ثمة مثل يقول: «ورثت عن أبى نصف أصدقائه وكل أعدائه»
وهكذا حزب الوفد، ترث قياداته المتعاقبة عبر مسيرته الوطنية نصف أصدقاء الفترات والعهود السياسية، لكنها ترث أيضاً كل الأعداء.
تاريخ طويل من العداء لحزب الوفد أو حزب الشعب، يمتد بامتداد تاريخ الحزب.
مع انشقاق عدلى يكن عن الوفد بقيادة سعد باشا زغلول، تحول حزب الأحرار الدستوريين إلى خصم للوفد، وحليف للملك ضد الوفد.
وما إن مات سعد باشا، حتى انشق أحمد ماهر ومحمود النقراشى، وأسسا الحزب السعدى مدعين أن الحزب الجديد هو حزب الليبرالية، وأصبح همهما تحطيم الوفد وقيادته النحاس باشا وليس تحطيم الملك.
فى الأربعينيات انشق مكرم باشا عبيد سكرتير عام الحزب ورفيق النحاس باشا وصديقه الصدوق، وأسس الكتلة الوفدية وشارك فى وزارة ماهر والنقراشى عام 1945 بعد 3 سنوات من نشره «الكتاب الأسود فى العهد الأسود» الذى تحول فيه إلى تحطيم الوفد أيضا.
حتى بعد قيام ثورة يوليو، نسيت الغالبية أو تم دفعها لنسيان دور الوفد فى مكافحة طغيان الملك فؤاد وخليفته الملك فاروق وانتزاع مكاسب الشعب فى الفترة التى سميت بالفترة الليبرالية.
ظلت قيادات الوفد المصرى تكافح فى الشارع منذ 1918، وظل حزب الوفد بشكله التنظيمى يكافح عبر صناديق الانتخابات منذ 1924، ولم يتسن له الحكم سوى 7 سنوات فى 36 عاما هى الفترة من بداية الجهاد الوطنى عام 1918 وحتى حل الأحزاب 1954.
فنسيت الغالبية، التنكيل الذى تعرض له حزب الوفد فى العهد الملكى والصراع الممتد مع الملك والإنجليز، ولم يتذكروا سوى الكتاب الأسود وحادثة 4 فبراير 1942.
لماذا لا يذكرون أن الوفد هو صاحب «منظومة» الكفاح المسلح ضد الإنجليز بعد عودته للحكم عام 1950؟ لماذا لا يذكرون أن النحاس باشا هو صاحب مقولة «تقطع يدى ولا يفصل السودان عن مصر» رفضا لكل المفاوضات مع الإنجليز التى كانت تتبنى بند الخروج المصرى من السودان مقابل الخروج الإنجليزى من مصر؟
لماذا لا يذكرون أن الوفد الذى كان فيه عدد من كبار الملاك أمثال فؤاد باشا سراج الدين وكمال باشا علما، كانت غالبيته «أفندية وفلاحين» أمثال أحمد أفندى مرعى الذى أسقط رئيس الوزراء يحيى باشا إبراهيم فى انتخابات 1924؟
لماذا لا يذكرون إنجازات حكومات الوفد السياسية والتشريعية ومنها مجانية التعليم وجامعة الدول العربية ؟
وعندما قامت ثورة يوليو، كان الظن هو إنصافها للوفد الذى حارب بضراوة غرور الملك وسيطرة المحتل الإنجليزى.. لكن للأسف وكأن الثورة أضافت هدفا سابعا لأهدافها الستة، وهو «القضاء على حزب الوفد».
فتم حل الأحزاب والتنكيل برموز الوفد، وأولهم النحاس باشا.
ومر العهد الناصرى، وتحدث الجميع عن مآسى الإخوان والشيوعيين واليسار.. لكنهم لم يتحدثوا عما تعرض له الوفد فى الخمسينيات والستينيات، سوى بمشاهد سينمائية سمجة تسخر من الباشوات.
حتى الرئيس السادات الذى انقلب على الناصرية، تحمل بل سمح ونظم عودة الإخوان ولم يتحمل عودة حزب الوفد.
وهكذا لم يترك السادات المجال لفؤاد باشا سراج الدين وإبراهيم باشا فرج.. فأصدر قرارات العزل السياسى لمنعهما من ممارسة السياسة.
دفع الوفد ثمنًا باهظًا فى جميع الانتخابات التى أجريت فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك منذ 1984، والتزوير الفج فى التسعينيات، وحتى انتخابات 2010 التى انسحب منها.. لكن ما إن قامت ثورة يناير حتى نسى الجميع دور الوفد، وأهالوا التراب على نضاله فى عهد مبارك.
الآن.. أرى وجهًا سافرًا لعداء الإخوان للوفد، ردًا على وقوف الوفد فى صف الدولة الوطنية.
أداء منظم من إخوان الخارج لشيطنة الوفد وتسفيه دوره واسمه، حتى يفقد الوطن ركنًا أصيلًا وفاعلًا فى حياته السياسية الحزبية.
ربما تنتهى الأزمة، لكن لن تنتهى الخصومة مع الوفد.. فالخصومة باقية، ولن يذكر شرف الوفد إلا المنصفون.. وهم قليلون.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حزب الوفد النحاس باشا حزب الوفد الوفد فى
إقرأ أيضاً:
غدا.. روائع فرقة "رضـــا" على مسرح ساحة الهناجر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وضمن فعاليات وزارة الثقافة فى رمضان تحت شعار " من المدفع للسحور احتفالات الثقافة نور"، تحيي فرقة "رضـــا" للفنون الشعبية الليلة الثامنة عشرة والليلة التاسعة عشرة من النسخة التاسعة لبرنامج هل هلالك، الذى يقيمه قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، على مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون .
حيث تحيي فرقة "رضـــا" للفنون الشعبية التابعة للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، حفلين يوم غدا الاثنين وبعد غد الثلاثاء ٢٤ و ٢٥ مارس، وتقدم الفرقة مجموعة متنوعة من استعراضاتها التى أشتهرت بها طوال تاريخها الفني، تحت إشراف الفنانة إيناس عبد العزيز مدير عام الفرقة.
جاء إدراج الحفلين ضمن برنامج هل هلالك، عقب موافقة الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، على مد فترة إقامة البرنامج حتى ٢٦ مارس بدلا من ٢١ مارس، وذلك بعد النجاح الجماهيرى الكبير غير المسبوق، الذى حققه برنامج هل هلالك هذا العام.
تحظى النسخة التاسعة لبرنامج "هل هلالك" برؤية فنية جديدة تعيد إحياء تراثنا الفني الذى تتميز به هويتنا المصرية، من خلال إضافة منصتين فنيتين جديدتين للبرنامج، وهما منصة "غناوي زمان" للفنان عبدالرحمن عبدالله والفنانة أمنية النجار، أما المنصة الثانية فتحمل اسم "مزيكا" يقدمها عازف الكمان الفنان عمرو درويش .
وترسيخا لهويتنا، وكالمعتاد كل عام تبدأ فعاليات اليوم بمشاركة من البيت الفنى للمسرح برئاسة المخرج هشام عطوة، حيث يعرض مسرح القاهرة للعرائس برئاسة الدكتور أسامة محمد علي، رائعة الشاعر صلاح جاهين والموسيقار سيد مكاوى، عرض العرائس الشهير أوبريت "الليلة الكبيرة" لمدة ١٥ ليلة عرض متتالية.
وانطلاقا من الاهتمام بالطفل وتنمية مهاراته الفنية، يتضمن برنامج هل هلالك يوميا "ركن الطفل"، الذى يشمل ورش رسم وأشغال فنية تحت إشراف الفنانة سها كحيل، وذلك طوال فترة إقامة البرنامج.
يشار إلى أن وزارة الثقافة تهدي فعاليات النسخة التاسعة لبرنامج هل هلالك مجانا للجمهور، ويفتح القطاع أبواب مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون للجمهور فى الثامنة مساء طوال فترة إقامة البرنامج.