استهتار مدبري الشأن المحلي بالقيمة الفنية لأعمال منحوتة يثير غضب المراكشيين
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
أخبارنا المغربية - مراكش
أثار إقدام المجلس الجماعي لمراكش على تقطيع وتهشيم أعمال فنية عبارة عن أشجار منحوتة كانت تزين طريق تاركة، غضب المراكشيين، وخصوصًا المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي في المدينة. العملية اعتبرها كثير من هؤلاء "استهتارًا" غير مقبول من مدبري شأن مدينة بحجم وتاريخ مدينة عريقة كمراكش، خصوصًا وأن الأعمال المذكورة كانت من إبداع 22 فناناً متخصصاً في النحت على الخشب من المغرب وتركيا، إيطاليا، رومانيا، بولونيا، فرنسا، وإسبانيا.
للإشارة، فتداول صور القطع الفنية وهي تحطم وتتحول إلى قطع حطب قد تُباع في أفضل الأحوال ببضع سنتيمات للكيلوغرام لأحد الفرانات أو الحمامات التقليدية لتحويلها إلى نيران، أشعل لهيب قلوب المراكشيين ودفعهم للتساؤل عن موقع الثقافة في الشأن العام. وكان بلاغ سابق للمجلس الجماعي لمراكش قد "برر" اضطراره لعملية قطع الأشجار بإعاقتها لتوسعة طريق تاركة وتأهيلها، قبل أن يضيف أنه “إذ يعزّ علينا اللجوء إلى عملية القطع، فإننا نؤكد للمهتمين ولعموم الساكنة أنه سيتم قطع الأشجار التي تعرقل مسار الأشغال فقط، والعمل على تعويضها وغرسها في أماكن الاصطفاف الجديدة، كما سيتم الحفاظ على باقي الأشجار الأخرى في مكانها الأصلي وبيئتها الطبيعية”.. لكن يبدو أن المجلس تحدث عن الأشجار الخضراء دون الحديث عن تلك المنحوتة...
وكان أحد الفنانين المشاركين في عملية النحت الجماعي للأشجار بمراكش في 2009 قد أوضح في تصريح صحفي وكأنه يتحدث الآن بالقول: «إننا بهذا المشروع الفني نحاول بما توافر لنا من أفكار وألوان وأدوات متواضعة الوقوف في وجه زحف الأسمنت ووقف البنايات الشاهقة التي لا ذاكرة لها ولا بعد جمالي تمتاز به، وأصحابها لا يهمهم الفن بقدر ما يهمهم جمع الأموال الطائلة. ثم إن هذه الشجرة التي تراها أمامك يفوق عمرها الـ 300 سنة، وهي ذاكرة يجب أن نحترمها وليس من حق أي إنسان أن يقتلعها من جذورها..."
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
محافظ الغربية: تشجير الطرق وتعزيز المسطحات الخضراء خطوة نحو بيئة مستدامة وجمال حضاري
أطلق اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، خطة طموحة لتوسيع الرقعة الخضراء في مختلف أنحاء المحافظة، من خلال تكثيف أعمال التشجير وزيادة المسطحات الخضراء في المحاور الرئيسية والميادين العامة. تأتي هذه الجهود في سياق رؤية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة 2030، والحد من آثار التغيرات المناخية، وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
وجاء ذلك في إطار تنفيذ المبادرة الرئاسية “100 مليون شجرة”،
وأكد محافظ الغربية أن المبادرة تشمل زراعة أنواع مختلفة من الأشجار، بما في ذلك الأشجار المثمرة وأشجار الزينة، على جانبي الطرق والجزر الوسطى، بما يسهم في تحسين المشهد الحضاري وتعزيز البيئة الصحية. كما شدد على أن هذه الجهود لا تقتصر على الزراعة فقط، بل تمتد إلى إجراءات لضمان الاستدامة، من خلال متابعة دورية لأعمال الري والصيانة، لضمان نمو الأشجار بشكل صحي ودائم.
وفي هذا السياق، وجّه المحافظ رؤساء المدن والأحياء بضرورة متابعة تنفيذ خطة التشجير بدقة، مع التأكيد على سرعة الانتهاء من المشروعات الجارية في هذا الإطار، وتحقيق أقصى استفادة من المساحات المتاحة. كما أشار إلى أن هذه الجهود تعكس توجهات الدولة نحو التحول إلى بيئة أكثر خضرة واستدامة، بما يتماشى مع الاستراتيجيات البيئية العالمية لمواجهة التغيرات المناخية.
وأعرب اللواء أشرف الجندي عن تطلعه إلى مشاركة مجتمعية واسعة في هذه المبادرة، داعيًا المواطنين ومنظمات المجتمع المدني إلى الانخراط الفعّال في أعمال التشجير، سواء من خلال زراعة الأشجار في الحدائق العامة والمنازل، أو من خلال المساهمة في رعاية الأشجار المزروعة. وأكد أن هذا التعاون يعزز ثقافة المسؤولية البيئية لدى الأفراد، ويسهم في خلق بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة.
واختتم المحافظ تصريحاته بالتأكيد على أن الغربية تمضي بخطى ثابتة نحو التحول إلى محافظة أكثر اخضرارًا وجمالًا، مشيرًا إلى أن الاستثمار في البيئة ليس رفاهية، بل هو ضرورة حتمية للحفاظ على الصحة العامة وتعزيز جودة الحياة، وأن الجهود المبذولة حاليًا ستنعكس إيجابيًا على مستقبل المحافظة وأبنائها.