لجريدة عمان:
2025-02-07@08:54:19 GMT

فن الرُقد «الزفن» .. الأداء والممارسة

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

تُمثل الفنون الشعبية طقوسا اجتماعية وممارسات ثقافية في حياة الشعوب، تؤدي من خلالها وظائف عدة منها غرس القيم الاجتماعية، ومشاركة الفرد في طقس الجماعة، ونقل المعارف والخبرات، والتعبير عن الهواجس والرغبات الذاتية للفئات الاجتماعية المنتمية للفن ذاته. وقد احتفظت الشعوب بفنونها بعد أن أودعت فيها قيمها وخلاصة تجاربها ومعارفها وخبراتها على امتداد وجودها.

يُعد فن (الرُقد) أو الزفان أحد الفنون الحماسية الذي يؤديه الذكور في محافظة ظفار، ويرتبط هذا الفن بفن الهبوت سواء كانت زامل أو (دان أدون). ونظرا لوجود الهبوت في كافة البيئات الجغرافية في ظفار، فإن الفن ينتشر في كافة ولايات المحافظة. يتقدم مؤدي الفن ويسمى (إرِقْد) صفوف الرجال حاملا سيفه عند دخول الميدان، أو يدور في الحلقة المسماة (بالمدارأو آدوورت) التي تتشكل بعد دخول الجماعات الوافدة على الميدان، سواء كانت المناسبة وطنية أو اجتماعية. يخطو المؤدي خطوات عالية وأثناء ارتفاعه يهز السيف، يقاس احتراف المؤدي بقدرته على الارتفاع وعلى هز السيف دون إرجاعه للخلف أو إنزاله إلى الأرض، وذلك حفاظا على سلامة المؤدين والمشاركين في الهبوت.

يثب المؤدي، وأثناء الوثبة عليه ضرب السيف بالترس أو بالعصا أو جراب السيف وتسمى هذه الطريقة «ضرب الجوب» والجوب هو الترس، وكان في الماضي يُضرب الترس بحركة لولبية بحيث يلتف المؤدي مع الضربة، أما في العصر الراهن فإن المؤدي يضرب الترس أو العصا عاليا في الهواء، وعادة يُفضل أداء الضربة في مركز الدائرة التي يتحلق حولها المؤدون والجمهور، للإعلان عن دخول الزافن إلى المناسبة وتحية الجمهور، ثم يدور في الساحة ثلاث أو أربع مرات حسب لياقته البدنية. وإذا انتهى من الأداء في الساحة، يغادر الميدان ولن يعود إليه، وعليه أن يلف حلقة كاملة مشيا مع ضربات خفيفة على الترس وتسمى هذه الطريقة (تُدرُء)، ومن ثم يواصل الأداء المعتاد بالقفز وهز السيف لدورتين أو ثلاث، وهكذا يُنهي الزافن أداءه في الساحة. يمكن للأداء الجماعي أن يضيف جمالا على هذا الفن شريطة أن يتوافق المؤدون في القفزة وحركة هز السيف.

مبعث الكتابة عن هذا الفن هو أنني أحد المهتمين به، وقد ارتبط لدي بذكريات ومواقف عديدة، وقد مارست الرُّقد في التسعينيات عند حضوري للمناسبات الاجتماعية، وخاصة الأعراس أو الفعاليات الوطنية والثقافية مثل «عام التراث 1994»، الذي وُثِق تلفزيونيا في كافة ولايات سلطنة عمان، والآن يعد مادة وثائقية مهمة ومحتوى غنيا بالتنوع الثقافي، وأيضا في المهرجان الشعبي للعيد الوطني المقام في استاد الشرطة بالوطية في نوفمبر 1995، وأيضا في هبوت المدن في العيد الوطني الذي أقيم في مدينة صلالة في نوفمبر 1997، وخلال تلك التجارب كنت أتدرب على تقليد حركات المؤدين المشهورين في الأداء، التي تبرز حينما يقفزون على رؤوس أصابعهم مع إبقاء عقب القدم مرفوعا لا يطأ الأرض.

إن الاهتمام بهذا الفن وإدراجه في القائمة الوطنية للفنون العمانية يُعد مطلبا ملحا في العصر الراهن، إذ طغت التكنولوجيا على الثقافة الشعبية وعناصرها الرئيسة المتبلورة عن تراكمات ثقافية وخبرات إنسانية شكلها الإنسان بحسه وذائقته، وعبّر من خلالها عن وجودها ووجوده. صحيح أن فن الرُقد سُلِّط عليه الأضواء في أحد مواسم مهرجان ظفار تحت مسمى مسابقة فن (الرقيد)، ولا أدري كيف تمت إمالة الاسم مع أن حركة الفن لا تحتمل الإمالة ولا الانحناء، لكن من يتعمق في بعض المسميات في ظفار لا يستغرب من تحريف الأسماء والمعاني فمثلا اسم (المغسيل) لا يدل دلالة واضحة على المكان، بينما التسمية الصحيحة للمكان (آغسيء) وتعني مجرى الماء الصغير.

لم تستمر مسابقة فن الرقد مع أنها شهدت اهتماما اجتماعيا بالفن الذي يجذب اهتمام الشباب لممارسته والتعبير عن قدراتهم الشبابية في الأداء والحصول على اعتراف من قبل الجماهير، لذا نأمل إعادة إحياء الفنون الشعبية ومنحها مساحة من الاهتمام والرعاية وتطويرها لتواكب العصر، وتنتقل إلى الأجيال كمفردة ثقافية مهمة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

شرودر: هاريس مهاجم بجودة عالية.. وصفقة مميزة للعميد

 
معتصم عبدالله (أبوظبي)
فرض السويسري هاريس سيفروفيتش، مهاجم النصر اسمه على نجومية مباراة فريقه أمام مضيفه ظفار العُماني ضمن «الجولة الخامسة»، في المجموعة الأولى لدوري أبطال الخليج للأندية 2024- 2025، بعدما سجل هدفين في الدقيقتين «59» و«77»، قاد بهما «العميد» لقلب الطاولة أمام ظفار 2-1.
وعزز «الأزرق» صدارته ترتيب المجموعة برصيد 13 نقطة، ليؤكد أحقيته ببطاقة التأهل الأولى، في الوقت الذي تفوق فيه دهوك العراقي أمام أهلي صنعاء اليمني 3-0، ليحجز دهوك «الوصيف» برصيد 8 نقاط بطاقة التأهل الثانية عن المجموعة، فيما بقى ظفار ثالثاً برصيد 4 نقاط، وأهلي صنعاء في المركز الأخير، وله 3 نقاط.
ويلتقي النصر في الجولة الأخيرة لختام الدور الأول، ضيفه أهلي صنعاء اليمني مساء الأربعاء 19 فبراير الجاري على استاد آل مكتوم، ويلعب في المباراة الثانية ضمن الجولة ذاتها، دهوك العراقي، وظفار العُماني على ملعب الأول في مدينة دهوك.
وأشاد الهولندي ألفريد شرودر مدرب «العميد»، بمهاجمه السويسري هاريس، والمنتقل حديثاً إلى صفوف «الأزرق» قادماً من ناديه السابق الوصل، حيث خاض مباراته الثانية فقط مع الفريق، ونجح في تسجيل ثنائية في مباراته الأولى ضمن التشكيلة الأساسية.
وقال شرودر في تعليقه على أداء السويسري: «هاريس مهاجم صاحب جودة عالية، ويعرف جيداً التمركز الصحيح وهو ما ساعده في تسجيل هدفين في مباراة ظفار، وأعتقد أن انضمامه للفريق يمثل صفقة جيدة»، لافتاً إلى أن «الأزرق» واجه منافساً يملك لاعبين جيدين، وقال: «كان بالإمكان الخروج بنتيجة أفضل حال استغلال الفرص أمام مرمى المنافس».
وتزامن تألق هاريس مع إعلان إدارة النصر، خروج الإيطالي مانولو جابياديني من حسابات الفريق، بعد تعرضه للإصابة بتمزق في العضلة الضامة، وحاجته إلى العلاج وبرنامج تأهيل خاص لفترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وهو ما يعني انتهاء موسمه مع الفريق.
وحول تعليقه على المباراة بشكل عام، قال شرودر: «سعيد بالنتيجة والتأهل رسمياً إلى نصف النهائي، لم نظهر بالشكل المطلوب في الشوط الأول عكس الشوط الثاني، واعتقد أن الفريق واللاعبين استحقوا التهنئة بحصد 13 نقطة على مدار 5 مباريات في البطولة الخليجية».

أخبار ذات صلة النصر يعزز «الصدارة الخليجية» بثنائية أمام ظفار العُماني النصر يطارد «الصدارة الخليجية» أمام ظفار العُماني

مقالات مشابهة

  • إغلاق كلي لمخرج شارع السلطان قابوس المؤدي إلى برج الصحوة
  • العيلفون الأبية.. وأسطورة السيف والأمير!
  • في ذكرى ميلاده.. ما الكلمة التي جعلت فارق الفيشاوي يتخلى عن حلمه؟
  • بنك ظفار يفتتح فرعا جديدا في الغُبرة بمسقط
  • النصر الإماراتي يكسب ظفار ويبلغ نصف نهائي البطولة الخليجية
  • شرودر: هاريس مهاجم بجودة عالية.. وصفقة مميزة للعميد
  • هتان السيف بعد أنباء انفصالها عن خطيبها: لقد ولدنا لنقاتل في الحياة سوياً
  • "أبطال الخليج".. النصر يعزز صدارته بثنائية في ظفار
  • توطين زراعة الكركم والزنجبيل في ظفار
  • 160 طالبًا وطالبة في برنامج الابتكار بمحافظة ظفار