التسامح ركيزة الأمن والتنمية
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
يموج العالم من شرقه إلى غربه وسط حالة غير مسبوقة من الاضطراب والغموض والفوضى غير الخلاقة، يحار المتابع في تقصّي أطرافها وملامحها وتداعياتها وما يمكن أن تؤول إليه من نهايات، وما قد ينتج عنها من نزاعات وصراعات وكوارث تضاعف شقاء الإنسان على هذه الأرض.
هذه التأثيرات غير المحمودة لحالة عدم الاستقرار يخشى أن تمتد شرارتها إلى دول المنطقة وشعوبها، حيث تتصاعد يومًا بعد يوم عبر منصات التواصل الافتراضية نبرة الاستقطاب والغلو والتطرف والعنف وتأجيج الفتن والخلافات الدينية والمذهبية، وتطفح بعض وسائل الإعلام بالأقلام المأجورة وعبارات التخوين وتأزيم المواقف بما يمثل خروجًا على السمت والاتزان والأخلاق المهنية، ويغذي بذور الفرقة والشقاق، ويهدد السلم الاجتماعي وأمن واستقرار دول المنطقة ووحدة شعوبها.
ورغم أن سلطنة عمان جزء من هذا النسيج المتشابك في السياسات والمصالح، تتأثر سلبًا وإيجابًا بالمتغيرات الإقليمية والدولية، إلا أنها نأت بنفسها عن سياسة المحاور والأحلاف.. تتبنى سياسة الحياد والاعتدال التي أدهشت العالم وحظيت باحترامه.. وتبذل ما بوسعها من جهد في الحفاظ على قرارها المستقل ونهجها الفريد بترسيخ حالة من الوئام والانسجام والتعايش السلمي في محيط مشحون بالاحتقان الطائفي وخطابات الكراهية، وتعمل مع الدول المحبة للسلام في نشر قيم التسامح ومكافحة الإرهاب
ولا شك في أن النموذج العماني في احترام التنوع الثقافي واستدامة التسامح والعيش المشترك يعود في أبعاده العميقة إلى موروث متجذر في التاريخ حيث شيد العمانيون جسورًا مع الحضارات، ونشأ المجتمع على نهج الاعتدال والوسطية وقبول الآخر، وواصل سيرورته الحضارية وتعاطيه مع العالم على مبادئ التسامح واحترام المختلف من الثقافات والحضارات الإنسانية، ولم يسجل لعمان إلا أدوارها المشرفة ووساطاتها النزيهة لجمع الشمل وردم الخلافات وتحقيق الوئام والاستقرار.
هذا النهج القويم في التسامح والتعايش السلمي هو قوام اللحمة الوطنية وركيزة البناء التنموي في عمان وهو مصدر ثرائها الحضاري والثقافي، ودرعها المنيع في مواجهة تيارات التطرف والغلو والكراهية، وهو ما يمنح عمان رمزيتها الفريدة كواحة أمن وسلام ورخاء وإخاء، وبرسالة التسامح المعبرة عن أخلاق شعب أصيل وقيادة مستنيرة تمضي النهضة العمانية المباركة إلى مرافئ الأمان والازدهار.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
«طاقة أبوظبي»: الابتكار ركيزة لتحقيق النمو المستدام
أكد الدكتور عبدالله حميد الجروان، رئيس دائرة الطاقة بأبوظبي، أن «شهر الإمارات للابتكار» يمثل مبادرة وطنية رائدة، تهدف إلى تعزيز وغرس ثقافة الابتكار في مجتمع الإمارات، مع إتاحة الفرصة للجهات المشاركة والعقول المبدعة لتقديم أحدث الابتكارات والمبادرات التي تسهم في صناعة المستقبل.
وأوضح بمناسبة انطلاق فعاليات شهر الإمارات للابتكار، أن هذه المبادرة تسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتميز والابتكار، وقال إن القيادة الرشيدة، حريصة على تعزيز الابتكار ركيزة أساسية، لتحقيق النمو المستدام في القطاعات الحيوية، بما في ذلك قطاع الطاقة، كما تعمل على إعداد جيل من المبدعين وتحفيزهم لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، وتسريع التحول في قطاع الطاقة، وتعزيز تنافسية الدولة في المجالات المختلفة.
وأشار الجروان إلى أن الدائرة تسهم بشكل كبير في دعم أجندة الاستدامة العالمية، بتعزيز التنوع الاقتصادي في قطاع الطاقة، والابتكار في تقنيات الطاقة النظيفة، والاستثمار في البنية التحتية للطاقة المستدامة.
وأكد أن الابتكار أصبح ضرورة أساسية لمواجهة التحديات الراهنة وتحويلها إلى فرص مستقبلية، وضمان استدامة القطاع بالإمارة، مشيرا إلى أن تبني حلول ذكية وتقنيات مبتكرة صديقة للبيئة، يسهم في تحقيق اقتصاد منخفض الكربون، مشددا على أن الدائرة ستواصل العمل على تحقيق أهداف الاستدامة وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، ودعم نمو الابتكار لتحقيق أهداف الحياد المناخي بحلول عام 2050. (وام)