النازحون وتفشي مرض خطير بين المصريين.. الحكومة تتحرك ووزارة الصحة ترد بقوة
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
حالة من القلق أصيب بها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية بعد تداول أخبار ومقاطع صوتية حول انتشار مرض الدرن (السل) في مصر عبر النازحين إليها، حيث إنه يعتبر من أكثر الأمراض خطورة.
بحسب منظمة الصحة العالمية فقد حصد السل في عام 2021 أرواح 1,6 مليون شخص وهو يعد السبب الرئيسي الثالث عشر للوفاة والمرض المعدي الثاني الأشد فتكاً بعد "كوفيد-19".
من جهته نفى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ما تداوله ببعض مواقع التواصل الاجتماعي من مقطع صوتي يزعم تفشي مرض الدرن في مصر عبر النازحين إليها، حيث ذكر المركز الإعلامي في بيان له، الثلاثاء، أنه قام بالتواصل مع وزارة الصحة والسكان، التي نفت تلك الأنباء.
وأكدت وزارة الصحة، أنه لا صحة لتفشي مرض الدرن في مصر عبر النازحين إليها، وأن المعلومات المتداولة بالمقطع الصوتي غير حقيقية ولا تمت للواقع بأي صلة، وأنه بناء على التعامل الصحي مع النازحين والذي تقوم به الوزارة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الأممية، لم يتم رصد أي مؤشرات لوجود ارتفاع في معدلات الإصابة بالأمراض المعدية بينهم، وأن معظم الحالات المرضية النازحة هي حالات تعاني من أمراض مزمنة كالسكر، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب.
كما أن معدل الإصابة بالدرن في دول النازحين، طبقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، هى نسبة في حدود المتوسطات العالمية للإصابة.
وشددت وزارة الصحة على امتلاك واحد من أقوى برامج لرصد الأمراض المعدية على مستوى العالم، بشهادة منظمة الصحة العالمية، ويتم ترصد جميع الحالات قبل دخولها إلى البلاد، وتحويل الحالات المشتبهة إلى وحدات الأمراض الصدرية للكشف عليها واتخاذ جميع إجراءات التشخيص والعلاج المبكر عند التأكد من الإصابة بالمرض.
ونشير إلى أن معدل الإصابة بالدرن في الدول المجاورة لمصر، طبقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية، هو 57 حالة لكل 100 ألف والحالات التي تم اكتشافها تقدر بـ 8 حالات لكل 100 ألف، وهي نسبة في حدود المتوسطات العالمية للإصابة.
وأكد الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، أن ما حققته مصر في مواجهة مرض الدرن من أنجح البرامج في العالم، وأن مرض الدرن يقاس بعدد حالات الإصابة لكل 100 ألف مواطن.
وقال تاج الدين خلال تصريحات له: "إن برنامج مصر في مواجهة مرض الدرن ناجح والعلاج مجانًا، بكافة مستشفيات ومراكز الصحة التابعة للوزارة، خاصة أن علاج مرض الدرن يستغرق 6 أشهر".
وأضاف أنه منذ اليوم الأول لدخول النازحين عبر الحدود المصرية بعد الأزمة السودانية تم تشكيل لجنة برئاسة بتكليف مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي لمتابعة الأوضاع الصحية للنازحين وليس مرض الدرن فقط ولكن لكافة الأمراض، موضحًا: "كافة الأطفال من سن يوم حتى 15 عامًا الذين يدخلون مصر عبر الحدود يتم تطعيمهم مجانًا مع المتابعة المستمرة لمنع دخول أي مرض وبائي مصر".
وتابع: "البلد مستيقظة وبها أجهزة صحية ورقابية لحمايتها من أي مرض وبائي، ومصر بها ما يقرب من 9 ملايين أجنبي على أرض مصر ويتم متابعتهم لحمايتهم من الأمراض الوبائية وحماية مصر من ذلك، لذلك لا يجوز تناول الشائعات عبر وسائل الإعلام".
وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، إنه انتشرت خلال الساعات الأخيرة أقاويل واسعة الانتشار وتم إعادة تدويلها بشكل كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول انتشار مرض الدرن.
وأضاف الدكتور حسام عبدالغفار، أن ما ذكر في هذه الرسالة عارٍ تمامًا عن الصحة، موضحًا أن الوزارة تتعامل مع النازحين بشكل صحي أشادت به الكثير من المنظمات الأمميّة، كما أن مجهود كبير تبذله وزارة الصحة للتعامل مع النازحين.
وأوضح أن ما جاء في هذه الرسالة عارٍ من الصحة، لافتًا إلى أن الوزارة تتعامل مع النازحين بشكل صحي أشادت به الكثير من المنظمات الأممية، وهناك مجهود كبير تبذله وزارة الصحة للتعامل مع النازحين.
والدرن هو مرض بكتيري معدي، تسببه عصية الدرن أو عصية كوخ، ويصيب رئة المريض أو أعضاء أخرى من جسمه، ويسمى بــ "السل".
ويؤثر مرض الدرن على الشريحة المنتجة في المجتمع، ويكثر الإصابة به في الفئة من عمر 15 إلى 44 عام، ويمكن لكل مصاب بالعدوي، إذا ترك دون علاج أن ينقل العدوى إلى عدد من الأشخاص يتراوح بين 10 أو 15 شخصًا في العام.
والعدوى تنشر عن طريق مباشر من خلال الرذاذ المتطاير الذي يحمل ميكروب الدرن، عند عطس المصاب وتطاير الرذاذ سواء بالسعال أو الكلام أو البصاق، وعن طريق غير مباشر من خلال الأتربة المتطايرة من بصاق مريض، أو أدوات المريض الملوثة بالبصاق المحتوى على الميكروب، أو تناول المأكولات والمشروبات الملوثة بالميكروب، أو عن طريق أقل الطرق شيوعًا وهي اختراق الميكروب لجلد من خلال الخدوش او الجروح، أو عن طريق الأم المريضة لجنينها، ومدة العلاج تترواح ما بين من شهرين إلى 3 شهور، ومرحلة تكميلية من 4 إلى 5 أشهر.
وحسب منظمة الصحة العالمية فإن كل الفئات العمرية معرّضة لخطره ولكنه غالباً ما يصيب السل البالغين في سنوات العمر التي تشهد ذروة إنتاجيتهم، وتحدث نسبة تتجاوز 80% من الحالات والوفيات في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل.
ويوجد مرض السل في جميع أنحاء العالم، وقد سُجّل العدد الأكبر من حالاته الجديدة في عام 2021 في إقليم جنوب شرق آسيا التابع للمنظمة (46٪)، تلاه الإقليم الأفريقي (23٪)، ثم إقليم غرب المحيط الهادئ (18٪).
وسُجّل حوالي 87% من حالات السل الجديدة في البلدان الثلاثين ذات عبء السل الثقيل، مع وقوع أكثر من ثلثي الإجمالي العالمي في إندونيسيا، وباكستان، وبنغلاديش، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والصين، والفلبين، ونيجيريا، والهند.
وتشير التقديرات إلى إنقاذ حياة نحو 74 مليون شخص في الفترة الواقعة بين عامي 2000 و2021 بفضل تشخيص السل وعلاجه.
وانتشر مجدداً في عام 2008، حتى أنه قيل حينها "إن داء السل لا يُعد مشكلة في أوروبا الغربية، بل في البلدان النامية وفي مناطق كثيرة من العالم. وهو مشكلة ضخمة في مجال الصحة العمومية لم يُعثر لها بعد على حل"، جاء ذلك التعليق عام على لسان جون بيير زيلفيغر، وهو من الرابطة السويسرية لأمراض الرئة ، وذلك عقب تزايد مخاطر العدوى بذلك المرض الجرثومي في صفوف الموظفين في السجون والمُستشفيات والمختبرات في الدول النامية في ذلك الحين.
وقالت منظمة الصحة العالمية، في مارس 2022، إنه على الرغم من أن 66 مليون شخص قد تم إنقاذهم منذ عام 2000، إلا أن جائحة كوفيد-19 عكست هذه المكاسب، مشيرة إلى انه لأول مرة منذ أكثر من عقد، زادت وفيات السل في عام 2020، وأدت النزاعات المستمرة في جميع أنحاء أوروبا الشرقية وأفريقيا والشرق الأوسط إلى تفاقم وضع السكان المعرضين للخطر.
وذكرت منظمة الصحة العالمية في بيان، أن الإنفاق العالمي على تشخيص السل وعلاجه والوقاية منه في عام 2020 كان أقل من نصف الهدف العالمي البالغ 13 مليار دولار سنويا بحلول عام 2022، موضحة أن هناك حاجة إلى 1.1 مليار دولار إضافية سنويا، لأغراض البحث والتطوير.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبرييسوس: "هناك حاجة إلى استثمارات عاجلة لتطوير وتوسيع نطاق الوصول إلى الخدمات والأدوات الأكثر ابتكارا للوقاية من السل واكتشافه وعلاجه، والتي يمكن أن تنقذ ملايين الأرواح، كل عام، وتحد من عدم المساواة، وتجنب الخسائر الاقتصادية الفادحة. توفر هذه الاستثمارات عائدات ضخمة للبلدان والجهات المانحة، من خلال تجنب تكاليف الرعاية الصحية وزيادة الإنتاجية."
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوضع يزداد سوءا بالنسبة للأطفال واليافعين المصابين بالسل، حيث إنه ما يقرب من ثلثي الأطفال دون سن الخامسة المؤهلين للحصول على علاج لم يتلقوا علاجا وقائيا ضد السل، وبالتالي ظلوا معرضين لخطر الإصابة بالمرض.
وأسست وزارة الصحة المصرية الادارة العامة للأمراض الصدرية، عام 1936، وتطورت شبكتها من هيئات ومنشآت تدريجيا إلى المستوى الحالي من 34 مستشفى و128 عيادة الصدر، وأنشيء برنامج مكافحة الدرن في مصر من خلال تنفيذ استراتيجية منظمة الصحة العالمية DOTS منذ عام 1996، وأصبحت متاحة لجميع المرضى في عيادات الصدر بوزارة الصحة والسكان.
ويشمل البرنامج القومي لمكافحة الدرن هيكل تنظيمي من ثلاثة مستويات؛ (المستوى المركزي: يقع في الادارة العامة للأمراض الصدرية بالوزارة، المستوى الوسيط: منسق الدرن لمكافحة الدرن بالمحافظات (GCT)، بالإضافة إلى لجنة المتابعة والتقييم تمثل حجر الزاوية في أنشطة مكافحة الدرن، المستوى الطرفي: وحدات الصدر ووحدات الرعاية الصحية الأولية، وتتوفر في جميع وحدات الصدر الفحوصات والعلاج للمرضى بالمجان).
ويتم تقديم الخدمة التشخيصية والعلاجية لجميع فئات المجتمع بدون تمييز طبقا لما ينص عليه الدستور المصري دون النظر الى الجنس او العرق أو الديانة، ويقوم البرنامج بتقديم الخدمة الى الفئات الى تحتاج اهتماما اكثر مثل: (المناطق العشوائية من خلال حملات الكشف، السجون من خلال سيارة الكشف المبكر عن مرض الدرن بالتعاون مع ادارة الخدمات الطبية بمصلحة السجون، اللاجئين من خلال امداد عيادات اللاجئين بالادوية والمساهمة فى تدريب اطقم العمل بها).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الصحة مرض الدرن الأمراض المعدية منظمة الصحة العالمیة وزارة الصحة مع النازحین مرض الدرن الدرن فی من خلال عن طریق مصر عبر فی عام فی مصر
إقرأ أيضاً:
الرئيس الشرع يتلقى برقية تهنئة من مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإعلان تشكيل الحكومة السورية الجديدة
دمشق-سانا
تلقى السيد الرئيس أحمد الشرع برقية تهنئة من المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو آریاس، بمناسبة إعلان تشكيل الحكومة السورية الجديدة.
وأعرب آرياس في برقيته للرئيس الشرع عن خالص التهنئة على تشكيل الحكومة الجديدة متمنيا للرئيس الشرع موفور النجاح في تنفيذ برنامجه الرامي إلى إحلال الاستقرار في سوريا وتحقيق الرفاهية للشعب السوري.
كما أعرب مدير المنظمة للرئيس الشرع عن أطيب الأماني بمناسبة عيد الفطر بعد انتهاء شهر رمضان المبارك”.
وأكد آرياس دعمه لسوريا في المرحلة الانتقالية التي تشمل أموراً منها ما يتصل بالجهود التي يتم بذلها معاً في سبيل إنهاء الصفحة السوداء المتمثلة في برنامج الأسلحة الكيميائية السابق لسوريا بشكل نهائي.
الرئيس الشرع 2025-04-04mohamadسابق الأمين العام لجامعة الدول العربية يحذر من عواقب العربدة الإسرائيلية في المنطقة انظر ايضاً رئيس وزراء لبنان يهنئ الرئيس الشرع بالعيد ويبحث تعزيز العلاقات الثنائيةدمشق-سانا تلقى السيد الرئيس أحمد الشرع اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الوزراء اللبناني نواف سلام، …
آخر الأخبار 2025-04-04الرئيس الشرع يتلقى برقية تهنئة من مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بإعلان تشكيل الحكومة السورية الجديدة 2025-04-04الأمين العام لجامعة الدول العربية يحذر من عواقب العربدة الإسرائيلية في المنطقة 2025-04-04بريطانيا تطالب إسرائيل باحترام سلامة أراضي سوريا 2025-04-04عضو مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد نعيم عرقسوسي: العمل جارِ على إعداد النظام الداخلي للمجلس 2025-04-04وفاة طفل غرقاً في مياه نهر الفرات 2025-04-04سوريا ترحب بقرار مجلس حقوق الإنسان الأول منذ سقوط نظام الأسد 2025-04-04الوزير الشيباني يرحب بأول قرار لمجلس حقوق الإنسان بعد سقوط النظام البائد 2025-04-04الجامعة الافتراضية تؤجل امتحانات طلاب مركز اللاذقية 2025-04-04وزير الأوقاف لـ سانا: تعزيز السلم الأهلي جزء من العمل الدعوي خلال الفترة المقبلة 2025-04-04جامعة طرطوس تنقل امتحانات يومي الأحد والإثنين من كليتي طب الأسنان والصيدلة إلى كلية الآداب
صور من سورية منوعات أول دراسة سريرية بالعالم… زراعة الخلايا الجذعية تحسن الوظائف الحركية لمرضى الشلل 2025-03-26 جامعة ناغازاكي تطور “مرضى افتراضيين” لتدريب طلاب كلية الطب 2025-03-24فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |