سألني قائلاً:متى تصل الي مرحلة التقاعد من العمل ؟
سؤال أزعجني، وقلت في نفسي: هذا سؤال خاص، وهذا السائل ( ملقوف ). ولكن سؤاله أثارني، وأعادني لمثيرات التذكُّر وبداية العمل ومحفِّزاته ، فتذكّرت متى كان أول يوم لي في العمل، وأين وكيف كانت بداياتي، ومراحلها ومحطاتها، أحداث مرت بعقلي بسرعة وكأنها أيام، عندها أدركت مقولة أن الرحلة قصيرة مهّما طالت، وأن الحياة مستمرة
ولها أحداثها وأقدارها ومسبّباتها، ولكل رحلة نهاية، مهما قصرت الرحلة أوطالت.
وأدركت كذلك وعرفت إن بعض الأسئلة إيجابية، مهما كانت قاسية ومثيرة ومزعجة، فهي تكشف أسرار وحلول رحلة العمر بمحطاتها المختلفة.
لذلك وأنا أتفكّر وأتذكّر في إجابات السؤال المزعج، تذكرت قصة الفتاة التي كانت تجلس في حافلة، فتوقفت
الحافلة، وركبت امرأة حشرت نفسها وحقائبها الكثيرة بجانب الفتاة وضايقتها، لكنّ الفتاة بقيت متبسمة راضية، ولم يبدُ عليها الإنزعاج وكأن شيئًا لم يكن.
لكنّ رجلًا كان يراقب المنظر، انزعج ممّا رأى،
وسأل الفتاة: لماذا لم تتكلمي وتقولي شيئاً للمرأة الفوضوية؟
فأجابت الفتاة بابتسامة هنيّة :
ليس من الضروري أن تكون قاسياً وتجادل في كل شيء تافه.
*فالرحلة قصيرة*
وأنا سأنزل في
المحطة القادمة.
تأملت هاتين الكلمتين:
*الرحلة قصيرة* وأهميتهما، يستحقان ان يكتبا بمداد من ذهب، ونعمل بهما في تصرفاتنا اليومية.
ليس من الضروري أن تكون قاسياً وتجادل في كل
شيء لأن *الرحلة قصيرة*.
إذا تنبّه كل منا أن رحلتنا في الدنيا *قصيرة*، لن
نجعلها مظلمة،مليئة بالجدل والخصومة والكيد وعدم العفو عن الآخرين.
لكي لا يضيع جهدنا ووقتنا وشبابنا وجمال حياتنا،
هل كسر أحدهم قلبك؟
كن هادئاً
*فالرحلة قصيرة*
هل ضايقك أو استهزأ بك أحدهم؟
كن هادئاً
*فالرحلة قصيرة*.
مهما وقع عليك من ظلم، تذكّر دوماً أن
*الرحلة قصيرة*.
هل نسي أحدهم معروفك ووقفتك معه وسؤالك عنه،
كن هادئا
*فالرحلة قصيرة*
هل نتقص أحدٌ قدرك ولم يقدرك حق التقدير؟
كن هادئاً
*فالرحلة قصيرة*
رحلتنا هنا قصيرة جداً ولا يمكن الرجوع إليها بعد تركها.
ولا أحد يعلم مدتها ومتى تنتهي.
لا أحد يعلم هل سيبقى للمحطة التالية أم لا .
لنكن طيبين كاظمي الغيظ ، صبورين، ومع الآخرين متسامحين،
*فالرحلة قصيرة*.
والدنيا ممر والآخرة مقر، جعل الله مقرنا في جناته جنات النعيم، عبارات جميلة وفيها الكثير من العبر التي نستفيد منها في حياتنا الخاصة والعامة ومانواجه من ضغوط كثيرة، فمن الممكن أن نتغلب عليها، عندما ندرك أن رحلتنا قصيره مهما طال المسير في الوصول إلى المحطة الأخيرة على سطح الأرض.
Leafed@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: کن هادئا
إقرأ أيضاً:
رحلة مهاجرين محفوفة بالمخاطر تنتهي بانفجار في اليمن
كتبت صور القطع المعدنية الملتوية والركام الملطخ بالدماء مشهد النهاية في رحلة شاقة لعشرات المهاجرين الذين قتلوا في مركز احتجاز بشمال اليمن يوم الاثنين فيما قالت جماعة الحوثي إنها غارة جوية أمريكية.
وكان هؤلاء من بين مئات الآلاف من الأفارقة الذين يعبرون مضيق باب المندب كل عام على متن قوارب متهالكة ويشقون طريقهم عبر منطقة الحرب في اليمن سعيا للوصول إلى السعودية على أمل العثور على فرص عمل.
يحظى مسار المهاجرين إلى السعودية باهتمام دولي أقل من نظيره باتجاه أوروبا أو الولايات المتحدة، لكن منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة وصفته في تقرير العام الماضي بأنه أحد “أكثر ممرات الهجرة ازدحاما وخطورة في العالم”.
يقطع العابرون صحارى سيرا على الأقدام ويدفعون الأموال لمهربين لا يأبهون لمصيرهم ويغامرون بركوب بحر غير مأمونة أمواجه ويخاطرون بتعريض أنفسهم لاعتداء فصائل مسلحة قبل عبور حدود جبلية شديدة التحصين هي منذ سنوات جبهة قتال نشطة.
وذكر تقرير صدر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في عام 2023 أن حرس الحدود السعودي ارتكب انتهاكات واسعة النطاق تضمنت استهداف مجموعات من المهاجرين بقذائف المورتر وغيرها من الأسلحة، وهي مزاعم وصفتها الحكومة السعودية بأنها لا أساس لها من الصحة.
يقيم في السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، ملايين العمال الأجانب، وكثير منهم مهاجرون غير شرعيين يلتمسون سبيلا للرزق من الخدمة في المنازل أو الاشتغال بالأعمال اليدوية، ويدخرون المال لإرساله إلى أوطانهم.
وعلى الرغم من مخاطر هذه الرحلة، التي ربما تعرضهم أيضا للاحتجاز في السعودية والترحيل مع شن الحكومة حملات متكررة على مدى العقد الماضي، فإن أعدادا كبيرة من المهاجرين يواصلون محاولاتهم هربا من الفقر أو الحرب.
وفي حين أن العدد الأكبر ممن يحاولون الوصول إلى المملكة عبر اليمن هم من الإثيوبيين، تقول منظمة الهجرة الدولية إن أعدادا كبيرة من السودانيين والصوماليين يحاولون أيضا خوض غمار هذه الرحلة.
ويعبر المهاجرون الصحراء سيرا على الأقدام من إثيوبيا إلى جيبوتي أو الصومال ويدفعون للمهربين نحو 300 دولار مقابل ركوب قارب إلى اليمن. وتقول منظمة الهجرة الدولية إن الرحلة البحرية، على قِصَرِها، شهدت غرق أكثر من 500 شخصا خلال العام المنصرم جراء انقلاب قوارب أو غرقها.