قال الناطق الرسمي باسم حركة حماس، جهاد طه، إن "الجهود والمساعي التي يبذلها الوسطاء (القطريون والمصريون) لا تزال متواصلة ومستمرة إلى الآن"، مُشدّدا على تمسكهم بالمقترح الأخير، وبـ "مسار صحيح للمفاوضات"، وذلك في أعقاب إصدار حماس بيانها الأخير المتعلق بتطورات المفاوضات وما عُرف بـ"قمة الخميس" المرتقبة.

والأحد، طالبت "حماس" الوسطاء بتقديم "خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2 تموز/ يوليو الماضي، استنادا لرؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك".



وشدّد طه، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، على تمسك حركة حماس بما وصفه بالمسار الصحيح للمفاوضات من أجل "التوصل في أقرب وقت إلى اتفاق ينهي حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "بالتأكيد الجهود والمساعي مستمرة من قِبل الوسطاء، خاصة بعد الموقف الذي صدر من الحركة بضرورة تقديم خطة لتنفيذ ما تم التوافق عليه مسبقا، والتي تهدف لعدم إضاعة المزيد من الوقت".

وأكد طه أن "الحركة بالأصل لا ترفض مبدأ التفاوض بشأن وقف إطلاق النار، وذلك بخلاف الدعاية والتحريض الصهيوني، ومطالبتها بالخطة التنفيذية ضرورة لضمان نجاح الجهود بما يُفضي لوقف العدوان الغاشم".


حماس تدرس جهود الوسطاء

وكشف أن "حماس تدرس وتتابع الجهود والمساعي المختلفة"، منوها إلى أن "الحركة أعلنت مواقفها المتجاوبة بشكل واضح مع جميع الطروحات والمبادرات السابقة لوقف إطلاق النار بما في ذلك ما أعلنه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وكذلك قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص وقف إطلاق النار".

لكن الناطق الرسمي باسم حركة حماس لم يشرِ صراحة عمّا إذا كان من المحتمل أن تقوم حماس بتغيير موقفها الأخير وتشارك في جولة المفاوضات الجديدة التي ستُعقد يوم 15 آب/ أغسطس الجاري.

ونوّه طه إلى أن "الحركة تعاملت بإيجابية ومرونة كبيرة مع كل المقترحات المختلفة لإنهاء العدوان، والتي كان من بينها العرض المصري القطري الذي قُدّم يوم 6 أيار/ مايو 2024؛ حيث أعلنت الحركة حينها على الفور قبولها بهذا المقترح، لكن الاحتلال رفض هذه الوثيقة".

وزاد: "كما رحبت الحركة بالوثيقة التي قدّمها الوسيطين المصري والقطري استنادا لخطاب بايدن وقرار مجلس الأمن، وطالبنا بتقديم خطة لتنفيذ هذا العرض، لكن الذي عطّل ذلك، ولا زال، هو الاحتلال الذي يحاول دوما القفز إلى الأمام من خلال فرض شروط إضافية على ما سبق، وارتكاب المزيد والمزيد من المجازر، بهدف تعطيل أي مفاوضات يمكن أن تؤدي إلى أي اتفاق".

دائرة المفاوضات المفرغة

وأردف: "الاحتلال يريد فقط الاستمرار في دائرة المفاوضات المفرغة كي يستخدمها كغطاء لمواصلة جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني، وهو يسعى لإدخالنا إلى هذه المتاهة، لكننا لن نمنحه هذه الفرصة، وما نريده اليوم هو البناء على ما سبق وعدم السماح للاحتلال بالإفلات والتهرب من أي مسؤولية، وتقديم خطة عملية لتنفيذ المقترح الأخير".

واستطرد الناطق الرسمي باسم حركة حماس، قائلا: "نأمل أن يكون المقترح الأخير الذي وافقت عليه حركة حماس أخيرا في 2 تموز/ يوليو الماضي هو الإطار المُعتمد لإنهاء العدوان الصهيوني".


وقال: "نحن لم ولن ندرِ ظهرنا للتفاوض، ولكننا نتحدث عن آلية تفاوض، ولا داعي لإعطاء الاحتلال فرصة للإفلات والتهرب من الأوراق التي قُدّمت لنا وتحظى بتوافق مصري قطري، وحتى أمريكي، وبالتالي يجب منع الاحتلال من المضي قدما في مخططه الخبيث، وعلينا قطع الطريق عليه أمام الاستمرار في تلك اللعبة الشيطانية".

وواصل حديثه قائلا: "حتى لو وافقنا على شروط نتنياهو الجديدة سيقوم هو بوضع شروط إضافية مرة ثانية وثالثة وهكذا؛ لأنه عمليا لا يريد مطلقا التوصل لأي اتفاق من أجل مصلحته السياسية الخاصة".

ورأى أن "ضمان مستقبل المفاوضات، وتنفيذ ما تم التوافق عليه، يكون من خلال الضغط على الجانب الإسرائيلي الذي ما زال مستمرا في إفشال وتعطيل كافة الجهود والمساعي، خاصة المقترح الأخير، وبالتالي الاحتلال يريد أن يأخذ المفاوضات غطاءً لتنفيذ مجازره دون أن يقدم أو يلتزم بما تم التوافق عليه".

مسؤولية المجتمع الدولي

كما شدّد طه على أن "هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المجتمع الدولي، وعلى رأسه الإدارة الأمريكية، إن كانت رغبة جادة وحقيقية في وقف إطلاق النار؛ فعليهم جميعا ممارسة أكبر قدر من الضغوط على الاحتلال الصهيوني كي يتوقف عن جرائمه، وكي تتم ترجمة ما تم التوافق عليه في المقترح الأخير".


وأضاف: "إن كانت هناك أي نوايا حسنة لدى الاحتلال الصهيوني في إنجاح الجهود والمساعي كان عليه ألا يُقدم على ارتكاب المزيد من المجازر والجرائم، لكن إمعانه وتصميمه على ارتكاب هذه المجازر والجرائم أكبر دليل على رغبته في نسف كافة الجهود والمساعي وعدم تهيئة الأجواء المطلوبة للمفاوضات".

ونفى طه انعكاس التغييرات الأخيرة التي جرت مؤخرا في قيادة حماس على موقف الحركة من المفاوضات، قائلا: "التغيرات التي جرت في أعقاب اغتيال القائد الشهيد إسماعيل هنية لم يكن لها انعكاسا على مسار المفاوضات؛ لأن حماس مؤسسة كبيرة ولديها استراتيجية ثابتة، وعمليا هناك لجنة قيادية بالحركة تقود المفاوضات، وهي مُفوضة بإدارة هذا الملف".

وأيضا لفت طه إلى أن "مَن يتحمل المسؤولية الأساسية عن الانهيار المحتمل للمفاوضات هو الاحتلال الصهيوني بالدرجة الأولى، فضلا الإدارة الأمريكية التي هي أكبر داعم له".

وطالب المجتمع الدولي بأن يكون هناك "تغييرا في سياساته تجاه إسرائيل؛ كي يلزمها بتنفيذ بما تم التوافق عليه مؤخرا"، مؤكدا أن "الإدارة الأمريكية شريكة في هذا الوضع المأساوي؛ لأنها لو كانت جادة في التوصل إلى اتفاق لضغطت بجدية على الاحتلال لإبرام الاتفاق المأمول".

وأكمل: "نحن نطالب بالبناء على ما قُدّم سابقا من أوراق من قِبل الوسطاء، ولم نطرح أي أوراق أو شروط جديدة، ولا يجب السماح للاحتلال بالتهرب من هذه الأوراق الهامة، ولن نقبل بفرض شروط جديدة تعطّل التوصل إلى اتفاق، وبالتالي فالكرة كانت، ولا زالت، في ملعب الاحتلال، وإذا كانت هناك جدية للتوصل إلى اتفاق فعلى الجميع احترام ما تم التوصل إليه سابقا والبناء عليه".

والخميس، صدر بيان ثلاثي عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، دعوا فيه لاستئناف مفاوضات الهدنة يوم الخميس المقبل، "وعدم إضاعة الوقت، وبدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، دون أي تأجيل من قِبل أي طرف".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية حماس المفاوضات المصري الإسرائيلي مصر إسرائيل حماس غزة مفاوضات المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار المقترح الأخیر إلى اتفاق حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

تعثر مفاوضات غزة.. التحديات المعقدة في جهود السلام

 

تبدو جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن لإنهاء الصراع المستمر في غزة وكأنها تواجه عقبات غير متوقعة، حيث تعرقلت مفاوضات وقف إطلاق النار بسبب تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومطالب حماس الجديدة.

هذه التطورات تثير القلق حول مصير عملية السلام التي عمل بايدن على تعزيزها لأشهر، وتضع الاتفاقات المرتقبة في وضع غير مؤكد، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والضغط الدولي على الأطراف المعنية.


تفاصيل الأزمة

في الفترة الأخيرة، شهدت المفاوضات بين إسرائيل وحماس تحولات دراماتيكية، حيث أرجأت الولايات المتحدة خطتها لتقديم اقتراح "خذها أو اتركها" للجانبين إلى أجل غير مسمى، هذا التأخير كان نتيجة لتطورات غير متوقعة، حيث أعاقت مطالب جديدة من الطرفين تقدم المفاوضات بشكل كبير، مما أعاد عملية السلام إلى مرحلة الجمود وأضاع شهورًا من الجهود الدبلوماسية.

ووفقًا لتقارير صحفية، كانت الولايات المتحدة تأمل في أن يكون التوصل إلى اتفاق وشيكًا، لكن التعقيدات التي طرحتها إسرائيل وحماس أعادت المفاوضات إلى نقطة الصفر.

وقد أصبحت فرص بايدن في إنهاء الحرب المستمرة منذ 11 شهرًا وإعادة الرهائن المتبقيين قبل انتهاء فترة رئاسته بعيدة بشكل متزايد، مما يهدد بأن تخرج فترة رئاسته من دون تحقيق إنجازات ملموسة في هذا الصراع الذي استمر عامًا كاملًا وأثر بشكل كبير على إرثه السياسي.


التحديات الداخلية والخارجية

تشير الأوضاع الحالية إلى أن كلا من إسرائيل وحماس قد لا تملك الدافع الحقيقي للتوصل إلى تسوية.

فالمسؤولون الأمريكيون، بما في ذلك أعضاء في الكونغرس ودبلوماسيون، يعتبرون أن وقف إطلاق النار ليس فقط حلًا لمشاكل إنسانية، بل هو أيضًا وسيلة لتجنب تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية أوسع.

وبينما كانت الأطراف تسعى لإحراز تقدم، ظهرت مطالب جديدة من حماس التي تعتبر "حبة سامة" في المفاوضات، حيث طالبت بتبادل الرهائن المدنيين مع السجناء الفلسطينيين، وهو ما زاد من تعقيد الأمور.


أزمة إنسانية وتصاعد الغضب

تفاقم الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير مع استمرار الصراع، وزادت الأزمة بعد العثور على جثث ستة رهائن، وهو ما أدى إلى موجة احتجاجات واسعة في إسرائيل ضد نتنياهو.

والعائلات التي فقدت أحبائها اتهمت رئيس الوزراء بتفضيل بقائه السياسي على تحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات.

وفي الوقت نفسه، يعاني فريق بايدن من ضغوط متزايدة لدفع نتنياهو نحو تسوية، ولكن التصريحات والضغوط لم تكن كافية لتحقيق اختراق في المفاوضات.


الآفاق المستقبلية

تستمر المفاوضات في مواجهة تحديات ضخمة، حيث لا يزال من غير الواضح ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق مستدام.

فالصعوبات التي تواجه المفاوضين، بما في ذلك موقف نتنياهو الصارم بشأن البقاء على الحدود بين غزة ومصر، والتعقيدات الداخلية في حماس، تعزز من صعوبة التوصل إلى حل نهائي.

ويبدو أن الجهود المبذولة حتى الآن لم تكن كافية لإنهاء الصراع بشكل دائم، مما يزيد من قلق المجتمع الدولي ويترك مستقبل عملية السلام في حالة من عدم اليقين.

الجدير بالذكر أن الأوضاع الحالية تشير إلى أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يظل بعيد المنال، في ظل تعقيدات سياسية ومطالب متزايدة من الأطراف المعنية.

مقالات مشابهة

  • حزب بن غفير يعارض الصفقة وبايدن يبحث الطريق المسدود للمفاوضات
  • عاجل - "الفجر" تنشر صورا من الحفر العميقة التي خلفتها صواريخ الاحتلال في مجزرة المواصي غرب خان يونس
  • حماس: ما يروجه الاحتلال ومصادر أمريكية عن مطالب جديدة للحركة «كذب وتهرب» من مسؤوليتهم
  • الرشق: إن لم يتم الضغط على نتنياهو وإلزامه بما تم الاتفاق عليه فلن يرى أسرى الاحتلال النور
  • حماس: إن لم يتم الضغط على نتنياهو وإلزامه بما تم الاتفاق عليه فلن يرى أسرى الاحتلال النور
  • الرئيس الفلسطيني: الجهود مستمرة لتنفيذ توجه القيادة إلى قطاع غزة
  • الكشف عن ”المفاجآت البرية” التي هدد بها عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير.. وملامح ”الزلزال الحوثي” تتجلى بالجنوب
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟
  • تعثر مفاوضات غزة.. التحديات المعقدة في جهود السلام
  • شكوك أميركية بإمكانية إنهاء العدوان على غزة قبل انتهاء ولاية بايدن