلا استثناء ومازال تحدث نتيجة للحرب ،إلا أن العلاقات التي تربط بين السودانيين أقوى من أن تعصف بها تفاهات العنصريين التي تتعاطى معها سلطة الأمر الواقع في بورتسودان) قانون الوجوه الغربية) الذي يستهدف المواطنين بدوافع جهوية وقبلية وسياسية مثلاً لهذه العنصرية وحملة الاتهامات والاعتقالات والقتل والتعذيب الذي يتعرض له بعض المواطنين من قبل طرفي الحرب (الجيش والدعم السريع) لأسباب جهوية وقبيلة وسياسة أيضاً جميعها ممارسات ترفع درجة حرارة الغبن في النفوس وتزيد رصيد العنصريين ما لم تقف القوى المدنية والشرفاء من الكنداكات والثوار وقفة إنسان واحد لمواجهة التحديات الكبيرة التي تتعلق بمصير ما تبقى من السودان المهدد كيانه ووحدته. السودانيون يمرون بتجربة قاسية وامتحان صعب بيد أنهم قادرون على تجاوز الصعاب شريطة أن تشَكَّل القوى السياسية والمدنية الديمقراطية رافعة قوية بأفعال تخرج السودانيين من حالة الاصطفاف الجهوي والقبلي وهذا لا يتحقق إلا بالسمو فوق الخلافات والعمل بالحد ألأدنى من التلاقي والتنسيق حتى لا يترك مصير السودان للقوى الذي يحمل السلاح فقط.السودان بالرغم من تنوعه القبيلي والجهوي والديني والثقافي فإن الرابطة الإنسانية والوطنية بين السودانيين أقوى من يجرفها طوفان الحرب الذي أخرج عقارب وثعابين العنصرية التي تنفث سمها في الموطنيين الأبرياء في مناطق الحرب والسلم .قطعاً طول أمد الحرب ليس في صالح النسيج الاجتماعي الذي تعبث به أيادي الانفصاليين إلا أن الأمل كبير في جيل ثورة ديسمبر الذي مازال رافعاً رايتها لتضميد جراحات الوطن الذي أنهكته الحرب.ألم يأن للسودانيين أن يعيشوا في سلام؟.
لا للحرب… نعم للسلام