نجاحُ “التغيير والبناء” مرهونٌ بمدى استعدادنا للتعاون معها
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
عبد القوي السباعي
صحيحٌ أن اختيار شخصيةٍ توافُقيةٍ بحجمِ “الرهوي” كانَ مِن أجلِ تعزيزِ المنهج الوَحدوي والشراكة الوطنية، لكنه أَيْـضاً يحظَى بثقة وتقدير القيادة الثورية والسياسية، بل وكل الأوساط الحزبية والشعبيّة؛ لما يمتلك من رُؤَىً وخِبرةٍ سياسية وإدارية كبيرة، ورصيدٍ نضالي هائل في العمل الوطني، والتي على ضوئها تم تكليفُه بتشكيل حكومة “التغيير والبناء” لتنفيذ الإصلاحات الجذرية.
و”التغيير الجذري” لا يعني اجتثاثَ فصيلٍ وإحلال آخر كما يعتقد البعض، بل هو إعادة تنظيم الوزارات وتقليل عددها، بما يحقّق كفاءة الإدارة، ويجسِّدُ قِيَمَ الشفافية والمساءلة، تقودُها لجانٌ رقابيةٌ مستقلَّةٌ تنشُرُ تقاريرَ دوريةً عن الأداء الحكومي وجودته؛ لتعزِّزَ الاستقرار الاقتصادي والأمني والسياسي.
وبالتالي؛ فنحن أمام حكومة جاءت لتنفيذ تغييرات جذرية في هيكل الحكومة والسياسات العامة، في إطار الجهود الرامية لترتيب الوضع الداخلي بكل جوانبه، وفق سياسات جديدة وعملية، بعد اختيار الوزراء والمسؤولين الرئيسيين الذين سيعملون فيها وفق النزاهة والكفاءة والخبرة، وتحديد السياسات والأولويات التي سيعملون عليها.
ومن أجل تحقيق الحياة الكريمة لكل أبناء الشعب، المتوقع من الحكومة الجديدة أن تركز على الاهتمام بالخدمات الأَسَاسية، من خلال تنظيم وإدارة الموارد المحلية، وتعزيز الإنتاج والاستثمار الزراعي والصناعي، وتنمية مهارات القوى العاملة وزيادة فرص العمل، وتحديث البنى التحتية للتعليم، وتوفير برامج تدريبية للشباب.
إذ يأملُ الشعبُ اليمني من هذه التغييرات، أن تحقِّقَ جُملةً من الإصلاحات الاقتصادية، خَاصَّةً في ظلِّ التحديات الكبيرة التي شهدتها اليمن، على مدى عشر سنوات، مثلَ القيام ببرامجَ ملموسة لتطوير النظام الصحي وتوفير الرعاية الصحية للجميع، وتقديم الخدمات الصحية في المناطق الريفية، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية للحالات المستعصية.
كما نتوقع من حكومة “التغيير والبناء” تنفيذ سياسات تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة، وتطوير وإدارة الموارد الطبيعية وتشجيع الاستثمار فيها، ودعم الابتكار والتكنولوجيا لتحسين الإنتاجية وتعزيز النمو الاقتصادي، من خلال توفير الدعم للشركات الناشئة، وتشجيع البحث العلمي، وتطوير البنية التحتية الرقمية، غيرها.
أيضاً؛ وعلى الرغم من استمرار النهج العدائي لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ وأدواته، تحاول صنعاء من خلال “التغيير والبناء” تحسين علاقاتها مع بعض الدول الإقليمية والدولية، وقد نشهد تحَرّكات دبلوماسية جديدة في محاولةٍ لإنهاء حالة العداء أَو على الأقل تخفيف حدته، لكن هذا لا يمنع من مشاهدة تغييرات في الاستراتيجيات الأمنية والعسكرية، بما يعزز موقع اليمن دفاعاً أَو هجومًا.
ومن المزمَع في الأيّام القليلة القادمة بمشيئة الله تعالى؛ البدء في تنفيذ جملة من الإصلاحات والتي تم تحديدها في خطة عمل الحكومة الجديدة، كما ستتم متابعة التنفيذ وتقييم النتائج بشكلٍ دوري، من خلال إطلاق حملات توعوية، لتعزيز التواصل مع جماهير الشعب؛ لضمان مشاركتهم ودعمهم لهذه الإصلاحات، وعقد اجتماعات عامة معهم، والاستماع إلى احتياجاتهم ومشاكلهم.
وعليه؛ فَــإنَّ الإعلان عن حكومة “التغيير والبناء” -وكما أرادها السيد القائد- يشير إلى بداية مرحلةٍ جديدةٍ تتضمن تغييرات جذرية في الهيكل والإجراءات، تساهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للشعب، والتي إذَا ما تم تنفيذها بفعالية وكفاءة، ستحقّق استقرارًا كبيرًا وقفزة نوعية، غير أن نجاحَها يعتمد على كيفية تنفيذ هذه الإصلاحات ومدى استعداد وتعاون الأطراف المختلفة في تنفيذها.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: التغییر والبناء من خلال
إقرأ أيضاً:
فؤاد: الإعمار الحقيقي في إلغاء الاشتراكية.. والبناء جزء سهل
رأى محمد فؤاد، محلل قنوات الإخوان المسلمين للشأن السياسي الليبي والمقيم في إيطاليا، أن الإعمار الحقيقي في إلغاء الاشتراكية، مدعيا أن البناء جزء سهل، بحسب تعبيره.
وقال فؤاد، في منشور عبر «فيسبوك»: “معظم الاقتصاديات الأوروبية تعاني وخصوصاً بعد الكورونا وحرب أوكرانيا؛ حتى ألمانيا نفسها، والأنشطة الاقتصادية خصوصا الصغرى والمتوسطة هى التى تدفع الثمن الأكبر، فمشكلة أوروبا هي الضرائب المرتفعة التي تعيق أي نشاط.. ومن الأخبار التي سمعتها أن حوالى 9000 مليونير بريطانى يستعدون لمغادرة بريطانيا وأن الوجهة المفضلة هي الإمارات”، وفقا لقوله.
وأضاف “لو كانت ليبيا نجحت في إجراء إصلاحات اقتصادية حقيقية وقامت بإنشاء بنية تحتية مهمة بعيدا عن «السرقة التي نراها اليوم باسم الإعمار المزعوم»؛ لكانت هي الوجهة الرئيسية ليس فقط للمليونيرات وإنما للأنشطة الاقتصادية الحقيقية فالقرب وطول الساحل والطقس وقلة السكان تمكنها من ذلك”، على حد وصفه.
وتابع “لكن لن يحدث هذا أبدا بعقلية اللصوص والغنيمة والاشتراكية التي تدير البلد اليوم، الإعمار الحقيقي هو الإصلاح القانوني وتحرير السوق ومنع الاحتكار والفساد وإلغاء الاشتراكية أما البناء فهو الجزء الأسهل في أي إعمار”، بحسب حديثه.
الوسومالإعمار الاشتراكية البناء ليبيا