حرائق اليونان تشتعل بلا هوادة: إجلاء مئات السكان وسط جهود مضنية للسيطرة على النيران
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
كان من الصعب تصور أن الحريق الذي اندلع بعد ظهر يوم الأحد في غابات الصنوبر اليونانية سيخرج عن السيطرة ويستمر لمدة 20 ساعة رغم الجهود لإخماده، مثقلًا كاهل مئات رجال الإطفاء وعشرات الطائرات التي تحاول السيطرة على ألسنة النيران في الأطراف الشمالية للعاصمة، خاصة بعد إخلاء المستشفيات والضواحي السكنية.
الحرائق التي أجّجتها الرياح القوية، جائت بعد موجة حر غير مسبوقة، وبحسب وزير الأزمات المناخية والحماية المدنية فاسيليس كيكيلياس فإن النيران "شديدة الخطورة" كانت مشتعلة في منطقتين بشكل أساسي وامتدت بشكل جعل الوصول إلى بعض المناطق في شمال شرق أثينا صعبًا، لكن السلطات تبذل ما في وسعها، وقد وضعت نصف البلاد تحت حالة الطوارئ.
وفقًا لإدارة الإطفاء، فإن الجهود تتضافر لمحاولة السيطرة على الأزمة، حيث يوجد حوالي 670 رجل إطفاء مدعومين بـ27 فريقًا متخصصًا في مكافحة حرائق الغابات، بينهم أكثر من 80 عنصرًا من القوات المسلحة، بالإضافة إلى أكثر من 180 مركبة، وعدد من طائرات الهليكوبتر، وأكثر من 30 طائرة لإسقاط المياه.
في هذا السياق، تم إخلاء أكثر من 12 منطقة، بما في ذلك مستشفى للأطفال ومستشفى عسكري وعدد من دور تقديم الرعاية للمسنين والأطفال. كما أعلنت ثلاثة مستشفيات في أثينا حالة التأهب القصوى استعدادًا لعلاج أي إصابات محتملة.
وفي خطوة استباقية، فتحت السلطات قاعات الرياضة لاستقبال النازحين، وأمنت لهم غرفًا في الفنادق، فيما طلبت من بعض المناطق الأخرى التحسب لعمليات إخلاء محتملة.
وأوضحت إدارة الشرطة أنها خصصت 380 ضابطًا مع 77 مركبة، و36 دراجة نارية، وثلاث حافلات، وأربع شاحنات صغيرة للمساعدة في عمليات الإجلاء، مشيرة إلى أنه بحلول منتصف الصباح، تم إجلاء أكثر من 250 شخصًا بعيدًا عن مسار النيران.
خدمة كوبرنيكوس لإدارة الطوارئ تظهر امتداد الحرائق الجغرافي الحرائق قد تزداد خطورةمن جهتها، أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن اثنين من رجال الإطفاء أصيبوا بجروح طفيفة، فيما نُقل عدد من المدنيين إلى المستشفيات لتلقي العلاج بعد استنشاقهم الدخان.
وفي هذا السياق، حذر خبراء الأرصاد الجوية والمسؤولون الحكوميون من تصاعد خطر حرائق الغابات نظرًا للظروف الجوية المتوقعة من الأحد حتى الخميس.
الجدير بالذكر أن حرائق الغابات شائعة في اليونان خلال فصل الصيف. ففي عام 2018، اجتاح حريق ضخم بلدة ماتي الساحلية شرق أثينا، مما أدى إلى محاصرة الناس في منازلهم وعلى الطرق أثناء محاولتهم الفرار بسياراتهم. وأسفر الحريق حينها عن وفاة أكثر من 100 شخص، من بينهم أشخاص غرقوا أثناء محاولتهم السباحة بعيدًا عن النيران.
وفي العام الماضي، أسفرت حرائق الغابات في اليونان عن مقتل أكثر من 20 شخصًا، بينهم 18 مهاجرًا حوصروا وسط ألسنة اللهب أثناء تنقلهم عبر غابة في شمال شرق البلاد.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إيطاليا تحت وطأة موجة حر شديدة: السياح يعانون في فلورنسا وروما وصقلية بوادر أزمة دبلوماسية... حكومة الوحدة في ليبيا "ترفض استقبال مصر أجساماً موازية" "تحريضٌ على ارتكاب جرائم حرب".. بوريل يطالب بفرض عقوبات على سموتريتش وبن غفير حالة الطوارئ المناخية رجل إطفاء حرائق في اليونان أزمة المناخالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل روسيا فرنسا إيران الحرب في أوكرانيا الألعاب الأولمبية باريس 2024 إسرائيل روسيا فرنسا إيران الحرب في أوكرانيا الألعاب الأولمبية باريس 2024 حالة الطوارئ المناخية رجل إطفاء حرائق في اليونان أزمة المناخ إسرائيل روسيا إيران غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا سياحة فرنسا قطاع غزة حركة حماس أوكرانيا لبنان السياسة الأوروبية حرائق الغابات یعرض الآن Next فی الیونان أکثر من
إقرأ أيضاً:
هل يؤثر تسونامي اليونان على مصر؟.. خبير يجيب
شهدت الجزر اليونانية خلال اليومين الماضيين سلسلة من الزلازل المتفاوتة القوة، حيث تم تسجيل أكثر من 30 هزة أرضية تجاوزت 4 درجات على مقياس ريختر، وثلاث زلازل رئيسية تراوحت شدتها بين 5 و5.3 درجة، إضافة إلى مئات الهزات الأقل من 3 درجات، ما أثار قلق السكان والسلطات المحلية.
تركيز النشاط في حزام البراكينوفي هذا السياق، أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، أن النشاط الزلزالي الحالي يتركز في نطاق "حزام البراكين"، وليس في المنطقة الفاصلة بين الصفيحتين الأفريقية والأوروأوراسية، كما هو معتاد.
أضاف شراقي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذا الأمر يثير مخاوف من احتمال حدوث نشاط بركاني، نظرًا لأن انزلاق الصفيحة الأفريقية أسفل الأوروأوراسية يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في قاع البحر، ما يؤدي إلى انصهار الصخور وتكوين صهارة (ماجما) تحاول الصعود إلى السطح نتيجة كثافتها المنخفضة والضغط المتزايد بفعل الغازات الجوفية.
أكمل أن هذه الظاهرة الجيولوجية أسفرت عبر ملايين السنين عن تكوين سلسلة من البراكين، بعضها ظاهر فوق سطح البحر على هيئة جزر يونانية، وهو ما يجعل أي نشاط زلزالي في هذه المنطقة محل متابعة دقيقة.
نزوح سكان جزيرة سانتورينيلفت الدكتور عباس شراقي إلى أن النشاط الزلزالي المتزايد دفع آلاف السكان في جزيرة سانتوريني، التي تعد واحدة من أهم الوجهات السياحية في اليونان، إلى مغادرتها، حيث غادر نحو 9000 شخص من إجمالي سكانها البالغ 14 ألف نسمة، خشية وقوع زلازل أقوى أو حدوث ثوران بركاني قد يستمر لعدة أيام.
استبعاد خطر تسونامي وتأثير محدود على مصروأكد شراقي أنه لا توجد مؤشرات حالية على احتمال حدوث تسونامي مؤثر، موضحًا أن هذا النوع من الكوارث يتطلب زلازل قوية تتجاوز 6.5 درجة، إلى جانب عوامل جيولوجية أخرى.
كما شدد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، على أن تأثير الزلازل الحالية على مصر سيكون محدودًا للغاية، حيث تبعد هذه الهزات نحو 700 كيلومتر عن الإسكندرية، كما أن كونها سطحية بعمق 10 كيلومترات يقلل من قدرتها على الانتشار لمسافات بعيدة.
وفي ظل استمرار النشاط الزلزالي، تراقب السلطات اليونانية الوضع عن كثب، وسط تحذيرات من احتمال حدوث تطورات جيولوجية جديدة في الأيام المقبلة.