تنفرد «الوطن» بأول جولة صحفية وميدانية ولقاءات موسعة مع قيادات مصنع صقر للصناعات المتطورة، منذ سنوات طوال، وهى قلعة الصناعات العسكرية المصرية المختصة بتصنيع الأنظمة الصاروخية والقنابل بشقيها «الجوى» التى تُطلق من الطائرات المُقاتلة، أو «البرية» المُطلقة من المدفعية، وهى الجولة التى كشفت عن إنتاج مصر أكثر من 10 أنواع من الصواريخ والأنظمة الصاروخية المصرية 100%، وذلك للاستخدامات المختلفة، فضلاً عن 6 أنواع من قواذف الـRPG، والـPG7، تحت شعار أن «السلام يحتاج إلى قوة تحميه».

مصنع «صقر» يُنتج صواريخ وقنابل للطائرات الـ«إف 16» و«الأباتشى»

وذكر قيادات مصنع «صقر»، للمحرر العسكرى لجريدة «الوطن»، خلال الجولة الميدانية فى المصنع، أن هناك اهتماماً كبيراً من الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية رئيس اللجنة العليا للهيئة العربية للتصنيع، واللواء مهندس أركان حرب مختار عبداللطيف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، بالمصنع، والصناعات الدفاعية والمدنية التى يعمل عليها المصنع، فضلاً عن تعميق التصنيع المحلى، وتطوير المنتجات القائمة، وتصنيع منتجات دفاعية مصرية جديدة بنسبة 100%.

وشدّد مسئولو «صقر» على انفتاح المصنع على تسويق منتجاته الحربية للدول الصديقة والشقيقة، خصوصاً بعد معرض مصر الدولى للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس»، ما أدى إلى وجود قفزة كبيرة فى صادرات المصنع إلى الدول العربية والأفريقية.

البداية لدى دخولك بوابة مصنع صقر للصناعات المتطورة؛ فتجد عدة منشآت، تم تأسيسها فى أربعينات القرن الماضى، كأحد أقدم المصانع الحربية فى مصر، والتى يتم تطويرها وتحديثها وفق أحدث ما وصل إليه العلم، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية العاملة بهذا المجال من الصناعات العسكرية شديدة الحساسية.

وبعد استقبال قيادات مصنع «صقر» للمحرر العسكرى لجريدة «الوطن»، بدأنا جولتنا بمعرض للمنتجات الحربية التى ينتجها «المصنع»، والتى ضمّت منظومات دفاعية عالية الجودة، لتلبية الاحتياجات المحلية والتصدير إلى الخارج.

أول الصواريخ التى تنتجها مصر، والتى شاهدناها فى معرض المنتجات الحربية لمصنع صقر، هو «الصاروخ 70 مللى متر»، وهو صاروخ يعمل على الطائرات الأباتشى للإطلاق على الأهداف، ويتم إنتاج الصاروخ بنسختين، للتدريب والعمليات، كما ينتج مصنع صقر «الصاروخ 68 مللى متر»، وهو صاروخ «جو - أرض» يُطلق من قاذف متعدّد على الطائرات من طراز «ألفا جيت»، أو «ميراج»، والذى يعمل كصاروخ طيران حر، يُطلق على «أهداف أرضية».

وشاهدنا داخل المصنع صاروخاً مصرى الصنع يحمل اسم «صقر 10»، والصاروخ «صقر 18»، والصاروخ «صقر 45»، وهى أنظمة مدفعية صاروخية من عيار «122 مللى متر»، المزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار لاستهداف المنشآت العسكرية، ومحطات الرادارات، ومراكز قيادة العدو، والتى تتميز بإمكانية إطلاق «صاروخ كل ثانية» تقريباً، بدرجة فاعلية عالية، ونسبة دقة فى إصابة الهدف فى مدياتها بنسبة تزيد على 99%، مع تزويدها بأجهزة «تنشين ضوئية» لإمكانية إطلاقها خلال الليل.

كما ينتج مصنع صقر عدداً من القواذف اللازمة لإطلاق الصواريخ، ليمكن نقلها إلى أى مكان لتنفيذ المهام التى تُكلف بها القوات.

ويصنع «صقر»، أيضاً، أنظمة صاروخية لإنشاء ستائر الدخان، لتغطية تحرّكات القوات، وأنظمة لنثر الألغام المضادة للدبابات، وقنابل مدفونة لتفجير الأراضى للاستخدامات المدنية والعسكرية، فضلاً عن الألغام، وجرافات الألغام، وأنظمة فتح الألغام، والصواريخ المضيئة.

ويزين معرض المنتجات الحربية لمصنع «صقر» قنابل «حافظ» الجوية، التى أعلنت مصر عنها مؤخراً خلال معرض مصر الدولى للصناعات الدفاعية والعسكرية «إيديكس»، والتى تُصنع بـ4 طرازات، وهى قنابل «جو أرض» غير موجّهة متعدّدة الاستخدام، والتى تُطلق من طائرات مثل الـ«إف 16».

مدير «البحوث والتصميم»: قادرون على تصميم وتصنيع واختبار «الصواريخ».. و«وثائق فنية» بأدق تفاصيل «الأسلحة»

فى بداية حديثنا مع مسئولى مصنع «صقر»، واجهنا اللواء أركان حرب مهندس ياسين عبدالباسط المغازى، مدير قطاع البحوث والتصميم فى المصنع، بما ذكره الفريق الراحل سعد الدين الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، عن عدم دقة الصناعات الصاروخية التى أنتجتها مصر فى عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

«المغازى»: صاروخا «الظافر» و«القاهر» أعلن عنهما قبل انتهاء مراحل تطويرهما وإنتاجهما لـ«أهداف سياسية».. و«الأعداء أجهضوا المشروع»

وتحديداً الصاروخين «الظافر»، و«القاهر»، ليرد بأنه تم الإعلان عن الصاروخين لأسباب سياسية، قبل انتهاء تجارب التصنيع والاختبار، وإقرار المنتج النهائى، وتحرّك حينها، من وصفهم بـ«الأعداء»، لإجهاض المشروع قبل تنفيذه، لكن المنظومات الصاروخية التى تُنتجها مصر حالياً بأعلى درجات الدقة، وتوازى مثيلاتها العالمية، ويتم إجراء بحوث واختبارات لكل منتج، سواء داخل المصنع، أو بالتعاون مع القوات المسلحة، وجهات أخرى، وهى تثبت كفاءاتها وجودتها العالية، مما دفع عدة دول لاستيرادها منا بالفعل.

ويوضح مدير قطاع البحوث والتصميم فى مصنع صقر، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن كل صاروخ أو قنبلة أو منظومة يتم تصميمها وتصنيعها، يتم إعداد وثائق فنية تفصيلية للمنتج، بأبعاده وقدراته، وتفاصيله الدقيقة، وتوجد نسخة لدى المصنع، ونسخة أخرى لدى القوات المسلحة للتفتيش على تلك المنتجات.

ويشير إلى أن مصنع صقر توجد بداخله إدارة لبحوث نظم التسليح، وإدارة للبحوث المدنية، وإدارة عامة للبحوث الإلكترونية.

ويقول إن تصميم الصاروخ هو أمر شديد الحساسية والدقة، وهو أمر لديهم قدرة عالية عليه، مع التعاون مع الهيئة القومية للإنتاج الحربى لتوريد بعض المواد الخام المستخدَمة فى الصاروخ نفسه، ثم يتم اختباره.

ويشدّد على حرص «المصنع» على المشاركة بمهندسى البحوث فى المعارض العالمية المتخصّصة فى الصناعات الصاروخية والقنابل وغيرها من المجالات، التى يعمل عليها المصنع، للتعرّف على كل ما هو جديد.

ويؤكد عدم وجود نسبة خطأ فى تصنيع ودقة المنتج العسكرى، حيث يتم التفتيش على كل صاروخ بعد إنتاجه، للتأكد من مطابقته للمواصفات، ودقته، وأمانه لقواتنا، وقدرته التدميرية للعدو.

مدير «الإنتاج»: دقة عملنا بـ«الميكرون».. وخطة لتحديث كل ورش وخطوط الإنتاج في مصنع صقر

ويلتقط المهندس أيمن صالح، مدير قطاع الإنتاج فى مصنع «صقر»، مؤكداً أن المصنع يعمل بمجالات شديدة الحساسية والدقة، ولديه ماكينات غير موجودة بالمنطقة، لضمان جودة المنتج الذى يتم تصنيعه، مع تدريب المهندسين والعمال داخل مصر وخارجها، مشيراً إلى أن مصر لديها عقول وأيدٍ عاملة قادرة على تصميم وإنتاج وتشغيل الصواريخ وقذائفها بأعلى درجات الكفاءة، موضحاً أن دقة التصنيع فى الصناعات الصاروخية تقل عن «الميكرون»، وهى دقة عالية للغاية.

ويشير إلى وجود أكثر من 500 عامل وفنى مدرّب على أعلى جودة يعملون فى خطوط الإنتاج بشكل مباشر، مؤكداً وجود خطة لتحديث كل ورش وخطوط الإنتاج فى مصنع صقر للصناعات المتطورة، يجرى العمل عليها.

وأوضح مدير قطاع الإنتاج فى مصنع صقر، أنه تتم الرقابة والتفتيش على كل خطوة فى العملية الإنتاجية، ولو وُجد ولو غلطة واحدة فى أي منتج، فإنه يتم استبعاده بشكل فورى، موضحاً أن أصغر صاروخ يتم إنتاجه يكون مكوناً من «52 جزءاً»، وأن الصواريخ والقنابل الأكبر، يكون حجمها أكبر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصنع صقر مدیر قطاع مصنع صقر فى مصنع التى ت

إقرأ أيضاً:

قبل مواجهة ترامب وهاريس.. هل تصنع المناظرات فارقا هذه المرة؟

بينما ينتظر ملايين الأميركيين المناظرة التي ستجمع كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، الثلاثاء، تبدو الأجواء مختلفة هذا العام، بعدما دخلت هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، السباق فجأة بعد انسحاب المرشح الأساسي، جو بايدن، بعد أداء ضعيف في المناظرة الأولى.

واستطاعت حملة هاريس، في غضون أسابيع قليلة من دخولها حلبة المنافسة، أن تكتسب زخما كبيرا ألقى بظلاله على نتائج استطلاعات الرأي، وبات السباق محتدما.

ووجدت تحليلات أجرتها مجلة إيكونوميست البريطانية أن السباق بات متأرجحا.

واستخدمت المجلة نموذجا يقيس استطلاعات الرأي على مستوى الولايات، وعلى المستوى الوطني، للتنبؤ بنتائج الانتخابات في جميع أنحاء البلاد.

ووجد هذا النموذج أن المرشحين متعادلان تقريبا في فرص الفوز.

وهذه النتائج تتفق مع استطلاع على مستوى الولايات المتحدة، أجرته صحيفة نيويورك تايمز وسيينا كوليدج، وجد أن المرشحين متعادلان تقريبا في آخر أسابيع من الحملات الانتخابية.

هاريس أم ترامب.. ماذا يقول أحدث استطلاع للرأي؟ أظهر استطلاع على مستوى الولايات المتحدة، أجرته صحيفة نيويورك تايمز وسيينا كوليدج، أن مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته مرشحة الحزب الديمقراطي نائبة الرئيس الحالي كاملا هاريس، متعادلان تقريبا في آخر أسابيع الحملات الانتخابية.

وتتساءل مجلة إيكونوميست عما إذا المناظرة المرتقبة، الثلاثاء، يمكن أن تغير نتائج الاستطلاعات.

والمناظرات الرئاسية باتت منذ عام 1960 تقليدا متبعا، ورغم أن الدستور لا يفرضها، إلا أنه عادة ما عمد مرشحو الرئاسة إلى استغلال الظهور التلفزيوني في المناظرات لتعزيز فرص فوزهم على حساب خصومهم السياسيين.

ووجدت تحليلات للمناظرات، التي أجريت قبل عام 2020، أنها لم تحدث فارقا كبيرا، لكن المناظرات تغيرت منذ عام 2020  ليس بسبب تأثيرها على استطلاعات الرأي، ولكن لأنها لم تكن أكثر من مجرد "مباريات في الشتائم"، وفق المجلة.

وفي مناظرة 2020، وصف ترامب بايدن بأنه "غبي" ووصف بايدن خصمه بأنه "مهرج" وسأله في غضب: "هل ستصمت يا رجل؟"

بعد تلميحات بايدن وترامب.. تاريخ المناظرات الأميركية ولحظات لا تنسى يقترب السباق إلى البيت الأبيض شيئا فشيئا إلى مراحله الأخيرة، ومن المقرر أن يصل إلى مرحلة المناظرات في الخريف المقبل، وهي المرحلة التي يتنافس فيها المرشحان النهائيان على إقناع الأميركيين بسياستيهما

وفي الظروف العادية، من النادر أن تحدث المناظرات فارقا، فالذين يتابعون المناظرات يميلون إلى الاهتمام بالسياسة بالفعل، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن المؤيدين للحزب أكثر ميلا إلى مشاهدة المناظرات من المستقلين، وكثير من المشاهدين اتخذوا قرارهم بالفعل.

وفي أغلب الدورات الانتخابية، يكون المرشحون خاضوا حملات انتخابية لشهور بحلول موعد المناظرات، وهم معروفون بالفعل للناخبين.

لكن هذه الانتخابات مختلفة، فقد دخلت هاريس السباق في وقت متأخر جدا. وهي معروفة بالفعل للمهتمين بالسياسة، بصفتها نائبة للرئيس وسيناتورة سابقة، لكن العديد من الأميركيين ما زالوا يتعرفون عليها.

وتشير أبحاث، أشارت إليها إيكونوميست، إلى أن الناخبين يستفيدون أكثر من المناظرات عندما لا يعرفون الكثير عن المرشحين.

وتقول المجلة إنه إذا تمكنت هاريس من إظهار مهارتها أمام ترامب، في مناظرة الثلاثاء، فقد تكتسب أصوات المزيد من الأميركيين.

استعدادا لمواجهة ترامب.. مناظرات هاريس السابقة تكشف مواضع القوة والضعف مع اقتراب موعد المناظرة المرتقبة بين نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، يترقب الكثيرون أداء هاريس لمعرفة كيف ستواجه أحد أكثر المنافسين شراسة على المسرح السياسي.


 

مقالات مشابهة

  • تركيا ضمن أكثر 3 دول انخفاضًا في أسعار السكن
  • الإطارى أو الحرب
  • تراجع عدد المسافرين عبر الخطوط الجوية التركية
  • تفاصيل إصابة 28 عاملًا بحالات تسمم بمصنع إثر تناولهم وجبة من مطعم شهير في أكتوبر
  • الأسواق الأوروبية تنتعش بعد أسوأ أداء أسبوعي في أكثر من عام
  • الأسهم الأوروببة ترتفع بعد أسوأ أداء أسبوعي في أكثر من عام
  • قبل مواجهة ترامب وهاريس.. هل تصنع المناظرات فارقا هذه المرة؟
  • النفط يرتفع أكثر من دولار في التعاملات الآسيوية
  • بنسبة 19.99%.. «الإسكندرية الوطنية للاستثمارات المالية» أكثر الأسهم ارتفاعا بالبورصة المصرية
  • «40.5 مليار خسائر سوقية».. مبيعات محلية وعربية تهبط بمؤشرات البورصة في ختام التعاملات