محطات يستعين بها الرسول في تعامله مع زوجاته
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
استطاع رسول الله ﷺ، وهو قائد المسلمين؛ أن يُدخل السعادة لنفوس زوجاته كلهن، وتمكن بفطنته ولينه ولطفه وحكمته من التوغل في أعماق نفوسهن، ورؤية خباياهن وفهم مشاعرهن وأفكارهن، لذا كان نعم الزوج الحنون المدلل، فكيف والله قد أزال من قلبه أي غلظة، حيث قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) آل عمران 159.
اللطف والاحترام
كان الرسول ﷺ يدلل زوجاته ويعاملهن بلطف. نرى ذلك في العديد من المواقف الحياتية له مع زوجاته، فقد كان ﷺ ينادي زوجاته بأحب الأسماء إليهن؛ فيقول لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: “يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام. فترد عليه: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته “. وكان يناديها أيضًا بـ “يا حميراء”، وهي تصغير حمراء، وتعني البيضاء المشربة بحمرة. وكان الرسول يسمع زوجاته ما يحبون من كلام، فعن أم المؤمنين عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: ” أما ترضيْنَ أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرةِ ؟ قلتُ: بلى واللهِ ! قال: فأنتِ زوجتي في الدنيا والآخرةِ”.
أو حين جاءت زوجة رسول الله ﷺ السيدة صفية -رضي الله عنها-، تزوره في اعتكافه في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت معه قرابة ساعة ثم قامت لتذهب، فقال لها: “لا تعجلي حتى أنصرف معك”، وكانت تسكن في دار أسامة، فخرج الرسول ﷺ معها فقابله رجلان من الأنصار، فنظرا للرسول ﷺ ثم أجازا، فقال لهما النبي: “تعاليا، إنها صفية بنت حيي”، قالا: سبحان الله يا رسول الله، قال: “إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شيئًا”، فكم كان الرسول يتمتع باللطف واللين والاحترام لزوجاته وللناس جميعًا.
دعاء الأم مستجابحسن المعاشرة
كان رسول الله ﷺ جميل العشرة مع زوجاته، فكان يداعبهن، وينفق عليهن ويضاحكهن ويتودد إليهن. وحسن معاشرته هذه تتضح في العديد من المواقف؛ فعن عائشة قالت: “سابقني رسول الله فسبقته، فلبثت حتى أرهقني اللحم -أي سمنت- سابقني فسبقني، فقال: هذه بتلك (إشارة للمرة الأولى التي سبقته فيها). كما كان يجمع نساءه في بعض الأحيان في بيت التي يبيت عندها، ويتناول معهن العشاء، ثم تنصرف كل واحدة إلى بيتها. ومن حسن عشرته وكرم خلقه ما أفادت به السيدة عائشة -رضي الله عنها-، حين قالت إن الرسول كان يشرب وراءها وهي حائض من نفس الموضع الذي شربت منه.
الحلم والصبر على الإساءة
كيف كان يعامل رسول الله النساء؟
كان رسول الله صبورًا حليمًا مع نسائه، فكيف لا وهو رسول الله مثل البشرية الأعلى وقدوتهم، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: “كنا معشر قريش قومًا نغلب النساء. فلما قدمنا المدينة وجدنا قومًا تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم، قال: وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي. قال فتغضبت يومًا على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني. فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج النبي ﷺ ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل. قال: فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت: أتراجعين رسول الله ﷺ قالت: نعم. قلت: وتهجره إحداكن اليوم إلى الليل، قالت: نعم. قلت: قد خاب من فعل ذلك وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله”.
بل كان الرسول ﷺ يلاطفهن وقت الغضب، فكان يقول للسيدة عائشة -رضي الله عنها-: “إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى، قالت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد، وإذا كنت غضبى قلت: لا ورب إبراهيم، قالت: قلت أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك”.
وكان رسول الله يصبر على الإساءة والغيرة ويضحك، ففي صحيح البخاري: ” كانَ النَّبيُّ ﷺ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فأرْسَلَتْ إحْدَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ، فَضَرَبَتِ الَّتي النَّبيُّ ﷺ في بَيْتِهَا يَدَ الخَادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فجَمَع النَّبيُّ ﷺ فِلَقَ الصَّحْفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الذي كانَ في الصَّحْفَةِ، ويقولُ: غَارَتْ أُمُّكُمْ. ثُمَّ حَبَسَ الخَادِمَ حتَّى أُتِيَ بصَحْفَةٍ مِن عِندِ الَّتي هو في بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إلى الَّتي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وأَمْسَكَ المَكْسُورَةَ في بَيْتِ الَّتي كَسَرَتْ”. يقال إن السيدة أم سلمة -رضي الله عنها- هي التي أرسلت الطعام، وأن السيدة عائشة -رضي الله عنها- هي التي غارت.
الوفاء
إذا ضربنا مثلًا في الوفاء؛ فلن نجد أكثر وفاءً من رسول الله ﷺ، لا سيما لزوجته السيدة خديجة -رضي الله عنها-. وقد كانت السيدة عائشة تقول إنها ما غارت على رسول الله ﷺ من امرأة كما غارت من السيدة خديجة، لكثرة ما كان يذكرها الرسول ﷺ. وكان إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة، فكان وفيًا لها حتى بعد وفاتها.
العدل
كان رسول الله ﷺ عادلًا مع كل أزواجه، لا يفضل بعضهن على بعض في الأيام التي يمكث فيها عندهن، وكان إذا تزوج ثيبًا -امرأة سبق لها الزواج-؛ مكث عندها ثلاث ليال ليؤانسها، ثم يقسم لها الأيام كسائر نسائه، حتى في مرضه ﷺ كان يتحرى العدل، وكان يطوف على نسائه في بيوتهن، حتى ثقل، فاستأذن منهن أن يمرّض في بيت عائشة، فأذنَّ له. وكان الرسول ﷺ يعدل فيما يقدر عليه ويملكه، ويعتذر من الله فيما ليس بيده. كم قالت السيدة عائشة إنه قال: “اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك”. وقد فسر هذا أبو داود أنه يعني بهذا الحب والمودة، لأنها شيء ليس له عليه سلطة، وأنه أمر خارج حدود قدراته وإرادته.
الاستشارة وطلب النصح
كان الرسول ﷺ لا يخجل من استشارة زوجاته في أدق الأمور. ومن أشهر المواقف التي تدل على هذا استشارته لأم سلمة وقت صلح الحديبية، لما دخل على أم سلمة، فذكر لها المشكلة بينه وبين مشركي قريش، وأنه قال لأصحابه: قوموا فانحروا واحلقوا، فلم يقم منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فقالت له أم سلمة: يا نبي الله، اخرج ثم لا تكلم أحدًا منهم بكلمة، حتى تنحر بدنك وتدعو حلاقك فتحلق، فقام فخرج فلم يكلم منهم أحدًا حتى فعل ذلك، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًا.
المساعدة والعون
كان الرسول يساعد زوجاته ويقدم لهن يد العون، فحين سئلت عائشة: ماذا كان يفعل الرسول ﷺ في البيت، قالت: كان يكون في مهنة أهله -أي يساعد في الأعمال المنزلية-، فإذا سمع الأذان خرج. وكانت السيدة عائشة تقول إن رسول الله كان يخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرسول الأذان السيدة عائشة العدل کان رسول الله رضی الله عنها السیدة عائشة کان الرسول ﷺ رسول الله ﷺ مع زوجاته إذا کنت
إقرأ أيضاً:
منها الدعاء للمتوفي.. مستحبات يوم الجمعة احرص على أدائها
مستحبات يوم الجمعة.. ورد في عدد كبير من النصوص النبوية الشريفة، مستحبات يوم الجمعة، إذ حثنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على القيام بها فمن فعلها كتب له الأجر والثواب، ومن لم يفعلها فلا ذنب عليه، منها الدعاء للمتوفي وقراءة سورة الكهف والإكثار من الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مستحبات يوم الجمعةومن مستحبات يوم الجمعة التي ورد في فضلها العديد من النصوص، هى قراءة سورة الكهف إذ وورد فيها حديث نبوي شريف يقول عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".
قراءة سورة المنافقين ، أو الأعلى، أو الغاشية، وسورة الدخان، ويس في الليل، فورد عن أبي إمامة قال: قال سيدنا رسول -صلى الله عليه وسلم- : (من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بيتا في الجنة )، وعن أبي هريرة قال: قال الرسول عليه الصلاة و السلام: (من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك.
ومن أعظم مستحبات يوم الجمعة هو الإكثار من الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى الاغتسال والتطيب وتقليم الاظافر والدليل على ذلك ما ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله صلى الله وعليه وسلم قوله:"الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ ، وَالسِّوَاكُ ، وَيَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ"، و التبكير في الخروج من المنزل لأداء صلاة الجمعة قال سيدنا رسول الله ﷺ : «إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ وقَفَتِ المَلَائِكَةُ علَى بَابِ المَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الذي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، ويَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ». [متفق عليه].
وورد ابن عمر رضي الله عنهما قال : رَمَقتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عِشرِينَ مَرَّةً يَقرَأُ فَي الرَّكعَتَينِ بَعدَ المَغرِبِ، وَفِي الرَّكعَتَينِ قَبلَ الفَجرِ : "قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ"، و " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ".
وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَاءَ أحَدُكُمُ الجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ». [متفق عليه] فنصحنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاغتسال، والتطيب، والتسوك.. قال سيدنا رسول الله ﷺ: «..وأَنْ يَسْتَنَّ، وأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إنْ وجَدَ» [متفق عليه]
وهناك أيضًا الإكثار من الدعاء، والصلاة على رسول الله، فقال رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم «أَكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلاَةَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أوَ شَافِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وأيضًا الإكثار من الحمد، والتهليل، والتسبيح والابتهال، وإجلال الله عزّ وجل، وارتداء افضل زي عند الصلاة قال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}. [الأعراف:31] و الذهاب إلى المسجد ماشيا.
قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا». [أخرجه الترمذي]، وتحري ساعة الإجابة وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعة".
مستحبات يوم الجمعة
الصلاة على النبي ورد له دليل في كتاب الله الكريم: «إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
دعاء للمتوفي يوم الجمعة
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين يارب العالمين اللهم في يوم الجمعة سر خواطرنا إشف مرضانا ارحم موتانا اشرح صدورنا يسر أمورنا واجعلها فرج لكل صابر واستجابة لكل دعاء، إنها الجمعة قد رحل إلى جوارك يا الله فأسألك يا ربي فيها أن تغفر له وترحمه وتآنس وحشته وتوسع قبره وتجعل له في ذلك القبر النور الدائم الذي لا ينقطع وتجعل له مقعداً في جنة الفردوس يارب العالمين.
اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم أرحم من عجزت عقولنا عن استيعاب فراقهم وأجعل قبورهم نوراً وضياء إلى يوم يبعثون".
اللهم إنّا نسألك في هذا اليوم المبارك أن تُبدل موتانا وموتى المسلمين دورًا خيرًا من دورهم، وأهلًا خيرًا من أهلهم، وأنت تدخلهم الجنة وتعيذهم من عذاب القبر ومن عذاب النار.
اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين، واجعل قبره روضةً من رياض الجنة ولا تجعله حفرةً من حفر النار. اللهم إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك، أن ترحم ميّتنا، وألّا تُعذّبه، وأن تُثبّته عند السؤال.
مستحبات يوم الجمعة
اللهم أذهب عنا الحزن وأزل عنا الهم، واطرد من نفوسنا القلق واجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم في يوم الجمعة أرحم من مات منا ومن عجزت عقولنا عن استيعاب فراقهم، وأجعل قبورهم نورا وضياء إلى يوم يبعثون نسألك يا رحمن يا كريم ان ترحم عبدك وتنير قبرة وان ترزقة جنة فردوس لا نهاية لها، وأن ترزقنا رؤياه في الاخرة منعّماً في جنتك يا كريم.
-