بوابة الوفد:
2025-04-30@02:57:31 GMT

يوم من عمرى

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

«يوم من عمرى» واحد من أجمل أفلام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ التى قدمها
للسينما من بين 16 فيلماً تمثل رصيدًا هائلًا على مدار مشواره الفنى.
هذا الفيلم الذى أنتج عام 1961، والمقتبس من قصة الفيلم الأمريكى «حدث ذات ليلة» والذى شاركته البطولة زبيدة ثروت وعبد السلام النابلسى ومحمود المليجى مازال محفورًا فى ذاكرتى وذاكرة أبناء جيلى كنموذج للرومانسية والكوميديا الراقية تعكس حالة من الرقى فى الإبداع.


كما أن يوم من عمرى من بين الأفلام القليلة التى تناولت المغامرات الصحفية فى قالب كوميدى كان أهم أطرافه المصور الصحفى يونس الذى جسده الرائع عبد السلام النابلسى.
وكنا ننتظر عرض الفيلم على شاشة التليفزيون المصرى بالقناة الأولى لنستمتع بأجمل أغنيات العندليب التى تضمنها الفيلم «خايف مرة أحب، بأمر الحب، ضحك ولعب وجد وحب».
ولنستمتع بأحداث الفيلم الرومانسى الرائع وشوارع القاهرة الخديوية وميادينها وخاصة ميدان الاوبرا الذى تم فيه تصوير أحد أهم مشاهد الفيلم داخل محل حلويات هارون الرشيد عقب خروج الساحرة الجميلة زبيدة ثروت من مكتب مصر للطيران لتتجه إلى المحل وخلفها عبد الحليم حافظ وعبد السلام النابلسى، هذا المحل تحول بعد ذلك بسبب هذا المشهد وعلى مدار سنوات طويلة لمزار سياحى لكل الباحثين عن مشاعر الرومانسية الجميلة.
لا أعرف لماذا تذكرت احداث هذا الفيلم الذى قضى فيه البطل "صلاح" أو عبد الحليم حافظ يوم من اجمل أيام عمره مع جميلة الجميلات "نادية" أو زبيدة ثروت فى شوارع القاهرة أوائل الستينيات من القرن الماضى، وأنا أجوب شوارع القاهرة بحثا عن دينامو لسيارتى الأسبوع الماضى على مدار يوم كامل من عمرى!
اه والله طوال اليوم أتنقل ما بين شوارع القاهرة بحثا عن الدينامو، بداية من التوفيقية التى تحول إلى سوق قبيح ضخم لقطع غيار السيارات والاكسسوارات بعد كان من أجمل أسواق الفاكهة والخضراوات وكان الباعة فيه يتفننون فى تزيين المعروضات كأنها لوحات فنية، مرورا بشوارع وسط البلد وصولًا إلى ميدان الاوبرا الذى تم هدم عماراته التاريخية ومنها طبعا العمارة التى كان بها محل حلويات هارون الرشيد وتحول إلى واحد من أسوأ الميادين بفعل الباعة الجائلين الذين افترشوه بكل أنواع البضائع،وتلاشت منه كل الذكريات الجميلة.
وبعد ساعات من الفشل فى العثور على الدينامو الجديد الذى اختفى مثل غيره من قطع الغيار والأدوية وكثير من السلع بفعل ارتفاع أسعار الدولار وعدم توافره لفترات طويلة،اضطررت اسفا إلى الذهاب إلى سوق عزبة شلبى بالمطرية،لشراء البديل المستعمل «استيراد» وبعد معاناة شديدة فى الوصول إلى عزبة شلبى مرورا بشوارع المطرية بما تحمله من كل أشكال العشوائية نجحت فى شراء الدينامو والعودة قبل منتصف الليل فى مشوار لايقل صعوبة عن الذهاب لألحق بالكهربائى قبل أن يغلق ورشته ولينتهى يوم من أسوأ أيام عمرى!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القناة الأولى یوم من

إقرأ أيضاً:

ضجيج بلا طحين

قديما قالوا "سمعنا ضجيجا ولم نر طحينًا، كثيرًا من الصخب قليلًا من الأثر"، هذا هو حال المجتمع المصري فى هذه السنوات العجاف، فهل يأتى قريبًا عام الفرج الذى يُغاث فيه القوم ويُرزَقون؟

سنوات تمر والفجوة تتسع رويدًا رويدًا بين الشعب المصرى والنخب وسط حالة مثيرة للتساؤلات عن أسباب الاختفاء الواضح للرموز والمبدعين فى ظاهرة تستحق الدراسة، فمصر التى عرفناها دائمًا (ولادة) ورائدة فى كل مجالات الثقافة والسياسة والرياضة والفن يبدو أنها قد بلغت سن اليأس فجأة وتوقفت عن الإنجاب بلا أى مبرر منطقى.

أين ذهبت الرموز الوطنية الذين طالما التفت حولهم الجماهير لتتعلم وتقتدى بهم وتسير فى نور إبداعهم نحو الأفضل؟ ما الذى منع ظهور أجيال جديدة من المبدعين بعد رحيل أو اختفاء آخر أجيال العملاقة فى شتى المجالات، كان لدينا قبل فترة قريبة أسماء خلدها التاريخ استطاعت أن تجر قاطرة الوطن نحو الريادة والتميز، وأن تشكل وجدان المصريين بكل ما هو محترم وراقٍ، فلماذا لم يتسلم الجيل الجديد هذه الراية منهم.

أين تلامذة هؤلاء؟ وهل ماتوا دون أن ينجبوا للوطن أجيالا جديدة على نفس مستوى الإبداع والتميز؟ هل وصل الحال إلى أن يصبح المتصدرون للمشهد بهذا السوء والفقر والخواء الثقافي والعلمي في مصر الرائدة التى علّمت الجميع معنى الإبداع والفن والحضارة عبر آلاف السنين؟ فكيف تصل إلى هذه الحالة من الضحالة الفكرية والفنية؟ وكيف يتصدر مشهدها الثقافى والفنى والإعلامى بعض معدومى الموهبة وفقراء الإبداع؟!

حالة مؤسفة من اختفاء الرموز المضيئة ربما لم تشهدها مصر عبر تاريخها، وظاهرة تستدعى أن ينهض مثقفو هذه الأمة ومبدعوها من كبوتهم وسباتهم العميق سريعًا فعجلة الزمان لا تتوقف، ومن يسقط لا ينهض مجددًا، ليست مشكلة دولة فحسب ولكنها مشكلة شعب بأسره ارتضى مرغمًا أو تحت وطأة السنوات العجاف بهذه الحالة المزرية من الانحطاط الأخلاقي والثقافى والفنى دون أدنى محاولة لتغيير الواقع والعودة إلى الجذور والثوابت التى تربت عليها أجيال سابقة، فهل فات الأوان، أم أن أبناء هذه الأمة مازالوا يستطيعون قلب المعادلة وإحياء تاريخ الأجداد وإعادة مصر لمكانتها وريادتها فى شتى مجالات الفكر والعلم والفن والثقافة؟!!

مقالات مشابهة

  • افتتاح المؤتمر الدولي الثامن لكلية الفنون التطبيقية جامعة دمياط
  • لوسي: مشهد فقدان فايزة الشبح لابنها الأصعب بالنسبة لها.. خاص
  • اليوم.. بيراميدز يختتم تدريباته استعدادا لمواجهة فريق حرس الحدود
  • المنتخب الوطني تحت 20 سنة يتدرب بالإسماعيلية استعدادا لسيراليون
  • كيف يمكن للمليشيا ومن يدعمها بعد كل تلك الفظائع التى إرتكبتها بحق أهل السودان أن يعيشوا معهم بسلام
  • عاجل..نائب الوزير للسياسات الضريبية: رؤية جديدة للتطوير الضريبى فى مسار الإصلاح الاقتصادى
  • ضجيج بلا طحين
  • لوسي تكشف عن جلسة جمعتها بالعوضي والمخرج محمد عبد السلام .. خاص
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ماتحت أرض الخرطوم ٢٠١٧— ٢٠١٩)
  • خالد الغندور: قرار بيسيرو سر عدم مشاركة أحمد حمدى في ودية الزمالك وبهتيم رغم جاهزيته