أكد خبراء ومحللون سياسيون أن الأزمة الروسية - الأوكرانية، ألقت بظلالها الكئيبة على أوروبا فى مختلف قطاعاتها، وتسبّبت فى تغيير خريطة سياساتها الخارجية، حتى إن البعض جعلها واحدة من أهم أسباب صعود أحزاب اليمين المتطرّف فى أوروبا، لردود الفعل الروسية على عقوبات الاتحاد الأوروبي، التي كانت أحد أسباب الأزمة الاقتصادية فى القارة العجوز.

وغيّرت أزمة روسيا وأوكرانيا مفاهيم ومعادلات واستراتيجيات كثيرة فى أوروبا، وصنعت تكتلات فى المنطقة وحول العالم، وأفرزت مجموعة من التحديات والأزمات الاقتصادية فى الدول المحيطة والدول المعنية بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«البابا»: المشكلات الاقتصادية سبب تصاعد الأزمة

وأكد الإعلامي الأوكراني محمد البابا لــ«الوطن»، أن الحرب الروسية - الأوكرانية أثرت بشكل كبير على اقتصاد الدول الأوروبية، وأبرزها استقبالها أكثر من 5 ملايين أوكراني كلاجئ إلى الكثير منها، ما أدى إلى ضغط اقتصادي كبير، مضيفاً أنها تسبّبت فى ارتفاع الأسعار بسبب تعطيل عمليات الصادرات والواردات للسلع الاستراتيجية، مثل النفط والغاز والمعادن والمواد الغذائية، وهو ما أدى إلى تضخّم كبير فى اقتصاد العالم.

وأضاف «البابا» أنه بعد أزمة روسيا وأوكرانيا واجه اقتصاد الدول الأوروبية عدداً من الصعوبات، لا سميا مع خروجها من السوق الروسية، بالإضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية على موسكو وتركيز عدد كبير من الدول على الاهتمام بالتسليح وبناء قوة عسكرية ضخمة قادرة على ردع العدو فى أي وقت كان، وبأي طريقة ممكنة، وكانت آخرها ألمانيا التي قررت مؤخراً إنفاق مليارات على الأسلحة، موضحاً أن هذا الإنفاق كبير، فى الوقت الذى تواجه فيه القارة الأوروبية أزمات اقتصادية أثرت بشكل كبير على أسعار السلع الغذائية فى أوروبا.

وتابع: «المخاوف الأوروبية حول تعامل أوروبا مع شتائها القارص فى ظل قطع روسيا إمدادات الغاز عن الدول الأوروبية كورقة ضغط ورد على تصعيد الدول الأوروبية تجاهه كان يثير القلق فى بداية الأزمة»، موضحاً أن «الوضع أصبح أقل خطورة مع وجود بدائل، فى ظل تصاعد التوترات والأزمات فى الشرق الأوسط، لأن تلك الأزمة لا تزال تؤرق الأوروبيين».

العقوبات على «موسكو» تضر بمصالح أوروبا

من جانبه، قال د. محمد اليمنى، خبير العلاقات الدولية، إن أزمة روسيا وأوكرانيا غيّرت مفاهيم ومعادلات واستراتيجيات كثيرة فى أوروبا، وصنعت تكتلات فى المنطقة وحول العالم، وأفرزت مجموعة من التحديات والأزمات الاقتصادية والأزمات فى الدول المحيطة والدول المعنية بالحرب الروسية - الأوكرانية، وأبرزها صعود اليمين المتطرف الذى يرفض الاتحاد الأوروبي من الأساس، ويرى أن العقوبات على روسيا تضر مصالح القارة العجوز.

«اليمنى»: الصراع تسبّب فى أزمة حبوب عالمية 

وأضاف: «الصراع بين موسكو وكييف أثر على الاستقرار العالمي، لاسيما مع التصعيد المستمر والتحسّب لنشوب حرب عالمية جديدة جراء دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا وتحول هذه الحرب إلى حرب بالوكالة تسعى فيها واشنطن عن طريق تمويلها أوكرانيا إلى إضعاف موسكو».

وتابع: «الصراع تسبّب فى أزمة حبوب عالمية بعد توقف صادرات أوكرانيا من الحبوب والقمح بعد ثلاثة أشهر من الحرب، حيث إن كييف كانت تُعد من أكبر مصدري الحبوب فى العالم، وتوقف صادراتها أثر بشكل كبير على الكثير من الدول، مما أدى إلى ارتفاع جنوني فى أسعار المواد الغذائية، كما أن تكلفة النقل اللوجيستي ارتفعت بشكل كبير بسبب اضطرابات سلاسل التوريد العالمية، مما أدى إلى زيادة أسعار السلع الغذائية بشكل عام».

وأكد «اليمنى» أن أوروبا ستواجه شتاءً صعباً نتيجة قطع إمدادات الطاقة الروسية وقطع بعض الدول الأوروبية علاقاتها مع موسكو، مما حرمها من الغاز الذى كنت تحصل عليه بأسعار منخفضة، وأصبحت الآن تبحث عن أسواق بديلة لتلبية احتياجاتها من الغاز الضروري لمواجهة الشتاء الأوروبي القارس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأحزاب اليمينية الاتحاد الأوروبى الأزمات العالمية الهجرة غير الشرعية الدول الأوروبیة فى أوروبا بشکل کبیر أدى إلى

إقرأ أيضاً:

البرلمان الأوروبي: على أوروبا أن تقف على قدميها وتواصل دعم أوكرانيا

أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن "رئيسة البرلمان الأوروبي" أنه على أوروبا أن تقف على قدميها وتواصل دعم أوكرانيا من أجل تحقيق السلام الدائم.

وقال وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، إن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، طلب ضمانات أمنية وتعويضات من روسيا بقيمة 300 مليار دولار.

وأضاف لوتنيك، حسبما نقلت قناة الحرة الأمريكية، إن ترامب لا يتدخل في السياسة الأوكرانية بل يريد أن يكون صانع سلام، لافتا إلى أن ما أراده ترامب هو السلام لكن زيلينسكي أصر على التعويضات ووقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • البرلمان الأوروبي: على أوروبا أن تقف على قدميها وتواصل دعم أوكرانيا
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • استطلاع: فجوات كبيرة في قدرة الدول الأوروبية على مواجهة الكوارث.. فأيها أكثر استعدادا؟
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: على أوروبا أن تعيد تسليح نفسها بشكل عاجل
  • مجدي يوسف: الاتحاد الأوروبي قد يكون في مواجهة شديدة مع أمريكا بسبب دعم أوكرانيا
  • فون دير لاين: نحتاج بشكل عاجل إلى إعادة تسليح أوروبا
  • الاتحاد الأوروبي: نشكر مصر لاستضافتها عددًا كبيرًا من اللاجئين ودعمها لقضايا المنطقة
  • ماكرون يدعو لمناقشة الردع النووي الأوروبي في مواجهة التهديدات الروسية
  • رئيس المفوضية الأوروبية السابق ليورونيوز: لاعضوية كاملة لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي
  • أوربان يوجه نداء للاتحاد الأوروبي بشأن أزمة أوكرانيا