الرد الحتمي لمحور المقاومة يشُل أركان “إسرائيل”
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
منذ إقدام الكيان الصهيوني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية والقائد العسكري الرفيع في حزب الله فؤاد شكر، نهاية يوليو الماضي وقبلها شنه عدوان على اليمن باستهداف ميناء الحديدة.. يعيش الصهاينة بحالة من الترقب والتوتر والإرباك والهلع وفي أرفع درجات التأهب القصوى.
وتناولت منصات إعلامية صهيونية حالة الاستنفار التي يشهدها الكيان الغاصب في أعقاب تهديدات إيران وحزب الله واليمن بالرد على الاغتيالات الأخيرة.
وخوفاً من الرد الحتمي على الاغتيالين والذي يدركه العدو جيداً، قرر جيش العدو حظر خروج المقاتلين من القواعد العسكرية، إذ أصدر قائد سلاح الجو، اللواء تومر بار، “توجيهاً خاصاً يمنع على عناصر الخدمة الدائمة الخروج في عطلة خارج “إسرائيل” وبنحو فوري”، كما أوعز بوجوب تحصيل إذن جديد وبنحو فردي، لسفر عناصر الخدمة الدائمة الى الخارج، في مهمة سبق أن تمت الموافقة عليها، من أجل لقاءات وتدريبات.
وفي سياق الخشية الصهيونية واحتمالية ضرب أهداف تابعه للكيان خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، أصدر “جيش” العدو أوامر جديدة يحظر فيها بشكل قاطع على الجنود البقاء في جورجيا وأذربيجان لقرب حدود الدولتين مع إيران.. داعياً إياهم إلى العودة إلى “إسرائيل” على الفور.
ويأتي خوف وخشية ورعُب الصهاينة، بعد أن أكدَّ قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، أن الرد “الحتمي” على القصف الصهيوني للحُديدة “لا بد منه، وهو آت”.. قائلاً: إن “قرار الرد هو قرار من الجميع؛ على مستوى المحور بكله، وعلى مستوى كل جبهة بحد ذاتها”.
وشدد السيد عبدالملك الحوثي، في خطاب له الخميس على أن “العدو الصهيوني يعرف بحتمية الرد، وإنه لا تراجع عنه ويقابله باستعدادات يُشرف عليها الأمريكي ويتعاون فيها الغربي وبعض الأنظمة العربية”.. معتبراً أن “تأخر الرد من المحور بشكل عام في مقابل التصعيد الصهيوني هو مسألة تكتيكية بحتة، وبهدف أن يكون الرد مؤثرًا على العدو في مقابل استعداداته”.
كما أكدَّ السيد عبدالملك أن “هناك مساعي أمريكية وأوروبية حثيثة ومن بعض الأنظمة العربية لاحتواء الرد”.. لكنه قال: “لا يوجد ما يمكن أن يصرف قرار الرد من ترهيب أو ضغوط”.. مشدداً على أن “مسار الإسناد مستمر من جنوب لبنان ومن اليمن والعراق، ومسألة الرد حتمية لا شك فيها”.
وكان قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، قد أكد أنّ بلاده ستردّ على اغتيال هنية.. مشدّداً على أنّ الثأر لدماء الشهيد “من واجب إيران، لأنّه استُشهد في أرضها”.
وفي لبنان، أكد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، في خطابه الأخير أنّ المقاومة ستردّ على اغتيال العدو الصهيوني القائدَ الكبير شكر، وعلى اعتدائه على الضاحية الجنوبية لبيروت.. مشدداً على “أنه لا نقاش في هذا، ولا جدل”، وأنّ “الردّ سيكون حقيقياً ومدروساً جداً، وليس رداً شكلياً”.
هذا وتحدّثت وسائل إعلام العدو الصهيوني عن رفع مستوى حالة التأهب تحسباً لرد حزب الله وإيران، بالتزامن مع هروب المستوطنين للاحتماء بالملاجئ.
ويقول الإعلام الصهيوني: إنّ قيادة الجبهة الداخلية أوعزت إلى المصانع في الشمال التي لديها مواد خطرة بإفراغها أو تقليص الكميات التي لديها كإجراء وقائي.. وقرر مصنع “شتراوس” في عكا، الذي يستعمل مادة الأمونيا، وقف العمل.. مضيفاً: إنّ الاعتقاد السائد لدى القيادة في “إسرائيل” أن حزب الله سيرد بقوة، وكذلك ستفعل إيران.
كما تحدّث الإعلام الصهيوني عن حالة طوارئ تعيشها “إسرائيل” تمثّلت بوقف الإجازات في كل الوحدات القتالية في البر والجو والبحر، وكذلك في جميع تشكيلات التدريب، وأصدرت الأوامر لتقليص نطاق النشاط في المصانع في الشمال، من مسافة أربع كيلومترات من الحدود إلى 40 كيلومتراً.
وألغت معظم شركات الطيران جميع رحلاتها من وإلى “مطار بن غوريون” في “تل أبيب”، حتى إشعار آخر، خوفاً من الرد المتوقع على جريمة الاغتيال بحق القائدين هنية وشكر.
وتحدّث إعلام العدو عن تحذير رئيس حكومة الكيان الصهيوني، بنيامين نتنياهو، لوزرائه من أن “الأيام المقبلة مصيرية” وطلب منهم عدم الإدلاء بتصريحات للإعلام حول الشأن الأمني، وذلك بعد تقدير بأن “إيران تخطط لشن هجوم في الأيام المقبلة، عقب إبلاغ وزير الحرب الأمريكي، لويد أوستن، لوزير الحرب الصهيوني، يوآف غالنت، عن رصد “تحضيرات عسكرية في إيران”.
فيما تحدّثت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية “فورين أفيرز” عن المستقبل المظلم الذي ينتظر الكيان الغاصب، بعد حربه على قطاع غزة، وتحوّله إلى كيان منقسم الأجزاء.. مؤكدةً أنّ “طوفان الأقصى” ضربت “إسرائيل” في وقت كانت تعاني قدراً هائلاً من عدم الاستقرار الداخلي.
وفي حديث لصحيفة “الجمهورية” اللبنانية، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اليوم: إن الرد الذي تنتظره “إسرائيل” منذ أيام بأعصاب مشدودة هو حتمي لكنه “طبق يؤكل بارداً”.
واعتبر بري أن “احتمال التدحرج نحو حرب واسعة يبقى واردا مع وجود (رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين) نتنياهو الذي يريد مثل هذه الحرب ويحاول دفع الجميع إليها”.. مشيرا إلى أنه “في المقابل محور المقاومة لا يزال يدير المعركة بنحو مدروس وحكيم”.
ولفت إلى أن “حزب الله يحصر ضرباته في الأهداف العسكرية الصهيونية حتى عندما يرتقي شهداء في صفوف المدنيين”.. مضيفاً: “الرد الذي تنتظره إسرائيل منذ أيام بأعصاب مشدودة هو حتمي، لكن الرد أو الانتقام طبق يؤكل باردا”.
وارتفع منسوب الترقب والممتد حتى يوم الخميس المقبل، إذ أن الضغوط الدولية وعلى رأسها الفرنسية لردع الرد الإيراني أو أقله تأخيره، زادت سخونة الأسبوع الذي يشير الى حتمية أن يصار إلى ردّ تحفظ فيه إيران ماء وجهها بعد سلسلة ضربات موجعة وكسر هيبة في عقر دارها.
الجدير ذكره أن الأوساط الدبلوماسية تراقب المنحى الميداني الذي تتجه عبره التطورات من زاوية الرصد والتدقيق خصوصاً بعد الاحتقان الهائل الذي خلفته ترددات المجزرة الصهيونية الأخيرة بحي الدرج في غزة في ظل مخاوف من انفجار هذه الاحتقانات وبدء دورة تصعيد غير محسوبة، رغم “تأخر” ردّ حزب الله وإيران واليمن على “الكيان الغاصب، ما يكشف حجم الضغوط الدولية المتنوعة التي تسابق شرارة أي ردّ لحصر الأمور ضمن خطوط حمراء تحول دون اشتعال حرب إقليمية.
– السياسية – مرزاح العسل
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
وفد “الجهاد” يصل إلى الدوحة وحماس تأمل أن تسفر المفاوضات عن تقدم ملموس
الثورة / متابعة/ محمد الجبري
أعربت حركة المقاومة الإسلامية حماس، عن أملها أن تسفر مفاوضات قطر عن تقدم ملموس نحو بدء المرحلة الثانية، مما يمهد الطريق لوقف العدوان، وانسحاب العدو من قطاع غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى.
وأكد المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، أمس الأربعاء في تصريح صحفي أن الحركة تتعامل بكل مسؤولية وإيجابية، في هذه المفاوضات، بما فيها المفاوضات مع المبعوث الأمريكي، مشيرًا إلى البدء في جولة جديدة اليوم من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطر.
وفي إطار ذلك وصل وفد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى العاصمة القطرية الدوحة، أمس الأربعاء، لإجراء مباحثات حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وأكدت وسائل إعلام عبرية أن هناك تقدماً ملحوظاً في مفاوضات الدوحة بين المقاومة و”إسرائيل” بشأن تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، إن الوسطاء قدّموا اقتراح وساطة لتنفيذ مرحلة صغيرة لإتاحة الوقت للمحادثات في الأيام المقبلة، مشيرة إلى أنه من الخيارات الأخرى المطروحة الموافقة على إطلاق سراح 10 محتجزين كما اقترح ويتكوف ولكن على دفعات صغيرة.
بالمقابل كشفت قناة عبرية عن آخر المستجدات بشأن مفاوضات التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة
وقالت قناة “12” العبرية: “تزامناً مع مفاوضات الدوحة، يعقد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حالياً جلسة مشاورات أمنية موسعة في ظل إمكانية التوصل لاتفاق يتعلق بالإفراج عن دفعة جديدة من المحتجزين مقابل الإفراج عن فلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.
وكشفت مصادر عبرية أن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من المتوقع أن يصل لقطر للمشاركة في المفاوضات، في وقت أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بدء جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وكان نتنياهو قد تنصل من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الصهاينة، دون تنفيذ التزامات هذه المرحلة، لا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
من جانبه تراجع ترامب عن تصريحاته بشأن ترحيل أهالي القطاع إلى عدة دول عربية سمى منها الأردن ومصر قائلاً: “لن يطرد أحداً من قطاع غزة”.
جاء ذلك خلال لقاء صحفي مشترك لترامب مع رئيس وزراء آيرلندا قائلا: “لن يطرد أحد أحداً من غزة”، في تراجع واضح عن مقترحه السابق، الذي واجه رفضاً عربياً وعالمياً واسعاً.
يأتي ذلك فيما تواصل قوات العدو الصهيوني في ارتكاب خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة، حيث استُشهد فلسطينيان برصاص قوات العدو الإسرائيلي، أمس الأربعاء، في مدينتي خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة.
وبذلك ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين ارتقوا منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى 137 شهيدًا، منهم حوالي 52 شهيدًا في مدينة رفح اثر استشهاد شابين، صباح أمس الأربعاء، متأثران بإصابتهما، برصاص العدو جنوبي القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، وصول مستشفيات قطاع غزة 12 شهيدا بينهم (5 شهداء انتشال)، و14 إصابة، خلال 24 ساعة الماضية، بينما استقبلت المستشفيات 14 مصابا.
كما تواصل سلطات العدو الصهيوني إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي قطاع غزة، لليوم الـ11 على التوالي ومنع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع والوقود إلى القطاع.
وفي هذا السياق أكد مدير عام المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة بغزة، د. مروان الهمص، أمس، أن حياة المرضى معرضة لخطر الموت لعدم القدرة على إصلاح الأجهزة المتضررة.
وقال الهمص في تصريحات صحفية: “حياة المرضى معرضة لخطر الموت المحقق في حال عدم القدرة على إصلاح الأجهزة المتضررة أو إدخال أجهزة جديدة إلى قطاع غزة”.
وأضاف: “النقص الشديد في الموارد يزيد من صعوبة عمل وزارة الصحة في قطاع غزة ويؤثر بشكل كبير على تقديم الرعاية الصحية للمرضى”.
إلى ذلك أكد اتحاد بلديات قطاع غزة، مجددًا على الحاجة الملحّة لتوفير إمدادات كافية ودائمة من المياه والكهرباء، خاصة بعد تعطيل محطة تحلية المياه المركزية بسبب قطع الاحتلال الإسرائيلي للتيار الكهربائي عنها، مما يهدد حياة الفلسطينيين ويعمق الأزمات الصحية والبيئية.
ووصف الاتحاد استمرار هذه السياسات العقابية بحق المدنيين بأنه يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويضاعف معاناة سكان غزة، الذين يواجهون أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ. كما أن عدم السماح بإدخال مواد البناء وقطع الغيار والآليات ومنظومات الطاقة البديلة حدّ من قدرة البلديات على إيجاد حلول ناجعة، مما يعمّق الأزمة ويهدد بانهيار للخدمات الأساسية.