اتجاهات مستقبلية
في يومهم العالمي.. عقول شابة تُنير درب البحث العلمي
يحتفل العالم يوم 12 أغسطس من كل عام باليوم العالمي للشباب، بصفته مناسبة لتوجيه اهتمام المجتمع الدولي نحو قضايا الشباب والاحتفاء بإمكانياتهم بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي المُعاصر. وقد كان تخليد هذا اليوم وليد اقتراح شبابي في فيينا عام 1991 إبّان الدورة الأولى لمنتدى الشباب العالمي التابع للأمم المتحدة، قبل اعتماده رسميًّا عام 1998 خلال الدورة الأولى للمؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب، الذي استضافته البرتغال في الفترة من 8 إلى 12 أغسطس من العام ذاتِه.
ويعدُّ البحث العلمي هو القوة الدافعة للشباب، إذْ تُبنى الأوطان بأيدي شبابها وعقول علمائها خصوصًا الشباب، فالشباب بطبعهم متحمسون وطَموحون نحو الابتكار والتجديد، كما أنهم يشكلون الأساس الرئيس للتكيف مع التحديات المعاصرة التي تواجه أي مجتمع؛ لما يتمتعون به من مرونة عالية وقدرة كبيرة على التواصل مع نظرائهم حول العالم لتبادل المعرفة والأفكار، إذ ترصد اليونسكو ارتفاعًا ملحوظاً في نسبة الشباب دون سن 35 عامًا الذين يشاركون في البحث العلمي وهو ارتفاع تجاوزت نسبته الثلث تقريبًا خلال السنوات الأخيرة. كما تُشير بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25-34 عامًا يشكلون نحو 45% من مجموع الحاصلين على درجات الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في البلدان أعضاء المنظمة. وتُشير المسوح البحثية التي أُنجزت مؤخرًا إلى ارتفاع نسبة الأوراق البحثية المعَدّة من قبل فرق بحثية تضم شبابًا في بعض الجامعات والمؤسسات البحثية عالميًّا، كما أن الباحثين الشباب يشكّلون ما يصل إلى 60-70% من الباحثين المساهمين في المنشورات العلمية. ومن هنا فإن إشراك الشباب في البحث العلمي ليس ضروريًّا لتقدم المجتمع فحسب، بل هو ضروري لتعزيز قدرتهم على التأثير في مستقبل العلم والسياسة والاقتصاد العالمي.
ولما كان مركز تريندز للبحوث والاستشارات قد أدرك منذ الوهلة الأولى أهمية كلّ من الشباب والبحث العلمي فقد كان بذلك سبّاقًا إلى تمكين الشباب وتعظيم قدراتهم في البحث العلمي بما يخدم المجتمع ويحقق طموح شبابه، فأسس “مجلس شباب تريندز” المكوّن من سبعة أعضاء ليكون ساحة وإطارًا لطرح الرؤى وتبادل الأفكار حول مستجدات القضايا موضع اهتمام الشباب، كما أسّس “برنامج الباحثين الشباب” الذي يعتمد بالكامل على باحثين شباب، وبذلك أرسى مركز تريندز فرصة مؤسسية لتخريج كوادر شابة ذات قدرات بحثية وعلمية راقية ضِمن رؤية المركز لتمكين الشباب وتعزيز دورهم في البحث العلمي تحقيقًا لتطلعات الباحثين الشباب وطموحاتهم وإشراكهم المؤسسي في إدارة المركز وعملية صنع القرار فيه المتصلة بأجندة البحث العلمي وأولوياتها، كما اعتمد المركز ضمن نهج عمله كمؤسسة بحثية، الاعتماد على الكوادر البحثية الشابة كمحرك رئيسي لعمل المركز، وقيادة فرقه البحثية العديدة، وبذلك تميز المركز بأن كل قطاعاته يرأسها شباب مؤهلون تأهيلًا راقيًّا. كما يركّز المركز في برامجه التدريبية على مختلف مجالات اهتمام الشباب، وجعْلها تؤدي دورًا مجتمعيًّا فعالًا في المستقبل المنظور، وبذلك يقدّم تريندز نموذجًا عمليًّا لتمكين الشباب في يومهم العالمي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الحكومة تخصص مليار درهم لتشجيع البحث العلمي والميداوي يبشر بتحول في الجامعات بسبب الذكاء الإصطناعي
زنقة 20 ا الرباط
أعلن عزالدين ميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أن الوزارة خصصت لبرنامج الدعم الوطني للبحث العلمي والابتكار 2025-2028 مبلغا قدره مليار درهم.
وأوضح ميداوي في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء، أن “البرنامج يعد تحولا نوعيا قويا في ميدان البحث العلمي”، مشيرا إلى أن البرنامج مضاعف بالنسبة للطرق التي اتخذت لتمويل البحث العلمي في الجامعات منذ 50 سنة مرت”.
وأشار إلى أن ” البرنامج يقوم على مناصفة مع المكتب الشريف للفوسفاط، مؤكدا أن “البرنامج يجمع بين مجموعة من المميزات، حيث أنه متعدد السنوات يسمح للباحث بتكرر تجربته رغم توقف لمدة معينة من أجل تقديمه وتحسينه”.
وشدد على أن البرنامج أخذ بعين الإعتبار التمييز الإيجابي الترابي وذلك في إذطار الجهوية المتقدمة وما يضمنه الدستور وفي إطار التوجيهات الملكية حيث أنه لابد للجهات جميعها أن تستفيد من هذا البرنامج”، مضيفا أن البرنامج الابقة كانت ترتكز في الجامعات الكبرى وفي المؤسسات القديمة ولا تستفيد منها المؤسسات النائية والجهات البعيدة”.
المسؤول الحكومي و جوابا على سؤال عن الخصاص في الموارد البشرية بالتعليم العالي، أكد أن الجامعات المغربية ستعرف تحولات كبيرة بسبب طفرة الذكاء الاصطناعي التي تجتاح العالم.
الميداوي، قال أن التحولات الكونية ومنها الذكاء الاصطناعي تفرض اعادة النظر في أنماط التعلم على المستوى الجامعي.