نص: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

تحت شمس الصحراء الحارقة، بدت الممرضة السودانية تفاؤل عمر منهكة بعد سيرها نحو أربع ساعات في الصحراء رفقة زوجها، تقول وهي تذرف الدمع إن السلطات التونسية ألقت القبض عليها رفقة 14 مهاجرا آخرين إلى جانبها وألقت بهم في المنطقة الحدودية مع ليبيا، وهو اتهام تنفيه تونس.

قالت تفاؤل، وهي تنتظر مولودا جديدا، وآخرون غيرها إن مجموعة من الرجال والنساء من السودان والسنغال وغانا ومالي ساروا لأربع ساعات قبل أن تعثر عليهم دورية حدودية ليبية في نهاية الأسبوع وتقدم لهم الماء والطعام.

وتحدثت عن مخاوفها وقالت إنها تخشى أن تؤثر محنتها في الصحراء على جنينها، موضحة "شعور مروع عندما تمشي في مكان ناء".

يتهم المهاجرون وحرس الحدود الليبي والمنظمات الحقوقية تونس بطرد المهاجرين عبر الحدود إلى مناطق جرداء في البرية بعيدا عن البلدات والقرى في ذروة الصيف في إطار حملة مستمرة منذ شهور.

وأفادت ليبيا بالعثور على جثث مهاجرين هلكوا في الصحراء.

تنفي وزارة الداخلية التونسية إلقاء المهاجرين في الصحراء ووصف الرئيس قيس سعيّد التقارير بأنها معلومات مضللة تهدف إلى تشويه سمعة بلاده.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية فاكر بوزغاية عن روايات المهاجرين إن تونس ترفض كل الاتهامات بطرد المهاجرين الأفارقة.

ولدى سؤاله عن كيفية وصول الذين تقطعت بهم السبل إلى الصحراء، قال "سيتم السماح بدخول من تنطبق عليهم شروط الدخول القانوني إلى تونس"، مضيفا أن "تونس ليست مسؤولة عما يحدث خارج حدودها" دون الخوض في التفاصيل.

وأشار بوزغاية إلى عمل الهلال الأحمر التونسي في مساعدة المهاجرين على الحدود.

 

"الوضع على الحدود معقد للغاية"

قالت تفاؤل عمر إنها وزوجها ياسين آدم كانا يعيشان في جرجيس، وهي بلدة في جنوب تونس بالقرب من الحدود مع ليبيا، ويدخران ما سيدفعانه للمهربين لنقلهم إلى إيطاليا. وأضافت أن الشرطة اعتقلتهما الأسبوع الماضي واقتادتهما إلى الحدود.

فر الزوجان من منزلهما في الخرطوم بسبب الحرب التي اندلعت هناك فجأة في أبريل/نيسان حيث أدى إطلاق قذائف في منطقتهما إلى مقتل والد عمر.

سافر الزوجان عبر تشاد والجزائر قبل الوصول إلى تونس، على حد قولهما.

قالت تفاؤل وياسين وغيرهما ممن عثرت عليهم الدورية الليبية إن الشرطة قبضت عليهم مع مهاجرين آخرين وإن أفراد الشرطة ضربوا الرجال وأخذوا هواتف كل من في مجموعتهم وتركوهم في الصحراء.

ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من رواياتهم عما حدث قبل العثور عليهم.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إنها ووكالات أخرى تابعة للمنظمة الدولية قدمت مساعدات غذائية وطبية لنحو 300 فرد في منشأة حكومية في العسة بليبيا، بالقرب من المكان الذي عُثر عليهم فيه.

وقال جياكومو ترينزي من المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا "الوضع على الحدود معقد للغاية. يبدو أن هناك نحو 350 مهاجرا ما زالوا عالقين في راس جدير" وهي منطقة ساحلية تبعد 35 كيلومترا تقريبا عن العسة.

وفي الشهر الماضي، قالت المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إنهما تشعران بالقلق الشديد بشأن سلامة مئات المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في تونس الذين نُقلوا إلى مناطق حدودية "نائية ومهجورة" أو تم الدفع بهم عبر الحدود.

 

مكافحة تهريب البشر

وردت أنباء عن عمليات طرد عبر الحدود الصحراوية لأول مرة في أوائل يوليو/تموز بعد مواجهات بين السكان المحليين والمهاجرين في مدينة صفاقس الساحلية، وهي نقطة انطلاق رئيسية لرحلات غير مشروعة إلى إيطاليا على متن قوارب صغيرة متهالكة.

حاول آلاف المهاجرين الذين كانوا يعيشون في تونس المغادرة إلى أوروبا هذا العام بعد أن أعلن الرئيس سعيّد عن حملة ضدهم في فبراير/ شباط، قائلا إن وجودهم جزء من مؤامرة لتغيير التركيبة السكانية لتونس.

وأدت تلك الحملة، التي ندد بها الاتحاد الأفريقي وبما أسماه "لهجة عنصرية"، إلى موجة من الهجمات على المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وتصاعدت حركة الهجرة عبر شمال أفريقيا والبحر المتوسط ​​إلى أوروبا هذا العام ولا تظهر أي بوادر تدل على تباطؤها، حيث تم الإبلاغ عن المزيد من محاولات المغادرة وحوادث تحطم السفن المميتة.

وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة لنهج تونس، قال الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي إنه سيمنح البلاد أكثر من 100 مليون يورو للمساعدة في مكافحة تهريب البشر وتحسين إدارة الحدود.

وتنتقد جماعات حقوقية الاتحاد الأوروبي لدعمه لإجراءات الهجرة في ليبيا، حيث تسيطر الفصائل المسلحة على مراكز إيواء المهاجرين التي وثقت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش جرائم تعذيب فيها. وتنفي الحكومة الليبية وجود تعذيب في هذه المراكز.

قالت تفاؤل ومجموعتها إنهم تلقوا الماء والطعام من أفراد حرس الحدود الليبيين، من اللواء 19 التابع لوزارة الدفاع التابعة لحكومة طرابلس.

وعندما عثرت عليهم الدورية، كانوا مستلقين على الأرض، وقد تشققت شفاههم التي تحول لونها إلى الرمادي، فيما غطوا رؤوسهم بأوشحة لتخفيف لهيب الشمس والرياح القوية المحملة بالرمال والتراب.

قال حرس الحدود إنهم سيُنقلون إلى منشأة حكومية في العسة. وقال ترينزي إن المهاجرين الذين تتعامل معهم منظمته لن يتم إرسالهم إلى مراكز الإيواء.

وكان كوفي موسى (23 عاما) وزوجته بليسنق دافيد (20 عاما) ضمن مجموعة تفاؤل عمر.

قالا إنهما وصلا إلى تونس قبل ثلاثة أشهر عبر الجزائر. وقالت بليسنق إنها حامل أيضا. وكانا يأملان في السفر إلى أوروبا لكنهما لم يتمكنا من جني الأموال اللازمة للقيام بالرحلة.

وقال موسى "أشعر بالإحباط. لقد فقدت الأمل. أريد فقط العودة إلى غانا. طردوني أنا وزوجتي وتركونا نسير في الصحراء في مواجهة ظروف مروعة".

 

فرانس24/ رويترز

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: النيجر الحرب في أوكرانيا مونديال السيدات ريبورتاج ليبيا تونس السودان هجرة نساء حدود فی الصحراء

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تطلق حملة رقمية في العراق لردع المهاجرين.. فهل تنجح؟

أطلقت الحكومة البريطانية حملة إعلانية رقمية في العراق بهدف ثني المهاجرين المحتملين عن عبور القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة، في خطوة تأتي امتدادا لحملات مشابهة استهدفت فيتنام وألبانيا في عهد حكومة المحافظين السابقة.

اعلان

وتسعى الحكومة من خلال هذه الحملة إلى التصدي لما وصفته بـ"الخرافات والمعلومات المضللة التي يروج لها المهربون"، مركزة على إقليم كردستان العراق، حيث تأمل في تقليل أعداد المهاجرين الذين يغامرون برحلة العبور الخطرة إلى بريطانيا.

وأكدت وزيرة أمن الحدود واللجوء، أنجيلا إيغل، أن العصابات الإجرامية "تستغل منصات التواصل الاجتماعي لنشر أكاذيب خطيرة بهدف استدراج الأشخاص ودفعهم إلى رحلات محفوفة بالمخاطر"، مشيرة إلى أن الحملة الجديدة تكشف هذه الادعاءات من خلال روايات حقيقية لضحايا عمليات التهريب.

لكن في المقابل، يرى منتقدو هذه الاستراتيجية أن الإعلانات الرقمية لن تردع الأشخاص الذين يفرون من الاضطهاد أو يسعون إلى حياة أفضل، مؤكدين أن معالجة أسباب الهجرة تتطلب حلولا أكثر عمقا من مجرد حملات توعوية.

وتزامن إطلاق الحملة مع زيارة قائد أمن الحدود البريطاني، مارتن هيويت، إلى العراق وإقليم كردستان، حيث أجرى محادثات حول تعزيز التعاون لمكافحة شبكات التهريب، وذلك في إطار اتفاق أمني بين الحكومتين البريطانية والعراقية وقع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

Relatedمصرع 8 مهاجرين إثر غرق قاربهم في القنال الانجليزيالهجرة في قلب حملة الانتخابات الألمانية: لماذا تَعِد الأحزاب بزيادة عمليات ترحيل الأجانب؟خفر السواحل البريطانية ينقذون 4 صيادين خلال عاصفة ضربت القنال الانجليزي

ويأتي هذا التحرك في ظل استمرار تدفق المهاجرين عبر القناة؛ إذ وصل 592 شخصا إلى السواحل البريطانية يوم الأحد الماضي فقط، على متن 11 قاربا، وفق بيانات وزارة الداخلية.

فيما تظهر الأرقام الرسمية أن نحو 36,816 شخصا عبروا القناة في عام 2024، بينهم أكثر من 2,000 مهاجر قدموا من العراق.

وفي الوقت ذاته، تواجه حكومة كير ستارمر انتقادات متزايدة بسبب سياساتها المتشددة إزاء المهاجرين، بما في ذلك قرار منع طالبي اللجوء الذين يصلون عبر القوارب الصغيرة من الحصول على الجنسية البريطانية، ما يثير جدلا واسعا حول مدى فاعلية نهجها في معالجة هذه الأزمة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فرنسا تراجع اتفاقية الهجرة مع الجزائر وسط توترات دبلوماسية مستقبل أوروبا: هل يمكن للهجرة وقف النزيف الديموغرافي للقارة العجوز في العقد القادم؟ فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة" المملكة المتحدةالعراقنزوحاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext زيلينسكي: المشادة الكلامية التي حصلت مع ترامب مؤسفة ونحن جاهزون للتعاون تحت قيادته القوية يعرض الآنNext شقيقة كيم تهدد بالرد على حاملة الطائرات الأمريكية يعرض الآنNext زيارة عون ترسم ملامح عهد جديد بين بيروت والرياض يعرض الآنNext ما المتوقع من اجتماع القادة العرب في القاهرة بشأن مستقبل غزة؟ يعرض الآنNext حرب الجمارك تشتعل والأسواق العالمية مُربكة: ترامب ماضٍ في العقاب وأوتاوا وبكين تنتقمان اعلانالاكثر قراءة نتنياهو: سنواجه كل من يحاول حفر ثقوب في سفينتنا الوطنية مقتل شخص على الأقل وإصابة آخرين في حادث دهس بمدينة مانهايم الألمانية برنامج الأغذية العالمي يغلق مكتبه في جنوب أفريقيا.. هل لخفض المساعدات الأمريكية دور في القرار؟ جنبلاط يدعو السوريين للحذر من "المؤامرات الإسرائيلية" ويؤكد زيارته المرتقبة إلى دمشق وفاة "صاحب الذراع الذهبية" في أستراليا.. رجل أنقذ بدمه حياة 2.4 مليون طفل اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبفولوديمير زيلينسكيجامعة الدول العربيةأوكرانيابنيامين نتنياهوغزةحكومةقطاع غزةالقاهرةألمانياإسرائيلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • بريطانيا تطلق حملة رقمية في العراق لردع المهاجرين.. فهل تنجح؟
  • وزير داخلية إيطاليا: ملتزمون بالتعاون مع ليبيا لمنع تدفقات المهاجرين
  • حارس الباطن ينفعل على حامل الكرات خلال مواجهة الزلفي.. فيديو
  • ضحايا منصة FBC المصرية يروون طرق النصب عليهم (شاهد)
  • ضحايا منصة FBC المصرية يرون طرق النصب عليهم (شاهد)
  • أنقذ 2.4 مليون طفل وامرأة حامل.. وفاة المتبرع بالدم الشهير جيمس هاريسون
  • تفاؤل الطلب الصيني على الوقود يدعم ارتفاع أسعار النفط
  • تفاؤل إسرائيلي بزيارة ويتكوف ونتنياهو يرفض الذهاب للمرحلة الثانية
  • للمرة الأولى.. تشكيل مركز دراسات لأمن الحدود بين غرب وشرق ليبيا
  • فولهام يفاجئ حامل اللقب مانشستر يونايتد ويقصيه في ملحمة درامية من كأس الاتحاد