عربي21:
2025-05-02@06:56:01 GMT

تونس: انتهت الانتخابات قبل أن تبدأ!

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

برافو.. الذين خططوا وأشرفوا على إعداد الانتخابات الرئاسية التونسية التي ستجري يوم 6 تشرين الأول/ أكتوبر تمكنوا أخيرا من تذليل كل الاحتمالات التي كانت واردة، والتي فكرت فيها المعارضة للحيلولة دون نجاح قيس سعيد.

بدأ وضع اللبنات الأولى لهذا المسار منذ الخامس والعشرين من تموز/ يوليو 2021 عندما أطاح الرئيس بالحكومة والبرلمان، وجمع كل السلطات بيده.

تم وضع هدف أساسي يتمثل في شطب النخبة السياسية التي تصدرت المشهد خلال المرحلة الماضية، وتم الاشتغال على ذلك طيلة السنوات الثلاث الماضية. وعلى هذا الأساس فُتحت ملفات الجميع تقريبا، ووضعت قوائم رئيسية وأخرى فرعية، وكلما تقدم الزمن أقدمت السلطة على انتقاء الأهم والأخطر ليجد نفسه متهما ومورطا في ملف ما ومحالا على القضاء.

كانت البداية العمل عندما قررت السلطة منع حصول تقارب بين مختلف أحزاب المعارضة ضمن جبهة واحدة تتجاوز الخلافات الأيديولوجية، وتؤجل التناقضات السياسية فيما بينها إلى مرحلة ما بعد "التخلص" من الرئيس سعيد. وقد حصل ذلك تحت عنوان "قضية التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي"، وهو الملف المثير للجدل والذي لا تزال السلطة تتحفظ على كشف أوراقه،حصل ذلك تحت عنوان "قضية التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي"، وهو الملف المثير للجدل والذي لا تزال السلطة تتحفظ على كشف أوراقه، رغم تجاوز الآجال القانونية المتعلقة ببقائهم في السجن. كما تم في نفس السياق تحجيم حركة النهضة وشل حركتها رغم تجاوز الآجال القانونية المتعلقة ببقائهم في السجن. كما تم في نفس السياق تحجيم حركة النهضة وشل حركتها، بدءا من اعتقال قادتها، وصولا إلى إغراقهم في عدد من التهم والقضايا الخطيرة التي ستبعدهم عن الساحة فترة طويلة.

عندما اقترب موعد الانتخابات تم إدخال عدد من التعديلات على القانون الانتخابي التي من شأنها تقليل من عدد الذين عبّروا عن نيتهم في الترشح والذين اقتربوا من المائة. رغم ذلك أصر البعض على دخول المنافسة، فتم اللجوء الى استعمال البطاقة عدد 3 التي تثبت خلو سجل المرشح من الموانع القانونية لممارسة حقه الانتخابي، والتي لم يتمكن بعضهم من الحصول عليها رغم سهولة الحصول عليها. وبذلك تم إسقاط من تبقى من الشخصيات الوازنة مثل منذر الزنايدي المدعوم من قبل الطيف الواسع من الدستوريين، والذي لو بقي في السباق لصوت له عدد واسع من المواطنين بمن فيهم الإسلاميون، ولأصبح يشكل تهديدا محتملا لقيس سعيد.

ما يثير الانتباه في السياق الراهن أن هيئة مراقبة الانتخابات بتركيبتها الحالية وبسبب السياسات التي اعتمدتها كادت أن تخلق إجماعا داخل الطبقة السياسية حول التشكيك في دورها، حيث تم انتقادها من قبل 17 منظمة حقوقية وستة أحزاب؛ اعتبرت في بيان مشترك أن "مناخ الترهيب والمضايقة للمعارضين والصحافيين باستخدام القضاء وهيئة الانتخابات لخدمة مصالح السلطات وانعدام تكافؤ الفرص؛ لا يوفر ضمانات بأن تكون الانتخابات حرة وشفافة ونزيهة".

عند الفرز النهائي، وحتى لا يبقى الرئيس المنتهية ولايته وحيدا، تم السماح لشخصيتين فقط من مجموع 17 مرشحا، وهما العياشي زمال الذي يقود حاليا حركة "عازمون" وزهير المغزاوي، أمين عام حركة الشعب، وهي حركة قومية ذات توجه ناصري. حاول الأول أن يعبر عن انتقاده للرئيس سعيد بحذر حرصا على تجنب القطيعة، في حين أن المرشح الثاني يعتبر من مؤيدي مسار 25 تموز/ يوليو ومدافعا شرسا على أبرز القرارات السياسية التي أعلن عنها الرئيس سعيد. ورغم أن حركة الشعب عدلت بعض مواقفها من رئاسة الجمهورية نتيجة خلافات داخلية،يعتبر المستفيد الوحيد من كل ما يحصل هو الرئيس سعيد. ويعود الفضل في ذلك إلى من خططوا منذ فترة طويلة من أجل تنظيم انتخابات بدون كيانات سياسية وازنة وتكون خالية من الرهانات الفعلية، ويكون الهدف منها التمديد بخمس سنوات للحكم القائم لكنها بقيت تعتبر نفسها من بين أبرز الأحزاب السياسية التي تحالفت مع شق من اليسار الراديكالي لتقديم الدعم الضروري للرئيس. وحتى عندما أعلن المغزاوي عن ترشحه للرئاسة أكد على أن ذلك لا يتعارض مع ما قام به قيس سعيد!

بناء على هذا المشهد يمكن القول بأن الطريق أصبح مفتوحا بالكامل أمام ولاية ثانية للرئيس المنتهية ولايته، إذ يستبعد أن تراهن الأوساط السياسية على دعم المغزاوي نظرا لخلافاتها الواسعة مع حركة الشعب، خاصة قواعد حركة النهضة التي بقيت متذبذبة بين أكثر من مرشح قبل أن يغلق الباب في وجه الجميع. كما أن عموم القوميين يصرون على توجيه الاتهام إلى راشد الغنوشي وقيادة النهضة بالوقوف وراء اغتيال محمد البراهمي وشكري بلعيد، وعندما يكون النزاع بين طرفين حول قضية تتعلق بالدم يصبح من المستحيل الحديث عن احتمال تغيير المواقف لاعتبارات تكتيكية.

وبالتالي، يعتبر المستفيد الوحيد من كل ما يحصل هو الرئيس سعيد. ويعود الفضل في ذلك إلى من خططوا منذ فترة طويلة من أجل تنظيم انتخابات بدون كيانات سياسية وازنة وتكون خالية من الرهانات الفعلية، ويكون الهدف منها التمديد بخمس سنوات للحكم القائم، وذلك بقطع النظر عن مستقبل الديمقراطية وصراع المصالح.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانتخابات التونسية قيس سعيد تونس انتخابات الرئاسة مرشحين قيس سعيد مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة أفكار سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس سعید

إقرأ أيضاً:

الرئيس التونسي يندد بـ"تدخل سافر في الشأن الداخلي" بعد انتقادات خارجية  

 

 

تونس - ندد الرئيس التونسي قيس سعيد مساء الإثنين 28ابريل2025، بالانتقادات الدولية الصادرة خصوصا من فرنسا وألمانيا، في أعقاب صدور أحكام سجن طويلة على معارضين، واصفا إياها بأنها "تدخل سافر في الشأن الداخلي".

ووفق بيان للرئاسة، فقد قال سعيد خلال استقباله وزير الخارجية إنّ "التصريحات والبيانات الصادرة عن جهات أجنبية مرفوضة شكلا وتفصيلا وتُعدّ تدخلا سافرا في الشأن الداخلي التونسي".

وأضاف "إذا كان البعض يُعبّر عن أسفه لاستبعاد المراقبين الدوليين فإنّ تونس يمكن أيضا أن تُوجّه مراقبين إلى هذه الجهات التي عبّرت عن قلقها وعن أرقها المزعوم وتُطالبها أيضا بتغيير تشريعاتها واستبدال إجراءاتها".

في وقت سابق من الشهر الحالي، أصدرت محكمة تونسية أحكاما مشددة بالسجن وصلت إلى 66 عاما في حق نحو أربعين من شخصيات المعارضة ومحامين ورجال أعمال بعد إدانتهم بتهمة "التآمر على أمن الدولة" خصوصا.

وكانت فرنسا وألمانيا والأمم المتحدة أكدت أنّه لم يتم احترام شروط محاكمة "عادلة".

وأعربت برلين عن أسفها خصوصا "لاستبعاد مراقبين دوليين، ولا سيما (هؤلاء التابعين لـ) السفارة الألمانية في تونس، من اليوم الأخير للمحاكمة".

- "انتهاك للحق" -

من جانبه، دان المفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك "انتهاكات للحق في محاكمة عادلة، تثير مخاوف جدية بشأن الدوافع السياسية". 

وحث تونس على "الامتناع عن استخدام تشريعات الأمن القومي ومكافحة الإرهاب لإسكات المعارضة وتقييد المساحة المدنية".

ومنذ تفرّد الرئيس قيس سعيّد بالسلطة في صيف العام 2021، يندد المدافعون عن حقوق الإنسان والمعارضون بتراجع الحريات في تونس التي انطلق منها "الربيع العربي" في العام 2011.

وبالإضافة إلى المحاكمة الضخمة بتهمة "التآمر"، سُجن عشرات السياسيين والمحامين والكتاب البارزين في الصحف، منذ بداية العام 2023، بموجب مرسوم قيل إنّه أُصدر بهدف الحد من انتشار الأخبار الكاذبة.

وجدد المفوّض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان دعوته تونس إلى "وضع حد للاضطهاد السياسي والاحتجازات والاعتقالات التعسفية والسجن" بحق شخصيات بارزة و"احترام جميع حقوقهم الإنسانية، بما في ذلك الحق في حرية الرأي والتعبير".

وقال المسؤول الأممي إنّ "تونس كانت نموذجا ومصدر إلهام للعديد من الدول في المنطقة بعد التحوّل السياسي في العام 2011، وآمل أن تعود البلاد إلى المسار الديموقراطي وسيادة القانون وحقوق الإنسان".

مقالات مشابهة

  • الأحزاب السياسية تتجنب الانخراط المباشر في الانتخابات البلدية
  • خلال الاحتفال بعيد العمال.. احتجاجات غاضبة بتونس ضد الرئيس قيس سعيد
  • مؤشرات تنبئ بنهاية حكم قيس سعيد في تونس
  • قيس سعيد يرفض الانتقادات الدولية والمعارضة تعتبر تصريحاته اعترافا بالانتهاكات
  • مدير الشؤون السياسية بحلب والمشرف على عمل مديريتي الصحة بحلب وإدلب يبحثان مع عدد من الصيادلة التحديات التي تواجه القطاع الدوائي
  • الرئيس التونسي يندد بـ"تدخل سافر في الشأن الداخلي" بعد انتقادات خارجية  
  • «قيس سعيد» يرد بقوة على الانتقادات الدولية.. تونس ليست ضيعة ولا بستانا
  • “تونس ليست ضعيفة ولا بستانا”.. قيس سعيد يرد على الانتقادات الخارجية
  • تدخل سافر في الشأن الداخلي.. أول رد من الرئيس التونسي علي انتقاد محاكمة سياسيين
  • كندا: مارك كارني يتقدم في الانتخابات التشريعية ويؤكد "علاقتنا القديمة مع أمريكا انتهت"