اختيار “يحيى السنوار” رئيسا لحماس.. ما الرسائل والدلالات؟
تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بينما تتجه أنظار الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين والعرب، نحو التصعيد في المنطقة، أعلنت حركة حماس تعيين القيادي يحيى السنوار رئيسا لها.
يرى سياسيون أن هذا الاختيار شكل، نقطة هامة في استراتيجية الحركة ضمن حربها ضد العدو الإسرائيلي، إذ يحمل رسائل ودلالات جوهرية متعلقة بملفات عدة، منها المفاوضات وآلية إدارة الحرب مع العدو الإسرائيلي الذي وصفه بأنه الرجل الأكثر خطرا على كيانه.
وفي هذا الشأن وعلى الرغم من تحديات هذه الخطوة، فإن اختيار رئيس جديد لحركة حماس من داخل القطاع المحاصر ومن الخطوط الأمامية يدل على أن الحركة عازمة على المضي قدماً في خيار المواجهة المباشرة مع العدو، والاستمرار في الحرب معها، حسبما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الثلاثاء الماضي.
و اعتبر السيد حسن ذلك تأكيدا على أنّ الأهداف التي يتوخّاها العدو من قتل القادة والمسؤولين فشلت في تحقيق مبتغاها وأنّ الراية تنتقل من يد إلى يد، مضرجة بدماء الشهداء”، وهي رسالة قوية للعدو الصهيوني، ومن خلفه الولايات المتحدة وحلفائها بأنّ حركة حماس موحّدة في قرارها، صلبة في مبادئها، ثابتة في خياراتها الكبرى عازمة على المضي ومعها سائر الفصائل الفلسطينية في طريق المقاومة والجهاد مهما بلغت التضحيات.
رسائل حماس لإسرائيل:
وحول رسائل حماس من وراء اختيار السنوار، يقول القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إن هناك ثلاث رسائل وراء اختيار السنوار، أولها أن حماس “أثبتت أنها لا تزال قادرة على أن تتخذ قرارات مناسبة في ظل هذه الظروف، إذ نجحت في اختيار الشخص المناسب بالإجماع الكامل، وهذا يعني أن الحركة تقف موحدة، والرسالة الثانية هي أن الحركة ستمضي قدماً للأمام، وأن هناك قيادات قادرة على أن تكمل المسيرة، وثالثاً “جميع الضغوط لا يمكن أن تُثني حماس عن مبادئها وثوابتها الراسخة”، وفق حمدان.
وفي صدد تصعيد عسكري وميداني وسياسي أوسع بعد اختيار قائد ميداني وعسكري، يرى سياسيون أن حماس اختارت موقفاً أكثر تصلباً وتشدداً في إطار المواجهة مع العدو الإسرائيلي، من خلال اختيار السنوار الذي شكل ذلك الاختيار، رسالة تصعيدية وتحديا للعدو الإسرائيلي، اذ على الحكومة الإسرائيلية التعامل الآن مع مهندس هجوم أكتوبر، والعقل المدبر له وفق تعبيرها، مشيرين إلى أن اختيار قيادي عسكري ميداني معروف بتشدده حيال العدو الإسرائيلي سواء على المستوى السياسي أو العسكري، يعني أن حماس مصرة على المقاومة العسكرية، ولن تتراجع تحت وطأة أي ضغوط خارجية.
واعتبرت هيئة البث الإسرائيلية اختيار السنوار، رسالة لإسرائيل بأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى، مؤكدة أن السنوار رجل ذكي جدا وصلب جدا والأهم من ذلك رجل يمتلك قدرات تنظيمية كبيرة جدا ويفهم الإسرائيليين، وتعرف إسرائيل أن السنوار يعرفها أكثر مما تعرفه هي، وهو يحمل رمزية كبيرة في الوعي الإسرائيلي صنعته هي بنفسها، وفقا لخبراء في الشأن الإسرائيلي.
القيادة من داخل غزة:
ليست هذه المرة الأولى التي يجري فيها اختيار رئيسا لحماس يقيم داخل القطاع، فالشهيد إسماعيل هنية تم تعيينه رئيساً للحركة وقضى قرابة عامين من ولايته داخل القطاع قبل أن يغادره متوجهاً إلى قطر.
ولهذا فان إدارة حركة حماس لم تتعثر في أي وقت من الأوقات، سواء كان رئيسها يقيم داخل أو خارج قطاع غزة، لكن السنوار يختلف عن إسماعيل هنية، إذ هددت إسرائيل بـ”اصطياده”، محمّلة إياه المسؤولية عن هجوم السابع من أكتوبر، ورصد الجيش الإسرائيلي مبلغ 400 ألف دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض عليه.
ووفق خبراء فان اختيار السنوار من قلب المعركة يؤكد أن حماس تقود المقاومة من غزة ومن النفق الذي يوجد به السنوار ويدير عملياته من خلاله، وأن قيادة المقاومة بيد غزة، وأن السنوار المعروف بصلابته وفهمه العميق للعدو و نقاط ضعفه وكثيرًا من التفاصيل عنه منذ أن كان في السجن لديه هو الأقدر على قيادة الحركة في أكبر معارك تاريخ الشعب الفلسطيني، وأن وجود رئيس الحركة في غزة يعطي إشارة بأن الميدان هو من يوجّه السياسة والسياسة تستفيد وتستند على الميدان وهذا يعطي رسالة للاحتلال إذا كنتم تضغطون في السنوات الماضية على قيادة حركة حماس وما زلتم بارتكاب المجازر واغتيال قيادتها لكي تتنازل هذه القيادة فنحن اليوم ذهبنا إلى مكان لنؤكد لكم بأن القيادة لم تتنازل سابقًا وما زالت مصرة على شروطها في موضوع المفاوضات حتى وقف العدوان بشكل كامل.
ويؤكد المحللون أن السنوار يمتلك رؤية وعزيمة وإصرارا لتنفيذ عملية استثنائية تقلب الموقف الاستراتيجي على المستوى الفلسطيني والإقليمي والعالمي، وهي أكبر من معركة طوفان الأقصى، مشيرين الى أن السنوار بشدة ذكائه قادر على شق مسارات استراتيجية كبرى لم يعهدها المجتمع الغزي أو المجتمع الفلسطيني، حيث استطاع نقل الصراع إلى مربع مختلف تماما، وكذلك استطاع توظيف القوة في لحظة فارقة في مكمن ضعف عند العدو، واستطاع الوصول إلى معركة طوفان الأقصى.
والاختيار له دلالات هامة تؤكد على وحدة الحركة وقوتها وتماسكها، والتسلسل القيادي والقدرة التنظيمية تم استعادتها وبسرعة لافتة رغم الضرر الذي سببه اغتيال هنية، ويأتي كرسالة صريحة بأن الحركة متماسكة، وأنها قادرة على اختيار رئيس لمكتبها السياسي.
كما يعتبر رسالة أساسية للعدو الذي أراد من خلال اغتيال هنية الذي كان رئيسا للحركة أن يضرب وحدة الحركة ويؤثر على مؤسسيتها ظنًا منه أنها ستهتزّ، غير آبه أن تاريخ حماس طويل بالاستهداف لقياداتها منذ المؤسس الأول الشيخ أحمد ياسين رحمه الله ثم من تلاه من القادة الشهداء.
ـ المسيرة نت: عباس القاعدي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الإسرائیلی اختیار السنوار أن السنوار حرکة حماس أن الحرکة أن حماس على أن
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك يكرم خريجي برنامج “مستقبلي” الذي نظمه صندوق الوطن
قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، إن تمكين ودعم شباب الإمارات أحد أهم أولويات صندوق الوطن وفق رؤية الشاملة التي تحمل شعار “هوية وطنية قوية ومستدامة.. دعائمها التمكين والإنتاجية والمسؤولية”، من أجل تأهيلهم لاقتحام مجال ريادة الأعمال، وتحقيق أهدافهم بامتلاك مشاريعهم الخاصة القابلة للتطور والاستمرارية.
وأضاف معاليه، أن الصندوق وفر للمشاركين بالبرنامج على مدى حوالي 6 أشهر التدريب العملي والنظري على أيدي خبراء عالميين، والدعم الإشراف، ثم الدعم والمتابعة الضامنة للنجاح المشاريع على أرض الواقع، مؤكدا أن أبناء وبنات الإمارات يحظون برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، باعتبارهم حاضر ومستقبل هذا الوطن الغالي.
جاء ذلك عقب تكريم معاليه، لعدد من أبناء وبنات الإمارات الذين اجتازوا البرنامج التدريبي ” مستقبلي” وانطلقوا لتنفيذ مشروعاتهم، على أرض الواقع، بعدما وفر لهم الصندوق الاستشارات الفنية والمالية، إضافة إلى المتابعة المجانية من جانب خبراء الصندوق المتخصصين في مجال ريادة الأعمال، وذلك في إطار جهود صندوق الوطن المستمرة لتمكين أبناء وبنات الإمارات وتعزيز قدراتهم لاقتحام ريادة الأعمال.
حضر التكريم معالي سارة عوض عيسى مسلم وزير دولة للتعليم المبكر، رئيس الهيئة الاتحادية للتعليم المبكر، رئيس دائرة التعليم والمعرفة – أبوظبي، وسعادة الدكتور خليفة الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.
وأوضح معاليه، أن البرنامج التدريبي “مستقبلي”، الذي ينظمه صندوق الوطن ويشرف عليه عدد من الخبراء العرب والأجانب، ممن يتمتعون بخبرات واسعة في هذا المجال، يعد أحد أهم أدوات صندوق الوطن في إطار جهوده المستمرة لدعم ورعاية أبناء الإمارات وفق الرؤية الحكيمة لحكومتنا الرشيدة، مؤكدا أن الخريجين الذين تم تكريمهم اليوم، اجتازوا بالفعل المحاور الثلاثة للبرنامج، حيث حصلوا على تدريب يتضمن تعريفهم بأهم الطرق المعمول بها عالميا لتحويل الأفكار والمبادرات لدى الشباب إلى مشروع أو شركة تستطيع العمل وتتعدد فرص نجاحها، وفق أفضل الممارسات، ثم تم عرض كافة الأفكار التي طرحها المتدربون عقب إتمام المرحلة الأولى من البرنامج على لجنة متخصصة لاختيار أفضل المشاريع، والتي كرم صندوق الوطن أصحابها، حيث قام صندوق الوطن بدعم المشروعات التي رشحتها اللجنة المتخصصة، إضافة إلى توفير سبل الإرشاد العملي والتوجيه المستمر لأصحاب هذه المشاريع، مشيرا إلى أن هناك مشروعات بدأت فعليا وحققت نجاحات ومن ضمنهما المكرمون لهذا اليوم.
ووجه معالي الشيخ نهيان بن مبارك، خبراء الصندوق، بأهمية متابعة ودعم كافة الشباب الذين اجتازوا التدريب وتم اختيار مشروعاتهم كمرحلة أخيرة تضمن تحقيق النجاحات المأمولة لهم، كما شدد معاليه على أهمية توفير نظام شامل للإشراف من خلال الخبرات العالمية والمحلية التي يوفرها الصندوق، لمتابعة تلك المشروعات خلال مرحلة ما بعد الانطلاق، إضافة إلى توفير نظام حماية لكافة أبناء وبنات الإمارات الذين يثبتون جديتهم ورغبتهم في اقتحام مجال ريادة الأعمال من خلال برنامج “مستقبلي”.
ومن جانبه، أكد ياسر القرقاوي، أن مجلس إدارة صندوق الوطن برئاسة معالي الشيخ نهيان بن مبارك، حريص كل الحرص على تقديم الدعم والمساندة لكافة أبناء وبنات الإمارات لتأهيلهم لسوق العمل أو دعمهم لاقتحام مجال ريادة الاعمال، إضافة إلى دوره الحيوي في تعزيز الهوية الوطنية وفق شعار “هوية وطنية قوية ومستدامة.. دعائمها التمكين والإنتاجية والمسؤولية”، مؤكدا أن هدف صندوق الوطن من تنظيم برنامج مستقبلي هو الالتزام بدعم قدرة أبناء وبنات الوطن في مجال ريادة الأعمال، وإنشاء الشركات الجديدة، ودعم كافة الجهود الهادفة إلى تحويل الأفكار النافعة لدى أبناء الوطن إلى تطبيقات عملية وتجارية ناجحة، سواء تعلق الأمر بتوفير مصادر التمويل اللازمة لها، أو سبل التدريب والتوجيه والمشورة، منوها إلى أن الصندوق يقوم بهذا الدور لتشجيع أصحاب المبادرات ومساعدهم وتوفير فرص النجاح لهم، والعمل معهم على تقوية التواصل مع أقرانهم في داخل الدولة وخارجها، ما يجعل من برنامج “مستقبلي” تجسيدا عمليا لتوجهات مجلس إدارة صندوق الوطن.
من جانبهم، قال خريجو البرنامج إنهم محظوظون للغاية لمشاركتهم في البرنامج التدريبي مستقبلي، الذي أطلقه صندوق الوطن، لأنهم استطاعوا من خلال البرنامج الحصول على كم كبير من الخبرات والتعرف على سوق العمل عن قرب، إضافة إلى لقائهم بخبراء في مجال ريادة الاعمال، والذين أسهموا كثيرا في ترتيب أفكارهم وتعريفهم ببيئة العمل والمنافسة المتوقعة، وكيفية مواجهة التحديدات، بل والاستعداد لتقبلها، والعمل على تجاوزها.
وأكد خريجو “مستقبلي”، أن توافر الفرصة صندوق الوطن الفرصة لهم للحوار مع الخبراء وأصحاب التجارب النجاحة أضاف لهم الكثير من الخبرات والمعارف، خاصة بعد الانطلاقة الأولى لمشروعاتهم، مثمنين جهود ودعم معالي الشيخ نهيان بن مبارك لتمكينهم وتأهيلهم، من خلال صندوق الوطن وما يقدمه من خدمات ومتابعة، حيث استطاعوا تحويل أفكارهم إلى مشاريع على الأرض يمكنهم أن يحققوا من خلالها ربحا ويوفروا فرص عمل للآخرين، بل ويمكنهم أن يتطوروا في المستقبل ليغطوا دائرة أوسع لأنشطتهم، مشيدين بدعم الصندوق ودور خبرائه في تعريفهم بالأسس التي يمكنهم من خلالها اطلاق مشروعاتهم بأسلوب صحيح.