لجريدة عمان:
2025-02-07@01:22:34 GMT

«السنوار».. ومرحلة أكثر دقة وخطورة !

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

عندما أعلنت حركة حماس في السادس من الشهر الجاري وبعد أيام من المشاورات المكثفة عن اختيار يحيى السنوار قائدها العسكري في غزة رئيسًا لمكتبها السياسي، خلفًا لرئيسها السابق الشهيد إسماعيل هنية أُصيب البعض بالدهشة وتساءل البعض الآخر عن حكمة هذا القرار ورحّب البعض الثالث به كرد من حماس على اغتيال إسرائيل للشهيد إسماعيل هنية والرسالة التي يحملها لإسرائيل وفي النهاية كان هناك اتفاق عام على الدلالة التي ينطوي عليها هذا القرار على مختلف المستويات الفلسطينية والإسرائيلية اليوم وغدا وما يمكن أن يترتب عليه من نتائج داخل حماس وعلى الصعيد الشخصي لقيادتها.

.

وإذا كانت قد ترددت وجهات نظر مختلفة حول الشخصية التي يمكن أن تخلف هنية في موقعه الشاغر، بل إنَّ المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي وجّه دعوة لخالد مشعل لزيارة طهران قبيل انتهاء المشاورات وجاء اختيار السنوار ليضع حدًا لمثل تلك الاجتهادات. ومع الوضع في الاعتبار أن الجناح السياسي في قيادة حماس يضم شخصيات مخضرمة مثل خالد مشعل وخليل الحية وموسى أبو مرزوق وغيرهم، كما توجد قيادات أخرى ظهرت بينها وبين يحيى السنوار خلافات ما لبعض الوقت حول قرار شن الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي وحالة التكتم الشديدة والتي اقتصرت على دائرة ضيقة تكاد تقتصر على السنوار وصديقه القريب منه الراحل محمد الضيف الذي أعلنت إسرائيل عن اغتياله مؤخرا، فإن البعض رأى في قرار تكليف السنوار ليترأس القيادة العسكرية لحماس إلى جانب القيادة السياسية جمعا للسلطة في يد السنوار من حيث القرارين السياسي والعسكري دون إغفال أن المؤسسات الفلسطينية بوجه عام تتمتع بقدر كبير من المرونة والقدرة على الحوار الديمقراطي مقارنة بغيرها من المؤسسات العربية لأسباب كثيرة ومعروفة منها خبرة النضال الفلسطيني الطويلة والمتعددة الاتجاهات. وإذا كان السنوار يتمتع في الواقع بشعبية كبيرة على الصعيد الشعبي الفلسطيني بغض النظر عن أية خلافات حول ما حدث في غزة على مدى الأشهر العشرة الماضية، فإن هناك من رأى في اختيار السنوار وعبر تحدي إسرائيل المباشر، نوعًا من تحميل السنوار كشخص وكقائد عبئا كبيرا سياسيا وعسكريا وأمنيا إلى جانب ما يتصل بحماية نفسه أمنيًّا خاصة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعمل على تتبُّعه على مدى الأشهر الماضية وهو ما يزيد من أعباء ومخاطر العمل الميداني، خاصة أنه هو الذي أسَّس قبل سنوات جهاز الأمن «مجد» داخل حماس لكي يتولى متابعة وتعقب أنشطة الضباط الإسرائيليين على الساحة الفلسطينية وإحباط أنشطتهم التجسسية والتخريبية بكل السبل الممكنة، وإذا كان السنوار قد نجح حتى الآن على الأقل في التخفي وحماية نفسه من العيون الإسرائيلية ومن الخونة من جهات عديدة فإننا نتمنى ألا يكون تكليف السنوار برئاسة المكتب السياسي لحماس في غزة محاولة غير مباشرة لعرقلة عمله بشكل أو بآخر، أو على الأقل زيادة فرص حدوث أخطاء قد تعرّضه لمخاطر ما وذلك برغم ما يبدو ظاهريا في ذلك من ترفيع لمنصبه وزيادة لمسؤولياته الثقيلة. على أية حال فإنه يمكن القول إنه بعيدا عن أية افتراضات قد تبدو غير مألوفة بدرجة ما فإنه يمكن الإشارة إلى عدد من الجوانب لعل من أهمها أولا، أن السؤال الذي يشغل الكثيرين هو كيف نجح يحيى السنوار على مدى الأشهر الماضية في استخدام شبكة الأنفاق بكفاءة ودون أن تنجح إسرائيل في اختراقها أو كشف نقاط تقاطعها ومفاتيحها الأساسية برغم إعلانها عن اكتشاف وتدمير عدد غير قليل منها؟ وأيا كانت الأساليب والتكتيكات التي يستخدمها السنوار لحماية نفسه والنجاة من خطط الموساد والشاباك للإيقاع به حتى أنه أُطلِق عليه «الرجل ذو التسعة أرواح» و«رجل الأنفاق»، فإنه ليس من المبالغة القول بأن تولي السنوار المسؤولية السياسية والعسكرية لقيادة حماس من شأنها أن تسهل ولو نسبيا قيادة الحركة وقد تقلل من الخلافات بين جناحي الداخل والخارج التي ظهرت من قبل حتى وإن كان هناك من يتوقع الخطأ للسنوار بفعل تعدد وتراكم المسؤوليات في الفترة القادمة. لذا فإن قرار السنوار بتكليف نائب رئيس المكتب السياسي في غزة خليل الحية ليكون مسؤولا عن المفاوضات مع إسرائيل وليكون حلقة الاتصال مع السنوار من ناحية وليساعد في التخفيف من الظهور العلني للسنوار، ومن ثم تقليل مخاطر الظهور العلني له من ناحية أخرى، هو في الواقع قرار حكيم وبعيد النظر وقد يحتاج إلى قرارات أخرى لتوزيع الأعباء وتقسيم الأدوار بين عدد من القيادات العليا في المكتب السياسي لحماس والاستفادة من الخبرات المتعددة والمتنوعة وفقا لتقييم السنوار للخبرات والقدرات الفلسطينية المتوفرة والمتاحة، وسيعزز قدرات حماس وقدرات السنوار كذلك في إدارة حماس في الفترة الدقيقة القادمة التي فقدت فيها حماس عددا من كوادرها في المواقع المختلفة. ولعل مما يزيد من أهمية العناية بتوزيع وتكامل الأدوار بقيادة السنوار في الفترة القادمة أن السنوار نفسه لا يستبعد إمكانية تعرّضه للخطر الإسرائيلي في أي وقت وتحت أية ظروف؛ لأنه يدرك جيدًا كيفية تفكير المسؤولين الإسرائيليين، وفي هذا الإطار فإن مما له دلالة أن «الجنرال هاليفي» رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أكد قبل أيام أن تولي السنوار لمنصبه الجديد لن يغير من تعقب أجهزة الأمن الإسرائيلية له باعتباره مطلوبًا لها، كما أشار وزير الخارجية الإسرائيلي «كاتس» إلى الأمر ذاته وهو ما يعني أنه موضع تفكير وإقرار سابق على مستوى القيادة الإسرائيلية العليا لدور السنوار في هجوم السابع من أكتوبر ضد إسرائيل. والمؤكد أن تلك الأساليب الإسرائيلية لن تهز السنوار ولا القيادات الفلسطينية التي تقدم كل يوم تضحيات متجددة ومتواصلة، وعن إيمان عميق بأهمية وضرورة التضحيات على طريق التحرير واستعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

ثانيا، أنه في ظل الوقت المحدود المتبقي حتى إجراء الانتخابات الأمريكية وحاجة إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق سريع حول وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وهو ما أكدت عليه في الأيام الأخيرة كل من مصر وقطر والولايات المتحدة وحددت بيانات ومواقف مشتركة بل وحددت موعدًا لجولة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية يوم بعد غد الخميس في الدوحة فإنه من الواضح أن إدارة بايدن -التي تتوق إلى تحقيق أي خطوة تحسب لها- أخذت تعمل بقوة للحد من العقبات التي قد تعرقل من السير على الطريق والتقريب بين إسرائيل وحماس من ناحية والتحذير من أي تصعيد قد يخرج مسار المفاوضات عن إطاره بسبب المتطرفين على أي جانب بمن فيهم المتطرفون في إسرائيل. وإذا كانت إدارة بايدن قد قدمت 3.5 مليار دولار أمريكي إلى إسرائيل لتشتري بها أسلحة، فإن الضغط ينصب على طهران لتحذيرها من أي تصعيد ومن مزيد من الضغوط الاقتصادية عليها إذا عمدت إلى التصعيد وهو ما يضع إيران في موقف دقيق لخطورة تلك التهديدات على الاقتصاد الإيراني في هذه المرحلة التي تتطلع فيها إيران إلى إعادة صياغة علاقاتها مع الغرب ودول العالم بعد تولي الرئيس الإيراني الجديد مهامه ورغبته في اتباع سياسات أكثر مرونة. ولعل ذلك هو المسؤول -إلى جانب عوامل أخرى- عن حالة الانتظار الراهنة بين إسرائيل وحزب الله وإيران التي يترقبها العالم بقلق شديد منذ عدة أيام.

ثالثا، أن تولي السنوار رئاسة المكتب السياسي لحماس في غزة قد صاحبه وضع بعض النقاط على الحروف، سواء من جانب إسرائيل أو من جانب السنوار؛ فنتانياهو الذي طالما أكد على موقفه من حماس وعلى أنه لم يغير هذا الموقف المعلن من قبل يستعد لعقد اجتماع في هذه الأيام لمسؤولين كبار في حكومته لمراجعة حدود الموقف التفاوضي في الجولة القادمة للوفد المفاوض، وذلك بعد أن رفض إعطاء الوفد مزيدا من الصلاحيات للعمل في الفترة الماضية وهو ما أدى إلى عودة الوفد الإسرائيلي من القاهرة الأسبوع الماضي بعد خلافات مع نتانياهو ودون إجراء مفاوضات. وعلى الجانب الفلسطيني فقد أوضح السنوار في أول تصريحاته أنه يرفض حكم السلطة الفلسطينية لغزة بعد انتهاء الحرب وبذلك نسف احتمال حدوث تقارب بين السلطة الفلسطينية وحماس بعد محادثات بكين الأخيرة، ومن ثم استمرار الخلافات التي قد تقلل منها مطالبة السنوار بإطلاق سراح مروان البرغوثي وقادة المنظمات الفلسطينية الرئيسية في أول دفعة لتبادل المحتجزين الفلسطينيين والإسرائيليين. وإذا كان من الطبيعي أن يحتاج السنوار بعض الوقت ليعيد ترتيب وضعه على قمة هرم حماس وإمساكه بالسلطتين السياسية والعسكرية في حماس فإن نتانياهو أكد من جانبه أنه باق في منصبه طالما يحقق ذلك مصلحة وأمن إسرائيل من وجهة نظره بالطبع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المکتب السیاسی فی الفترة وإذا کان حماس فی فی غزة وهو ما

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها

قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، خلال تصريحاته مساء اليوم الاربعاء،  بأنه  سيتم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي تحتاجها،  وفقا لقناة العربية. 

مندوب باكستان في الأمم المتحدة: طرد سكان غزة يناقض القانون الدولي حزب الله يعلق على تصريحات ترامب بشأن غزة

وقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الأربعاء، شابين من مدينة جنين.

وبحسب وكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، قالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب رياض ماهر الأطرش بعد مداهمة منزله في حي "خروبة" في المدينة، والشاب مخزوم الخالدي من منزله في حي "صباح الخير" في المدينة.

وتواصل قوات الاحتلال عمليات نسف وحرق المنازل في مخيم جنين، حيث دوت أصوات الانفجارات الناجمة عن تفخيخ المنازل وتفجيرها في المخيم، فيما تصاعدت أعمدة الدخان بعد حرق الاحتلال منزلا فيه.

ويستمر عدوان الاحتلال غير المسبوق على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ16 على التوالي، حيث استشهد خلاله 24 مواطنا وأصيب واعتقل العشرات.

أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، مداخل بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة.

وأغلقت قوات الاحتلال المداخل المؤدية إلى البلدة بحواجز عسكرية، ومنعت المواطنين من الخروج، وفتشت المركبات ودققت في بطاقات راكبيها، كما اقتحمت وسط البلدة وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام.

 كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، ثمانية مواطنين خلال العدوان المتواصل على بلدة طمون جنوب طوباس.

وأفاد مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة، بأن قوات الاحتلال اعتقلت منذ صباح اليوم ثمانية مواطنين وهم: محمد أسامة جميل بني عودة، ناصر علي حمد بني عودة، علي هايل علي حمد بني عودة، وسيم سليمان عبد الله بني عودة، إبراهيم طاهر بني عودة، محمد عمر اشتيوي، مصطفى برهان عادل مصطفى بشارات، علي باسم رشيد حمدان.

وأضاف أن قوات الاحتلال ما زالت تداهم منازل المواطنين في البلدة لليوم الرابع على التوالي، وتنفذ حالات اعتقال، فضلا عن عشرات حالات الاحتجاز والتحقيق الميداني

مقالات مشابهة

  • «كرسي السنوار».. مزار الأطفال لاستكمال مسيرة المقاومة الفلسطينية: سلاما على «يحيى»
  • تفاصيل تُكشف لأول مرة: لقاء لم يتم بين السنوار ونصر الله
  • إيران: خطة ترامب بشأن غزة استمرار للمحاولات الإسرائيلية لإبادة الأمة الفلسطينية
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنزود إسرائيل بكل الاسلحة التي تحتاجها
  • تقرير صحفيات بلاقيود يوثق الانتهاكات الإسرائيلية ضد النساء والفتيات في قطاع غزة ويكشف عن مقتل أكثر من 15000 أنثى
  • ما هي الدول الأوروبية التي تعاني أكثر من غيرها من مشاكل التركيز والذاكرة؟
  • أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية
  • منها حماس والمعارضة الإسرائيلية.. قوى سياسية تُعلق على تصريح ترامب بشأن غزة
  • «ترامب» يستقبل «نتنياهو».. ماهي «إسرائيل الصغيرة» التي تحدّث عنها؟
  • روسيا تدعم إسرائيل في وجه التعديات الإسرائيلية