صحيفة البلاد:
2024-09-10@18:27:29 GMT

إدريس

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

إدريس

مضت عشر سنوات على هذه القصة التي وجدتها في مفكرتي:
سائق مصري لدى أحد الأعيان في جدة اشترى من بقالة قريبة من سكنه بطاقة موبايلي بعشرة ريالات. ولما حاول شحن جواله، فشلت البطاقة فأعادها إلى البقال، وقال له: هذه البطاقة مضروبة. رفض البقال استلام البطاقة، وقال له: ليس عندي بطاقات مضروبة. ودخل الاثنان في جدال، وخلال ذلك قال السائق: عليّ الطلاق مضروبة.

وبعد الكشف على جوال السائق، قال البائع: هذه بطاقة سوا وليست بطاقة موبايلي. فاسترد البطاقة، وأعطاه بديلاً عنها من بطاقات سوا.

هذا السائق البسيط، ولنفترض أن اسمه إدريس، اغترب من أجل لقمة العيش له ولأهله، لكنه لا يعلم عن الحديث الشريف:( ثلاث جدهن جد ومزحهن جد النكاح والطلاق والرجعة وهناك من يقول الثالثة العتق.) ولا يعلم عن الحديث الشريف الذي يقول:( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر.)

لم ينم إدريس تلك الليلة بعد أن رمى الطلاق على زوجته في وطنها، وهي لا تدري ما اقترف زوجها في حقها. ثم سألني السائق عن الحل. ولست مفتيا ومن قال لا أعلم، فقد أفتى. ووجهت القضية لبعض طلبة العلم. فقال لي أحدهم قولوا له هذه تعتبر طلقة واحدة وعليه أن يراجع زوجته. وكان قصد هذا الرجل التأديب لا الحقيقة باعتبار أن الطلاق ليس لعبة. ثم إني راجعت عالما آخر، فقال لا شيء على هذا السائق بناء على القاعدة الفقهية التي تقول: لا عبرة بالظن البيِّن خطؤه، ولكن قل له موعظة بليغة.

لقد اخترت اسم إدريس على وزن عتريس. وعتريس وفؤاده بطلا قصة ثروت أباظة ” شيء من الخوف”. ومن يشاهد الفيلم سيعرف ما تفعله السينما بالعقول والعواطف. ففي نهاية الفيلم تقتنع القرية كلها بأن الصواب كل الصواب في إلغاء الزواج القائم على الإكراه والظلم. وقاموا في نهاية الفيلم بمظاهرة كبري شعارهم فيها :”جواز عتريس من فؤاده باطل” حتى أصبحت هذه العبارة على ألسنة المصريين، وكأنها مثل من الأمثال السائرة بينهم. أما حالة إدريس، فهي معاكسة. فزواج إدريس صحيح لا غبار عليه، ولا عبرة بالظن البيِّن خطؤه. لكن المهم توعية الناس بعدم الانسياق لخطوات الشيطان. وليت الطلبة والطالبات يتعلمون من الفقه ما يحفظون به الحقوق، ويتورعون عن إيذاء أنفسهم أو الآخرين بلغو القول أو ظلم الناس.

صحيح أن قولنا “الدين المعاملة”، ليس من الحديث الشريف. أما الحديث الصحيح فهو الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”.
هداك الله يا إدريس. لقد كدت أن تهدم بيتك. فالزوجة المسكينة، لا ذنب لها في شحن جوالك ببطاقة موبايلي أو سوا أو الاثنتين.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

"التجديف الحديث".. طموحات جديدة في بطولتي العالم وآسيا

يشارك منتخبا الرجال للشراع والتجديف الحديث في بطولة العالم للتجديف ماسترز بألمانيا، والشباب في بطولة آسيا بالصين.

وتنطلق المنافسات في البطولتين بعد غدٍ وتستمر حتى السبت المقبل، ضمن خطط اتحاد الإمارات للشراع والتجديف الحديث برئاسة الشيخ أحمد بن حمدان آل نهيان لتوفير فرص الاحتكاك للاعبين وصقل قدراتهم.
وأكد الاتحاد في بيان صادر اليوم الإثنين، أن المنتخبين يستعدان لخوض المنافسات بعد مراحل عدة من الاستعداد بمعسكرات تدريبية داخلية وخارجية بالتنسيق مع الأندية.

ووقع اختيار الأجهزة الفنية على اللاعبين حمد سعيد المطروشي وخميس غانم الشامسي لخوض منافسات زوجي رجال 43 عاماً، وأحمد خميس الحمادي ويحيى فاضل الحمادي لفئة زوجي رجال 36 عاماً في بطولة العالم للتجديف ماسترز، بالإضافة إلى حمد عامر الشامسي وسلطان أحمد الشامسي لمنافسات زوجي فئة الشباب بالصين.

مقالات مشابهة

  • استغل انشغال السائق.. تجديد حبس رجل أعمال متهم بسرقة سيارة بالتجمع
  • أهلي صنعاء يقدم مدربه المغربي إدريس المرابط
  • أهلي صنعاء يُقدم مدربه الجديد المغربي إدريس المرابط
  • وزير الخارجية الروسي: مستعدون لبحث مكان الاجتماع بشأن الصراع الأوكراني بمجرد معرفة موضوع الحديث
  • "التجديف الحديث".. طموحات جديدة في بطولتي العالم وآسيا
  • تعرف على بعثة منتخب الخماسي الحديث في بطولة العالم للشباب بالبرتغال
  • إدريس وهيكل.. عبقري يصف عبقريًا
  • «أبو شامة»: الحديث عن الانتخابات الأمريكية يبدأ من غزة.. وتصريحات ترامب كارثية
  • انقلاب سيارة نقل محملة بالمياه بمنطقة سهل القاع بجنوب سيناء
  • صفقة بوبيندزا تصعق عشاق الزمالك المصري