تواصل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي، ترسيخ مكانتها العالمية، وذلك من خلال مجموعة من البحوث الرائدة على نطاق واسع وبوتيرة سريعة تجعلها من المؤسسات الرائدة في مجالها.

ونشر الباحثون في الجامعة، وهم أكثر من 80 عضوا رائدا على مستوى العالم من هيئتها التدريسية وأكثر من 200 باحث ومئات الطلاب، ما يزيد عن 300 ورقة بحثية نشرت في مجلّات ومؤتمرات مرموقة في مجال الذكاء الاصطناعي منذ بداية العام وحتى نهاية يونيو 2024.

وشملت هذه الإنجازات، نشر 39 ورقة بحثية في المؤتمر الدولي حول تمثيلات التعلّم لعام 2024 الذي عُقد في شهر مايو.

وتأتي هذه الإنجازات لتُضاف إلى سجل النجاحات التي حققتها الجامعة في عام 2023، حيث نشرت 612 ورقة بحثية في أفضل المؤتمرات العالمية، بما في ذلك 30 ورقة في المؤتمر الدولي للرؤية الحاسوبية، و34 ورقة بحثية في مؤتمر الرؤية الحاسوبية، والتعرف إلى الأنماط التابع لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات ومؤسسة الرؤية الحاسوبية، و44 ورقة بحثية في مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغات الطبيعية، و53 ورقة بحثية في مؤتمر نظم معالجة المعلومات العصبية.

يذكر أن الجامعة أصبحت اليوم، وبعد خمسة أعوام منذ تأسيسها، من ضمن أفضل 100 جامعة حول العالم في مختلف مجالات علوم الحاسوب، ومن بين أفضل 20 جامعة حول العالم في مجالات الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية وتعلّم الآلة ومعالجة اللغات الطبيعية وعلم الروبوتات (وفق ترتيب CSRankings).

وشملت الأوراق خمس أوراق بحثية متميّزة نشرها الباحثون في الجامعة خلال الأشهر الستة الماضية، الأولى هي التصدي لسوء استخدام النصوص التي تولدها النماذج اللغوية الكبيرة، وتعاون الباحثون في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، مع نظراء لهم حول العالم لتطوير سلسلة من الموارد التي تساهم في التعرّف على النصوص التي تولّدها النماذج اللغوية الكبيرة ما قد يؤثر بشكل كبير على قطاعات مختلفة، مثل الصحافة والأوساط الأكاديمية والتعليم.

وحصدت الورقة البحثية، التي نُشرت تحت عنوان “إم 4: التعرّف على النصوص التي تولّدها الآلة باستخدام أنظمة ’الصندوق الأسود‘ التي تشمل أدوات توليد ومجالات ولغات متعددة” جائزة أفضل ورقة بحثية مرجعية في مؤتمر الفرع الأوروبي لجمعية اللغويات الحاسوبية لعام 2024 الذي عُقد في شهر مارس من هذا العام.

أما ورقة البحث الثانية وهي تحسين عملية تحليل تسلسل الجينات للتحكم بالأمراض بشكل أفضل، تعاون فيها البروفيسور كون زانغ، الأستاذ في قسم تعلّم الآلة ورئيس مركز الذكاء الاصطناعي التكاملي بالإنابة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، مع غانغشو ليو، وهو الطالب الذي أشرف على مسيرته في برنامج الدكتوراه، وعدد من الباحثين من أفضل الجامعات الأمريكية، بهدف تطوير نموذج يساهم في تحسين دقة الإجراءات التي تتيح تحديد تسلسل الجينات والتحليلات الناتجة عنها.

وقد يساهم هذا البحث الرائد في تعزيز فهم بعض الأمراض، مثل السرطان، وربما يحسّن العلاجات المتوفرة لها، ويعزز من نتائجها.

واقترح الباحثون في الورقة البحثية الثالثة ” خوارزميات جديدة تحسن مهام تعلّم الآلة المعقدة” خلال ورقة بحثية تم نشرها حملت عنوان “رؤى جديدة حول خفض التباين في العتبة الصلبة من الرتبة الصفرية: نقل الخطأ في التدرج والتناقضات في التوسع”، نهجا جديدا لتقليص عدد الأخطاء عند تدريب النماذج وذلك من خلال تحسين إدارة التباين ما يسمح بالتوصل إلى نتائج موثوقة أكثر وبسرعة أكبر، ولا بد من الإشارة إلى أن الاختبارات التي أجراها الفريق على المحافظ المالية وتحديات الأمن السيبراني بدت واعدة.

وقاد باحثون من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي خلال الورقة البحثية الرابعة ” النموذج اللغوي الكبير متعدد النماذج الأول من نوعه الذي يتيح فهماً مفصلاً للصور” فريقا عالميا عمل على تطوير نموذج لغوي بصري متقدم يحمل اسم “جلام إم” ويدعم التفاعل عالي الموثوقية بين النصوص والصور، ويمتلك هذا النموذج القدرة على توليد استجابات لغوية طبيعية ترتبط بالأجسام التي تَرِد في الصور على مستوى البيكسل، ما يحسن الشرح الآلي للصور والاستدلال والقدرة على تبديل الأجسام فيها.

يذكر أنه يمكن الاستفادة من هذا النموذج في العديد من القطاعات، مثل التجارة الإلكترونية والأزياء والمدن الآمنة والذكية وتجارة التجزئة المنزلية.

وتم نشر هذا البحث في مؤتمر الرؤية الحاسوبية والتعرف على الأنماط للعام 2024 الذي عُقد في شهر يونيو في سياتل، وهو أهم فعالية علمية في مجال الهندسة وعلوم الحاسوب في العالم.

أما ورقة البحث الخامسة ” طريقة جديدة لتعزيز كفاءة محوّلات رؤية الذكاء الاصطناعي” تعاون فيها الدكتور شياودان ليانغ والبروفيسور شياوجون شانغ، وكلاهما أساتذة في قسم الرؤية الحاسوبية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، مع نظراء لهما من حول العالم لتطوير تقنية جديدة قادرة على تعزيز فعالية محوّلات الرؤية، التي تُعتبر عنصراً أساسياً في معظم النماذج الحديثة لتحليل الصور ومقاطع الفيديو.

وحملت الورقة البحثية عنوان “الشبكة العصبية ذات المستقبلات متعددة الطبقات هي متعلّم متحول جيّد”، وخلصت إلى أنه يمكن استبدال بعض الطبقات في المحوّل بطبقات مبسّطة أكثر بكثير من الشبكة العصبية ذات المستقبلات متعددة الطبقات.

وتساهم هذه الطريقة الجديدة في تسهيل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتعزيز فعاليتها، ما قد يؤدي إلى تطوير تقنيات ذات أداء أسرع، وتتطلب موارد أقل.

تجدر الإشارة إلى أنه تم تقديم البحث شفهيا خلال مؤتمر الرؤية الحاسوبية والتعرف إلى الأنماط 2024 وجرى ترشيحه لجائزة أفضل ورقة بحثية. وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

كلية السلطان هيثم للذكاء الاصطناعي

 

 

 

◄ نقترح استحداث منصب وزير الدولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي لإحداث نقلة نوعية وكمية في بلادنا

 

 

د. عبدالله باحجاج

شاركتُ في ملتقى "معًا نتقدَّم" في نسخته الثالثة، وعلى عكس النسخة الثانية، لم نتمكن من التفاعل في الحوار، بسبب الإقبال الكبير على طلب التفاعل، خاصةً من الشباب الذين بادروا في طرح تساؤلاتهم ومرئياتهم بشفافية عالية، وقد حاولتُ جاهدًا التفاعل، وبالذات في جلسات الاقتصاد والتنمية، ومستقبل المهن والوظائف، وتنمية المحافظات.

هذا الملتقى يُمثِّل عنوان استراتيجية تؤسس لجوهر النهضة المُتجددة في بلادنا، والتي انطلقت عام 2020؛ ولذلك نجد في مقالنا الأسبوعي المناسبة المواتية لطرح الأفكار التي لم تأخُذ حقها في الطرح للسبب سالف الذكر، ولن تستوعبها كلها مساحة هذا المقال، وسنُركِّز على مستقبل الوظائف في بلادنا، وكيف يمكن الإسهام في حل قضية الباحثين عن عمل؟

في النسخة الثالثة من ملتقى "معًا نتقدَّم"، تعرَّفنا على جهود الوزارات في صناعة مواردنا للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، وهي جهود مشكورة، لكنها ليست كافية، ولا تسير وفق نَسَق تحدياتها الراديكالية والطموحات الناجمة عنها؛ فالذكاء الاصطناعي لا يقتصر فحسب على توفير فرص عمل جديدة، وإنما كذلك يُعد من مصادر الدخل. صحيحٌ أن هناك وظائفَ ومهنًا ستختفي خلال المدى الزمني المتوسط، لكن في المقابل ستبرُز وظائف جديدة أكثر من نظيرتها المندثرة، فنحن في ظل الثورة الصناعية الرابعة التي ينبغي على بلادنا الاهتمام أكثر بمستقبل وظائفها الجديدة، وإعادة وتأهيل شبابنا لها من الآن، وبصورة ممنهجة؛ حيث إن مُستقبلها في ظل هذه الثورة يتغير بسرعة مكوكية، فإحدى الدراسات -مثلًا- تُشير إلى أن 44% من وظائف المُديرين سيتم استبدالها بالحواسيب. ودراسة متخصصة أخرى تؤكد استحداث 133 مليون وظيفة عالميًا خلال السنوات الخمس المقبلة في الوقت الذي ستندثر قرابة 73 مليون وظيفة. وتوضح هذه الدراسة كذلك أن هناك 5 اتجاهات رئيسية تُشكِّل ملامح سوق العمل في منطقة الخليج؛ وهي: العولمة، والديموغرافيا، والتكنولوجيا الرقمية، وأخلاقيات الأعمال التجارية، والتعلم.

وقد اطَّلعتُ على استراتيجيات دولتين مجاورتين في تكوين مواردها البشرية للاقتصاد الرقمي؛ إذ قطعتا أشواطًا مُتقدِّمة؛ لأنها بدأت منذ عام 2017، وأصبح إحداها تتطلع إلى عوائد مالية تقدر بـ90 مليار دولار بحلول عام 2031. وهذا العام الأخير يُشكِّل أكبر التحديات لبلادنا، ولا بُد من الإسراع لتحويل هذه التحديات إلى فرص من الآن، وهذا مُمكِنٌ الآن. ومن هنا، نقترح الآتي:

إنشاء كلية حكومية مُتخصِّصة في الذكاء الاصطناعي. تأسيس مجلس أعلى للذكاء الاصطناعي. وضع استراتيجية وطنية معاصرة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي. استحداث منصب وزير دولة -دون حقيبة وزارية- للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي.

تلكم المقترحات دقيقة وموضوعية لإحداث نقلة نوعية وكمية؛ لمواجهة تحديات مستقبل الوظائف الجديدة، ومن ثم تُحتِّم تحديات المواجهة أن تُؤهِّل بلادنا خلال المدى الزمني المتوسط ما لا يقل عن 300 ألف شاب عُماني، وجعل قضية التأهيل والتأسيس للوظائف المستقبلية مُستدامة؛ لأن مستقبلها في التكنولوجيا الرقمية، وإيراداتها مرتفعة، مما يُبشر بالقضاء على الخلل في الإيرادات التقليدية ذات العوائد المتدنية جدًا. وهنا حل لإشكالية الرواتب والدخول المُنخفضة، وإيجاد التوازن الطبيعي فيها، وبالتالي لا يمكن أن نضمن مُسايرة هذا العصر إلّا من خلال إقامة مثل تلكم المؤسسات العصرية، وبالذات إنشاء "كلية السلطان هيثم للذكاء الاصطناعي"، وليس من خلال المسارات الراهنة، مع وضع استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، تُحدَّد فيها النسب المئوية لتكوين مواردنا البشرية والخبرات الأجنبية التي يُمكن الاستفادة منها، وإقامة شراكات مع الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

ومن ضمن هذه السياقات الوطنية الجديدة، يمكن كذلك إعادة تأهيل الكثير من الباحثين عن عمل في تخصصات الذكاء الاصطناعي، وعلى وجه الخصوص الهندسة الحديثة السريعة والفعَّالة.. إلخ.

إنَّ هذا الملف الاستراتيجي العاجل لبلادنا يستوجب له استحداث منصب وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، أي وزير بلا حقيبة؛ لدواعي التخصُّص فيه والتركيز عليه، وكما قُلنا في مقالات سابقة إنَّ الكثير من الدول تلجأ إلى مثل هذا الاستحداث لأهمية القطاع في مستقبلها، والرهانات الوجودية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أبوظبي .. إطلاق أول برنامج بكالوريوس في مجال الذكاء الاصطناعي
  • أبوظبي.. أول برنامج بكالوريوس في مجال الذكاء الاصطناعي
  • أبوظبي.. إطلاق أول برنامج بكالوريوس في الذكاء الاصطناعي
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطلق أول برنامج بكالوريوس في الذكاء الاصطناعي
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطلق أول برنامج بكالوريوس لتمكين قادة المستقبل
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطلق أول برنامج بكالوريوس لتمكين قادة المستقبل في مجال الذكاء الاصطناعي
  • خبراء لـ«الاتحاد»: الذكاء الاصطناعي يكافح الإرهاب والتطرف
  • 4 محاور لتنفيذ استراتيجية جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي
  • كلية السلطان هيثم للذكاء الاصطناعي
  • ميتا تستعد لإطلاق تطبيق للذكاء الاصطناعي التوليدي