لجريدة عمان:
2024-12-27@07:20:05 GMT

«السنوار».. ومرحلة أكثر دقة وخطورة !

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

عندما أعلنت حركة حماس في السادس من الشهر الجاري وبعد أيام من المشاورات المكثفة عن اختيار يحيى السنوار قائدها العسكري في غزة رئيسًا لمكتبها السياسي، خلفًا لرئيسها السابق الشهيد إسماعيل هنية أُصيب البعض بالدهشة وتساءل البعض الآخر عن حكمة هذا القرار ورحّب البعض الثالث به كرد من حماس على اغتيال إسرائيل للشهيد إسماعيل هنية والرسالة التي يحملها لإسرائيل وفي النهاية كان هناك اتفاق عام على الدلالة التي ينطوي عليها هذا القرار على مختلف المستويات الفلسطينية والإسرائيلية اليوم وغدا وما يمكن أن يترتب عليه من نتائج داخل حماس وعلى الصعيد الشخصي لقيادتها.

.

وإذا كانت قد ترددت وجهات نظر مختلفة حول الشخصية التي يمكن أن تخلف هنية في موقعه الشاغر، بل إنَّ المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي وجّه دعوة لخالد مشعل لزيارة طهران قبيل انتهاء المشاورات وجاء اختيار السنوار ليضع حدًا لمثل تلك الاجتهادات. ومع الوضع في الاعتبار أن الجناح السياسي في قيادة حماس يضم شخصيات مخضرمة مثل خالد مشعل وخليل الحية وموسى أبو مرزوق وغيرهم، كما توجد قيادات أخرى ظهرت بينها وبين يحيى السنوار خلافات ما لبعض الوقت حول قرار شن الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي وحالة التكتم الشديدة والتي اقتصرت على دائرة ضيقة تكاد تقتصر على السنوار وصديقه القريب منه الراحل محمد الضيف الذي أعلنت إسرائيل عن اغتياله مؤخرا، فإن البعض رأى في قرار تكليف السنوار ليترأس القيادة العسكرية لحماس إلى جانب القيادة السياسية جمعا للسلطة في يد السنوار من حيث القرارين السياسي والعسكري دون إغفال أن المؤسسات الفلسطينية بوجه عام تتمتع بقدر كبير من المرونة والقدرة على الحوار الديمقراطي مقارنة بغيرها من المؤسسات العربية لأسباب كثيرة ومعروفة منها خبرة النضال الفلسطيني الطويلة والمتعددة الاتجاهات. وإذا كان السنوار يتمتع في الواقع بشعبية كبيرة على الصعيد الشعبي الفلسطيني بغض النظر عن أية خلافات حول ما حدث في غزة على مدى الأشهر العشرة الماضية، فإن هناك من رأى في اختيار السنوار وعبر تحدي إسرائيل المباشر، نوعًا من تحميل السنوار كشخص وكقائد عبئا كبيرا سياسيا وعسكريا وأمنيا إلى جانب ما يتصل بحماية نفسه أمنيًّا خاصة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعمل على تتبُّعه على مدى الأشهر الماضية وهو ما يزيد من أعباء ومخاطر العمل الميداني، خاصة أنه هو الذي أسَّس قبل سنوات جهاز الأمن «مجد» داخل حماس لكي يتولى متابعة وتعقب أنشطة الضباط الإسرائيليين على الساحة الفلسطينية وإحباط أنشطتهم التجسسية والتخريبية بكل السبل الممكنة، وإذا كان السنوار قد نجح حتى الآن على الأقل في التخفي وحماية نفسه من العيون الإسرائيلية ومن الخونة من جهات عديدة فإننا نتمنى ألا يكون تكليف السنوار برئاسة المكتب السياسي لحماس في غزة محاولة غير مباشرة لعرقلة عمله بشكل أو بآخر، أو على الأقل زيادة فرص حدوث أخطاء قد تعرّضه لمخاطر ما وذلك برغم ما يبدو ظاهريا في ذلك من ترفيع لمنصبه وزيادة لمسؤولياته الثقيلة. على أية حال فإنه يمكن القول إنه بعيدا عن أية افتراضات قد تبدو غير مألوفة بدرجة ما فإنه يمكن الإشارة إلى عدد من الجوانب لعل من أهمها أولا، أن السؤال الذي يشغل الكثيرين هو كيف نجح يحيى السنوار على مدى الأشهر الماضية في استخدام شبكة الأنفاق بكفاءة ودون أن تنجح إسرائيل في اختراقها أو كشف نقاط تقاطعها ومفاتيحها الأساسية برغم إعلانها عن اكتشاف وتدمير عدد غير قليل منها؟ وأيا كانت الأساليب والتكتيكات التي يستخدمها السنوار لحماية نفسه والنجاة من خطط الموساد والشاباك للإيقاع به حتى أنه أُطلِق عليه «الرجل ذو التسعة أرواح» و«رجل الأنفاق»، فإنه ليس من المبالغة القول بأن تولي السنوار المسؤولية السياسية والعسكرية لقيادة حماس من شأنها أن تسهل ولو نسبيا قيادة الحركة وقد تقلل من الخلافات بين جناحي الداخل والخارج التي ظهرت من قبل حتى وإن كان هناك من يتوقع الخطأ للسنوار بفعل تعدد وتراكم المسؤوليات في الفترة القادمة. لذا فإن قرار السنوار بتكليف نائب رئيس المكتب السياسي في غزة خليل الحية ليكون مسؤولا عن المفاوضات مع إسرائيل وليكون حلقة الاتصال مع السنوار من ناحية وليساعد في التخفيف من الظهور العلني للسنوار، ومن ثم تقليل مخاطر الظهور العلني له من ناحية أخرى، هو في الواقع قرار حكيم وبعيد النظر وقد يحتاج إلى قرارات أخرى لتوزيع الأعباء وتقسيم الأدوار بين عدد من القيادات العليا في المكتب السياسي لحماس والاستفادة من الخبرات المتعددة والمتنوعة وفقا لتقييم السنوار للخبرات والقدرات الفلسطينية المتوفرة والمتاحة، وسيعزز قدرات حماس وقدرات السنوار كذلك في إدارة حماس في الفترة الدقيقة القادمة التي فقدت فيها حماس عددا من كوادرها في المواقع المختلفة. ولعل مما يزيد من أهمية العناية بتوزيع وتكامل الأدوار بقيادة السنوار في الفترة القادمة أن السنوار نفسه لا يستبعد إمكانية تعرّضه للخطر الإسرائيلي في أي وقت وتحت أية ظروف؛ لأنه يدرك جيدًا كيفية تفكير المسؤولين الإسرائيليين، وفي هذا الإطار فإن مما له دلالة أن «الجنرال هاليفي» رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أكد قبل أيام أن تولي السنوار لمنصبه الجديد لن يغير من تعقب أجهزة الأمن الإسرائيلية له باعتباره مطلوبًا لها، كما أشار وزير الخارجية الإسرائيلي «كاتس» إلى الأمر ذاته وهو ما يعني أنه موضع تفكير وإقرار سابق على مستوى القيادة الإسرائيلية العليا لدور السنوار في هجوم السابع من أكتوبر ضد إسرائيل. والمؤكد أن تلك الأساليب الإسرائيلية لن تهز السنوار ولا القيادات الفلسطينية التي تقدم كل يوم تضحيات متجددة ومتواصلة، وعن إيمان عميق بأهمية وضرورة التضحيات على طريق التحرير واستعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

ثانيا، أنه في ظل الوقت المحدود المتبقي حتى إجراء الانتخابات الأمريكية وحاجة إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق سريع حول وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وهو ما أكدت عليه في الأيام الأخيرة كل من مصر وقطر والولايات المتحدة وحددت بيانات ومواقف مشتركة بل وحددت موعدًا لجولة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية يوم بعد غد الخميس في الدوحة فإنه من الواضح أن إدارة بايدن -التي تتوق إلى تحقيق أي خطوة تحسب لها- أخذت تعمل بقوة للحد من العقبات التي قد تعرقل من السير على الطريق والتقريب بين إسرائيل وحماس من ناحية والتحذير من أي تصعيد قد يخرج مسار المفاوضات عن إطاره بسبب المتطرفين على أي جانب بمن فيهم المتطرفون في إسرائيل. وإذا كانت إدارة بايدن قد قدمت 3.5 مليار دولار أمريكي إلى إسرائيل لتشتري بها أسلحة، فإن الضغط ينصب على طهران لتحذيرها من أي تصعيد ومن مزيد من الضغوط الاقتصادية عليها إذا عمدت إلى التصعيد وهو ما يضع إيران في موقف دقيق لخطورة تلك التهديدات على الاقتصاد الإيراني في هذه المرحلة التي تتطلع فيها إيران إلى إعادة صياغة علاقاتها مع الغرب ودول العالم بعد تولي الرئيس الإيراني الجديد مهامه ورغبته في اتباع سياسات أكثر مرونة. ولعل ذلك هو المسؤول -إلى جانب عوامل أخرى- عن حالة الانتظار الراهنة بين إسرائيل وحزب الله وإيران التي يترقبها العالم بقلق شديد منذ عدة أيام.

ثالثا، أن تولي السنوار رئاسة المكتب السياسي لحماس في غزة قد صاحبه وضع بعض النقاط على الحروف، سواء من جانب إسرائيل أو من جانب السنوار؛ فنتانياهو الذي طالما أكد على موقفه من حماس وعلى أنه لم يغير هذا الموقف المعلن من قبل يستعد لعقد اجتماع في هذه الأيام لمسؤولين كبار في حكومته لمراجعة حدود الموقف التفاوضي في الجولة القادمة للوفد المفاوض، وذلك بعد أن رفض إعطاء الوفد مزيدا من الصلاحيات للعمل في الفترة الماضية وهو ما أدى إلى عودة الوفد الإسرائيلي من القاهرة الأسبوع الماضي بعد خلافات مع نتانياهو ودون إجراء مفاوضات. وعلى الجانب الفلسطيني فقد أوضح السنوار في أول تصريحاته أنه يرفض حكم السلطة الفلسطينية لغزة بعد انتهاء الحرب وبذلك نسف احتمال حدوث تقارب بين السلطة الفلسطينية وحماس بعد محادثات بكين الأخيرة، ومن ثم استمرار الخلافات التي قد تقلل منها مطالبة السنوار بإطلاق سراح مروان البرغوثي وقادة المنظمات الفلسطينية الرئيسية في أول دفعة لتبادل المحتجزين الفلسطينيين والإسرائيليين. وإذا كان من الطبيعي أن يحتاج السنوار بعض الوقت ليعيد ترتيب وضعه على قمة هرم حماس وإمساكه بالسلطتين السياسية والعسكرية في حماس فإن نتانياهو أكد من جانبه أنه باق في منصبه طالما يحقق ذلك مصلحة وأمن إسرائيل من وجهة نظره بالطبع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المکتب السیاسی فی الفترة وإذا کان حماس فی فی غزة وهو ما

إقرأ أيضاً:

يحيى السنوار وحسن نصر الله على قمصان ملابس أمريكية.. غضب عارم في إسرائيل

واجهت شركة أمريكية هجوما واسعا من جانب الصحف والمواقع الإسرائيلية، بعد عرض موقعها الإلكتروني قمصانًا يحمل صور الراحل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني السابق، الأمر الذي أثار موجة غضب وسائل إعلام دولة الاحتلال، بحسب وصف «القاهرة الإخبارية».

ماذا عرضت الشركة الأمريكية عن السنوار؟

وعرضت الشركة الأمريكية، الثلاثاء، قمصانًا يحمل صورا لزعيمي حماس وحزب الله السابقين، يحيى السنوار وحسن نصر الله، للبيع على موقعها الإلكتروني بسعر يتراوح بين 25 و30 دولارًا، بحسب ما جاء في موقع «تايمز أوف إسرائيل»، إذ أظهر أحد القمصان وجه السنوار واسمه مُقسمًا إلى قسمين، بينما يُظهر قميص آخر رسمًا كاريكاتوريًا له مُمسكًا بسلاحه ومُرتديًا ملابس القتال، كما حمل قميص آخر صورة لزعيم حزب الله السابق على خلفية الحرم القدسي، ولا يزال معروضًا للبيع.

يقول مُستخدمو الإنترنت، إلى أن هذه القمصان لم تنتجها الشركة الأمريكية مباشرة، بل بائعون من جهة خارجية يستخدمون سوق التوزيع التابع لشركة التوزيع العملاقة.

ووفقًا للموقع العبري، فإن بائع القمصان تابع لجهة خارجية مقرها تكساس، وكتب للتعريف بالقميص «نصر الله آمن بعد الغارات الجوية الإسرائيلية».

الإبلاغ عن قمصان تحمل صور السنوار

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تم الإبلاغ عن القميصين من قِبل منظمة تدعى مُراقبتها «معاداة السامية»، ومقرها الولايات المتحدة، التي وصفت اختيار الأزياء بأنه «شائن»، وطالبت بإزالتها فورًا.

وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فإنه تمت إزالة بعض القمصان التي تحمل صورة السنوار من المنصة، إلا أن التصاميم التي تُظهر نصر الله على خلفية الحرم القدسي في القدس المحتلة ومحاطة بالعلم الفلسطيني لا تزال متاحة للشراء حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • حصاد 2024.. أبرز اغتيالات الاحتلال الإسرائيلي لقيادات «حماس» و«حزب الله»
  • هل يدير شقيق السنوار مفاوضات وقف إطلاق النار؟.. تفاصيل ساعات الحسم.. عاجل
  • خبير: المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تعود إلى نقطة الصفر
  • إسرائيل: حماس تراجعت عن التنازلات التي أدت لاستئناف مفاوضات غزة
  • إسرائيل تتهم السنوار بعرقلة مفاوضات هدنة غزة.. خلافات حول آلية تنفيذ صفقة التبادل
  • يحيى السنوار وحسن نصر الله على قمصان ملابس أمريكية.. غضب عارم في إسرائيل
  • عاجل - شركة أمريكية تتعرض لانتقادات بسبب بيع منتجات تحمل صور السنوار
  • غضب إسرائيلي بعد عرض شركة أمريكية قمصانا تحمل صورة السنوار ( صور)
  • إسرائيل تنفجر غضبا من شركة عالمية تطبع صور السنوار على القمصان
  • إسرائيل تستشيط غضبًا.. بيع قمصان تحمل صورة السنوار بأمريكا