جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-26@13:23:43 GMT

الحظ والنصيب

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

الحظ والنصيب

 

لينا الموسوي

"حظي ونصيبي".. هذا ما كان يتردد أحيانًا على ألسنة جداتنا وأمهاتنا عند عدم حصولهن على مُرادهن من الحياة؛ حيث أخذت هذه المعتقدات مع تطور مراحل حياتنا العمرية تترسخ فينا؛ لتصبح منبعًا يغذي عقولنا ونفوسنا بطاقة سلبية، تبث سمومها في دواخلنا، فتُشعرنا بالحيرة والخذلان عند أي تجربة صعبة، أو قرار لم ننجح في اتخاذه، أو في أي عمل سعينا وراءه ولم نتمكن من الحصول عليه أو الوصول إليه!

نجد أنفسنا في اللاشعور نُردِّد ما قد تعلمناه وسمعناه من سوء الحظ وقلة النصيب، دون أن ندرك المخاطر السلبية الناتجة عن تلك المفاهيم على حياتنا وتحقيق نجاحاتنا في حل المشكلات؛ علماً بأنَّ كل ما يحدث في حياتنا من عثرات أو نجاحات قد تكون في الحقيقة معتمدة على نوعية الشخصية التي نمتلكها وأسلوب وطبيعة الحياة والمبادئ التي نؤمن بها.

هذا إضافة إلى التجارب الحياتية المختلفة الاجتماعية والمهنية والشخصية التي لم يسبق لنا الخوض في تفاصيلها والمرور في مراحلها لنتعلم من نتائجها الإيجابية المبدعة التي ترضينا أو المحزنة التي تطبع بصمة عميقة في قلوبنا.

وما تعلمتُهُ في السنوات الماضية ومن خلال اختلاطي ببعض الشخصيات من المجتمعات المختلفة والتجارب الحياتية المتنوعة، هو كيفية النظر إلى حقيقة الأمور وفهم مواجهة المشكلات والبحث عن الحلول والسعي والتعلم الصحيح لحلها؛ وذلك بالبحث واستشارة المختصين بدلًا من تعليقها على شماعة ما يسمى بـ"الحظ والنصيب"، واليقين بأنَّ أي عمل أو قرار نتخذه أو نقوم هو نابع من أفكارنا ومبادئنا التي كُنّا نحملها آنذاك وأحلامنا التي كنا نسعى إلى الوصول إليها، وإن لم نستطع فيكون ذلك نتاج عدم المعرفة الكافية أو توفير الظروف المناسبة لتحقيقها، وهذا ما يسمى بالتجربة، وأن تكرار المحاولة يتحول بدوره إلى خبرة تضاف إلى ملف حياتنا المستمرة.

لكل إنسان فرصٌ جميلة يحصل عليها هدية من الله سبحانه وتعالى، إذا فهم قيمتها واستفاد من الطاقة الإيجابية التي تكمُن فيها؛ وذلك من خلال الخوض في تجربتها والاستمتاع بمحتوياتها وتفاصيلها، وإدراك أن كل ما يتكبده من خسائر ما هي إلّا عبارة عن مقابل للوصول إلى أشياء جميلة، قد يحصل عليها؛ سواءً كانت مادية أو اجتماعية أو لأي سبب آخر تراه أعيننا ولم تركز عليه.

لكن مع الأسف الشديد، لم أدركُ هذا النوع من الفكر إلّا في مرحلة النضج، وقد يعود السبب إلى ما ذكرته أعلاه، من تكرار سماع الأقاويل الموروثة عن الحظ والنصيب أو قلة التجربة أو أي سبب آخر.

الإنسان يتأثر بكل ما يحيط به من كلام وأقاويل، خصوصا من الأشخاص المقربين؛ سواءً الأهل أو الأصدقاء أو حتى عامة الناس.

لكن لحسن الحظ أن المجتمعات في تطور مستمر، وأنَّ الكثير من المفاهيم الناتجة عن بساطة الفكر وعدم المعرفة والعادات المتوارثة، قد تطورت وأخذت اتجاهًا فكريًا آخر، مبنية أسسها في الحقيقة على ديننا الإسلامي الذي يعد منبعًا للروحانية والعلوم الفكرية والطاقة الإيجابية، إضافة إلى تنوُّع الثقافات في مجتمعاتنا بسبب التقنيات وتعدد الجنسيات، الذي بدوره يتيح لنا الفرصة للتعرف على أساليب حلول المشكلات من خلال نظرة اجتماعية أخرى.

لذلك.. ليس من الخطأ أن نُطوِّر علومنا وأفكارنا، ونحاول التخلص من بعض المفاهيم الموروثة ونزرع في أنفسنا وعقولنا وعقول أبنائنا مفاهيم وكلمات جميلة، تحمل وتُركِّز على كل الطاقات الإيجابية التي تحثهم على العمل والسعي والمثابرة، وتساعدهم على تحدي كل مشكلات الحياة الصعبة؛ لأننا في اللاشعور نتأثر بكل كلمة من حولنا.

أتمنى لي ولكم كل ما هو جميل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

41 ألف مستفيد من «منصة الأبوة الإيجابية» بـ«التنمية الأسرية»

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة دفعة جديدة من نزلاء «الإصلاح والتأهيل» الملتحقين ببرنامج سوق العمل «النيابة العامة» تبحث تعزيز التكامل بين أنظمتها ووحداتها

شهدت منصة «الأبوة الإيجابية» التابعة لمؤسسة التنمية الأسرية، إقبالاً من المهتمين وأفراد المجتمع، حيث بلغ عدد المستفيدين من المنصة، خلال النصف الثاني من عام 2024، أكثر من 41 ألف مستفيد، متضمنة أكثر من 207 محتويات علمية مستنيرة.
وتهدف المنصة إلى بناء علاقة إيجابية وآمنة بين الوالدين والأبناء في مرحلة المراهقة، بما يضمن نمواً سليماً ومتوازناً لهم، وتوفر الدعم المناسب للمراهقين في هذه المرحلة، بالإضافة إلى تثقيف الوالدين نحو التوجيه والضبط الإيجابي لسلوكيات المراهقين، لتجاوز التحديات والصعوبات التي تواجههم في ظل التغييرات الحياتية المتسارعة.
وتضُم المنصة العديد من الأقسام، ومنها: (التغيرات في مرحلة المراهقة، وفهم السلوك وتنمية قدرات المراهق، والمراهقون والعائلة والمجتمع، والتربية الدينية والهوية الوطنية، والمراهقون في المدرسة، والعالم الرقمي وجودة حياة المراهق، والصحة النفسية والجسدية).
وتُركز المنصة على الخصائص النمائية والتغيرات الجسدية للمراهقين، وكيفية التعامل معها، وتتضمن أكثر من 207 مواد علمية توعوية وتثقيفية مرئية ومقروءة ومسموعة، وتتيح المنصة برامج داعمة لتربية المراهقين، من خلال توافر المعارف والمهارات اللازمة لتربية الأبناء.
تنمية مهارات ومعارف 
تسعى مؤسسة التنمية الأسرية، من خلال خدمة (تنمية مهارات الوالدية الفاعلة) إلى تنمية مهارات ومعارف واتجاهات الآباء أو القائمين على رعاية الأبناء، لفهم سلوكيات أبنائهم للتعامل السليم معهم وفقاً لمراحلهم العمرية المختلفة، وتتضمن خدمات فرعية منها: (تنمية المهارات الوالدية في مرحلة المراهقة، وتعزيز دور الرجل في الوالدية الإيجابية، وتنمية المهارات الوالدية في مرحلة الطفولة المبكرة).

مقالات مشابهة

  • الاسرائيليون يشتكون.. اليمنيون حولوا حياتنا الى زومبي
  • 41 ألف مستفيد من «منصة الأبوة الإيجابية» بـ«التنمية الأسرية»
  • حياتنا: رؤية إماراتية تُجسد الطموح والابتكار
  • رئيس جهاز العاشر يجتمع بسكان المدينة لبحث المشكلات التي تواجههم
  • لا تهملها.. عدم علاج هذه المشكلات يصيبك بأمراض الكلى المزمنة
  • قبل الختام.. برنامج «مصر جميلة» يواصل اكتشاف مواهب أطفال الغربية
  • «استغل طاقتك الإيجابية».. حظك اليوم برج القوس الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
  • في الحاجة إلى تفكيك المفاهيم المؤسسة لأطروحة انفصال الصحراء -الجزء الثاني-
  • في الحاجة إلى تفكيك المفاهيم المؤسسة لأطروحة انفصال الصحراء -الجزء الأول-
  • محكمة قنا تنظم ندوة بعنوان "المفاهيم القانونية" بحقوق جنوب الوادي