صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-18@11:13:42 GMT

حضور رغم الغياب!!

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

حضور رغم الغياب!!

أطياف

الوقت كلما عبرت من خلاله المؤامرة

جمع لها كل أدوات السقوط، وكشف عن أن آخر مراحل العزلة. قد تكون الاستسلام.

ولم يستطع رئيس الوفد الحكومي محمد بشير أبو نمو أن يكون صادقا وشفافا في إفادته بعد عودة وفد الحكومة السودانية من جدة، عندما قال إن المشاورات مع الجانب الأمريكي، انتهت دون اتفاق على مشاركة الوفد في مفاوضات جنيف، ولم يذكر الوزير الأسباب التي جعلت مشاركة الوفد غير مقبولة.

ولم يقل إن العقبة كانت رغبة أمريكا في حضور شخصيات تمثل القوات المسلحة، وليست الحكومة الكيزانية ولا الحركات المسلحة.

وعودة الوفد إلى السودان كشفت لحكومة الكيزان ما كانت تخشاه ليس أنها غير مرحب بها على طاولة التفاوض إن كانت في جنيف أو جدة، ولكن ليس مسموحاً لها أن تمارس الخدعة السياسية أيضا، وأن زمن التلاعب الذي درجت عليه الفلول في السابق انتهى أوانه، كما أن عدم الاعتراف بها بعد أن كان قولا، أصبح فعلا يجعل وفودها تحل وترحل دون أن تترك أثرا.

ولأن الحكومة كما ذكرنا أرسلت وفدها لمعرفة ما تحتويه ورقة جنيف لا أكثر قالت الخارجية أمس بعد عودة وزير المعادن إلى بورتسودان إن الجانب الأميركي لم يقدم خلال اجتماعات جدة ما يبرر إنشاء منبر جديد للمفاوضات!!

وكأن هذا السؤال يعني الشعب المكلوم في شي..

والوفد أكد أن مهمته الضحلة انحصرت في معرفة أسباب الدعوة إلى مباحثات جنيف، وهذا يعني أن جنيف تشكل (بعبع) جعل هم الوفد كله أن يعرف ماذا هناك!!

وغريب أن تسأل الحكومة عن مبررات لقيام مباحثات جنيف، وهي التي تعلم أن عدم استجابتها للدعوات المتتالية للتفاوض بجدة، لا يمنحها الحق في عقد حاجب الدهشة لقيام منبر آخر، لأن هروبها المتكرر كان سببا في قيام أكثر من منبر بغية أن تُقْنَع بأن التفاوض هو السبيل الوحيد لحل الأزمة السودانية ووقف الحرب

ولو ذهبت الحكومة من قبل إلى جدة لما كانت الوساطة بحاجة إلى وسيلة ضغط أخرى في سويسرا، حتى تثنيها عن مواقفها المتعنتة التي تسببت في إطالة أمد الحرب وفي قتل المئات من الشعب السوداني إما بالنار أو بالجوع.

وأمريكا يبدو. أنه لا يعنيها ما صرح به الوفد، بل ولا يعنيها أيضا أن رفضت الحكومة المشاركة في المباحث أو قبلت؛ لأن الحكومة نفسها غير معنية بالدعوة.

والدليل أنها ماضية في ما دعت إليه، حتى إن المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو أعلن بالأمس عن وصوله إلى جنيف لإجراء محادثات بشأن الأزمة السودانية، ويأمل “بنتائج إيجابية” جاء هذا التصريح بعد عودة الوفد الحكومي إلى السودان وعقب إعلان الحكومة عدم توصلها إلى اتفاق يمكنها من المشاركة في مباحثات سويسرا أي أن أمريكا تؤكد حضورها رغم الغياب.

إذن أن بيرييلو حاول أن يبعث رسالة فحواها أن المباحثات قائمة في موعدها، بالرغم من اعتذار طرف أساسي وأصيل فيها!!

إعلان لا يصب في قالب التفسير إلا لسببين لا ثالث لهما أولهما إما أن البرهان أعطى كلمة وموعدا للوساطة أكد بها مشاركة القوات المسلحة بعيدا عن رغبة الحكومة، لا سيما أن الأوساط تهمس بزيارة سرية قام بها الجنرال إلى السعودية سبقت ذهاب الوفد إليها بيوم، وإن حدث ذلك يطرأ الاستفهام عن ماذا قدم الجنرال من تعهدات والتزامات للوساطة، جعلت أمريكا لا تبالي من انسحاب وفد الحكومة، وأن (آخر همها) أن توافق أو تعتذر فهل عقد الجنرال صفقة سرية بعيدا عن فلول النظام البائد!! هل يفاجئ القائد الشعب، ويعلن انحيازه إلى خياراته ورغبته الملحة في وقف هذا العبث!!

أم أن السبب الآخر أصبح يفرضه فقه الضرورة الذي ربما يجعل أمريكا تضرب خيام مباحثاتها في موعدها المعلن بحضور طرف واحد لتقدم مسوغ واضح ومباشر يجعلها تكشف عن نيتها الانتقال إلى الخطة (ب).

فهل تضع الوساطة الأزمة السودانية بتفاصيلها الإنسانية الكارثية أمامها، وتعلن عن قرار يجعلها صاحبة الفصل والحسم لفوضى الميدان لوضع حد لنهاية المأساة، الانتقال إلى المربع الثاني الذي إن تم وحدث تكون أيضا الفلول سببا فيه كما تسببت في الحرب لطالما أنها تعمل لإضاعة فرصة السلام بسلام، وتتحمل تبعات الخطوة وما يترتب عليها من آثار!!

لهذا فإن الاحتمالين إن كانت أمريكا تعتمد كليا على أحدهما يكون حرصها وتمسكها بقيام المباحثات (على أي حال) أمرا طبيعيا وواردا.!!

طيف أخير

في هذه الحرب دفع هذا الشعب كل ما يملك لشراء الأمان واليوم يدفع روحه ثمنا لشراء السلام

الوسومصباح محمد الحسن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: صباح محمد الحسن

إقرأ أيضاً:

بعد تقارير عن موافقة الجيش.. السودان يرد على دعوة أممية بشأن مفاوضات مع الدعم السريع في جنيف

رد وزير الخارجية السوداني علي يوسف على تقارير إعلامية قالت إنّ لعمامرة يقود جهوداً لإحياء محادثات غير مباشرة في جنيف السويسرية خلال يناير المقبل، و أن الدعم السريع وافقت، فيما أبدى الجيش موافقة شبه “مبدئية على المشاركة”، دون تأكيد رسمي

 

متابعات – تاق برس – وكالات – كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن المبعوث الأممي إلى السودان، رمطان لعمامرة، بدأ الترتيب لتوجيه دعوات إلى طرفي النزاع السوداني: الجيش و«قوات الدعم السريع»؛ لاستئناف محادثات غير مباشرة بمدينة جنيف السويسرية خلال يناير (كانون الثاني) المقبل، تركز على ملف حماية المدنيين.

 

الا ان وزير الخارجية السفير  علي يوسف الشريف قال حسب (السوداني)، إنّ الحكومة السودانية لم تتلق أي دعوة من المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة رمطان لعمامرة، بشأن استئناف مفاوضات جنيف.

 

ورفضت الحكومة المشاركة في منبر للتفاوض مع الدعم السريع في جنيف برعاية سعودية ــ أمريكية في أغسطس المنصرم.

وأضاف الشريف : “موقفنا لا يزال كما هو بشأن منبر جنيف ولم يتغير لأنه موقف صحيح”.

وفي وقت سابق، قال رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش: “تمسكنا بموقفنا المبدئي وهو عدم حضور مفاوضات جنيف إلا في حال تنفيذ مقررات جدة”.

 

 

وانخرطت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان (ALPS)»، في الأيام الماضية، في مشاورات جديدة مع جهات فاعلة في المجتمع المدني السوداني تمثل النساء والشباب والمنظمات، لأخذ تصوراتها وملاحظاتها وعرضها ضمن أجندة المحادثات المرتقبة.

 

 

ونقلت المصادر لــ«الشرق الأوسط» عن المسؤول الأممي أن «(قوات الدعم السريع) وافقت على استئناف المحادثات، فيما أبدى الجيش موافقة شبه مبدئية على المشاركة، دون تأكيد رسمي من جانبه حتى الآن».

وقالت إن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، لعمامرة، «سيقود بنفسه المحادثات بين الطرفين للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص حماية المدنيين، ربما يفتح الباب لتفاهمات في قضايا أخرى بشأن الأعمال العدائية».

 

 

وخلال المفاوضات التي جرت بجنيف في أغسطس (آب) الماضي، أفلحت مجموعة «ALPS»، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر وسويسرا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، في الحصول على موافقة قوية من طرفي القتال على تأمين إعادة فتح وتوسيع طرق الوصول الإنساني دون عوائق بناء على أسس «إعلان جدة»، مهدت لاحقاً لوصول محدود للإغاثة إلى المدنيين بمناطق النزاعات في دارفور وكردفان.

 

 

ورغم ذلك، فإن المتحدث الرسمي باسم وفد «الدعم السريع» المفاوض، محمد المختار النور، قال في تصريح مقتضب لــ«الشرق الأوسط»: «لم تصل إلينا دعوة رسمية بعد من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، رمطان لعمامرة، بخصوص المحادثات المزمعة. وفي حال تمت دعوتنا، فسنرد عليها بعد دراستها».

 

 

وحدّ غياب وفد الجيش السوداني عن المشاركة في تلك المحادثات من الوصول إلى اتفاق حول الآليات المقترحة من قبل الشركاء في المجموعة الدولية بشأن حماية المدنيين، المتمثلة في تلقي الشكاوى ومعالجة المشكلات الناشئة بشأن تنفيذ الالتزامات المتعلقة بذلك الملف بموجب الاتفاقيات القائمة.

 

 

وتعثرت اجتماعات تشاورية رفيعة المستوى جرت بين قادة «مجلس السيادة السوداني» ومسؤولين أميركيين ضمن اجتماعين منفصلين في جدة والقاهرة خلال الأشهر الماضية، ولم تتوصل إلى تفاهمات بشأن مشاركتهم في مفاوضات جنيف السابقة، فقد أصر هؤلاء على المشاركة بوفد يمثل الحكومة السودانية، لكن الجانب الأميركي تحفظ على ذلك.

 

 

ووفقاً للمصادر، فإن جولة المحادثات المرتقبة في يناير المقبل «ستركز على إحراز اختراق كبير يقود إلى حمل الطرفين المتقاتلين على حماية المدنيين من خلال الاتفاق على إجراءات وقف العدائيات على المستوى الوطني بوصفها مدخلاً لوقف إطلاق النار».

وقالت إن لعمامرة تحدث عن زيارة مرتقبة إلى مدينة بورتسودان؛ العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، خلال الأيام القليلة المقبلة، ومن المقرر أن يلتقي خلالها قادة «مجلس السيادة» وكبار المسؤولين في الحكومة السودانية.

 

 

وأضافت أن المبعوث الأممي سيوجه، خلال زيارته إلى بورتسودان، الدعوة مباشرة للحكومة السودانية للمشاركة في المحادثات، وأنه لم يستبعد أن تتمسك بشروطها السابقة، «لكنه أكد أن محادثات جنيف تستند في الأساس على ما تم التوصل إليه في (إعلان مبادئ منبر جدة)، وهو اتفاق لا خلاف عليه بين الطرفين».

 

 

وكانت «الدعم السريع» شاركت بوفد رفيع المستوى في محادثات جنيف السابقة، مؤكدة التزامها بتحسين حماية المدنيين، وضمان الامتثال لـ«إعلان جدة» وأي اتفاقيات مستقبلية أخرى، كما تعهدت لشركاء جنيف بإصدار توجيهات صارمة لقادتها وقواتها في الميدان للامتناع عن ارتكاب انتهاكات أو التعرض للعمليات الإنسانية التي جرى الاتفاق عليها.

 

السودانرمطان لعمامرةمفاوضات جنيف

مقالات مشابهة

  • بعد تقارير عن موافقة الجيش.. السودان يرد على دعوة أممية بشأن مفاوضات مع الدعم السريع في جنيف
  • شاهد | لقاء خاص مع محمد علي الحوثي من مجمع العرضي بالعاصمة صنعاء .. بماذا خاطب أمريكا؟؟
  • ترحيب أممي بالتزام «الحكومة السورية» بحماية المدنيين
  • وزير الخارجية لـ(السوداني): الحكومة لم تتلق أي دعوة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة بشأن استئناف مفاوضات جنيف
  • ناطق الحكومة: سيكون ردنا قوياً
  • ترتيب أممي لمحادثات غير مباشرة بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في جنيف
  • بعد 13 عاما من قطع العلاقات..قطر تعلن موعد استئناف عمل سفارتها في دمشق
  • وفد قطري يزور دمشق ويؤكد التزام بلاده الكامل بدعم الشعب السوري
  • وفد قطري يصل إلى سوريا ويلتقي الحكومة المؤقتة
  • العثماني رئيس الحكومة السابق: داعش صنيعة أمريكا وإيران