جهود ليبية لاستخراج 300 ألف وثيقة في الأرشيف العثماني متعلقة بليبيا
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
أفادت مصادر لـ”عين ليبيا” ببدء أولى خطوات مشروع مهم يتمثل في البحث في الأرشيف العثماني التّابع لرئاسة الجمهورية التّركية عن الوثائق المتعلقة بليبيا واستخراجها ثمّ تصنيفها.
وبحسب المصدر، تشير التقديرات إلى وجود ما لا يقل عن 300 ألف وثيقة تتعلق بليبيا، والمعروف أن ليبيا خضعت للحكم العثماني منذ منتصف القرن السّادس عشر وحتّى عام 1911 وهي فترة طويلة تغطّي فيها الوثائق المتوفرة كلّ هذه المساحة الزّمنية الممتدة على ما يقرب من 4 قرون.
ويتنوع محتوى هذه الوثائق بين الشّؤون السياسيّة والعسكريّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة، حيث إن هذه الوثائق ثريّة بمعلومات مهمّة ونادرة عن بداية دخول العثمانيّين إلى طرابلس الغرب، وعلاقة السّلطات العثمانيّة بالأهالي.
وتفيد هذه الوثائق عن طبيعة المجتمع الليبي في تلك الفترة، والأوضاع الدّاخلية حيث أوردت معلوماتٍ قيّمةً عن طبيعة السّكان في البلاد وعَددهم وتركيبتهم القبلية، وعن مدارسها وجوامعها وأسواقها، وعن أهم الأنشطة الاقتصادية والتجاريّة التي كان يزاولها أهالي طرابلس الغرب في تلك الفترة، وعلاقة طرابلس الغرب بجيرانها، كما توجد وثائق تتعلق بممتلكات السكّان من الأراضي والعقّارات وحدودها وغير ذلك من المواضيع.
ويكتسي المشروع أهميته من حيث تقديم سردية جديدة لدراسة تاريخ ليبيا وتعديل الصورة المبنية على الكتابات والوثائق الغربية المتحيزة في أغلبها والتي تعتبر الوُجود العثماني في ليبيا وباقي الدول العربية احتلالاً، والحال أن العثمانيّين هم الذين أنقذوا ليبيا والمنطقة من مصير مشابه لما حلّ بالمسلمين في الأندلس من تقتيل وتشريد.
وتؤكد المصادر على أن جمع هذه الوثائق وتصنيفها وترجمتها إلى العربية والاعتماد عليها في إعادة كتابة تاريخ المنطقة واجب تقتضيه حساسيّة المرحلة ومُستقبل أجيالها.
ويمر المشروع بعدة مراحل أولها تمشيط جميع الكاتالوجات الموجودة في الأرشيف العثماني وكذلك القيودات الموجودة في الكمبيوتر بشكل رقمي من خلال استخدام الكلمات المفاتيح مثل: (طرابلس الغرب، مصراته ،بنغازي، غريان، الزاوية… إلخ) و آخرها مرحلة الرقمنة الكاملة للمحتوى التاريخي لتلك الوثائق وتلخيصه وترجمته إلى لغات عدة وإتاحته بشكل ميسر للباحثين و المختصين.
يُشار إلى أنه خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية الحالية ووجود الرئيس رجب طيب أردوغان فَتح الأرشيف العثماني أبوابه للباحثين من مختلف دول العالم، وأصبح الحصول على الوثائق ميسّرًا بشكل غير مسبوق، غير أنّه ليس من المستبعد أن تُوضع العراقيل في وجه الباحثين وبالتّالي يتم تضييع فرصة مهمّة في الحصول على هذه الكنوز من الوثائق المتعلّقة بطرابلس الغرب في صورة تغير الخارطة السياسية في تركيا، لذلك فإن تنفيذ هذا المشروع يكتسي صبغة استعجالية إضافة إلى أهميته الحضارية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: التاريخ العثماني الدولة العثمانية تاريخ ليبيا وثائق طرابلس الغرب هذه الوثائق
إقرأ أيضاً:
محكمة ليبية تقضي بسجن وزير التربية
#سواليف
قضت #محكمة_استئناف_طرابلس بسجن #وزير_التربية والتعليم في الحكومة الليبية موسى مقريف، ثلاث سنوات ونصف سنة مع تغريمه وحرمانه حقوقه المدنية، في قضية تورط فيها قبل أربعة أعوام.
وأكد مكتب النائب العام في ليبيا في بيان الأحد، أنه نتيجة “مواجهة وزير التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية، وإثبات إخلاله بمبدأ المساواة، وممارسته الوساطة عند إدارة إجراءات التعاقد على طباعة الكتاب المدرسي وتوريده، قضت محكمة استئناف طرابلس بإدانة المحكوم فأنزلت به عقوبة السجن مدة ثلاث سنوات وستة أشهر”.
كما قضت المحكمة بتغريم الوزير ألف دينار (150 دولاراً) مع حرمانه من حقوقه المدنية مدة تنفيذ العقوبة ومدة سنة عقب تنفيذها.
وتعود قضية الوزير إلى العام 2021، حين تم إيقافه عن العمل “مؤقتاً” وحبسه بسبب الاشتباه بتورطه في فساد لعقد توريد الكتاب المدرسي، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد أسابيع ويستأنف مهامه الوزارية نتيجة عدم كفاية الأدلة الجنائية لإدانته.
واعترف المقريف حينها بحدوث تأخير في طباعة الكتب المدرسية للعام الدراسي 2021، عازياً ذلك إلى عملية توحيد مضمون المناهج الدراسية بين مدن ليبيا.
وللتخفيف من هذا النقص، نشرت وزارة التعليم روابط تحميل مجانية للكتب المدرسية.