لجريدة عمان:
2025-03-12@11:04:53 GMT

فن الرُقد «الزفن» .. الأداء والممارسة

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

تُمثل الفنون الشعبية طقوسا اجتماعية وممارسات ثقافية في حياة الشعوب، تؤدي من خلالها وظائف عدة منها غرس القيم الاجتماعية، ومشاركة الفرد في طقس الجماعة، ونقل المعارف والخبرات، والتعبير عن الهواجس والرغبات الذاتية للفئات الاجتماعية المنتمية للفن ذاته. وقد احتفظت الشعوب بفنونها بعد أن أودعت فيها قيمها وخلاصة تجاربها ومعارفها وخبراتها على امتداد وجودها.

يُعد فن (الرُقد) أو الزفان أحد الفنون الحماسية الذي يؤديه الذكور في محافظة ظفار، ويرتبط هذا الفن بفن الهبوت سواء كانت زامل أو (دان أدون). ونظرا لوجود الهبوت في كافة البيئات الجغرافية في ظفار، فإن الفن ينتشر في كافة ولايات المحافظة. يتقدم مؤدي الفن ويسمى (إرِقْد) صفوف الرجال حاملا سيفه عند دخول الميدان، أو يدور في الحلقة المسماة (بالمدارأو آدوورت) التي تتشكل بعد دخول الجماعات الوافدة على الميدان، سواء كانت المناسبة وطنية أو اجتماعية. يخطو المؤدي خطوات عالية وأثناء ارتفاعه يهز السيف، يقاس احتراف المؤدي بقدرته على الارتفاع وعلى هز السيف دون إرجاعه للخلف أو إنزاله إلى الأرض، وذلك حفاظا على سلامة المؤدين والمشاركين في الهبوت.

يثب المؤدي، وأثناء الوثبة عليه ضرب السيف بالترس أو بالعصا أو جراب السيف وتسمى هذه الطريقة «ضرب الجوب» والجوب هو الترس، وكان في الماضي يُضرب الترس بحركة لولبية بحيث يلتف المؤدي مع الضربة، أما في العصر الراهن فإن المؤدي يضرب الترس أو العصا عاليا في الهواء، وعادة يُفضل أداء الضربة في مركز الدائرة التي يتحلق حولها المؤدون والجمهور، للإعلان عن دخول الزافن إلى المناسبة وتحية الجمهور، ثم يدور في الساحة ثلاث أو أربع مرات حسب لياقته البدنية. وإذا انتهى من الأداء في الساحة، يغادر الميدان ولن يعود إليه، وعليه أن يلف حلقة كاملة مشيا مع ضربات خفيفة على الترس وتسمى هذه الطريقة (تُدرُء)، ومن ثم يواصل الأداء المعتاد بالقفز وهز السيف لدورتين أو ثلاث، وهكذا يُنهي الزافن أداءه في الساحة. يمكن للأداء الجماعي أن يضيف جمالا على هذا الفن شريطة أن يتوافق المؤدون في القفزة وحركة هز السيف.

مبعث الكتابة عن هذا الفن هو أنني أحد المهتمين به، وقد ارتبط لدي بذكريات ومواقف عديدة، وقد مارست الرُّقد في التسعينيات عند حضوري للمناسبات الاجتماعية، وخاصة الأعراس أو الفعاليات الوطنية والثقافية مثل «عام التراث 1994»، الذي وُثِق تلفزيونيا في كافة ولايات سلطنة عمان، والآن يعد مادة وثائقية مهمة ومحتوى غنيا بالتنوع الثقافي، وأيضا في المهرجان الشعبي للعيد الوطني المقام في استاد الشرطة بالوطية في نوفمبر 1995، وأيضا في هبوت المدن في العيد الوطني الذي أقيم في مدينة صلالة في نوفمبر 1997، وخلال تلك التجارب كنت أتدرب على تقليد حركات المؤدين المشهورين في الأداء، التي تبرز حينما يقفزون على رؤوس أصابعهم مع إبقاء عقب القدم مرفوعا لا يطأ الأرض.

إن الاهتمام بهذا الفن وإدراجه في القائمة الوطنية للفنون العمانية يُعد مطلبا ملحا في العصر الراهن، إذ طغت التكنولوجيا على الثقافة الشعبية وعناصرها الرئيسة المتبلورة عن تراكمات ثقافية وخبرات إنسانية شكلها الإنسان بحسه وذائقته، وعبّر من خلالها عن وجودها ووجوده. صحيح أن فن الرُقد سُلِّط عليه الأضواء في أحد مواسم مهرجان ظفار تحت مسمى مسابقة فن (الرقيد)، ولا أدري كيف تمت إمالة الاسم مع أن حركة الفن لا تحتمل الإمالة ولا الانحناء، لكن من يتعمق في بعض المسميات في ظفار لا يستغرب من تحريف الأسماء والمعاني فمثلا اسم (المغسيل) لا يدل دلالة واضحة على المكان، بينما التسمية الصحيحة للمكان (آغسيء) وتعني مجرى الماء الصغير.

لم تستمر مسابقة فن الرقد مع أنها شهدت اهتماما اجتماعيا بالفن الذي يجذب اهتمام الشباب لممارسته والتعبير عن قدراتهم الشبابية في الأداء والحصول على اعتراف من قبل الجماهير، لذا نأمل إعادة إحياء الفنون الشعبية ومنحها مساحة من الاهتمام والرعاية وتطويرها لتواكب العصر، وتنتقل إلى الأجيال كمفردة ثقافية مهمة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

آندي روبرتسون: الأداء «الحماسي» قادنا للفوز على ساوثهامبتون

يرى آندي روبرتسون، ظهير أيسر فريق ليفربول، أن عودة فريقه لأسلوبه السابق "الحماسي" كان مفتاحًا لتغيير نتيجة اللقاء لصالح متصدر ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ضد ساوثهامبتون.

ورغم ذلك، اعترف روبرتسون أنه يتعين على فريقه الظهور بشكل أفضل أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، بعد غد الثلاثاء، في إياب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا، إذا أراد التأهل لدور الثمانية في المسابقة القارية.

وقلب ليفربول تأخره صفر / 1 أمام ضيفه ساوثهامبتون "متذيل الترتيب"، مع نهاية الشوط الأول، ليفوز 3 / 1 على الفريق الملقب بـ"القديسيين"، أمس السبت، في المرحلة الـ28 للمسابقة، ليعزز صدارته للبطولة، التي ابتعد لقبها عن خزائنه في المواسم الأربعة الأخيرة.

ويرجع الفضل في قلب النتيجة لليفربول، إلى تبديلات الهولندي آرني سلوت، المدير الفني للفريق الأحمر، الذي دفع بثلاثة تبديلات دفعة واحدة قبل انطلاق الشوط الثاني، الذي شهد تسجيل الأوروجواياني داروين نونيز هدف التعادل، فيما تكفل النجم الدولي المصري محمد صلاح بإحراز الهدفين الثاني والثالث من ركلتي جزاء.

وقال روبرتسون، أحد اللاعبين الثلاثة الذين شاركوا من مقاعد البدلاء وأحدثوا تأثيرا فوريا على أداء الفريق "اعتقدت أننا تفوقنا عليهم في أول 10 إلى 15 دقيقة من الشوط الثاني وكان ذلك مشابها لما فعلناه في المواسم السابقة".

أضاف روبرتسون في تصريحاته، التي نقلتها وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) "ربما لدينا المزيد من التحكم والوقت لنكون أكثر صبرا، في حين أن فريقنا الذي توج باللقب موسم 2019 - 2020، عندما كنا نحصل على الكرة كنا نقتل المنافسين بالهجمات المرتدة.

وأوضح "الأمر مختلف (الآن) ولكنني ما زلت أعتقد أن لدينا عناصر وقد رأيت ذلك في الشوط الثاني حيث كنا متحمسين للغاية ووضعنا ساوثهامبتون تحت الضغط وحاصرناه، لحسن الحظ، كان اللاعبون يرتدون أحذية التسديد الخاصة بهم وتمكنا من معاقبتهم".

ويأتي هذا الفوز ليمنح لاعبي ليفربول دفعة معنوية قبل لقائه المرتقب مع سان جيرمان، حيث يكفيه التعادل فقط في مباراة الإياب، من أجل الاستمرار في دوري الأبطال، لاسيما بعد انتهاء لقاء الذهاب بفوز الفريق الأحمر 1 / صفر بالعاصمة الفرنسية باريس، الأسبوع الماضي.

مقالات مشابهة

  • تنافس كبير في بطولة اليد بمحافظة ظفار
  • شاهد بالفيديو.. “كيكل” يدهش أنصاره بوصلة رقص يظهر من خلالها براعة كبيرة في التحكم بــ(السيف)
  • كوكو جوس من ظفار إلى الأسواق الإقليمية.. عاصم باعمر يبسّط تجربة النارجيل
  • مُقايضة الحليب بالعلف!
  • بنك ظفار ينظم لقاءً للإعلاميين بمناسبة شهر رمضان
  • إحالة 3 مديرين بحي غرب المنصورة و75 موظفا للتحقيق
  • تقييم مسابقة حفظ القرآن بمدارس محافظة ظفار
  • تنافس كبير في بطولة كرة اليد بمحافظة ظفار
  • آندي روبرتسون: الأداء «الحماسي» قادنا للفوز على ساوثهامبتون
  • بنك ظفار راعٍ ماسي لمعرض "عطاء 27" لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة