لا يتوقع محللون سياسيون الكثير من الجولة المرتقبة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بالنظر إلى مواصلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سياسة استغلال التفاوض لإطالة أمد الحرب بينما الولايات المتحدة لا تفعل ما يجب عليها فعله لإرغامه على التوصل لاتفاق.

ومن المقرر أن تستأنف المفاوضات منتصف الشهر بناء على البيان الصادر عن الوسطاء الثلاثة (قطر، الولايات المتحدة، مصر)، لكن من غير المعروف إن كانت هذه الجولة ستعقد أم لا بعد أن طلبت حماس الحديث عن آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في يوليو/تموز الماضي، بدلا من الحديث عن مقترحات جديدة.

وبالنظر إلى المقدمات، لا يتوقع المحلل السياسي الدكتور أحمد الحيلة كثيرا من المفاوضات المرتقبة لأن نتنياهو -برأيه- يحاول تقطيعها وصولا إلى الانتخابات الأميركية.

ووصف الحيلة -خلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- البيان الثلاثي بأنه "محاولة أميركية لامتصاص الغضب وتأخير أو وقف الرد الإيراني على اغتيال إسماعيل هنية في طهران".

الكرة في ملعب نتنياهو

ويرى الحيلة أن واشنطن "إذا كانت جادة فعليها اتخاذ مسار مغاير لما كانت عليه طيلة الشهور الماضية والضغط بجدية على نتنياهو من أجل التوصل لاتفاق".

وفي السياق، قال الباحث في العلاقات الدولية ستيفن هايز إن الكرة فعليا في ملعب نتنياهو حاليا خصوصا بعد أن قدمت حماس خطوات جادة للتوصل لاتفاق لكنه لا يعتقد أن إدارة جو بايدن في موقف يجعلها قادرة على الضغط بقوة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بسبب الفترة الانتخابية.

لذلك، فإن القرار الحاسم بشأن التوصل لصفقة لا يزال عند نتنياهو -كما يقول هايز- لافتا إلى أن واشنطن ضغطت فعلا على نتنياهو لكنه لم يستجب لهذه الضغوط حتى الآن.

أما الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى فلا يتوقع أي تغيير في موقف نتنياهو من المفاوضات ويرى أنه سيحاول فقط جعلها بطيئة دون توقف حتى يتمكن من مواصلة الحرب.

ولفت مصطفى إلى أن نتنياهو لا يتحدث عن وقف إطلاق النار وإنما عن إطلاق سراح الأسرى فقط، وبالتالي فهو يريد بدء محادثات جديدة وليس بحث تنفيذ اتفاق سابق كما تريد حماس.

وأكد المتحدث أن هناك مسؤولية كبيرة على الولايات المتحدة لأن بإمكانها تحميل نتنياهو مسؤولية تعطيل الصفقة كما فعل وزير دفاعه يوآف غالانت، مشيرا إلى أن الأخير لم يتحدث علنا وإنما تم تسريب حديثه عن تعطيل إسرائيل للصفقة.

واشنطن هي المسؤولة

الحيلة أيضا يرى أن الولايات المتحدة مسؤولة عن الوضع الراهن "لأن حماس لديها محددات واضحة تتمثل في التفاهم حول ما تم الاتفاق عليه سابقا من عودة النازحين ووقف إطلاق النار، وما لم تتخذ واشنطن نفس الموقف فإن هذا يعني نسف كل ما تم في الماضي، ومنح نتنياهو فرصة جديدة للقتل والتدمير".

وقال الحيلة إن الكرة في ملعب أميركا وليس نتنياهو "لأنها ليست وسيطا وإنما هي شريك سياسي وعسكري رئيسي وهي تأتي بأساطيلها لتحمي إسرائيل من تداعيات دفاع إيران والمقاومة عن السيادة التي انتهكتها إسرائيل".

لكن هايز يقول إن الولايات المتحدة لا يمكنها تحميل نتنياهو مسؤولية تعطيل الصفقة علنا لأسباب سياسية، مشيرا إلى أنها حاولت إحراجه عندما تحدث بايدن عن مقترح إسرائيلي بينما هو كان مقترحا أميركيا، مضيفا أن الضغط العلني على رئيس الوزراء الإسرائيلي "سيدخل بايدن في عراك سياسي داخلي لن يقدر عليه".

مع ذلك، يعتقد هايز أن عدم رد إيران على اغتيال هنية حتى الآن ربما يعطي أملا في التوصل لاتفاق، معربا عن اعتقاده بأن طهران أجلت ردها لتسهيل المفاوضات.

وقال هايز إن واشنطن "تتحمل مسؤولية مع إسرائيل فعلا، لكن نتنياهو يعطل وقف إطلاق النار"، مضيفا "على بايدن أن يكون شفافا فيما يريده لأن الجمهور الأميركي لا يفهم من هو الجيد ومن هو السيئ".

وخلص المتحدثون إلى أن المفاوضات المقبلة ستكون متعثرة وربما تنهار تماما في حال وقع تصعيد إقليمي بسبب أي رد إيراني، وقالوا إن هذا التصعيد أيضا سيكون نتنياهو هو المسؤول عنه لأنه غالبا سيحاول الرد على الرد من أجل توسيع الحرب.

ويرى الضيوف أن التوصل لاتفاق قد يمنع الرد الإيراني على اغتيال هنية لأن طهران ستعتبره نصرا إستراتيجيا دون طلقة واحدة كما يقول مصطفى، مؤكدا أن الميدان هو الضاغط الوحيد على نتنياهو وجيشه وليس أي شيء آخر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة التوصل لاتفاق إلى أن

إقرأ أيضاً:

إدارة ترامب توجه تحذيرا جديدا لحماس بشأن المقترح الأمريكي لتمديد وقف إطلاق النار

(CNN)-- حذرت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، حركة "حماس" لقبول مقترحها بتمديد وقف إطلاق النار المؤقت في غزة إلى أجل غير مسمى، وإلا ستواجه عواقب.

وجاء في بيان صادر عن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ومجلس الأمن القومي: "حماس تراهن بشكل سيئ على أن الوقت في صالحها، وهو ليس كذلك".

وأضاف البيان: "حماس على علم تام بالمهلة النهائية، وعليها أن تعلم أننا سنرد وفقا لذلك إذا انقضت تلك المهلة". ولم يقدم البيان أي تفاصيل بشأن هذه المهلة النهائية.

وأضاف البيان: "الرئيس ترامب أوضح أنه على حماس أن تفرج عن الرهائن فورا، أو ستدفع ثمنا باهظا".

وصدر البيان بعد أن أبدت حماس استعدادها للإفراج عن الرهينة الأمريكي- الإسرائيلي إيدان ألكسندر وجثث 4 رهائن آخرين. كما أقرت الحركة المسلحة بأنها "مقترحا" من الوسطاء. 

واتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق، حماس برفض الاقتراح الأمريكي، وممارسة "التلاعب" و"الحرب النفسية".

وأكد بيان البيت الأبيض الصادر، الجمعة،  ما نقلته شبكة CNN عن ويتكوف الذي قدم اقتراحا لتمديد وقف إطلاق النار الحالي إلى ما بعد رمضان وعيد الفصح.

وذكر البيان: "بموجب المقترح، ستفرج حماس عن رهائن أحياء مقابل إطلاق سراح سجناء وفقا للصيغ السابقة، وسيتم تمديد وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى لتمكين استئناف المساعدات الإنسانية الهامة؛ وستعمل الولايات المتحدة على إيجاد حل دائم لهذا الصراع المستعصي على الحل خلال فترة وقف إطلاق النار الممددة".

وأضاف البيان: "من خلال شركائنا القطريين والمصريين، تم إبلغا حماس بشكل لا لبس فيه بضرورة تنفيذ هذا "المقترح" قريبا، وإطلاق سراح المواطن الأمريكي -الإسرائيلي إيدان ألكسندر على الفور".

وزعم البيان الأمريكي: "للأسف، اختارت حماس الرد علنا بادعاء المرونة، بينما تطرح في السر مطالب غير عملية تماما بدون وقف دائم لإطلاق النار".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يوجّه بمواصلة المفاوضات وفقا لرد الوسطاء على المقترح الأميركي
  • نتنياهو يوعز باستمرار المفاوضات مع حماس بناء على مقترح ويتكوف
  • نتنياهو يجري محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة بعد فشل المفاوضات
  • حماس تندد ب”انتهاك اسرائيلي فاضح” لوقف إطلاق النار بعد غارة دامية على شمال غزة
  • “حماس” تؤكد مرونتها في المفاوضات وتدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • تحمل تفاصيل رد حماس.. مسودة مقترح تمديد الهدنة
  • محللون: نتنياهو يخشى الصدام مع ترامب ولا خيار إلا بالخضوع لأميركا
  • إدارة ترامب توجه تحذيرا جديدا لحماس بشأن المقترح الأمريكي لتمديد وقف إطلاق النار
  • نتنياهو يدرس الرد على حماس ولا اختراق بمحادثات الدوحة
  • من واشنطن يبحث مستقبل مفاوضات الولايات المتحدة المباشرة مع حماس