أكد عدد من الخبراء والدبلوماسيين أن تيار اليمين المتطرف استطاع اكتساب شعبية كبيرة فى العديد من الدول الأوروبية، مستغلاً الأحداث التى أثرت عليها، ومنها قضية المهاجرين والضرائب، موضحين أن هذه التيارات قد يكون لها تأثير على المواطنين، لكنها لن تغير من السياسة الخارجية للدول لارتباطها بالمصالح المشتركة.

وأضافوا، خلال حديثهم لـ«الوطن»، أن صعود اليمين المتطرف إلى السلطة قد يؤثر على قضايا الشرق الأوسط، وبالأخص القضية الفلسطينية والأحداث الأخيرة فى قطاع غزة، موضحين أن هذا لا يمنع أن كثيراً من هذه الدول غيرت سياستها تجاه القضية.

«حجازى»: الحديث عن التأثير الكبير لصعود اليمين مبالغ فيه

وكشف السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الحديث عن التأثير الكبير الذى سيحدثه صعود أحزاب اليمين المتطرف فى أوروبا فى وسائل الإعلام هو من باب المبالغات، مؤكداً أنه سيحدث بعض التغيير مثل التضييق على المهاجرين، ولكن فى النهاية المصالح الاقتصادية هى التى تسيطر على العلاقات بين أوروبا والشرق الأوسط التى تعد وطيدة وحتمية.

وأضاف أن أحزاب اليمين قد تتحدث إعلامياً بخطاب يدغدغ المشاعر للناخب الأوروبى حول المهاجرين والضرائب والقوانين، لكن العلاقات السياسية ستفرض عليهم الحفاظ على العلاقات والمشروعات الاقتصادية القائمة.

وأكد «حجازى» عمق العلاقات بين أوروبا والشرق الأوسط ومصر فى الفترة الأخيرة، لأسباب تجارية وسياسية وأمنية وصناعية وثقافية، مبيناً أن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى الثاقبة لعبت دوراً مهماً فى توطيد العلاقات بين مصر وأوروبا، التى بدأت بتوجه استراتيجى فى عام 2004، ثم انتعشت بعد عام 2014، وتوجت بشراكة واسعة النطاق فى يونيو الماضى.

وأضاف أن العلاقات المصرية - الأوروبية قائمة على الشراكة الاقتصادية والتجارية، وقد ظهر ذلك جلياً فى الاتفاق الذى جرى فى مارس الماضى بين رئيس بعثة الاتحاد الأوروبى فى مصر، كريستيان برجر، والحكومة المصرية، ثم ترفيع العلاقات بمؤتمر الشراكة الاقتصادية نهاية يونيو الماضى بتوقيع الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى مؤتمر موسع على مدار يومين، بحضور ممثلين عن أبرز الكيانات الأوروبية، مثل بنك الاستثمار الأوروبى، والمفوضية الأوروبية، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية.

وأوضح «حجازى» أن الشركات الأوروبية سعت لتوسيع استثماراتها من أجل تحقيق مكاسب كبرى فى السوق المصرية، إذ بلغ حجم تعاملاتها 75 مليار دولار، مؤكداً أن مصر شريك مسئول ذو مصداقية، وأوروبا مبيتة النية لترسيخ العلاقات.

وتابع: «ظهر هذا التعاون فى عام 2015 أثناء كلمة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع الرئيس عبدالفتاح السيسى أثناء زيارته التاريخية لبرلين، وحينها أعلنت شركة سيمنز الألمانية توقيع شراكة مع مصر باستثمارات قدرها 8 مليارات يورو، وهى أكبر صفقة استثمار فى تاريخ الشركة الألمانية، وقالت حينها «ميركل» إن أمن مصر من أمن قارة أوروبا، فى إشارة إلى قضية المهاجرين».

«الإسلامبولى»: الأحزاب اليمينية ستسعى لتحسين علاقاتها بالشرق الأوسط لمنع الهجرة غير الشرعية

من جانبها، قالت السفيرة هاجر الإسلامبولى، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأمريكية، إن صعود الأحزاب اليمينية المتشددة فى أوروبا سيؤثر بشكل قوى على قضايا الشرق الأوسط، وبالأخص الصراع «الإسرائيلى - الفلسطينى»، خاصة أن الجانب الأكبر من هذا التيار يدعم دولة الاحتلال منذ بدايتها، مضيفة: «إلا أن هذا لا يمنع أن هناك تغيرات كبيرة فى سياسة بعض الدول الأوروبية، لا سيما التى أعلنت خلال الفترة الماضية اعترافها بالدولة الفلسطينية، وأدانت الجرائم والإبادة الجماعية التى ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلى بحق المدنيين العزل فى غزة».

وعن طبيعة العلاقة الدبلوماسية التى قد تكون عليها هذه الأحزاب مع دول الشرق الأوسط، أكدت أن الأحزاب الأوروبية، على اختلاف توجهاتها، ستسعى إلى تحسين العلاقات مع دول المنطقة وبالأخص مصر والمغرب العربى وشمال أفريقيا، باعتبار أن هذه الدول هى الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، ودعمها سيكون له دور قوى فى منع الهجرة غير النظامية، والحد من عبور المهاجرين غير الشرعيين إلى دول الاتحاد الأوروبى، وأوضحت أن أحزاب اليمين ستتبع نهجاً جديداً لتقديم المساعدات والاستثمارات لدول شمال أفريقيا، فى مقابل مشاركة هذه الدول فى العمل على الحد من الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبى.

«بدر الدين»: سياستهم لن تتحدد إلا بعد الوصول إلى السلطة

وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن الفترة الأخيرة شهدت ثقة شعبية متزايدة فى الأحزاب التى تنتمى للتيار اليمينى المتشدد، وهو ما أدى إلى صعود أحزاب اليمين فى العديد من الدول الأوروبية، ومنها فرنسا وإيطاليا وألمانيا.

وأوضح: «هذه التيارات تنقسم إلى اتجاهين، فهناك دول صعد فيها التيار اليمينى بمفرده إلى السلطة، وهذا النوع يكون ذا تأثير كبير على القرارات السياسية المتعلقة بالشرق الأوسط، وبالأخص الحرب على قطاع غزة، بينما الاتجاه الثانى هو صعود هذه الأحزاب من خلال تحالف مع عدد من التيارات الأخرى، وذلك ينتج عنه نفوذ أقل فى القرارات».

وأشار إلى أن تزايد الثقة فى التيار اليمينى بأوروبا امتد تأثيره إلى الولايات المتحدة، فالمرشح الجمهورى دونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية يتبنى برنامجاً انتخابياً ذا طبيعة يمينية، ويتضمن منع الهجرة، واتخاذ بعض الإجراءات ضد المهاجرين، وهى نفس الأفكار التى تتبناها هذه الأحزاب فى القارة العجوز.

وأضاف أن سياسات الأحزاب اليمينية تجاه القضايا المختلفة، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط، لن تظهر بشكل واضح إلا بعد الوصول إلى السلطة، لأنه خلال فترة الانتخابات يسعى اليمينيون إلى استقطاب الأقليات، ومنهم المهاجرون الذين اكتسبوا صفة المواطنة، لافتاً إلى أن سياسات اليمين تؤثر على العلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى، وتهدئة مناطق الصراع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأحزاب اليمينية الاتحاد الأوروبى الأزمات العالمية الهجرة غير الشرعية الشرق الأوسط أحزاب الیمین إلى السلطة

إقرأ أيضاً:

أكسيونا تمكّن مطارات سلطنة عُمان من الحصول على لقب «أنظف المطارات في الشرق الأوسط»

التزام أكسيونا بالتميز في مطاري مسقط وصلالة الدوليين له دور محوري في حصولهما على أعلى تصنيفات برنامج خدمة المطارات من حيث النظافة وتجربة الزبائن.

عُمان، 23 مارس 2025: أعلنت أكسيونا، الشركة العالمية الرائدة في النظافة العامة وحلول البيئة المستدامة، عن نجاح حصول مطار صلالة الدولي ومطار مسقط الدولي على لقب "أنظف المطارات في الشرق الأوسط" حيث تتولى الشركة تنفيذ خدمات النظافة فيهما. وقد تم اختيار المطارين وهما من أكثر المطارات ازدحاماً، ضمن قائمة المطارات الحاصلة على أفضل تقييم في برنامج جودة خدمة المطارات (ASQ) المعتمد من مجلس المطارات الدولي (ACI).

وقد صرح فريق عمل مطار مسقط الدولي، الذي يستقبل ما بين 15 و 20 مليون مسافر سنوياً، ومطار صلالة الدولي الذي يخدم نحو مليوني مسافر سنوياً، بأن تحقيق هذه الجوائز هو نتيجة لجهودنا التي نبذلها للحفاظ على مستوى استثنائي لنظافة المطارين والاهتمام بآراء المسافرين، مما يعكس التزام مطارات سلطنة عُمان بتوفير تجربة سفر لا مثيل لها للمسافرين.

وقال لويس كارلوس روسو، المدير الإقليمي لأعمال إدارة المرافق في أكسيونا: "نفخر بالشراكة مع مطارات عمان في تعزيز خدماتنا المتخصصة في التنظيف، حيث نعمل على حصول مطاري مسقط الدولي وصلالة الدولي على أعلى معايير النظافة. إن هذين المطارين كانا نموذجاً للتميز بجهودنا المستمرة في تقديم أعلى مستويات التنظيف."

ويُعنى برنامج جودة خدمة المطارات الذي يقيم رضا المسافرين في جميع أنحاء العالم، بتقديم تصنيفات تستند إلى آراء المسافرين التي يتم جمعها من خلال استبيانات المغادرين والقادمين عبر المطارات، ويشمل ذلك مدى النظافة، المحافظة على المرافق، وسهولة وأمانة موجهة للمسافرين.

وتأتي الشراكة طويلة الأمد بين أكسيونا ومطارات عمان، القائمة على الثقة المتبادلة والأهداف المشتركة، دوراً محورياً في ضمان خدمات عالية الجودة تتماشى مع التوقعات العالية للمسافرين ومعايير القطاع، ومع استمرار تطلع الشركة، تلتزم أكسيونا بتطوير خدماتها والإسهام في تحقيق النجاح لمطارات عمان الدولية.

مقالات مشابهة

  • محمد بن زايد وترامب يبحثان هاتفياً العلاقات والمستجدات في الشرق الأوسط
  • ترامب: نحقق تقدمًا جيدًا بشأن الصراع في الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره البلغاري التطورات في الشرق الأوسط
  • أكسيونا تمكّن مطارات سلطنة عُمان من الحصول على لقب «أنظف المطارات في الشرق الأوسط»
  • Inforte تستحوذ على Shifra
  • مايك والتز: إذا امتلكت إيران أسلحة نووية سينفجر الشرق الأوسط
  • تقرير: توقعات بارتفاع إنتاج الغاز في الشرق الأوسط
  • غزة بين أنياب الجغرافيا والمصالح: حربُ الإبادة لُعبة “نتنياهو” و”ترامب” في معركة الشرق الأوسط الجديد
  • واشنطن تدفع بحاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط
  • كيا الأردن تحقق إنجازًا استثنائيًا في تجربة العملاء في الشرق الأوسط