بوابة الوفد:
2024-09-10@17:54:45 GMT

دماء على المسرح

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

«دماء على الأسفلت» 1922 فيلم للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة وإخراج المبدع عاطف الطيب بطولة الفنان نور الشريف وحنان شوقى وإيمان الطوخى وحسن حسنى وطارق لطفى فيلم دق ناقوس الخطر واستشرف حال ليس جيل التسعينيات بمتغيراته الصادقة بل الأجيال القادمة وما سوف تواجهه من توحش رأس المال وضياع القدرة وغياب تام لدور الأسرة وطغيان المادة على الأخلاق فى الصحة والتعليم والفن وانتشار المخدرات والبلطجة وبداية تكوين كيانات جديدة من دوائر لرجال أعمال فاسدة تستغل نفوذها وسطوتها فى شراء النفوس الضعيفة من الموظفين، كل هذا بعد أن سادت الأنانية فنظريات «الفردية» والنفعية الذاتية على حساب البعد الاجتماعى وصلة الرحم والدور الذى يجب أن يقوم به الأبناء تجاه أسرهم فقد سافر الدكتور العلامة «سناء» نور الشريف إلى الخارج للعمل واستكمال دراسته وأبحاثه بعد عروض خارجية أغرته بالمال والمعامل الحديثة وفرصة التفوق وأثبات الذات فترك أسرته ووالده وحبيبته «سهام» إيمان الطوخى ليعود فيجد مجتمعه الصغير والكبير قد انقلب رأسًا على عقب.

. والده حسن حسنى تزوج من أخرى بعد وفاة والدته وإخوته الصغار فقراء جوعى لكنه لا يلتفت إليهم تكبرًا وغرورًا بمكانته ووضعه، أما شقيقته ولاء أو حنان شوقى فإذا بها فتاة ليل تعمل فى السياحة ظاهريًا وتبيع جسدها ليلًا مقابل «الأخضر»، وأخوه الأصغر طارق لطفى يتوهم أنه فنان وهو لا يملك أى موهبة أو إمكانيات يعمل فى فرقة مغمورة ويدمن المخدرات ويبيعها بعد أن استغلته سيدة تكبره فى العمر تعمل فى مجالات عدة جميعها مشبوهة ويضطر الابن لسرقة ملفات مهمة من مكتب أبيه تخص وزارة الصحة ومخالفات أدوية واستيراد وبيع دماء وغيرها وقضايا كثيرة جميعها متصلة بعضها البعض... الأب مغيب بالزيجة الجديدة وبلقمة العيش وسد رمق الصغار فلا يهتم بابنته ومعرفة مصدر أموالها الكبيرة ولا يدرى بحال ابنه وإدمانه وتغير خلقه وسلوكه وسرقته لملفات مهمة من مكتبه نظير رشوة ، جيل كامل فى حالة ضياع وتوهان ينتهى به الحال لأن تلقى الابنة ولاء بجسدها تحت عجلات سيارة لتنهى حياتها المدمرة الساقطة... إن الدماء التى على أسفلت الطريق هى دماء جيل غابت عنه كل أدوات التربية والتعليم والثقافة والإعلام مع هجرة الأسرة داخليًا وخارجيًا بحثًا عن المال والسلطة وتحقيق الذات واليوم انضمت التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعى والمنصات الإلكترونية إلى قائمة الأدوات الهدامة الفتاكة فى تكوين المجتمع وبناء الوعى الغائب المشوهة..
كيف انحدر السلوك العام وأصبحت البلطجة والسوقية والإباحية جزءًا من مكون الجيل الحالى.. كلمة العيب والغلط واحترام الكبير والعطف على الصغير صارت من التراث البائد واستبدلنا كل هذا بالعشوائية والفجاجة بداية من الفنون والإعلام نهاية بالتعليم والعلم، فلا تقدير لقيمة المعرفة والثقافة وإنما تعظيم دور التفاهة والصفاقة وكل ما هو غريب من أفلام ومسلسلات وبرامج تتفنن فى تقديم هؤلاء على اعتبار أنهم نجوم وتصدر الأخبار مقولة «الترند» لتحقيق أعلى نسب مشاهدة لكل ما هوغريب وشاذ، ولم نجد قوانين تروج لهذا الإسفاف الإلكترونى وتمنع مشاركة الصغار وسوقية وبجاحة الكبار... وصمت الكثير خوفًا ورهبًا فإذا بنا نجد حالة هلامية تضرب الحرم الجامعى فى حفلات التخرج وتسقط البقية الباقية من جلال وهيبة الأستاذة والصرح العلمى... إنها دماء جيل فاقد البوصلة على مسرح العلم والحياة وهى ليست مسئولية دولة ولا وزارة فقط ولا جامعة ولا مدرسة وإنما أسرة ومجتمع وحزمة حاسمة صارمة من القوانين ودور رئيسى للمعلم والمدرس والأستاذ على الكل أن يشارك ويقوم بدوره... ويصحح مساره واتجاه حتى لا نفقد ثروتنا الحقيقية فى جيل متعلم واع منضبط راق سلوكيًا وخلقيًا... دماء على الأسفلت وعلى المسرح...

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دماء على الأسفلت وسائل التواصل الاجتماعي

إقرأ أيضاً:

موسى زينل أحد أوائل مؤسسي المسرح القطري

موسى زينل فنان وممثل من أبرز رواد المسرح والثقافة القطرية، ومن مؤسسي الحركة المسرحية في بلاده. ولد عام 1945 وتوفي عام 2024. درس في مصر ونهل من فكرها وثقافتها وتأثر بفنها، وتولى عدة مناصب في بلاده أبرزها إدارة الثقافة في وزارة الإعلام والثقافة التي بقي فيها حتى تقاعده.

مولد ونشأة موسى زينل

ولد موسى زينل عام 1945 في فريج (حي) الغانم القديم، حيث نشأ وترعرع وصقلت شخصيته وبرزت ميوله الفنية والأدبية. وبدأ سنينه الأولى في تعلم القرآن الكريم على يد محفظة القرآن مريم الجابر، ثم التحق بالمدارس النظامية جنوب الحي فور ظهورها.

وخلال دراسته تعلّق باللغة العربية وأحبها، حتى كلفه معلمه بإلقاء القصائد وقراءة نصوص الدروس على الصفوف الأخرى في مدرسته.

تميز زينل بنشاطه داخل المدرسة، التي استفادت من مهاراته في الإلقاء والقراءة، فكلفته بتقديم كلمات في الطابور الصباحي. كما شارك في الفعاليات الثقافية داخلها، فانضم إلى "أصدقاء المكتبة" و"التمثيل"، واشترك أنشطة الكشافة المدرسية وفعاليات المهرجانات.

دراسة موسى زينل وتكوينه العلمي

أثرت معسكرات الكشافة في زينل وغرست فيه حب التمثيل، وكانت من المسرحيات التي شارك فيها حينها "حلاق بالجملة"، وهي مسرحية فكاهية، حضرتها رموز بارزة من كبار مسؤولي الدولة.

وأثناء دراسته في المرحلة الثانوية في المعهد الديني الإعدادي، شارك في تمثيل مسرحية "تاجر البندقية" للكاتب الإنجليزي الشهير وليام شكسبير، وأسند إليه دور الشخصية الرئيسية "اليهودي كوهين".

شارك زينل في نادي "الجزيرة" التابع لشركة "شل" النفطية، ونادي "الطليعة" الذي كان متأثرا بفكر القومية العربية.

انتقل بعدها إلى القاهرة عام 1966، والتحق بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة، وفيها تبلور فكره المسرحي والثقافي، وعاصر أحداثا فارقة عصفت بالمنطقة، أبرزها نكسة 67، التي على إثرها قرر الرئيس المصري جمال عبد الناصر التنحي، فخرج زينل مع الجماهير التي طالبت الرئيس بالعدول عن قراره، إذ كان يراه "قائدا للأمة العربية" في حينها.

وخلال وجوده في القاهرة، شارك موسى زينل في مسرحية "ثورة الموتى" ومسرحية "السلطان الحائر" لتوفيق الحكيم، ومسرحيات أخرى.

تخرج في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وعاد إلى بلاده بعد صدور قرار بتعيينه وكيلا لمدرسة "الدوحة الإعدادية"، وانتقل بعدها للعمل معيدا في جامعة قطر فور أن فتحت أبوابها عام 1973، وصار حينها من أوائل المعيدين فيها، وصدر قرار بإيفاده إلى جامعة القاهرة لمواصلة تعليمه العالي.

كان عنوان رسالته في الماجستير "لغة القصة القصيرة عند يوسف إدريس"، ومكث هناك 3 أعوام، لكنه لم ينه دراسته، وعاد لبلاده حيث كلف مراقبا عاما للنشاط الثقافي والخدمات في جامعة قطر، ومن حينها بدأ ظهوره في وسائل الإعلام.

التجربة الثقافية والمسرحية

كان زينل محبا للتمثيل منذ صغره، وشارك في إحدى التمثيليات في أحد معسكرات الكشافة، وحضرها عدد من كبار المسؤولين حينها، كما شارك بعدة مسرحيات في المعهد الديني منها مسرحية "تاجر البندقية" لشكسبير، ولكن بعد تعريبها إلى "تاجر البصرة" ومثّل الدور الرئيسي فيها.

شارك زينل بعدد من المسرحيات أثناء دراسته في القاهرة، أيام كان المسرح منتعشا أواخر الستينيات وبداية سبعينيات القرن العشرين، مما ساعده على الاطلاع على الفن المسرحي عن قرب.

بعد عودته إلى قطر تولى إدارة الثقافة في وزارة الإعلام والثقافة وتدرج في عدد من مناصبها، وعُين مديرا لإدارة الثقافة عام 1981.

اهتم بالموروث القطري والأنشطة القطرية المختلفة والفنون المتنوعة، لكنه كرس جل تركيزه على المسرح، فأبدى شغفه به ليس إداريا فقط بل ساهم أيضا في تطوير الأعمال المسرحية المحلية، فعزز التعاون مع الفرق المسرحية باستقطابه أساتذة من خارج البلاد منهم محمد الماغوط وعلي سالم.

بدأ بتنمية هذا الفن في بلاده، وقدم في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين مجموعة من المسرحيات، وساهم في تنظيم أولى الأنشطة المسرحية في قطر، وعمل على تنمية المواهب الشابة وشمل المسرح المدرسي في ذلك.

موسى زينل توفي يوم 7 سبتمبر/أيلول 2024 عن عمر ناهز 79 عاما (وزارة الثقافة القطرية)

كما اهتم بتنظيم الأيام المسرحية والاحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي أصبح لاحقا مهرجان الدوحة المسرحي، وشارك في تأسيس المسرح الجامعي في قطر.

أنشأ عام 1973 فرقة مسرحية تابعة لنادي السد واستدعى عددا من الشباب للالتحاق بها، قدمت الفرقة مسرحيات منها: "بيت الأشباح" و"من طول الغيبات"، وبعد نجاح هذه الفرقة توالت من بعدها الفرق المسرحية تباعا.

أصبح مستشارا لوزير الثقافة عام 2008، واستمر في العمل بالوزارة بصفته خبيرا حتى بلغ سن التقاعد.

الوظائف والمسؤوليات عمل في إدارة الثقافة بوزارة الإعلام والثقافة القطرية. عين مديرا لإدارة الثقافة ووزارة الإعلام القطرية عام 1981. عين مستشارا لوزير الثقافة في عام 2008. أشرف على المشاركة في المعارض الخارجية وإبراز أعمال المواهب والفنانين القطريين. الجوائز والتكريمات

وحصل الفنان القطري على عدد من الأوسمة البارزة من وزارة الثقافة وعدد من المؤسسات الخليجية والعربية والغربية، منها:

وسام الفارس الفرنسي في الفنون والآداب. وسام الكوكب الأردني. جائزة رواد الثقافة في العرب والخليج من الأردن. الوفاة

توفي موسى زينل يوم 7 سبتمبر/أيلول 2024، عن عمر ناهز 79 عاما.

ونعته شخصيات بارزة، منها حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وقال "اليوم بوفاة المرحوم انطفأت شمعة مضيئة من شموع الثقافة والمسرح القطري والعربي، وأسدل الستار على حياة كانت مليئة بالإبداع".

ونعت اللجنة الدائمة للمسرح في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولقبته بـ"رائد المسرح الخليجي"، ونعته كذلك الهيئة العربية للمسرح وقالت إنها "تشاطر الفنانين في قطر والوطن العربي أحزانهم في رحيل الأستاذ موسى زينل".

مقالات مشابهة

  • سيدة تلاحق زوجها لسداد 850 ألف جنيه متجمد مصروفات مدرسية لأطفالها.. تفاصيل
  • “قبيلة الحويطات”: دم ابننا ليس أغلى من دماء أبناء شعبنا الفلسطيني
  • ذوو الجازي: دم ابننا ليس أغلى من دماء الفلسطينيين ولن يكون آخر الشهداء
  • عبد العزيز جاسم.. بوسعود أيقونة المسرح القطري
  • موسى زينل أحد أوائل مؤسسي المسرح القطري
  • قبيلة الحويطات: دم ابننا ليس أغلى من دماء أبناء شعبنا الفلسطيني
  • "قبيلة الحويطات": دم ابننا ليس أغلى من دماء أبناء شعبنا الفلسطيني
  • ابن عم الشهيد ماهر الجازي: دم ابننا ليس أغلى من دماء الفلسطينيين
  • تعطل الدراسة في قطاع غزة للعام الثاني
  • الأقرب إلى قلبه.. حلمي التوني يبدع برسوماته في عالم الصغار