لجريدة عمان:
2025-01-01@07:26:01 GMT

أفضل السياسات المناخية تضع الجزرة قبل العصا

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

مونيكا شنيتزر

جيرنوت فاجنر

من المُعترف به على نطاق واسع أن التحول إلى اقتصاد خال من الكربون يتطلب كلا من الجزرة والعصا: الحوافز والعقوبات. لكن الأمر الذي يحظى بقدر أقل من التقدير هو أهمية هذا التسلسل: الجزرة قبل العصا.

صحيح أن أهل الاقتصاد أصروا لفترة طويلة على أن السبيل الوحيد لخفض الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات المسببة للانحباس الحراري الكوكبي بسرعة وعلى نطاق ضخم هو تحديد سعر لها.

ففي عالم حيث يتسبب إحراق الوقود الأحفوري في إحداث أضرار أكبر من القيمة التي يضيفها إلى الناتج المحلي الإجمالي، فإن كل طن من الفحم أو برميل من النفط المستهلك يدمر في نهاية المطاف الرخاء الجمعي، وتزودنا حسابات التكاليف الاجتماعية المترتبة على إطلاق هذه الانبعاثات بدليل لتسعيرها، وبوضع الأضرار الكاملة الناجمة عن كل طن من ثاني أكسيد الكربون المنبعث في الحسبان، ويتبين لنا أن السعر اللائق يتجاوز 200 دولار. لكن هذا يعادل نحو دولارين للجالون (أو 0.50 من الدولار للتر) من البنزين عند المضخة، وهو ما يساعد في تفسير السبب وراء عدم كفاية سوق الكربون العاملة بشكل جيد في أوروبا (بأسعار تبلغ نحو 75 دولارا للطن) أو ضريبة الكربون في ألمانيا لتغطية البنزين بالقدر المطلوب.

في ألمانيا، حيث يمتلك 80 مليون شخص 40 مليون سيارة تعمل بإحراق البنزين والديزل، قد تبدو الضريبة المرتفعة بالقدر الكافي عقابية إلى الحد الذي يجعلها عاجزة عن اجتياز الاختبار السياسي الدقيق. تفسر هذه الحسابات أيضا لماذا تُـعَـد المركبات الكهربائية حلا بالغ الأهمية.

تكمن ميزة التكنولوجيا في الفيزياء الأساسية: تحول المركبات الكهربائية 90% من قوتها إلى مسافة، مقارنة بنحو 20% فقط لمحركات الاحتراق الداخلي. وتنطبق نِـسَـب كفاءة مماثلة عند مقارنة المضخات الحرارية بأفران الغاز، ومواقد الحث بمواقد الغاز، ومصابيح الصمام الثنائي الباعث للضوء (LED) بمصابيح الإضاءة المتوهجة القديمة. هذا المثال الأخير مفيد بشكل خاص، لأن التحول إلى مصابيح الـ LED اكتمل بالفعل غالبا.

ولأن المصابيح المتوهجة كانت غير فاعلة إلى حد مشين - حيث تحول 90% من الطاقة إلى حرارة بدلا من الضوء - فإن التحول إلى مصابيح الـ LED كان كافيا لتغطية تكاليفه عدة مرات، لكن حتى هذا التغيير القائم على الإدراك السليم كان يتطلب التنسيق لتحقيق التحول على نطاق ضخم، والتغلب على الحواجز مثل التكاليف الأولية المرتفعة وعزوف المُلّاك عن توفير مصابيح أكثر كفاءة للمستأجرين.

في الولايات المتحدة، بدأ الأمر بقانون استقلال الطاقة والأمن لعام 2007، الذي وقّعه الرئيس جورج دبليو بوش، والذي وضع معايير كفاءة جديدة لمصابيح الإضاءة المنزلية. أثار ذلك القانون الاستجابة المعهودة في حرب ثقافية، حيث تقدمت عضو الكونجرس الجمهورية ميشيل باخمان بقانون حرية اختيار المصابيح الكهربائية في عام 2008. ولحسن الحظ، لم يذهب مشروع القانون الذي قدمته إلى أي مكان، وكذا كان مصير محاولات الرئيس دونالد ترامب لإلغاء معايير الكفاءة بعد عقد من الزمن. فقد استحوذت مصابيح الـ LED بالفعل على مكانة التكنولوجيا الأفضل والأكثر كفاءة والأرخص في نهاية المطاف. لقد تغلبت الفيزياء والاقتصاد على الحروب الثقافية، واستفاد المستهلكون وكوكب الأرض نتيجة لذلك.

الآن، تتبع التحولات إلى المركبات الكهربائية، والمضخات الحرارية، ومواقد الحث، وتكنولوجيات عديدة أخرى أحدث وأفضل مسارات مماثلة وسريعة بذات القدر. وفي حين ظلت تكلفة الطاقة المولَّدة من الفحم بعد تعديلها تبعا للتضخم دون تغيير تقريبا لأكثر من 200 عام، فقد انخفضت تكاليف الطاقة الشمسية والبطاريات بأكثر من 99% في السنوات الثلاثين الأخيرة وحدها.

الواقع أن الطاقة الشمسية أصبحت الآن أرخص مصدر للكهرباء على الإطلاق -أجل، حتى عندما نضع في الحسبان حقيقة مفادها أن الشمس لا تشرق ليلا - ومن المحتم أن تزداد رخصا، فالشمس والرمال والإبداع البشري كلها عناصر وفيرة، ويُـفضي هذا إلى مزيد من اقتصاديات الحجم الضخم. ولكن كما كان الحال مع تبني مصابيح الـ LED، يتطلب النشر السريع للطاقة الشمسية التنسيق بين الأسر، والمرافق، والهيئات التنظيمية، والصناعة، وأولئك الذين يطورون التكنولوجيات الجديدة.

يتلخص الهدف النهائي في شحن المركبات الكهربائية عندما تشرق الشمس، وتشغيل غسالة الأطباق أو المساعدة في استقرار الشبكة المحلية عندما تغيب الشمس، وهذا التنسيق مطلوب أيضا لتشجيع شراء الألواح الشمسية وغيرها من التكنولوجيات في المقام الأول، فعندما أطلقت ألمانيا خطتها الطموحة للتحول في مجال الطاقة في عام 2011، ساعدت رسوم الإمداد بالطاقة وغيرها من إعانات الدعم مصنعي الألواح الشمسية على تسلق منحنى التعلم ودفع التكاليف إلى الانخفاض، لكن مُصنّعي الطاقة الشمسية انتقلوا بعد ذلك إلى الصين، الأمر الذي أدى إلى خفض التكاليف بدرجة أكبر لكنه أضر بالقوى العاملة الألمانية.

والآن، قد تؤدي إعانات الدعم الضخمة الجديدة في الولايات المتحدة بموجب قانون خفض التضخم إلى دفع مزيد من شركات التكنولوجيا النظيفة الأوروبية إلى البحث عن شواطئ أكثر اخضرارا، هذه المرة عبر الأطلسي.

إن الاستجابة المناسبة لهذه التطورات ليست التخلي عن التكنولوجيات الأحدث والأكثر كفاءة. بل يجب أن تتمثّل الاستجابة في إيجاد طرق أخرى لتصنيعها ونشرها في الداخل.

الواقع أن الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على مبيعات السيارات التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي اعتبارا من عام 2035 من شأنه أن يساعد، وكذا الضغط المنسق لدعم تبني المضخات الحرارية، ولا شك أن التراجع عن هذه السياسات سيكون خطأ كبيرا، وسوف يكون لزاما على الأوروبيين ابتكار حلول إبداعية لدعم إنتاج وتبني تكنولوجيات نظيفة.

تشكل إصلاحات سوق الكهرباء التي تكافئ توليد الطاقة المنخفضة الكربون وبالتالي تمرير أسعار الطاقة الشمسية المنخفضة إلى المستهلكين بداية طيبة، وفي التعامل مع المركبات الكهربائية ومضخات الحرارة وغيرها من المنتجات الأكثر كفاءة، يجب أن تكون جداول التحول المستهدفة جزءا من الحزمة؛ فهي توفر اليقين الاستثماري وتوجِد التوازن بين الجزرة والعصا.

على سبيل المثال، حظرت ولاية نيويورك توصيل الغاز إلى معظم المباني الجديدة (وهو الإجراء الذي لم تُـقِـرّه ألمانيا بعد)، وبالتالي الحد تدريجيا من اعتمادها على أحد مصادر الوقود الأحفوري مع عدم فرض الضرائب عليه.

على نحو مماثل، أقرت الآن ولاية مينيسوتا، تحت قيادة الحاكم تيم والز، المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس، قانونا يُلزم المرافق العامة بتحقيق مستوى من الكهرباء الخالية من الكربون يصل إلى 60% إلى 80% من احتياجاتها بحلول عام 2030، و100% بحلول عام 2040، ارتفاعا من نحو 50% اليوم.

يُـنَـفَّذ هذا القانون بمعيار حافظة الطاقة المتجددة المرنة، لكنه يظل يمثل العصا إلى حد كبير، أما الجزرة فتتمثل في 2 مليار دولار من إعانات دعم الطاقة النظيفة، كجزء من خطة العمل الشاملة في الولاية. ولكن لا تسير كل الأمور بذات القدر من السلاسة؛ فبرغم أن خطة حاكمة نيويورك كاثي هوشول التي طال انتظارها لتقديم تسعير الازدحام في مدينة نيويورك كانت لتمول الاستثمارات المطلوبة بشدة في مجال النقل العام، فقد اعتُبِرت بمثابة وضع العصا قبل الجزرة.

في النهاية، خضعت هوشول للضغوط السياسية وتخلت عن الخطة في اللحظة الأخيرة.

تواجه الولايات المتحدة تساؤلات أعرض تتعلق بالتسلسل الآن بعد أن أثبتت إعانات دعم عديدة بموجب قانون خفض التضخم شعبيتها الشديدة، فمتى يكون الوقت المناسب لإتباع الجزرة بالعصا؟ إن انتهاء العمل بالتخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب لصالح الأثرياء في العام المقبل قد يُنظَر إليه باعتباره فرصة للبدء أخيرا في تسعير الكربون، ولكن بطبيعة الحال، كل شيء سوف يعتمد على نتائج الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

مونيكا شنيتزر رئيسة قسم الاقتصاد المقارن في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ ورئيسة المجلس الألماني للخبراء الاقتصاديين.

جيرنوت فاجنر خبير اقتصادي في مجال المناخ في كلية كولومبيا للأعمال، هو مؤلف كتاب الهندسة الجيولوجية: المقامرة.

خدمة بروجيكت سنديكيت

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرکبات الکهربائیة الطاقة الشمسیة

إقرأ أيضاً:

عمرك جربتها؟ الطريقة الصحيحة لقياس زيت السيارة

تعتبر مراقبة مستوى الزيت في السيارة من الأمور الأساسية لضمان أداء المحرك بشكل جيد ومنع حدوث الأعطال المكلفة. 

الزيت لا يقتصر دوره فقط على تشحيم الأجزاء المتحركة داخل المحرك، بل يعمل أيضًا على تقليل الاحتكاك وامتصاص الحرارة الناتجة عن التشغيل، وبالتالي يساعد في الحفاظ على عمر المحرك. 

وفي هذا المقال، نعرض الطريقة الصحيحة لقياس زيت السيارة خطوة بخطوة، بالإضافة إلى بعض النصائح التي تساهم في الحفاظ على مستوى الزيت المثالي.

لماذا من المهم قياس زيت السيارة؟

الزيت في محرك السيارة يعمل على تقليل التآكل والاحتكاك بين الأجزاء الداخلية، ويحافظ على درجات حرارة المحرك منخفضة. 

إذا كان مستوى الزيت منخفضًا أو تالفًا، قد يؤدي ذلك إلى مشاكل في المحرك مثل ارتفاع درجات الحرارة أو تآكل الأجزاء المعدنية. لذلك، من المهم قياس الزيت بانتظام للتأكد من وجود الكمية المناسبة لضمان أداء المحرك السليم.

أفضل وقت لقياس الزيت

أفضل وقت لقياس زيت السيارة هو عندما يكون المحرك باردًا أو بعد تركه لمدة 10-15 دقيقة ليبرد بعد التشغيل. 

القيام بذلك عندما يكون المحرك دافئًا قد يعطي قراءات غير دقيقة بسبب تدفق الزيت في الأجزاء المختلفة للمحرك.

أهمية الوقوف على أرض مستوية أثناء القياس

شدد الخبراء على أن الوقوف على أرض مستوية أثناء عملية قياس الزيت أمر بالغ الأهمية. 

فقد يؤدي الوقوف في مكان مائل إلى نتائج غير دقيقة، مما قد يضلل السائق بشأن مستوى الزيت الفعلي. 

لذا يُنصح بإيقاف السيارة على سطح مستوٍ تمامًا لضمان قياس دقيق لمستوى الزيت.

تحذيرات حول قياس الزيت في الصباح

حذر الخبراء من قياس الزيت مباشرة في الصباح دون تشغيل المحرك، لأن الزيت في هذه الحالة يكون راكدًا في قاع المحرك، مما يعطي قراءة غير صحيحة. 

وأكدوا أن الالتزام بالطريقة الصحيحة يضمن الحصول على قراءة دقيقة تساعد في الحفاظ على أداء المحرك وتجنب أي أضرار محتملة.

خطوات قياس زيت السيارة

1. تحضير السيارة:

قم بإيقاف السيارة على سطح مستوٍ وثابت.تأكد من أن المحرك في حالة إيقاف تام.انتظر قليلاً لتبرد المحرك إذا كان دافئًا.

2. فتح غطاء المحرك:

افتح غطاء المحرك باستخدام المقبض المخصص لذلك في السيارة.حدد موقع عصا قياس الزيت. عادةً ما تكون العصا مصنوعة من المعدن وتوجد بالقرب من المحرك، مع علامة تشير إليها بلون مميز (عادةً أصفر أو برتقالي).

3. إزالة عصا القياس وتنظيفها:

اسحب عصا القياس برفق.امسح الزيت الموجود على العصا باستخدام قطعة قماش نظيفة أو منشفة ورقية. هذا يساعد في الحصول على قراءة دقيقة.

4. إعادة إدخال العصا:

أعد العصا إلى مكانها في المحرك وتأكد من أنها دخلت بشكل صحيح حتى النهاية.

5. قراءة مستوى الزيت:

اسحب العصا مرة أخرى وانظر إلى مستوى الزيت.يجب أن ترى علامتين على العصا: واحدة تُظهر المستوى الأدنى (low) والأخرى تُظهر المستوى الأعلى (full). إذا كان الزيت بين هاتين العلامتين، فهذا يعني أن مستوى الزيت مناسب.إذا كان الزيت أقرب إلى العلامة السفلية أو تحتها، فهذا يعني أن الزيت منخفض ويحتاج إلى إضافة كمية جديدة.

6. إضافة الزيت إذا لزم الأمر:

إذا كنت بحاجة لإضافة زيت، تأكد من استخدام نوع الزيت المناسب لسيارتك حسب المواصفات المدرجة في دليل المالك.

قم بإضافة الزيت ببطء وتحقق من مستوى الزيت باستخدام العصا بين كل إضافة للتأكد من عدم إضافة كمية كبيرة.

نصائح هامة لقياس الزيت بشكل صحيح

استخدم الزيت المناسب: تأكد من استخدام زيت المحرك المناسب وفقًا لتوصيات الشركة المصنعة لسيارتك.

عدم الإفراط في إضافة الزيت: إذا أضفت كمية زيت أكبر من اللازم، قد يؤدي ذلك إلى مشاكل في المحرك مثل زيادة الضغط على الأجزاء الداخلية.

التحقق بانتظام: يجب أن يتم قياس الزيت بانتظام (كل أسبوعين أو بعد كل 1,000 إلى 2,000 كيلومتر) للتأكد من عدم نقص الزيت.

عدم الانتظار حتى يصبح الزيت قديمًا: مع مرور الوقت، يفقد الزيت بعض خواصه نتيجة للاحتكاك والحرارة، لذلك يجب تغييره بانتظام وفقًا للجدول المحدد في دليل المالك.

قياس زيت السيارة بشكل صحيح هو خطوة بسيطة ولكنها أساسية للحفاظ على محرك السيارة في حالة جيدة. 

من خلال اتباع الخطوات المذكورة بعناية وقياس الزيت بانتظام، يمكنك التأكد من أن محرك سيارتك يعمل بكفاءة ويقلل من احتمالية حدوث الأعطال. كما أن الاهتمام بنوعية الزيت وموعد تغييره يسهم بشكل كبير في إطالة عمر المحرك.

مقالات مشابهة

  • الطاقة الشمسية هبة لدعم خطط التنمية المستدامة فى مصر ندوة بهندسة أسيوط
  • مشروع بحثي جديد لتحلية المياه بالطاقة الشمسية لمواجهة مشكلة الشح المائي
  • كم فقد العراق من منظومته الكهربائية اثر توقف الغاز الايراني؟
  • الخلايا البيروفسكايتية: مستقبل واعد للطاقة الشمسية
  • اورنچ مصر أفضل شركة اتصالات في «المسؤولية المجتمعية» بأفريقيا..تفاصيل
  • البنك الأهلي يوقع اتفاقية لتركيب نظام ألواح الطاقة الشمسية في المبنى الرئيسي
  • في 2024.. أورنچ مصر أفضل شركة اتصالات بإفريقيا مسؤولة مجتمعيا
  • عمرك جربتها؟ الطريقة الصحيحة لقياس زيت السيارة
  •  وزير الكهرباء يتفقد عملية إزاحة الأعمدة الكهربائية من الخط العام بمنطقة الحتارش
  • تدشين دورة مهنية في مجال التمديدات الكهربائية وصيانة منظومة الطاقة الشمسية بشبوة