مصر تصنع أكثر من 10 أنواع من الصواريخ الجوية والبرية بنسبة تصنيع محلية 100%
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
تنفرد «الوطن» بأول جولة صحفية وميدانية ولقاءات موسعة مع قيادات مصنع صقر للصناعات المتطورة، منذ سنوات طوال، وهى قلعة الصناعات العسكرية المصرية المختصة بتصنيع الأنظمة الصاروخية والقنابل بشقيها «الجوى» التى تُطلق من الطائرات المُقاتلة، أو «البرية» المُطلقة من المدفعية، وهى الجولة التى كشفت عن إنتاج مصر أكثر من 10 أنواع من الصواريخ والأنظمة الصاروخية المصرية 100%، وذلك للاستخدامات المختلفة، فضلاً عن 6 أنواع من قواذف الـRPG، والـPG7، تحت شعار أن «السلام يحتاج إلى قوة تحميه».
وذكر قيادات مصنع «صقر»، للمحرر العسكرى لجريدة «الوطن»، خلال الجولة الميدانية فى المصنع، أن هناك اهتماماً كبيراً من الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية رئيس اللجنة العليا للهيئة العربية للتصنيع، واللواء مهندس أركان حرب مختار عبداللطيف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، بالمصنع، والصناعات الدفاعية والمدنية التى يعمل عليها المصنع، فضلاً عن تعميق التصنيع المحلى، وتطوير المنتجات القائمة، وتصنيع منتجات دفاعية مصرية جديدة بنسبة 100%.
وشدّد مسئولو «صقر» على انفتاح المصنع على تسويق منتجاته الحربية للدول الصديقة والشقيقة، خصوصاً بعد معرض مصر الدولى للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس»، ما أدى إلى وجود قفزة كبيرة فى صادرات المصنع إلى الدول العربية والأفريقية.
البداية لدى دخولك بوابة مصنع صقر للصناعات المتطورة؛ فتجد عدة منشآت، تم تأسيسها فى أربعينات القرن الماضى، كأحد أقدم المصانع الحربية فى مصر، والتى يتم تطويرها وتحديثها وفق أحدث ما وصل إليه العلم، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية العاملة بهذا المجال من الصناعات العسكرية شديدة الحساسية.
وبعد استقبال قيادات مصنع «صقر» للمحرر العسكرى لجريدة «الوطن»، بدأنا جولتنا بمعرض للمنتجات الحربية التى ينتجها «المصنع»، والتى ضمّت منظومات دفاعية عالية الجودة، لتلبية الاحتياجات المحلية والتصدير إلى الخارج.
أول الصواريخ التى تنتجها مصر، والتى شاهدناها فى معرض المنتجات الحربية لمصنع صقر، هو «الصاروخ 70 مللى متر»، وهو صاروخ يعمل على الطائرات الأباتشى للإطلاق على الأهداف، ويتم إنتاج الصاروخ بنسختين، للتدريب والعمليات، كما ينتج مصنع صقر «الصاروخ 68 مللى متر»، وهو صاروخ «جو - أرض» يُطلق من قاذف متعدّد على الطائرات من طراز «ألفا جيت»، أو «ميراج»، والذى يعمل كصاروخ طيران حر، يُطلق على «أهداف أرضية».
وشاهدنا داخل المصنع صاروخاً مصرى الصنع يحمل اسم «صقر 10»، والصاروخ «صقر 18»، والصاروخ «صقر 45»، وهى أنظمة مدفعية صاروخية من عيار «122 مللى متر»، المزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار لاستهداف المنشآت العسكرية، ومحطات الرادارات، ومراكز قيادة العدو، والتى تتميز بإمكانية إطلاق «صاروخ كل ثانية» تقريباً، بدرجة فاعلية عالية، ونسبة دقة فى إصابة الهدف فى مدياتها بنسبة تزيد على 99%، مع تزويدها بأجهزة «تنشين ضوئية» لإمكانية إطلاقها خلال الليل.
كما ينتج مصنع صقر عدداً من القواذف اللازمة لإطلاق الصواريخ، ليمكن نقلها إلى أى مكان لتنفيذ المهام التى تُكلف بها القوات.
ويصنع «صقر»، أيضاً، أنظمة صاروخية لإنشاء ستائر الدخان، لتغطية تحرّكات القوات، وأنظمة لنثر الألغام المضادة للدبابات، وقنابل مدفونة لتفجير الأراضى للاستخدامات المدنية والعسكرية، فضلاً عن الألغام، وجرافات الألغام، وأنظمة فتح الألغام، والصواريخ المضيئة.
ويزين معرض المنتجات الحربية لمصنع «صقر» قنابل «حافظ» الجوية، التى أعلنت مصر عنها مؤخراً خلال معرض مصر الدولى للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس»، والتى تُصنع بـ4 طرازات، وهى قنابل «جو أرض» غير موجّهة متعدّدة الاستخدام، والتى تُطلق من طائرات مثل الـ«إف 16».
مدير «البحوث والتصميم»: قادرون على تصميم وتصنيع واختبار «الصواريخ».. و«وثائق فنية» بأدق تفاصيل «الأسلحة»فى بداية حديثنا مع مسئولى مصنع «صقر»، واجهنا اللواء أركان حرب مهندس ياسين عبدالباسط المغازى، مدير قطاع البحوث والتصميم فى المصنع، بما ذكره الفريق الراحل سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، عن عدم دقة الصناعات الصاروخية التى أنتجتها مصر فى عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
«المغازى»: صاروخا «الظافر» و«القاهر» أعلن عنهما قبل انتهاء مراحل تطويرهما وإنتاجهما لـ«أهداف سياسية».. و«الأعداء أجهضوا المشروع»وتحديداً الصاروخين «الظافر»، و«القاهر»، ليرد بأنه تم الإعلان عن الصاروخين لأسباب سياسية، قبل انتهاء تجارب التصنيع والاختبار، وإقرار المنتج النهائى، وتحرّك حينها، من وصفهم بـ«الأعداء»، لإجهاض المشروع قبل تنفيذه، لكن المنظومات الصاروخية التى تُنتجها مصر حالياً بأعلى درجات الدقة، وتوازى مثيلاتها العالمية، ويتم إجراء بحوث واختبارات لكل منتج، سواء داخل المصنع، أو بالتعاون مع القوات المسلحة، وجهات أخرى، وهى تثبت كفاءاتها وجودتها العالية، مما دفع عدة دول لاستيرادها منا بالفعل.
ويوضح مدير قطاع البحوث والتصميم فى مصنع صقر، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن كل صاروخ أو قنبلة أو منظومة يتم تصميمها وتصنيعها، يتم إعداد وثائق فنية تفصيلية للمنتج، بأبعاده وقدراته، وتفاصيله الدقيقة، وتوجد نسخة لدى المصنع، ونسخة أخرى لدى القوات المسلحة للتفتيش على تلك المنتجات.
ويشير إلى أن مصنع صقر توجد بداخله إدارة لبحوث نظم التسليح، وإدارة للبحوث المدنية، وإدارة عامة للبحوث الإلكترونية.
ويقول إن تصميم الصاروخ هو أمر شديد الحساسية والدقة، وهو أمر لديهم قدرة عالية عليه، مع التعاون مع الهيئة القومية للإنتاج الحربى لتوريد بعض المواد الخام المستخدَمة فى الصاروخ نفسه، ثم يتم اختباره.
ويشدّد على حرص «المصنع» على المشاركة بمهندسى البحوث فى المعارض العالمية المتخصّصة فى الصناعات الصاروخية والقنابل وغيرها من المجالات، التى يعمل عليها المصنع، للتعرّف على كل ما هو جديد.
ويؤكد عدم وجود نسبة خطأ فى تصنيع ودقة المنتج العسكرى، حيث يتم التفتيش على كل صاروخ بعد إنتاجه، للتأكد من مطابقته للمواصفات، ودقته، وأمانه لقواتنا، وقدرته التدميرية للعدو.
مدير «الإنتاج»: دقة عملنا بـ«الميكرون».. وخطة لتحديث كل ورش وخطوط الإنتاج في مصنع صقرويلتقط المهندس أيمن صالح، مدير قطاع الإنتاج فى مصنع «صقر»، مؤكداً أن المصنع يعمل بمجالات شديدة الحساسية والدقة، ولديه ماكينات غير موجودة بالمنطقة، لضمان جودة المنتج الذى يتم تصنيعه، مع تدريب المهندسين والعمال داخل مصر وخارجها، مشيراً إلى أن مصر لديها عقول وأيدٍ عاملة قادرة على تصميم وإنتاج وتشغيل الصواريخ وقذائفها بأعلى درجات الكفاءة، موضحاً أن دقة التصنيع فى الصناعات الصاروخية تقل عن «الميكرون»، وهى دقة عالية للغاية.
ويشير إلى وجود أكثر من 500 عامل وفنى مدرّب على أعلى جودة يعملون فى خطوط الإنتاج بشكل مباشر، مؤكداً وجود خطة لتحديث كل ورش وخطوط الإنتاج فى مصنع صقر للصناعات المتطورة، يجرى العمل عليها.
وأوضح مدير قطاع الإنتاج فى مصنع صقر، أنه تتم الرقابة والتفتيش على كل خطوة فى العملية الإنتاجية، ولو وُجد ولو غلطة واحدة فى أي منتج، فإنه يتم استبعاده بشكل فورى، موضحاً أن أصغر صاروخ يتم إنتاجه يكون مكوناً من «52 جزءاً»، وأن الصواريخ والقنابل الأكبر، يكون حجمها أكبر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصنع صقر مدیر قطاع مصنع صقر فى مصنع التى ت
إقرأ أيضاً:
خريطة الفراعنة تقود إلى كنز "الفواخير": رحلة عبر الزمن لاستكشاف أقدم منجم للذهب بمصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
منجم ذهب "الفواخير" بالبحر الأحمر اكتشفه الفراعنة واعتمد الإيطاليون والإنجليز على خرائط القدماء لإعادة تشغيله.
إن محافظة البحر الأحمر تحتضن الكثير من الكنوز التاريخية، إلى أن منجم الذهب بوادي الفواخير يعد واحدًا من تلك الكنوز، ويقع فى الكليو 90 على الطريق الواقع بين مدينة قفط ومدينة القصير، ويضم هذا الطريق الكثير من المواقع الأثرية والتعدينية التى ترجع لحقب مختلفة.
إن تاريخ منجم الذهب بالفواخير يرجع إلى العصور المصرية القديمة؛ تم العثور على بردية مصرية قديمة والتي تعتبر أول خريطة جيولوجية لمصر تم الكشف عنها بواسطة العالم الإيطالي (برناردينو دروفتى)، وهى مسجلة بالخط الهيراطيقى ومحفوطة حتى يومنا هذا فى متحف تورينو بمدينة تورينو الأيطالية,وتعتبر هذه البردية وثيقة مهمة للكشف عن مناجم الذهب في مصر، وتشير إلى منجم الفواخير وسلسلة مناجم الذهب الأخرى في قلب صحراء البحر الأحمر وتصف كل الثروات المعدنية المتوافرة بها ومن خلالها يمكن الاستعانة للبحث عن مناجم الذهب التى استخدمها القدماء المصريون.
وحول الدخول الى المنجم إنه يتم عن طريق فتحة باب صغيرة حيث تصل معدات مصنع ضخم يمتد لأكثر من أربعه طوابق وارتفاع أكثر من 20 مترا,ومحاط بالصخور من كل جانب، ويغلب الطابع الإيطالى بشكل عام فى تصميم المصنع والمبانى الملحقة به والكنيسة القديمة الملحقة بالمنجم، وحاليا يوجد سور من الأسلاك الشائكة حول المصنع والمنجم الذي توقف عن العمل منذ عدة سنوات.
أن مساحة المبانى فى منجم الفواخير حوالى 100 ألف متر مربع، والمخازن الخاصة به تحتوى على قطع غيار المصنع وماكينات الكهرباء، وخلف المخازن يقع مكتب أمين المخازن منذ عهد الإدارة الأنجليزية بحالته حتي الآن، وخلفه غرفة المحول حيث كان المصنع يعتمد فى إنتاج كهرباء التشغيل على محول كبير يعمل بالسولار، ويدير ماكينات المصنع ويضىء مساكن العمال والمهندسين الملحقة به فضلًا عن منزل (الكونت).
إن كل من الإيطاليين والإنجليز اعتمدوا فى استخراج الذهب على الاستدلال بالخريطة الفرعونية حيث كان الحفر فى جبل الفواخير بحيث يمتد النفق الرئيسى للمنجم نحو 500 متر تحت سطح الأرض ويتفرع منه 5 أنفاق فى اتجاهات مختلفة متتبعة عروق الذهب من صخور الكوارتز، وفى المنطقة الخاصة بمراحل الصهر والصب يقع مكتب الكونت وهو ما يعادل حاليا المدير العام.
إن الكونت الإيطالى (دون دي لي فيزون) كان من أشهر الذين تولوا المنصب بمنجم الفواخير، وكان المكتب يطل بواجهة كاملة من الزجاج الشفاف على المرحلة الأخطر فى استخراج الذهب، وكان إختيار هذا الموقع لمكتب الكونت مقصودا لمراقبة عمليات السبك والصهر وصب الذهب، وتسجيل الكميات المستخرجة أولاً بأول فى أوراق وسجلات بمكتبه، والتى مازالت موجودة ومكتوبة بخط يده فى أدراج المكتب حتي الأن.