لجريدة عمان:
2025-03-18@06:21:11 GMT

فن الرُقد «الزفن» .. الأداء والممارسة

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

تُمثل الفنون الشعبية طقوسا اجتماعية وممارسات ثقافية في حياة الشعوب، تؤدي من خلالها وظائف عدة منها غرس القيم الاجتماعية، ومشاركة الفرد في طقس الجماعة، ونقل المعارف والخبرات، والتعبير عن الهواجس والرغبات الذاتية للفئات الاجتماعية المنتمية للفن ذاته. وقد احتفظت الشعوب بفنونها بعد أن أودعت فيها قيمها وخلاصة تجاربها ومعارفها وخبراتها على امتداد وجودها.

يُعد فن (الرُقد) أو الزفان أحد الفنون الحماسية الذي يؤديه الذكور في محافظة ظفار، ويرتبط هذا الفن بفن الهبوت سواء كانت زامل أو (دان أدون). ونظرا لوجود الهبوت في كافة البيئات الجغرافية في ظفار، فإن الفن ينتشر في كافة ولايات المحافظة. يتقدم مؤدي الفن ويسمى (إرِقْد) صفوف الرجال حاملا سيفه عند دخول الميدان، أو يدور في الحلقة المسماة (بالمدارأو آدوورت) التي تتشكل بعد دخول الجماعات الوافدة على الميدان، سواء كانت المناسبة وطنية أو اجتماعية. يخطو المؤدي خطوات عالية وأثناء ارتفاعه يهز السيف، يقاس احتراف المؤدي بقدرته على الارتفاع وعلى هز السيف دون إرجاعه للخلف أو إنزاله إلى الأرض، وذلك حفاظا على سلامة المؤدين والمشاركين في الهبوت.

يثب المؤدي، وأثناء الوثبة عليه ضرب السيف بالترس أو بالعصا أو جراب السيف وتسمى هذه الطريقة «ضرب الجوب» والجوب هو الترس، وكان في الماضي يُضرب الترس بحركة لولبية بحيث يلتف المؤدي مع الضربة، أما في العصر الراهن فإن المؤدي يضرب الترس أو العصا عاليا في الهواء، وعادة يُفضل أداء الضربة في مركز الدائرة التي يتحلق حولها المؤدون والجمهور، للإعلان عن دخول الزافن إلى المناسبة وتحية الجمهور، ثم يدور في الساحة ثلاث أو أربع مرات حسب لياقته البدنية. وإذا انتهى من الأداء في الساحة، يغادر الميدان ولن يعود إليه، وعليه أن يلف حلقة كاملة مشيا مع ضربات خفيفة على الترس وتسمى هذه الطريقة (تُدرُء)، ومن ثم يواصل الأداء المعتاد بالقفز وهز السيف لدورتين أو ثلاث، وهكذا يُنهي الزافن أداءه في الساحة. يمكن للأداء الجماعي أن يضيف جمالا على هذا الفن شريطة أن يتوافق المؤدون في القفزة وحركة هز السيف.

مبعث الكتابة عن هذا الفن هو أنني أحد المهتمين به، وقد ارتبط لدي بذكريات ومواقف عديدة، وقد مارست الرُّقد في التسعينيات عند حضوري للمناسبات الاجتماعية، وخاصة الأعراس أو الفعاليات الوطنية والثقافية مثل «عام التراث 1994»، الذي وُثِق تلفزيونيا في كافة ولايات سلطنة عمان، والآن يعد مادة وثائقية مهمة ومحتوى غنيا بالتنوع الثقافي، وأيضا في المهرجان الشعبي للعيد الوطني المقام في استاد الشرطة بالوطية في نوفمبر 1995، وأيضا في هبوت المدن في العيد الوطني الذي أقيم في مدينة صلالة في نوفمبر 1997، وخلال تلك التجارب كنت أتدرب على تقليد حركات المؤدين المشهورين في الأداء، التي تبرز حينما يقفزون على رؤوس أصابعهم مع إبقاء عقب القدم مرفوعا لا يطأ الأرض.

إن الاهتمام بهذا الفن وإدراجه في القائمة الوطنية للفنون العمانية يُعد مطلبا ملحا في العصر الراهن، إذ طغت التكنولوجيا على الثقافة الشعبية وعناصرها الرئيسة المتبلورة عن تراكمات ثقافية وخبرات إنسانية شكلها الإنسان بحسه وذائقته، وعبّر من خلالها عن وجودها ووجوده. صحيح أن فن الرُقد سُلِّط عليه الأضواء في أحد مواسم مهرجان ظفار تحت مسمى مسابقة فن (الرقيد)، ولا أدري كيف تمت إمالة الاسم مع أن حركة الفن لا تحتمل الإمالة ولا الانحناء، لكن من يتعمق في بعض المسميات في ظفار لا يستغرب من تحريف الأسماء والمعاني فمثلا اسم (المغسيل) لا يدل دلالة واضحة على المكان، بينما التسمية الصحيحة للمكان (آغسيء) وتعني مجرى الماء الصغير.

لم تستمر مسابقة فن الرقد مع أنها شهدت اهتماما اجتماعيا بالفن الذي يجذب اهتمام الشباب لممارسته والتعبير عن قدراتهم الشبابية في الأداء والحصول على اعتراف من قبل الجماهير، لذا نأمل إعادة إحياء الفنون الشعبية ومنحها مساحة من الاهتمام والرعاية وتطويرها لتواكب العصر، وتنتقل إلى الأجيال كمفردة ثقافية مهمة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تعليمية ظفار تتوج بكأس جمعية الصحفيين للبادل

توجت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار بكأس بطولة جمعية الصحفيين العُمانية الرمضانية للعبة البادل، التي نظمتها لجنة الصحفيين بالمحافظة على ملاعب النقطة الذهبية بمدينة السعادة، وأتت بمشاركة عدد من دوائر وأقسام التواصل والإعلام من الجهات الحكومية والخاصة بمحافظة ظفار، وقد أقيمت البطولة خلال الفترة من 13 إلى 15 مارس الجاري.

ورعى حفل ختام البطولة خالد بن عبدالله العبري مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار، بحضور باسل بن محمد الرواس عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية، ومحمود بن سهيل تبوك رئيس لجنة الصحفيين بمحافظة ظفار.

وجاء فوز فريق تعليمية ظفار وتتويجه بالمركز الأول في البطولة بعد تفوقه في المباراة الختامية على فريق مطارات عمان بنتيجة 2 / صفر، بينما حصل فريق بلدية ظفار على المركز الثالث في البطولة، عقب فوزه على فريق ميناء صلالة بنتيجة 2 / صفر في المواجهة التي سبقت إقامة المباراة الختامية.

وكان دور الـ8 قد شهد مباريات مثيرة، حيث نجح فريق بلدية ظفار في التأهل إلى نصف النهائي بعد فوزه المستحق على لجنة الصحفيين بنتيجة 2-صفر، بينما تخطى فريق مطارات عمان نظيره مديرية العمل بالنتيجة نفسها، كما واصل فريق ميناء صلالة تألقه بتجاوز مديرية التراث والسياحة بنتيجة 2-صفر، في حين تمكن فريق تعليمية ظفار من تحقيق انتصار ثمين على الطيران المدني بالنتيجة نفسها، ليحجز مقعده في الدور نصف النهائي، ليتمكن فريق تعليمية ظفار وفريق مطارات عمان من بلوغ المباراة النهائية التي انتهت بفوز تعليمية ظفار بكأس البطولة.

وشارك في البطولة ثمانية فرق مثلت عددًا من الجهات الحكومية والخاصة في محافظة ظفار، وشهدت منافسة قوية بين الفرق المشاركة وسط أجواء جميلة في ليالي الشهر الفضيل، وهي بلدية ظفار، والمديرية العامة للعمل، والمديرية العامة للتراث والسياحة، والمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار، وميناء صلالة، وهيئة الطيران المدني بصلالة، ومطارات عمان، ولجنة الصحفيين بمحافظة ظفار.

شعبية متزايدة للرياضة

قال محمود بن سهيل تبوك، رئيس لجنة الصحفيين بمحافظة ظفار: إن رياضة البادل تُعد واحدة من أبرز الفعاليات الرياضية التي تجذب عشاق الرياضة من جميع أنحاء العالم، حيث تجمع بين التنس والريشة، وتُلعب على ملاعب مغلقة تتيح للاعبين الاستفادة من الجدران في تسديد الكرة، وهذه الرياضة شهدت تزايدًا في شعبيتها خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت تحظى بمتابعة واسعة، مما يعكس النمو الكبير في اهتمام الجماهير بالرياضات الحديثة.

وأوضح تبوك أن بطولة البادل لجمعية الصحفيين تهدف إلى تعزيز التواصل بين الصحفيين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة، مما يسهم في تقوية الروابط المهنية والاجتماعية بينهم، كما تسعى البطولة إلى تشجيع الصحفيين العُمانيين على ممارسة رياضة البادل، وتعزيز القيم الرياضية مثل التعاون والعمل الجماعي، وتعد البطولة واحدة من أبرز الفعاليات الرياضية في الشهر الفضيل، حيث تسلط الضوء على الشعبية المتزايدة لرياضة البادل في سلطنة عُمان، وسط دعم واسع من الجهات المنظمة والرعاة، ما يعزز من نجاح الحدث ويؤكد مكانة هذه الرياضة المتنامية في سلطنة عُمان.

مقالات مشابهة

  • البطاقات الائتمانية من ظفار الإسلامي تقدم مزايا متنوعة
  • 3 مواجهات قوية ترفع راية التحدي نحو الاقتراب من الصعود .. غداً
  • شتاء ظفار.. موسم سياحي يجذب الزوار من أنحاء العالم
  • "معًا نتقدم".. النسخة اللامركزية في ظفار
  • بنك ظفار يتعاون مع "سمارتك" لإطلاق حلول متطورة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • في بغداد.. اجتماع يناقش استراتيجية مكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الارهاب
  • الجيش السوداني: سيطرنا على موقف شروني المؤدي للقصر الجمهوري وسط الخرطوم
  • تعليمية ظفار تتوج بكأس جمعية الصحفيين للبادل
  • بطولة كرة اليد بظفار تصل لمراحلها النهائية
  • ظفار يكسب بوشر في المرحلة النهائية بدوري الأولى