عدد قارات العالم ليس 7 .. دراسة عمية تكشف السر
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
نشرت دراسة جديدة لتحبط مزاعم علم الجغرافيا السابقة حول العدد الحقيقي لقارات العالم، إذ أكدت الدراسة المنشورة في مجلة "Gondwan" أن قارات العالم هو ست فقط.
وأشارت صحيفة "اندبيندنت" البريطانية، أن الدراسة الجديدة هي هو نتيجة لأبحاث مفصلة في العمليات الجيولوجية التي أدت إلى تفكك أوروبا وأميركا الشمالية، وفي كيفية تطور هذه الكتل الأرضية بمرور الوقت.
وأوضح الدكتور جوردان فيثيان، المؤلف الرئيسي للدراسة من جامعة ديربي، لموقع Earth.com أن النتائج التي توصل إليها فريقه تشير إلى أن "الصفائح التكتونية لأمريكا الشمالية وأوراسيا، أوروبا وروسيا، لم تنفصل بعد في الواقع، كما كان يُعتقد تقليديا أنه حدث قبل 52 مليون سنة".
منطقة عفاروقال فيثيان إن هذه الصفائح تستمر في التمدد، وبالتالي فهي لا تزال في عملية التفكك، بدلاً من أن تكون كيانات منفصلة تمامًا، وبعبارة أخرى، يمكن اعتبار أمريكا الشمالية وأوروبا قارة واحدة، وليس قارتين منفصلتين.
كما طرح البحث بعض النظريات الجذرية حول تشكل أيسلندا، وترتكز الدراسة على جزيرة آيسلندا البركانية، والتي كان من المفهوم في السابق أنها تشكلت منذ حوالي 60 مليون سنة نتيجة لسلسلة جبال منتصف المحيط الأطلسي.
ويعتقد أن هذه الحدود التكتونية، التي شكلتها الصفيحة الأمريكية الشمالية والصفيحة الأوراسية بـ قارات العالم، كانت سبباً في ظهور عمود الوشاح الساخن الذي أدى في النهاية إلى نشوء الجزيرة.
ومن خلال تحليل الحركات التكتونية عبر القارة الأفريقية بعناية، تمكن فيثيان وزملاؤه من تحدي هذه النظرية وطرحوا فكرة جديدة جذرية.
قارات العالم كانت كتلة واحدة في السابقويعم العلماء أن أيسلندا، إلى جانب سلسلة جبال جرينلاند وأيسلندا وجزر فارو (GIFR)، تحتوي على شظايا جيولوجية من الصفائح التكتونية الأوروبية والأمريكية الشمالية، وهو ما يشير إلى أن هذه المناطق ليست أشكالاً أرضية معزولة، كما كان يعتقد اعلماء في السابق: بل هي أجزاء مترابطة من بنية قارية أكبر.
وصاغ العلماء مصطلح "الهضبة الصخرية المحيطية المتصدعة" (ROMP) لوصف هذه الميزة الجيولوجية الجديدة، والتي قد يكون لها آثار جوهرية على كيفية إدراكنا لتشكل وانفصال قارات الأرض.
وجد الباحثون أن منطقة عفار في أفريقيا تحمل أوجه تشابه مذهلة مع أيسلندا، وإذا ثبتت صحة دراستهم، فهذا يعني أن القارتين الأوروبية والأمريكية الشمالية لا تزالان في عملية الانفصال، وبالتالي لا تزالان مرتبطتين.
يعترف فيثيان بأن النتائج التي توصل إليها فريقه قد تثير دهشة البعض، لكنه يصر على أنها مبنية على بحث دقيق.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قارات العالم كشف السر الدراسة الجديد علم الجغرافيا أوروبا وروسيا قارات العالم
إقرأ أيضاً:
30 نوفمبر.. ذكرى الاستقلال التي تكشف خيانة اليوم
شاهر أحمد عمير
يعد يوم 30 نوفمبر 1967 نقطة فارقة في تاريخ اليمن، ففي هذا اليوم المجيد تمكّن الشعب اليمني من طرد آخر جندي بريطاني من أرض عدن، ليعلن انتهاء استعمار دام لأكثر من 129 عامًا، كان ذلك اليوم بمثابة إعلان للحرية والسيادة اليمنية، وشهادة على إرادَة الشعب اليمني وصموده ضد المحتلّ، الذي قدم التضحيات الجسيمة؛ مِن أجلِ كرامته واستقلاله. ورغم مرور أكثر من نصف قرن على هذه المناسبة التاريخية، فَــإنَّ روح الاستقلال ما تزال حية في وجدان كُـلّ يمني حر، لكن ما نراه اليوم من تناقضات يثير تساؤلات حقيقية حول مفهوم الاستقلال الحقيقي.
اليوم، بينما يحتفل البعض بذكرى الاستقلال، نجد أن هناك من يتنكر لهذا التاريخ، ويخدم أجندات القوى الاستعمارية الجديدة، ما يسمى بـ”حكومة الفنادق” تعد مثالًا حيًّا على هذا التناقض، هذه الحكومة التي تدعي تمثيل الشعب اليمني، تحتفل بذكرى طرد الاستعمار البريطاني من عدن، بينما تقاتل اليوم جنبًا إلى جنب مع التحالف السعوديّ الإماراتي، الذي يضم قوى استعمارية جديدة من بينها أمريكا وبريطانيا و”إسرائيل”، هذه الحكومة التي كانت جزءًا من مقاومة الاستعمار البريطاني في السابق، أصبح دورها اليوم معاكساً تمامًا، حَيثُ تقاتل ضد قوات يمنية ترفض الاحتلال، وتدافع عن السيادة الوطنية.
من ناحية أُخرى، تقف حكومة صنعاء وحكومة البناء والتغيير والقوات المسلحة اليمنية موقفًا مبدئيًّا يعكس روح 30 نوفمبر الحقيقية، هذه الحكومة رغم الحصار والمحن، تواصل مقاومة الاحتلال وتدافع عن السيادة اليمنية؛ فالقوات المسلحة اليمنية اليوم تمثل امتداداً طبيعيًّا لنضال الشعب اليمني ضد الاستعمار، وهي تواصل السير على نهج الأبطال الذين قاوموا الاستعمار البريطاني قبل عقود.
إن موقف حكومة صنعاء يثبت أن الاستقلال لا يتحقّق فقط بتطهير الأرض من الاستعمار القديم، بل بالتصدي لأي شكل من أشكال الوصاية أَو الاحتلال مهما كانت الهُــوِيَّة التي يرتديها.
ما تفعله حكومة الفنادق اليوم هو مثال صارخ للازدواجية، فهي تحتفل بذكرى الاستقلال في الوقت الذي تقدم فيه نفسها كأدَاة طيعة في يد قوى الاحتلال، في خطوة تفضح خيانتها وتبعيتها للأجندات الخارجية، هذه الحكومة التي كان من المفترض أن تمثل الشعب، أصبحت اليوم جزءًا من مؤامرة تهدف إلى تمزيق اليمن وتقسيمه، كيف يمكن لحكومة تحتفل بطرد الاستعمار البريطاني أن تبرّر وقوفها إلى جانب التحالف الذي يقصف اليمن ويستهدف المدنيين؟ وكيف يمكن لممثلين عن الشعب اليمني أن يقاتلوا تحت راية المحتلّ ضد أبناء وطنهم؟
إن هذه الازدواجية في المواقف تعكس الفجوة الكبيرة بين الادِّعاءات والأفعال، حكومة الفنادق تحاول تزييف الحقائق والتغطية على مواقفها المخزية عبر استغلال مناسبة 30 نوفمبر، لكنها لا تستطيع أن تخفي حقيقة أنها تسعى لتحقيق مصالحها الشخصية على حساب الشعب اليمني، وقد باتت هذه الحقيقة واضحة للجميع، بأن هذه الحكومة أصبحت أدَاة بيد قوى الاحتلال، وليس لها من هَــمَّ سوى تنفيذ أجندات الخارج، حتى وإن كان ذلك على حساب استقلال الوطن وتضحيات الشعب.
ذكرى 30 نوفمبر تحمل رسالة هامة للجميع: الاستقلال لا يُمنح، بل يُنتزع؛ فَــإنَّ النضال؛ مِن أجلِ الحرية والكرامة لا ينتهي بخروج جيوش الاحتلال القديمة، بل يستمر في مواجهة أية محاولة جديدة للتدخل في شؤون اليمن.
اليوم، كما كان في الماضي، ما يزال اليمنيون يقاومون الاحتلال بكل أشكاله، ويثبتون أن سيادتهم الوطنية ليست قابلة للمساومة.
الشعب اليمني، بقيادة حكومة صنعاء وقواته المسلحة، يوجه رسالة واضحة إلى العالم: أننا كما طردنا الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967، سنواصل نضالنا لطرد جميع قوى الاحتلال، مهما كانت قوتها أَو دعمها الدولي، ولن نسمح لأية قوة بأن تتحكم في مقدرات وطننا، فنحن أبناء هذا البلد العظيم الذين لا يعرفون الخضوع.
وفي هذه الذكرى، يبقى السؤال: هل ستظل حكومة الفنادق تحاول تضليل الشعب اليمني بتزييف التاريخ، أم ستعود إلى ضميرها الوطني وتدرك أن الاستقلال والسيادة ليسا مُجَـرّد شعارات تُرفع في المناسبات؟ الشعب اليمني سيظل متمسكًا بروح 30 نوفمبر، وسيتابع النضال حتى يحقّق النصر الكامل، ويظل اليمن حرًا مستقلًا، بعيدًا عن أي شكل من أشكال الوصاية والتبعية.