لجريدة عمان:
2025-03-12@10:31:07 GMT

«السنوار».. ومرحلة أكثر دقة وخطورة !

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

عندما أعلنت حركة حماس في السادس من الشهر الجاري وبعد أيام من المشاورات المكثفة عن اختيار يحيى السنوار قائدها العسكري في غزة رئيسًا لمكتبها السياسي، خلفًا لرئيسها السابق الشهيد إسماعيل هنية أُصيب البعض بالدهشة وتساءل البعض الآخر عن حكمة هذا القرار ورحّب البعض الثالث به كرد من حماس على اغتيال إسرائيل للشهيد إسماعيل هنية والرسالة التي يحملها لإسرائيل وفي النهاية كان هناك اتفاق عام على الدلالة التي ينطوي عليها هذا القرار على مختلف المستويات الفلسطينية والإسرائيلية اليوم وغدا وما يمكن أن يترتب عليه من نتائج داخل حماس وعلى الصعيد الشخصي لقيادتها.

.

وإذا كانت قد ترددت وجهات نظر مختلفة حول الشخصية التي يمكن أن تخلف هنية في موقعه الشاغر، بل إنَّ المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي وجّه دعوة لخالد مشعل لزيارة طهران قبيل انتهاء المشاورات وجاء اختيار السنوار ليضع حدًا لمثل تلك الاجتهادات. ومع الوضع في الاعتبار أن الجناح السياسي في قيادة حماس يضم شخصيات مخضرمة مثل خالد مشعل وخليل الحية وموسى أبو مرزوق وغيرهم، كما توجد قيادات أخرى ظهرت بينها وبين يحيى السنوار خلافات ما لبعض الوقت حول قرار شن الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي وحالة التكتم الشديدة والتي اقتصرت على دائرة ضيقة تكاد تقتصر على السنوار وصديقه القريب منه الراحل محمد الضيف الذي أعلنت إسرائيل عن اغتياله مؤخرا، فإن البعض رأى في قرار تكليف السنوار ليترأس القيادة العسكرية لحماس إلى جانب القيادة السياسية جمعا للسلطة في يد السنوار من حيث القرارين السياسي والعسكري دون إغفال أن المؤسسات الفلسطينية بوجه عام تتمتع بقدر كبير من المرونة والقدرة على الحوار الديمقراطي مقارنة بغيرها من المؤسسات العربية لأسباب كثيرة ومعروفة منها خبرة النضال الفلسطيني الطويلة والمتعددة الاتجاهات. وإذا كان السنوار يتمتع في الواقع بشعبية كبيرة على الصعيد الشعبي الفلسطيني بغض النظر عن أية خلافات حول ما حدث في غزة على مدى الأشهر العشرة الماضية، فإن هناك من رأى في اختيار السنوار وعبر تحدي إسرائيل المباشر، نوعًا من تحميل السنوار كشخص وكقائد عبئا كبيرا سياسيا وعسكريا وأمنيا إلى جانب ما يتصل بحماية نفسه أمنيًّا خاصة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعمل على تتبُّعه على مدى الأشهر الماضية وهو ما يزيد من أعباء ومخاطر العمل الميداني، خاصة أنه هو الذي أسَّس قبل سنوات جهاز الأمن «مجد» داخل حماس لكي يتولى متابعة وتعقب أنشطة الضباط الإسرائيليين على الساحة الفلسطينية وإحباط أنشطتهم التجسسية والتخريبية بكل السبل الممكنة، وإذا كان السنوار قد نجح حتى الآن على الأقل في التخفي وحماية نفسه من العيون الإسرائيلية ومن الخونة من جهات عديدة فإننا نتمنى ألا يكون تكليف السنوار برئاسة المكتب السياسي لحماس في غزة محاولة غير مباشرة لعرقلة عمله بشكل أو بآخر، أو على الأقل زيادة فرص حدوث أخطاء قد تعرّضه لمخاطر ما وذلك برغم ما يبدو ظاهريا في ذلك من ترفيع لمنصبه وزيادة لمسؤولياته الثقيلة. على أية حال فإنه يمكن القول إنه بعيدا عن أية افتراضات قد تبدو غير مألوفة بدرجة ما فإنه يمكن الإشارة إلى عدد من الجوانب لعل من أهمها أولا، أن السؤال الذي يشغل الكثيرين هو كيف نجح يحيى السنوار على مدى الأشهر الماضية في استخدام شبكة الأنفاق بكفاءة ودون أن تنجح إسرائيل في اختراقها أو كشف نقاط تقاطعها ومفاتيحها الأساسية برغم إعلانها عن اكتشاف وتدمير عدد غير قليل منها؟ وأيا كانت الأساليب والتكتيكات التي يستخدمها السنوار لحماية نفسه والنجاة من خطط الموساد والشاباك للإيقاع به حتى أنه أُطلِق عليه «الرجل ذو التسعة أرواح» و«رجل الأنفاق»، فإنه ليس من المبالغة القول بأن تولي السنوار المسؤولية السياسية والعسكرية لقيادة حماس من شأنها أن تسهل ولو نسبيا قيادة الحركة وقد تقلل من الخلافات بين جناحي الداخل والخارج التي ظهرت من قبل حتى وإن كان هناك من يتوقع الخطأ للسنوار بفعل تعدد وتراكم المسؤوليات في الفترة القادمة. لذا فإن قرار السنوار بتكليف نائب رئيس المكتب السياسي في غزة خليل الحية ليكون مسؤولا عن المفاوضات مع إسرائيل وليكون حلقة الاتصال مع السنوار من ناحية وليساعد في التخفيف من الظهور العلني للسنوار، ومن ثم تقليل مخاطر الظهور العلني له من ناحية أخرى، هو في الواقع قرار حكيم وبعيد النظر وقد يحتاج إلى قرارات أخرى لتوزيع الأعباء وتقسيم الأدوار بين عدد من القيادات العليا في المكتب السياسي لحماس والاستفادة من الخبرات المتعددة والمتنوعة وفقا لتقييم السنوار للخبرات والقدرات الفلسطينية المتوفرة والمتاحة، وسيعزز قدرات حماس وقدرات السنوار كذلك في إدارة حماس في الفترة الدقيقة القادمة التي فقدت فيها حماس عددا من كوادرها في المواقع المختلفة. ولعل مما يزيد من أهمية العناية بتوزيع وتكامل الأدوار بقيادة السنوار في الفترة القادمة أن السنوار نفسه لا يستبعد إمكانية تعرّضه للخطر الإسرائيلي في أي وقت وتحت أية ظروف؛ لأنه يدرك جيدًا كيفية تفكير المسؤولين الإسرائيليين، وفي هذا الإطار فإن مما له دلالة أن «الجنرال هاليفي» رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أكد قبل أيام أن تولي السنوار لمنصبه الجديد لن يغير من تعقب أجهزة الأمن الإسرائيلية له باعتباره مطلوبًا لها، كما أشار وزير الخارجية الإسرائيلي «كاتس» إلى الأمر ذاته وهو ما يعني أنه موضع تفكير وإقرار سابق على مستوى القيادة الإسرائيلية العليا لدور السنوار في هجوم السابع من أكتوبر ضد إسرائيل. والمؤكد أن تلك الأساليب الإسرائيلية لن تهز السنوار ولا القيادات الفلسطينية التي تقدم كل يوم تضحيات متجددة ومتواصلة، وعن إيمان عميق بأهمية وضرورة التضحيات على طريق التحرير واستعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

ثانيا، أنه في ظل الوقت المحدود المتبقي حتى إجراء الانتخابات الأمريكية وحاجة إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق سريع حول وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وهو ما أكدت عليه في الأيام الأخيرة كل من مصر وقطر والولايات المتحدة وحددت بيانات ومواقف مشتركة بل وحددت موعدًا لجولة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية يوم بعد غد الخميس في الدوحة فإنه من الواضح أن إدارة بايدن -التي تتوق إلى تحقيق أي خطوة تحسب لها- أخذت تعمل بقوة للحد من العقبات التي قد تعرقل من السير على الطريق والتقريب بين إسرائيل وحماس من ناحية والتحذير من أي تصعيد قد يخرج مسار المفاوضات عن إطاره بسبب المتطرفين على أي جانب بمن فيهم المتطرفون في إسرائيل. وإذا كانت إدارة بايدن قد قدمت 3.5 مليار دولار أمريكي إلى إسرائيل لتشتري بها أسلحة، فإن الضغط ينصب على طهران لتحذيرها من أي تصعيد ومن مزيد من الضغوط الاقتصادية عليها إذا عمدت إلى التصعيد وهو ما يضع إيران في موقف دقيق لخطورة تلك التهديدات على الاقتصاد الإيراني في هذه المرحلة التي تتطلع فيها إيران إلى إعادة صياغة علاقاتها مع الغرب ودول العالم بعد تولي الرئيس الإيراني الجديد مهامه ورغبته في اتباع سياسات أكثر مرونة. ولعل ذلك هو المسؤول -إلى جانب عوامل أخرى- عن حالة الانتظار الراهنة بين إسرائيل وحزب الله وإيران التي يترقبها العالم بقلق شديد منذ عدة أيام.

ثالثا، أن تولي السنوار رئاسة المكتب السياسي لحماس في غزة قد صاحبه وضع بعض النقاط على الحروف، سواء من جانب إسرائيل أو من جانب السنوار؛ فنتانياهو الذي طالما أكد على موقفه من حماس وعلى أنه لم يغير هذا الموقف المعلن من قبل يستعد لعقد اجتماع في هذه الأيام لمسؤولين كبار في حكومته لمراجعة حدود الموقف التفاوضي في الجولة القادمة للوفد المفاوض، وذلك بعد أن رفض إعطاء الوفد مزيدا من الصلاحيات للعمل في الفترة الماضية وهو ما أدى إلى عودة الوفد الإسرائيلي من القاهرة الأسبوع الماضي بعد خلافات مع نتانياهو ودون إجراء مفاوضات. وعلى الجانب الفلسطيني فقد أوضح السنوار في أول تصريحاته أنه يرفض حكم السلطة الفلسطينية لغزة بعد انتهاء الحرب وبذلك نسف احتمال حدوث تقارب بين السلطة الفلسطينية وحماس بعد محادثات بكين الأخيرة، ومن ثم استمرار الخلافات التي قد تقلل منها مطالبة السنوار بإطلاق سراح مروان البرغوثي وقادة المنظمات الفلسطينية الرئيسية في أول دفعة لتبادل المحتجزين الفلسطينيين والإسرائيليين. وإذا كان من الطبيعي أن يحتاج السنوار بعض الوقت ليعيد ترتيب وضعه على قمة هرم حماس وإمساكه بالسلطتين السياسية والعسكرية في حماس فإن نتانياهو أكد من جانبه أنه باق في منصبه طالما يحقق ذلك مصلحة وأمن إسرائيل من وجهة نظره بالطبع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المکتب السیاسی فی الفترة وإذا کان حماس فی فی غزة وهو ما

إقرأ أيضاً:

ترامب ومرحلة التغييرات المرحلية

هناك فوضى سياسية تتوالى منذ قدوم إدارة الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب من خلال كمّ كبير من الأوامر التنفيذية التي تهم الداخل الأمريكي وأيضا القضايا الخارجية، وكانت تلك القرارات التنفيذية صادمة ولكن متوقعة في ظل فلسفة هذا الرئيس والذي سوف يقضي أربع سنوات في البيت الأبيض.

إن زوبعة القرارات التنفيذية والتصريحات الصادمة للرئيس الأمريكي ترامب تأتي في إطار نهجه الذي يتمحور حول شعار أمريكا أولا، وهو شعار انعزالي لا يتماشى ودور الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لا تزال تمارس دور القطب الأوحد في النظام الدولي بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق.

كما أن النزعة الداخلية تمثلت في إبعاد عشرات الآلاف من المهاجرين وفصل عشرات الآلاف من الموظفين الفيدراليين علاوة على القفز على واقع العلاقات الدولية من خلال حديث ترامب غير المسؤول عن جعل كندا وهي دولة صناعية مهمة وتفوق مساحتها مساحة الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ولاية أمريكية وهو أمر خيالي لا تقره المواثيق الدولية على صعيد القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية فقد وصل به الخيال السياسي إلى ضم غزة باعتبارها جزء من السيادة الأمريكية.

إن الرئيس الأمريكي ترامب سوف يواصل كل تلك التصورات في ظل خلافات عميقة بين مستشاره ايلون ماسك لشؤون إدارة الكفاءات الوطنية ووزراء بارزين في الحكومة الأمريكية ومنهم وزير الخارجية علاوة على طرد آلاف الموظفين حتى من وزارة الخارجية. والصدام الخارجي الأهم في تصوري هو تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب عن أوروبا وعن حلف الناتو وهي منظومة الحلف الغربية التي أعقبت انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وهي جزء أصيل من الحفاظ على الأمن والاستقرار في أوروبا ومنه في العالم، وعلى ضوئها بدت مؤشرات صراع واضحة بين الرئيس الأمريكي ترامب والقيادات الأوروبية حتى على صعيد الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يتضح أن ترامب يساند الموقف الروسي علاوة على ما تعرض له الرئيس الأوكراني زيلينسكي من مواقف محرجة خلال لقاء ترامب في البيت الأبيض أمام وسائل الإعلام الأمريكية. ويظل السؤال الأهم هل يمكن للرئيس الأمريكي ترامب وخلال أربع سنوات أخيرة أن يغيّر المشهد السياسي داخليا وخارجيا والجواب هو بالنفي، وليس هذا تصورا نظريا ولكن من خلال تجربة فترة الرئيس الأمريكي ترامب الأولى عام ٢٠١٦ وحتى عام ٢٠٢٠، حيث كان المنطق السياسي والقفز على الواقع الدولي هي خطوات سقطت بعد هزيمته عام ٢٠٢٠ أمام الحزب الديموقراطي وفوز الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.

إن أفكار ترامب هي مرحلية، ويصعب على الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية أن تستوعب خطوات ترامب كما يصعب على أوروبا تحديدا أن تستجيب لتلك الشطحات التي تضرب الأمن الأوروبي في مقتل ومن هنا ظهرت انتقادات واسعة في الكونجرس ضد سياسات ترامب حتى من داخل حزبه الجمهوري كما أن هناك عشرات القضايا رفعت ضد تلك القرارات التنفيذية من الولايات الأمريكية.

إن مرحلة ترامب ـ وهي مؤقتة ـ قد تحدث بعض التصدع والإشكالات على صعيد الداخل الأمريكي والسياسة الخارجية كما حدث في فترته الأولى وهناك اقتناع صامت بأن على العالم أن يتعامل مع سياسات وخطوات الرئيس الأمريكي ترامب على أنها مؤقتة وسوف تنتهي بانتهاء ولايته الأخيرة في البيت الأبيض.

إن سياسة ترامب هي صادمة مع الحلفاء أولا فكيف يكون الأمر مع الآخرين، ويبدو أن أوروبا وكندا والصين وحتى إيران سوف تقف عقبة أمام طموحات الرئيس الأمريكي ترامب غير المنطقية ولعل الإدارة الأمريكية الجديدة تساعد توجه ترامب حيث ينحدر معظم المسؤولين من أعراق يهودية وصهيونية وهذه إشكالية كبيرة لا تعطي مرونة سياسية ومراجعة واقعية لتلك القرارات التنفيذية للرئيس الأمريكي ترامب.

وشعار ترامب أمريكا أولا لا ينسجم مع أمريكا المفتوحة على العالم في مجال التعليم والثقافة والقوة الناعمة التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية أقوى دولة في العالم في مجال الاقتصاد والتكنولوجيا وفي المجال العسكري وأيضا من خلال تحالف الناتو كما أن الضغط على الدول والسيطرة على مقدراتها المعدنية، كما هو الحال مع أوكرانيا هي مسألة لا تتماشى والعلاقات الدولية، ومن هنا فإن العالم سوف يتعايش مع صداع تلك القرارات التنفيذية الحالية والقادمة.

ولعل الصدام التجاري وفرض الرسوم على المنتجات من الصين وكندا والمكسيك سوف تكون ضارة للاقتصاد الأمريكي كما يشير إلى ذلك محللو الاقتصاد والتجارة من داخل الولايات المتحدة الأمريكية لأن الحرب التجارية لها نتائج سلبية كبيرة على الاقتصاد العالمي، وتخلق أيضا ارتفاعا جنونيا لأسعار السلع وسوف تتضرر منها السوق الأمريكية في المقام الأول.

كما أن حرب الطاقة التي يدفع بها الرئيس الأمريكي لن تنجح إذا تماسكت منظمة أوبك بلس وحافظت على مصالحها على صعيد تقنين الإنتاج بشكل واقعي.

الرئيس الأمريكي ترامب وبصرف النظر عن أدوات القوة التي يمتلكها على صعيد الولايات المتحدة الأمريكية لن يستطيع أن يفرض أجندة غير مفيدة لا للولايات المتحدة الأمريكية ولا للعالم ويبدو أن المراجعة قد تحدث إذا اكتشفت الإدارة الأمريكية بأن هناك مخاطر حقيقية لتلك الخطوات غير المنطقية على صعيد الداخل الأمريكي وهو الأهم وأيضا على صعيد العلاقات الخارجية خاصة مع الحليف الأهم وهو أوروبا ولعل من المواقف السياسية الصادمة هو رفض الإدارة الأمريكية للخطة العربية لإعمار قطاع غزة ورفض تهجير الشعب الفلسطيني التي أقرتها القمة العربية الأخيرة في القاهرة وهو قرار عربي ينبغي أن يحترم.

وعلى ضوء ذلك فإن الأنظار تتجه إلى واشنطن والبيت الأبيض تحديدا لمتابعة قفزات ترامب والتصريحات التي تتناقض حتى مع المصالح الأمريكية وخلق مشاعر عداء خاصة من دول أمريكا اللاتينية خاصة المكسيك وكوبا وفنزويلا والبرازيل وغيرها من دول أمريكا الجنوبية.

إن مرحلة ترامب الثانية سوف تمضي كما حدث في ولايته الأولى من خلال جملة من السياسات التصادمية والتهديدات والانغلاق الأمريكي والحرب التجارية وهي الأخطر على الاقتصاد العالمي.

ومن هنا فإن الحصافة السياسية تقتضي التعامل مع إدارة ترامب على أنها إدارة مؤقتة لأربع سنوات لن تكون أكثر ضررا من الفترة الأولى بصرف النظر عن جني الأموال من السياسة التجارية أو من خلال التعامل مع الدول من باب المصلحة الاقتصادية وجلب الاستثمارات والحصول على ثروات ومقدرات الدول كأوكرانيا مثلا، حيث إن المنطق السياسي سوف يفرض نفسه لتعود السياسة الخارجية الأمريكية التقليدية إلى الواجهة التي توازن الأمور في علاقتها الخارجية من خلال أسس راسخة على مدى عقود ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتهاء الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي السابق عام ١٩٩١ وكما يقال عندما تشتد الرياح فإن الانحناء قليلا حتى تمر العاصفة هو سلوك واقعي وصحيح.

عوض بن سعيد باقوير صحفي وكاتب سياسي وعضو مجلس الدولة

مقالات مشابهة

  • حركة فتح تعقب على تصريحات حماس ضد السلطة الفلسطينية
  • ترامب ومرحلة التغييرات المرحلية
  • الأردن يدين التصريحات الإسرائيلية لإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي السعودية
  • الخارجية الفلسطينية: قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة “تعميق لحرب الإبادة”
  • لبنان في مركز مُتقدّم.. إليكم ترتيب الدول العربية التي لديها نساء متعلمات أكثر من رجالها
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: العودة للحرب في غزة تعني موت المختطفين
  • الخارجية الفلسطينية تدين قطع إسرائيل الكهرباء عن غزة
  • القناة ١٣ الإسرائيلية عن مسؤولين: إذا توصل ترامب لاتفاق مع حماس فسيصعب على نتنياهو الرفض
  • اقرأ غدا في عدد جريدة البوابة.. حماس تصر على مفاوضات المرحلة الثانية.. مستشار رئيس المكتب السياسي للحركة: لقاءات القاهرة ناقشت دعم شعبنا وإدخال المساعدات
  • المكتب السياسي لحركة حماس: مستعدون للمضي قدماً في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة